المقالات

الشهيد آية الله مرتضى مطهري

 

إمام جماعة مسجد الجواد عليه السلام في طهران

من سلالة طاهرة

وُلد الشهيد الشيخ مرتضى مطهري في 13 بهمن عام 1298 في مدينة فريمان. فأبوه المرحوم الشيخ محمد حسين مطهري، درس العلوم الإسلامية في النجف ‏الأشرف، وبعد فترة من الإقامة في مدن العراق والحجاز ومصر عاد إلى فريمان وقضى باقي أيام عمره التي تجاوزت المائة عام هناك. والدته بانو سكينة كانت من أسرة علمية وكان والدها الشيخ ملا جعفر روحاني. تعجب مطهري مرات عديدة من ذكاء والدته وذاكرتها العجيبة. ان أمه ذات مرة وعندما كان حاملة، شاهدت في المنام بشرى مولود يقدم الخدمات الكبيرة إلى الإسلام. ان مرتضى ذكر والدته ووالده ذكرا خيرا في الكثير من الأحيان وقال عن والده بانه تعلم أول مرة عمله تقوا والده وعمله وصدقه مع الطريق الصحيح.

التعليم والدراسة

ان الفارق الكبير بينه وبين الأطفال الآخرين، هو نزوعه إلى الصلاة في السنوات الثلاثة أو الأربعة من عمره وعشقه وحبه الكبير بتعلم الصلاة انه اجتاز أولى الخطوات التعليمة عند مكتب الشيخ علي قلي وعند والده وتعلم القرآن والكتابة والقراءة. في عام 1313 وعندما كان في الخامسة عشر من عمره توجه إلى مدينة مشهد المقدسة وتعلم مقدمات العلوم الإسلامية في مدرسة ابدال خان في مشهد وبعد تهديم بيت والده على يد عملاء رضا خان اضطر إلى مغادرة مشهد والعودة إلى موطنه وقضى أيام عمره في فريمان وقلندر آباد وهو يدرس كتب والده.

انه يتطرق إلى الأوضاع المتردية في تلك السنوات ويقول: عندما كنت طفلا كنت أعيش في خراسان في عام 1314 أو 1315. ان الأشخاص الذين يتذكرون وبالتحديد أولئك الذين كانوا يقطنون في منطقة خراسان، يعرفون بانه لا يوجد في كافة مناطق خراسان أكثر من معممين أو ثلاثة. ان الشيوخ أصحاب الـ 80 عام أو الملالي الذي يبلغون من العمر 60 أو 70 عاما والمجتهدين والمدرسين، وضعوا القبعة على رؤوسهم. تما إغلاق المدارس الدينية كافة. وكما تم إغلاق أبواب المسجد بشكل أو بآخر ولم يكن أحد ما يتصور بان الدين والمذهب يحيى مرة ثانية. آنذاك وعندما كنت في الـ 15 من عمري أو الـ 16 كنت أفكر في كافة القضايا ولم ارض إلا بدراسة العلوم الدينية. في تلك الآونة لم كنت أفكر مفهوم هذا الفكر في ظل هذه الظروف. اتجهت إلى مدينة مشهد وثم رجعت إلى مدينتي وكانت الظروف هناك صعبة كان والدي عالم دين وعجوز الذي كان في الثمانين من عمره، أخذوه بالقوة وألبسوه القبعة، لكنه عاد إلى البيت من فوق السطح، ولأنه كان يلبس زي العلماء فلم يكن يخرج من البيت. وانني كنت اردد عبارة واحدة وهي يجب ان اذهب إلى قم كان في قم آنذاك طلبة قلة كان يصل عددهم 400 شخصا.

أخيرا دخل مطهري مدينة قم بعد أشهر من وفاة مؤسس الحوزة العلمية آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم حائري، وأقام في المدرسة الفيضية، في بداية الأمر تعلم كتاب المطول الذي يتضمن المعاني والبيان والبديع، عند أستاذ الحوزة البليغ الشهيد آية الله الشيخ محمد صدوقي، كما تعلم شرح اللمعة من آية الله الحاج شهاب الدين النجفي المرعشي.

عندما دخل مدينة قم وعرف الإمام، مال إلى شخصيته. انه يقول: كنت أتصور أن روحي الظمأى سوف ترتوي من معين زلال هذه الشخصية، وإن كنا في بداية الهجرة إلى قم لم نفرغ بعد من المقدمات ولم نكن جديرين بالدخول في (العقليات)، لكن درس الأخلاق الذي كان يلقى يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع بواسطة محبوبي، والذي كان درساً في المعارف والسير والسلوك لا أخلاقاً بمعناه العلمي الجاف، كان يطربني. ودون أدنى مبالغة كان هذا الدرس يشدّ وجدي بحيث كنت أشعر بتأثيره الشديد حتى الاثنين والثلاثاء في الأسبوع التالي. وقد تبلور قسم مهم من شخصيتي الفكرية والروحية في هذه الدرس ثم في دروس أخرى درستها عند ذلك الأستاذ الإلهي طوال اثني عشر عاماً. وكان في الحقيقة روحاً قدسياً وإلهياً".

ان الأستاذ مطهري طوال التلمذ عند الإمام، تعلم من هذا الحكيم الإلهي فلسفة ملا صدرا وعرفان، ما عدى درس الأخلاق. وشارك في درس المنظومة وتعلم الأسفار عنده بشكل خصوصي. بعد فترة تعلم كفاية الأصول عند آية الله سيد محمد محقق داماد وتعلم خارج الفقه والأصول عند آية الله سيد محمد حجت كوه كمره أي وسيد محمد تقي خوانساري ودخل عام 1319 صف درس خارج عند الإمام الخميني قدس سره الذي أقامه بنفسه وكما يقول انه تعلم لفترة 12 عاما من المصدر الفياض لهذا الإنسان الكامل.

في صيف عام 1322، سمع مطهري بشهرة الراحل آية الله بروجردي إذ كان يسكن بروجرد فاتجه إلى تلك المدينة للاستفادة من محضره وسافر إلى بروجرد طيلة ثلاث سنوات قادمة وتعرف إلى أسلوبه العلمي. ان هذا التعرف تم عندما ذهب آية الله بروجردي إلى ق بجهود العلماء آنذاك منهم سماحة الإمام، وإذا لم يحضر في درسه فكان الأستاذ يشعر بغيابه ضمن التلاميذ.

قوة الاستعداد والتعليم:

انه يقول عن شخصيته ومدى قوته وتعلمه للقضايا العلمية:

انني اشعر الآن بالاستعداد للتعليم أكثر مما سبق. انني أريد اليوم بان أطالع أكثر وأتعلم وادرس. انها من الألطاف الإلهية بانه مع ان الكثير من علماء أصحاب الرأي، يعيدون النظر في نظرياتهم في عدة أعوام، مرة واحدة وكما يقال انهم يغيرون رأيهم وقد يميلون إلى عدة أفكار وآراء متعارضة، فإنني لم أدون سطرا واحدا منذ الشباب حتى يومنا هذا لم أراجعها لكي أرى هل هي خطأ.

كانت له شخصية علمية بحيث أطلق عليه آية الله الخوئي، البحر الهائج، في إحدى اللقاءات التي جمعت الشهيد به. وقال عنه: ان مطهري يشبه من البعيد المنطق (حديدي) ويشبه الفلسفة والحكمة من الوسط ويشبه العرفان من القريب.

دوره في ظهور الثورة الإسلامية:

مشروع الأيديولوجية الإسلامية

ان آثاره في مختلف القضايا والموضوعات المختلفة، تدل على دوره الخالد. أدت تعدد دراساته إلى معرفته الدائمة بحاجات المجتمع وان يقوم وفقا للموضوع بحل الشبهات، من الملفت قراءة الذكرى التالية:

انه يقول عن دراساته الفلسفية: بدأت دراسة العلوم العقلية عام 1323 وانني كنت اشعر بهذه الرغبة في نفسي دائما لأتعلم منطق الماديين وفكرهم عن كثب. وان أقرا أفكارهم ومعتقداتهم من خلال كتبهم. لا أتذكر بالتحديد، ربما تعرفت في عام 25 مع بعض كتب الماديين التي كانت تنشرها حزب التودة باللغة الفارسية أو كانت تنشر باللغة العربية في مصر. كنت أقرا كتب الدكتور تقي اراني بإمعان وبما انني لم كنت استوعب المصطلحات الفلسفية آنذاك فكان من الصعب فهم القضايا التي تتطرق إليها، كنت اقرأها كرارا ومرارا وكنت أقوم بتدوين أهم ما جاء فيها وأراجع مختلف الكتب، كنت قد قرأت بعض من كتب اراني كثيرا بحيث حفظت بعض العبارات.

الهجرة إلى طهران

ان الفقر الشديد الذي كان يعاني منه الأستاذ في حياته، أرغمه على ترك موطنه العملي والبحثي المألوف. هاجر إلى طهران في نفس العام وبدا بنشاطاته العلمية والدراسية في نفس السنة وقام بالتدريس في مدرسة سبهسالار ومدرسة مروي، إذ استمرت حتى 3 سنوات قبل استشهاده. انه كتب مقدمة وهامش على الجلد الأول من أصول الفلسفة عام 1332 كما أنهى شرح الجلد الثاني في العام القادم.

انه بدا عام 1334 نشاطه العلمي في كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية واستمر في مهنة التعليم والتدريس رغم الصعوبات التي كان يواجهها من جانب نظام الشاه وبعض الأساتذة العملاء، فاستمر في هذه المهنة 22 عاما. في هذه السنوات، كان يقوم الأستاذ بالتعاون مع الجمعية الإسلامية للمهندسين والجمعية الإسلامية للأطباء والجمعية الإسلامية لطلاب جامعة طهران.

يقال بانه كان يدرس لساعات قبل الحضور في جلسة التدريس واعتلاء المنبر وإذا ما حدث بانه لم يطالع، فانه لم يتجه للتدريس ذلك اليوم ولم يكن يعتلي المنبر.

بدأت أول جلسة لتفسير القرآن في السنوات الأولى من دخوله في مدينة طهران وذلك في الجمعية الإسلامية للطلاب. في عام 1337 شارك في جلسات الجمعية الإسلامية للأطباء وقام بالتطرق إلى قضايا عقائدية حساسة وتمكن من الرد على أسئلة الجيل الدارس وبهذا تمكن طوال عقدين من الزمن من التطرق إلى قضايا مهمة في الجمعية كـ التوحيد والنبوة والمعاد وقضية الحجاب والعبودية من منظار الإسلام وصلح الإمام الحسن عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام وقضية الخلاقة وقضية الإمام الرضا عليه السلام وولاية العهد وتربية الجسد والاستعداد العقلي وعوامل التربية الإسلامية والفطرة والربا والبنك والتامين و... واهتم بتربية أناس مستعدين في ذلك المحفل. في نفس الوقت قان بتدريس الأسفار وتقديم قضايا كلامية شاملة وبعدما عرف حاجة الشباب والناشئين عام 1339 نشر الجلد الأول من كتاب (داستان راستان) ونشر الجلد الثاني عام 43 إذ واجه ترحيبا كبيرا وثم تسلم جائزة منحته إياه اليونسكو.

كتب إبراهيم مهدوي عام 1345 مقالا في مجلة (زن روز) حول الحجاب والمرأة، إذ قام الأستاذ وبجرأة ومن دون الخوف من الآخرين وأقوالهم بنشر سلسلة مقالات بعنوان نظام حقوق المرأة في الإسلام في نفس المجلة ورد على ترهات وأباطيل ذلك الكاتب وثم نشر تلك المقالات التي واجهت ترحيبا كبيرا.

عندما كان نظام الشاه يعتمد على نشر القومية وكان يروج للقيم القومية في البلاد في كافة المستويات من الأسرة حتى الجامعة وكانت تركز المجموعات اليسارية على هذه القضية، وكانت هذه القضية تعتبر القاسم المشترك بينها وبين نظام الشاه، استوعب مطهري خطر نمو هذه النزعة التاريخية التي تريد إحياء الماضي والقومية المتطرفة وكتب كتاب (خدمات متقابل إسلام وإيران) واظهر بان الإسلام وإيران ليسا بمقولتين منفصلتين ويعود كل ما نفتخر بامتلاكها، مصدره إلى الإسلام.

النشاطات السياسية والنضالية

كان يتابع مطهري بشكل أو بآخر سير حركة فدائيي الإسلام وكان يساندهم في برهة من الزمن ويقوم بتوجيه النقد لممارساتهم العنيفة في برهة أخرى ويدعوهم إلى التسليم والخضوع لمرجعية الشيعة الكبرى.

انه كان مناضلا مليئا بالحماس ولم يكن يخاف من النظام. قال الشاه بان على الأساتذة ان يجتمعوا ويتحدثوا حول الثورة البيضاء وإذا كانت لديهم انتقادات فعليهم طرحها، في هذا المجال، قاموا بدعوة الشهيد مطهري وأرسلوا رسالة تهديد بانه لو لم يحضر فنقوم بأفعال ما لكنه رد: انني لم اذهب ولا يهمني ماذا يحدث.

بعد ما بدأت نهضة علماء الدين بقيادة الإمام الخميني قدس سره، قام مطهري بكل ما لديه من قوة بتقوية مواقف قائده وأستاذه ودفع الثمن في ليلة عاشوراء عام 1342 وبعد العودة من خطابة ألقاها في شارع بيروزي وألقى عملاء نظام الشاه القبض عليه. انه بالرغم من كافة المشاكل، لم تخيب آماله وبتكوين اجتماعات ودية علمية وفكاهية، لم يترك الجهاد في السجن.

يكتب الأستاذ مطهري في تقويم يوم 26 من تير عام 42: أطلق سراحي في هذا اليوم في الساعة السادسة مساءا من سجن شهرباني المؤقت، اللهم اختم لنا بالخير والعافية والسلامية والبركة.

كما كان له الدور الكبير في المشاركة في تكوين جمعية مؤتلفة التي لعب في تلك الفترة دورا بارزا في تنظيم المظاهرات والنشاطات السياسية ونشر إعلانات الإمام في كافة أنحاء البلاد. وبأمر من الإمام كون كل من أستاذ مطهري إلى جانب الدكتور بهشتي وحجة الإسلام أنواري ومولائي وغفوري، مجلس فقهاء مؤتلفة وكما لعب دورا كبيرا في إعداد أيديولوجية الجمعية. ان كتاب (إنسان وسرنوشت) كان حصيلة تدريس تلك المجموعة.

في عام 1349 وبسبب نشر بيان بتوقيعه إلى جانب سماحة العلامة طبطبائي وآية الله الحاج سيد أبو الفضل مجتهد زنجاني، حول جمع المساعدات للمشردين الفلسطينيين والإعلان عن الأمر في محاضرة في حسينية الإرشاد، ألقاه السافاك في السجن.

في الخامس عشر من خرداد عام 1354 اجتمع الطلاب في المدرسة الفيضية تخليدا لذكرى شهداء عام 42. قام السافاك في السابع عشر من خرداد بإرسال الحرس الملكي والهجوم المسلح على المدرسة الفيضية قمع الطلاب بشدة وجرح كثير من المتواجدين وقام بنقل كافة المتواجدين في المدرسة إذ يصل عددهم ما يقارب 400 شخص إلى سجن اوين وإغلاق المدرسة الفيضية، من جهة أخرى قام بمعرفة المسببين للحادث وسجن الأستاذ مطهري لفترة قصيرة في الزنزانة الانفرادية.

ان السافاك كان يراقب الأستاذ دائما وحتى كان يراقب محاضراته التي يلقيها في مسجد جاويد وأمر بدراسة محاضراته دراسة ثانية وطالب السافاك في طهران وشميرانات بمراقبة الأمور. استمرت هذه الممارسات الايذائية حتى عرف السافاك بنشر كتاب العدل الإلهي وطالب إرسال نسخة من الكتاب للدائرة العامة للأمن القومي.

ان توجيه حسينية الإرشاد كمركز لتوجيه جيل الشباب كان من الأعمال الثقافية العامة التي قام بها الشهيد مطهري. بعد إغلاق حسينية الإرشاد، انتقل الأستاذ إلى مسجد الجواد عليه السلام. فمنذ عام 1349 حتى 1351 كان يشرف على البرامج الدعائية لمسجد الجواد عليه السلام وكان هو المتحدث الرئيس هناك، كما كان يدير هذا المسجد الذي كان يمتلك قاعة للتبليغ. انه والى جانب إمامة المسجد كان يخطط لإقامة جلسات تفسير القرآن وكافة البرامج الثقافية ويقوم بإدارتها. بعد فترة أغلق مسجد الجواد على يد نظام الشاه، وان الأستاذ كان يقيم أغلبية محاضراته في مسجد جاويد ومسجد ارك. كما كتب كتاب (إنسان كامل) الذي انتشر بعد استشهاده وكان نتيجة محاضراته في مسجد جاويد طهران، إذ كان الشهيد مفتح إمام الجماعة في ويتولى إدارة المسجد. لكن استمرت نشاطاته التبليغية، منع الأستاذ من اعتلاء المنبر عام 1354 واستمر هذا الأمر حتى انتصار الثورة الإسلامية.

الوقوف في وجه الأفكار الالتقاطية

تعود فترة محددة من نشاطاته إلى بعد ظهور النزعات الشيوعية في منظمة مجاهدي خلق ونشر البيان الذي أعلنت مجموعة ما بأنها أصبحت شيوعية. قام الشهيد مطهري بالنشاط بقوة وكان يقوم بتدوين الكتب والكراسات في العامين الأخيرين من حياته. كتب من أمثال حول التوحيد والنبوة وقيام الإمام المهدي وفلسفة التاريخ والاقتصاد إذ كان يرد على الشبهات.

تنظيم علماء المناضلين

في خضم الثورة الإسلامية، كان ينشط تنظيم علماء المناضلين في 8 مناطق من طهران وكان يدير عالمان واعيان وملتزمان أي منطقة. ان التنظيم كان يتكون من 2 أو 3 مستشارين، لم يتأطر نشاطهم بمنطقة خاصة وكانوا يحددون المسار الرئيس للأعمال ويصدرونها للمناطق.

ان الشهيد مطهري والشهيد بهشتي كانا من المستشارين للتنظيم؛ وكان الأستاذ مطهري يدون الكثير من البيانات، ان مسودة النظام الأساسي لعلماء المناضلين كان من إعداده إذ تمت المصادقة عليه بعد استشهاده في الجمعية العامة التي أقيمت برعاية الشهيد بهشتي.

تمت أهم الأعمال في تلك الفترة على يد جمعية علماء الدين المناضلين، فيما يتعلق بالاجتماعات والمظاهرات الشعبية والجلسات الكبرى والمحاضرات.

كما لعب أدوارا مهمة بعد الثورة.

ان تقديم مقترح إرسال وفد برئاسة المهندس مهدي بازركان لتوفير نفط للاستهلاك الداخلي الذي عرفت بهيئة النفط، كانت من الأعمال التي قام بها الأستاذ مطهري.

كما كان تكوين مجلس الثورة والقبول بالأعضاء من النشاطات التي قام بها في سبيل تطوير أهداف الثورة. انه لعب دورا مؤثرا في هذه الشورى في الحؤول دون الأحداث المؤلمة واستغلال العناصر المعارضة للنهضة.

انه كان يتولى رئاسة لجنة الترحيب بقائد الثورة بنفسه وقام باستقبال الإمام بأفضل الأشكال بمساعدة الناس والقوات المخلصة وثم التف نحو الأستاذ كمستشار شفيق.

مطهري، مطهري، مطهري

بعد اغتيال الفريق الأول ولي الله قرني قال الأستاذ مطهري:

أتمنى لو كان موتي، موتا في سبيل العقيدة ولو قتلوني فأكون على يقين باني قتلت في سبيل معتقدي التي كتبت لها لسنوات وصرخت.

أخيرا في يوم الثلاثاء الـ 11 من ارديبهشت عام 1358 وعند الرجوع من اجتماع مجلس الثورة وعندما لم يكن يسمع صوت إلا صوت أجنحة الملائكة التي هبطت على الأرض لطيران الروح المطهرة للأستاذ مطهري، تم استهداف رأسه، دخلت الرصاصة من خلف الرأس عند الإذن وخرجت من أعلى الحاجب. شهد شهداء كثيرون درجات تهجده ومناجاته الليلية منذ سنوات الشباب والشاهد الأخير هو الساعة التي يضعها في الغرفة لكي يستيقظ بواسطة المنبه في الساعة الـ 2 فجرا يوم الحادي عشر من ارديبهشت فان المنبه رن واستمر، لكنه كان يجهل بان مطهري هذه المرة بدا الشهيد مطهري عروج العرفاء قبل سرعة الزمن.

صباح ذلك اليوم تم تشييع جثمانه المطهر على أيدي الناس من طهران إلى قم وتم دفنه إلى جانب مرقد كريمة أهل البيت عليهم السلام السيدة معصومة عليها السلام، وضع الإمام يده على لحيته في حزنه وقال: مطهري، مطهري، مطهري.

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب