المقالات

الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الشيخ غلام رضا سمرقندي

 

إمام جماعة مسجد باب الحوائج في منطقة طهران بارس

تعليم القرآن في فترتين

ولد عام 1308 في عائلة متدينة في مدينة نيشابور. كان والده حجة الإسلام والمسلمين الحاج شيخ عباس سمرقندي من علماء الدين الذين هاجروا من سمرقند إلى إيران وكانت والدته زوجة كريمة لأبيه إذ ترعرع أبناءها في أحضانها الحنونة.

بدا التعليم الابتدائي منذ الرابعة من العمر لدى والده والتحق بمدرسة "ملي" عندما كان في السابعة. ثم دخل مدرسة عباس قلي خان في مدينة مشهد في سن الـ 13 لتعلم العلوم الدينية كي يتلقى الدراسة إلى جانب والده وفيما بعد دخل مدرسة نواب العلمية وفي هذه المدرسة لبس لباس علماء الدين المقدس. تزوج من بنت عمه عندما كان في الـ 17 من العمر وتوجه إلى طهران برفقة أبويه وقام بتبليغ الدين وتوجيه الناس في ملارد شهريار.

بعد وفاة أبيه عام 1342 جاء إلى طهران واستمر بالدراسة في مدرسة جيذر كما استمر في النضال في طهران. وشهدت إحياء نظام آباد ومن ثم شميران نو وفي العامين الأخيرين حي فرجام الشرقي نضال هذا الصديق لروح الله الذي لا يعرف الكلل والملل. انه كان إمام جماعة مسجد باب الحوائج في طهران والى جانب إقامة الصلاة كان يقوم بتعليم القرآن للبنات ومن ثم الناشئين من الأولاد في فترتين وعبر الجوائز الصغيرة التي يمنحها لهم كان يخلق في نفوسهم الاشتياق لتعلم القرآن.

شريط مسجل

كانت خطاباته تكشف الوجه الحقيقي لنظام الشاه والبهلوي المنحوس وكان النظام بغية إخماده، يمنعه من اعتلاء المنبر. انه فضلا عن الكشف عن خفايا الأمور والتثقيف كان يحضر في جوف النضال ويقوم ببث الإعلانات وشريط مسجل للإمام ويشارك في المظاهرات ويقوم بصناعة كوكتيل مولوتوف. ذات مرة قامت قوات السافاك في هجوم شامل بتفتيش بيته لكن بكل سرور لم تعثر عن شيء هناك. تقول زوجته عن هذا الحادث: ذات مرة كان زوجي قد سجل شريطا حول الإمام ووضعه على ساعة البيت وخرج للمشاركة في المظاهرات خارج البيت. بعد فترة سمعت صوتا فتحت الباب وشاهدت عملاء السافاك انهم هجموا على بيتنا وفتشوا كل مكان وأثاروا الفوضى لكن مع ان الساعة كانت أمامهم إلا انهم لم يكونوا ليشاهدوا الشريط المسجل عليها. وضعوا كافة الأشرطة في جهاز التسجيل لكن لم يعثروا على شيء وبفضل الله لم يكشفوا شريط زوجي وذهبوا.

ترسخ كتبكم بهذا الأسلوب...

يقول ابنه:

انه عندما كان يقوم بتغليف كتبنا الدراسية كان يجعل صور نظام الشاه وفرح تحت التغليف عندما كنا نسأله السبب كان يقول تصبح كتبكم قوية بهذا الأسلوب. كانت لدينا خزانة صنعها أخي وكان لها باب خفي خلف بابها إذ كان يخفي والدي رسالة الإمام الخميني قدس سره والشهيد بهشتي وكتب الشهيد مطهري كان والدي يمتلك مكتبة إذ كانت مكانا لنشاطاته قبل وبعد الثورة.

إنني أدير شؤون حياتي

تقول ابنته: انه كان ينفق كل راتبه الذي يتسلمه من الحوزة العلمية وكان يقول هناك الكثير من الطلاب بحاجة إلى هذا الراتب. ان ما أستطيع فعله هو ان أدير حياتي بنفسي انه كان يعرف مهنة التصليح وعلى هذا كان أهالي الحي يقولون لو نشاهده دون لباس عالم الدين لم نكن نعرف بأنه عالم دين. انه لم يكن يتوانى عن بذل أي شيء يصب لمصلحة الناس حتى لو تذهبوا إلى شارع ارديبهشت لترون بان هناك أشجار قد زرعها أبي.

خادم الشعب والمسجد

انه كان يقوم بتنظيم مختلف النشاطات في المسجد إذ تعد إقامة صفوف أيديولوجية والمساعدات المبدئية وتعليم الأسلحة جزءا من هذه النشاطات. في كثير من الليالي كان يقوم بتنظيف المسجد بنفسه وكان يقول قدماء المسجد: عندما نحضر في المسجد نتذكر بأنه وضع حجر بناء المسجد واحدة تلو الأخرى وبما ان الشيخ كان يعرف مهنة البناء فكان يقوم ببناء المسجد بنفسه بمساعدة الناس.

اهدي قصرا

يقول ابنه في أيام رمضان المبارك كنا نصوم أنا وأطفال الحي وكان يقوم والدي بإعداد حلويات ويمنحها للشباب كهدية ويقول كلوا هذه حتى تصبحوا أقوياء انه كان يشجعنا على حفظ القرآن ويقول من يستطيع حفظ سورة من القرآن إنني امنحه جائزة وان الجوائز كانت صغيرة كالقلم والبراية ولو كان هناك من يحفظ 15 جزء من القرآن فكانت الجائزة دمية مصنوعة بشكل القصر وكان يقول إنني اهدي قصر هذا الدنيا والله تعالى يهديه قصر الجنة.

ان الله تعالى يحفظ أولادي

بعد انتصار الثورة الإسلامية المجيدة وبما انه كان معروفا في فترة النضال فاختير على يد أهالي شميران نو كرئيس للجنة الحي. في عام 1359انتقل إلى لجنة طهران بارس وقام بتقسيم أراضي المسئولين الفاسدين الواقعة في بين الكوثر وخاك سفيد بين الناس.

يقول ابنه:

منذ ان أتذكر كان باب بيتنا مفتوحا على كافة الناس سواء كنا نعيش في شميران نو أو في الفترة التي انتقلنا إلى طهران بارس كان أبي يمتلك صلاحية الكثير من الأراضي التي قام بتقسيمها بين الناس من جهة أخرى تزوج اثنان من أبناء الوالد وكانا قد استأجرا بيتا قال عدد من أصدقاء والدي له: لديكم أولاد فقوموا بمنح الأراضي التي تقسمونها إلى أولادكم، قال والدي لا أستطيع ان أقدم جوابا على الثقة التي منحت لي. أو الله يحفظ أولادي وان شاء الله يصل ذلك اليوم الذي يمنحهم رزقهم وإذا تمكنوا فيمكنهم شراء البيت وإذا لم يتمكنوا فأنهم يعيشون كما أعيش أنا إنني اعرف أناس ليس لديهم شيء فيجبهم منح البيت أولا.

سعر بيضتين

تقول ابنته: بعد بداية الحرب المفروضة، أوكلت مهمة إسناد الجبهات إلى والدي. أتذكر كنا نقوم بإعداد الفستق واللوز أو نقوم بإعداد حبة السكر حتى تجرح أصابعنا كانت أمي تسهر حتى تقوم بحياكة القبعة كان أبي يذهب إلى جامعة العلوم والصناعة ويأتي بملابس المقاتلين الممزقة ويقسمها على أهالي الحي كي يقوم الجميع بإعداد الألبسة كل وفقا لاستطاعته كان البعض يقوم بإعداد المربى و على كل كان أبي قام بتعبئة الناس إذ جاءت في يوم من الأيام عجوز وقالت وهي تبكي لا امتلك سوى هذه البيضتين وأريد ان تصل كما هي بيد المقاتلين قال والدي إلى أخي: يا مهدي ان قيمة البيضتين أكثر من سيارة من المعلبات والمساعدات الأخرى.

 مستوصف للمحرومين

في عام 1360 وبعد الهيمنة على فرق من المنافقين جعل هناك مستوصفا وأطلق عليه اسم الشهيد فيما بعد. ان هذه الحركة أثارت غضب المنافقين وقاموا مرات عدة بعمليات تهدف قتله وعلى هذا وضع محافظ له لكن في فجر اليوم الثامن من ارديبهشت عام 1361 وعندما كان هذا العالم الديني وبرفقة أحد الضباط المضحين وهو الشهيد قربان إطاعتي متجها إلى جبهات الحق في وجه الباطل وفي شارع باقر خان وأمام مستشفى إمام الخميني قدس سره تم استهدافه برصاصات العدو فأصيب برصاصتين في رأسه وقلبه واستشهد (كما استشهد فضلا عن الحارس شخصان كانا يركبان دراجة نارية وعجوز برية)

المعزين المجهولين

تقول بنت الشهيد:

في اليوم الثاني أو الثالث بعد استشهاد والدي جاء شخص وطرق باب البيت كان حزينا ويبكي حتى أغمي عليه. جئنا به إلى البيت وتحدثت أمي معه كي يهدئ عندما تحسنت ظروفه قال يا سيدتي ان أولادكم لم يفقدوا آباءهم فحسب بل أصبحت أنا وأطفالي يتيمين فكان الشهيد يعرف كان مشاكلنا وكان يهتم بنا وكان يأتي بالطعام لنا ليلا وعندما ذهب أولادي إلى المدرسة فكان الشهيد يقوم بإعداد كافة وسائلهم التي يحتاجونها في المدرسة.

هناك الكثير مما تشابه هذا الحدث. جاء الكثير بعد استشهاده وقال بأنه قدم الكثير من المساعدات لنا يقول هذا لدى أبناء مرضى وساعدني الشهيد ويقول ذاك لم يكن لديه بيتا أو فرشا... هذا فضلا عن المساعدات التي كنا نعرف عنها الكثير. وحتى قمنا في بعض الأحيان بتقديم العون في تلك المساعدات إلى والدي. يقول والدي: أنت حافظة سر هذه الأسر ويجب ان لا تشاهدين شيئا ولا تسمعين شيئا عندما تأتين معي.

خبر صحيفة كيهان

على إثر هجوم مهاجمين مسلحين في شارع باقر خان استشهد حجة الإسلام والمسلمين سمرقندي إمام جماعة مسجد أبي الفضل سلام الله عليه في حي نارمك كما استشهد ضابط.

 كان حجة الإسلام سمرقندي وبعد توديع الناس المتواجدين في مسجد أبي الفضل عليه السلام متجها إلى الجبهة صباحا إذ استشهد على يد المنافقين.

في حادثة اغتيال حديث في الساعة الـ 6 و45 دقيقة صباحا يوم أمس في شارع باقر خان أمام الباب الشمالي لمستشفى الإمام الخميني قدس سره، قام عدد من المنافقين المسلحين الذين كانوا يركبون سيارة عنابية، بالهجوم على حجة الإسلام سمرقندي إمام جماعة مسجد أبي الفضل في حي "نارمك" فاستشهد برفقة حراسه واستشهد برفقة أحد حراسه. كان هناك ضابط إلى جانب حجة الإسلام سمرقندي إذ جرح إثر هجوم المهاجمين ونقل إلى المستشفى.

وكما أفاد مراسل كيهان كان المهاجمون 3 أشخاص وقاموا برمي السيارة في الساعة الـ 6 والنصف صباحا يوم أمس في شارع باقر خان التي كانت تقل حجة الإسلام سمرقندي ومن ثم اختفوا. قال أحد موظفي مستشفى الإمام الخميني قدس سره حول كيفية حدوثها: كانت الساعة قريبة من السابعة إنني سرت إلى الباب الشمالي من المستشفى فسمعت أصوات الرصاصات إنني سقطت على الأرض فجأة شاهدت بان سيارة عنابية انحرفت عن الطريق وسقطت في المياه الجارية أمام المستشفى. بعد هروب المهاجمين ركضت برفقة عدد من حراس المستشفى نحو السيارة وشاهدت بان سائق السيارة استشهد فورا وجرح حجة الإسلام سمرقندي والضابط المرافق له إننا نقلناهم إلى المستشفى لكن عرفنا هناك بان حجة الإسلام سمرقندي انتقل إلى رحمة الله تعالى.

كما يقول مراسل كيهان بأنه وفقا للمعلومات التي وصلت فان حجة الإسلام سمرقندي كان متجها إلى الجبهة وعلى هذا قام بتوديع المتواجدين في مسجد أبي الفضل عليه السلام. صباح أمس انه كان متجها إلى المطار برفقة عضوين من قوات الباسيج إذ تعرض إلى هجوم المهاجمين واستشهد. لم تصلنا أخبار حتى الآن أي الساعة الـ 11 صباحا حول الضابط ويدعى هذا الضابط الشهيد قربان إطاعتي.

ولد حجة الإسلام والمسلمين غلام رضا سمرقندي عام 1308 في أسرة متدينة في مشهد وكان والده حجة الإسلام الحاج شيخ عباس سمرقندي من علماء الدين المهاجرين من سمرقند إلى إيران وتولى تعليمه المرحلة الابتدائية.

انه دخل عندما كان في الـ 13 من العمر وبتشجيعه والده وحبه الذاتي لتعليم العلوم الإسلامية، في مدرسة عباس قلي خان في مشهد.

كان والده وبعد سنوات من تبليغ الدين وتوجيه الناس قد رحل عن الدنيا وتولى الابن الاستمرار على نهج الوالد. ووقف صادما ومثابرا أمام كافة مؤامرات عدو الدين والقرآن وتحمل كافة المتاعب التي سببها والده له لكنه لم يتراجع عن تبليغ الدين والمذهب.

انه رأى بان طهران تعد أفضل مكانا لتبليغ الدين فاتجه إلى طهران بعام 1347 وقام بتبليغ الدين في حي نظام آباد لعدة سنوات ومن ثم قام بتوجيه وإرشاد الناس ونشر الحق والحقيقة بعد ذلك طوال سنوات متعددة في شميران. وفي العامين الأخيرين من حياته لبى دعوة أهالي حي طهران بارس وقام بتولي إمام جماعة مسجد باب الحوائج وتبليغ الدين فيه وبذل كل ما بوسعه لتلبية حاجات الناس ليلا ونهارا.

في فترة الثورة الإسلامي شارك في المظاهرات وبعد الثورة الإسلامية بذل كل ما لديه لصيانة إنجازات الثورة. انه ثوابه كان الاستشهاد في سبيل الله فانه كان في فجر يوم الثامن من ارديبهشت عام 1362 متجها نحو الجبهة إلى جانب الشهيد قربان إطاعتي إذ استشهد برصاصة المنافقين وانتقل إلى رحمة الله تعالى.

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب