المقالات

الشهيد حجة الاسلام و المسلمين سيد مصطفي رفعتي بورشمس

 

امام جماعة مسجد فاطمة الزهراء و مسجد طليعة

لن أصنع هذا أبدا...

ولد في 11/ 12/ 1327 في مدينة اصفهان في أسرة مذهبية متدينة، قصي عهد طفولته في مولده ثم دخل احدي مدارس الابتدائية في اصفهان، ماكاد أن ينتهي من دراساته الابتدائية حتي أرسله أبواه الي حوزة عبدالعظيم العلمية وذلك نظرا لجو أسرته المذهبية وحبه الوافر بالعلوم الدينية والشرعية، غيرأنه مالبث هناك طويلا حيث انتقل الي الحوزة العلمية في قم، وواصل هناك متزامنا مع تعلمه في الحوزة العلمية دراساته في الثانوية المسائية الي أن انتهت منها ومن دراساته الحوزوية بسنة واحدة، ثم ذهب برفقة ابيه سيد حسين شمس الواعظين الي العتبات العاليات بسنة 1341، وعمّمه أحد المراجع الكبار من علماء النجف ولم يكن يتجاوز الاربعة عشر حينذاك، وبعد أربعة أشهر عاد الي اصفهان، وتواصل فيها دراساته في مدرسة الصدر الشهيرة.

انه كان يؤمن بالطريق الذي اختاره وكان يصمد امام كل من كان يقول له أن يخلع عمامته ويغيّر طريقه ومنهجه،  كانوا قد اقترحوا له الزواج مع احدي بنات الاقرباء، ولكن أسرة البنت وافقت مع ذلك شريطة أن يخلع هو ملابس رجال الدين، غيرانه ما سمع هذا الاقتراح حتي اتقد غضبا وتغيّرت ملامح وجهه، وقال: اني لن أصنع هذا أبدا.

عند اميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام:

ذهب سنة 1342ه.ش الي مشهد، فرأي امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في المنام بعد زيارته قبر الامام الرضا عليه السلام، وكان قدقال له أمير المؤمنين ماهي حوائجك؟ وهو كان قد قال: العلم والعمل والسعادة في كلا دارين العاجل والآجل. ثم تواصل مدارسة العلوم الدينية والشرعية بعد عودته من مشهد وبعد أن كان قد حصل علي معنوية اكثر، وبدأ بالتبليغ والارشاد وتنوير الناس، وفي اصفهان فضلا عن القاء الخطابات والوعوظ كان اماما بمساجد سرطاوه وسيد مصطفي خميني و المسجد الرضوي، كما انه أقام اول مظاهرة في مسجد سرطاوه باصفهان.

من لي غيرك:

يذكر عنه معارفه وأقاربه أنه كان يتمتع بحياء كبير، وكان دمثا طيب الخلق، وعاملا بما يقول، كما كان عابدا كبيرا ويشارك دوما في أدعية الكميل والندبة ويحث الآخرين و يشجعهم علي المشاركة في تلك الأدعية، أتذكّر أنني عندما قرأت عفويا عبارة : "الهي و ربي من لي غيرك" من الدعاء الشريف مكث قليلا وقال: لو كنتم تقولون هذه العبارة عن صميم قلوبكم لما تبقي أية مشاكل في حياتكم. ان الشهيد كان له يد أيضا في بعض الاعمال الفنية الخاصة كتصليح بعض الادوات المنزلية. 

بحثا عن هواء طلق:

انه كان عالما خطيبا وتربّي علي تربية دينية وكان فضلا عن التعلم في الحوزات المختلفة يشارك في مع بقية الثوار والمجاهدين في النشاطات الثوروية ويحثّ الشعب علي ذلك وينوّرهم وذلك لروحه المناضلة والثوروية وحبه الوافر للامام الخميني قدس سره الشريف، فكان يشارك بكثرة في المظاهرات المختلفة ويميط اللثام عن وجه الحكومة الشاهنشاهية الخائنة والطاغوتية بخطاباته الغراء ومواعظه الثوروية.

تزوج بسنة 1346 مع أسرة متجذرة متدينة في اصفهان، غيرأن روحه الطموح لم تكن لها قرار في منزله ومولده حيث عزم علي ان يوسع دائرة نشاطاته الثوروية والدينية، ومن ثم هاجر سنة 1355 من اصفهان الي طهران أملا أن يشارك في الكفاح والثورة الايرانية بأيد طولي وبحرّية أكثر، كما أنه استوعب "خارج الكفاية" لدي أساتذة الحوزة العلمية بطهران وهنالك تعرّف علي عدد من رجال الدين المناضلين وبذل قصاري جهده جنبا الي جنب هؤلاء المجاهدين والشعب الايراني الأبي للاطاحة بالنظام الشاهنشاهي العميل واقامة نظام جمهوري اسلامي، وهو كان ممن احتج في مسجد جامعة طهران ومن أحد مديري هذا الاحتجاج اعتراضا باغلاق المطارات وتأجيل دخول الامام الي الوطن.

 مشفق و نشيط:

تولّي بعد انتصارالثورة الاسلامية في ايران وبأمر من نائب الامام منصبَ معاونية لجنة منطقة 12 بطهران وكان متزامنا مع هذا المنصب اماما بمسجد طليعة في ساحة جمرك، كما كان المسؤولَ المركزي لمكتب جمعية علماء الدين المناضلين (جامعه روحانيت مبارز) في غرب مدينة طهران ولكنه بعد مدة ونظرا لحاجة ماسة وضرورة ملحة تولي منصب الامامة بمسجد فاطمة الزهراء في شارع الاستاذ معين وأقام هناك جلسات مختلفة للوعظ والخطابة وكما أقام حلقات عقدية مختلفة ورحلات طلابية عديدة.

وفي شهرمهر عام 1360ه.ش سافر الي الحج برفقة وفد من نواب الامام لتبيلغ الاسلام الاصيل وتعميم جذور الثورة الاسلامية الايرانية، وبعد هذا السفر تولّي مسؤولية الدائرة العقديّة والسياسية لشرطة المرور التابعة للدرك الوطني وحاول في رفع الوعي السياسي والعقدي للشرطة. وهو كان يري: أنه يجب أن نعرف القوات الأصيلة والملتزمة ويجب ان نكنّ لها الاحترام والتقدير وفقا لالتزامهم وتقواهم، فالمهم والأساس رغم مراعاة الترتبيّة القائمة بين الجنود هو الايمان والالتزام والتقوي، كما كان يقول: يجب ان نصنع قواتا مهرة ونعلّمهم الاسلام تمام التعليم، ويجب أن لانطرد الرجال والاشخاص الذين فيهم الارضية المناسبة لتحلية النفس وتزكيتها. فكان يزور مراكز شرطة المرور في كل انحاء الوطن ويعالج مشاكلها ومطالبها.

وسافر الي خرمشهر بعد فتحها لاعادة فتح شرطة حركات المرور ومراقبة جبهات القتال المختلفة، غيرأن المنافقين والاحزاب المناوئة لم يستطيعوا أن يتحمّلوه كقوة متينة شجاعة، بحيث قتلوه غيلة بتاريخ 12/ 3/ 61ه.ش وذلك حين عودته من القرار المركزي لشرطة المرور وذهابه الي مهدية طهران علي مقربة من مسجده ومحرابه، بحيث استشهد من جراء اصابة طلقة في صدره.  يقع قبر الشهيد حاليا في جنب قبر عبدالعظيم الحسني (س).

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب