المقالات

مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد النبوي (1/2)

 

المدينة المنورة

لمحة جغرافية عن المدينة المنورة

الموقع:

تعتبر المدينة المنورة من أشهر المدن في العالم، وتقع في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية على خطي طول (00 96 39 - 36 42 39)،وخطي عرض (00 21 24 - 00 36 24) وإحداثياتها على الخريطة (24 28 48) شمالًا (39 35 24) شرقًا. وتبعد حوالي (400) كيلو متر شمال مكة المكرمة، وفي اتجاه الشرق. وعلى بعد حوالي (150) كيلو متر شرقي البحر الأحمر. وعلى ارتفاع حوالي (600) متر عن متوسط منسوب سطح البحر.

المساحة:

تبلغ مساحة المدينة المنورة حوالي (589) كيلو متر مربع. منها (293) كيلو متر مربع تشغلها المنطقة العمرانية بالمدينة المنورة، أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية.

المناخ:

المناخ في المدينة المنورة -بشكل عام- جاف، ويتميز بدرجات حرارة عالية، تتراوح بين (28 - 42) درجة مئوية في الصيف، وبين (11 - 24) درجة مئوية في الشتاء.

أسماء المدينة المنورة

كان اسم المدينة المنورة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها هو "يثرب"، ويقال أن هذا هو اسم رجل كان أول من سكن المدينة المنورة بعد الطوفان، وهناك أكثر من رواية حول سبب التسمية؛ إلَّا أن الثابت أن العرب عند ظهور الإسلام كانوا يدعونها بهذا الاسم، ثم تغير إلى اسم "المدينة المنورة" بعد الهجرة النبوية المباركة.

وحسب المدينة المنورة أنها دار الإيمان ومتبوأ الهدى والفرقان والعاصمة الأولى للإسلام وحاضنة مسجد رسول الله وقبره الشريف، فالاسم المعروفة به هو "المدينة" وهو علم عليها إذا أطلقت كلمة المدينة دون إضافة، وقد ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم في أكثر من موضع، كما ذكر في السنة النبوية أيضًا، ويضاف إليها "المنورة" لأنها أضاءت بنور الله وبهدي رسول الله صلى الله عليه  وسلم.

ومن أسمائها شرفها الله -سبحانه وتعالى-:

طابة: فعن أبي حميد -رضي الله عنه- قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال: «هذه طابة».

طيبة: وذلك لطيبتها وحلول الطيب صلى الله عليه و سلم بها؛  ولحديث: "كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة".

الدار: لقوله تعالى: {والذين تبوأوا الدار والإيمان}.

الحبيبة: لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، وبحبه لها هي حبيبة إلى المسلمين جميعًا.

حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حَرَمُ إبراهيم مكة، وحَرَمي المدينة».

دار الهجرة: لأنها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام -رضي الله عنهم-.

الفتح ودار الفتح: وذلك لأن جميع الأمصار فتحت منها.

مأرز الإيمان: للحديث الوارد في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها».

المحفوظة: لأن الله حفظها من الطاعون، والدجال، كما  ورد في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.

دار الإسلام                            دار السلامة

قلب الإيمان                            قبة الإسلام

دار الأبرار                              دار السنة

دار الأخيار                            قرية الإسلام

ذات النخل                            ذات الحرار

المؤمنة                                  المقدسة

المباركة                                  المختارة

الجابرة                                  المجبورة

المرحومة                                المرزوقة

العذراء                                 الغراء

البارة                                   القاصمة

المحبة                                    البرة

المشكورة                                الحسنة

الناجية                                 المسكينة

فضائل المدينة المنورة

ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها ما تقدم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «إن المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها»، وحديث: «من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، وحديث: «المدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال»، وحديث: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة»، وغيرها كثير.

المدينة المنورة عبر العصور

المدينة المنورة في العصر الجاهلي:

كانت المدينة المنورة قبل هجرة النبي صلى الله عليه  وسلم كانت تسمى "يثرب"؛ حيث ورد هذا الاسم في قوله تعالى على لسان بعض المنافقين: {وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا} [الأحزاب: 13].

وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها من يثرب إلى المدينة ونهى عن استخدام اسمها القديم. وتقول معظم المصادر العربية على أن يثرب اسم لرجل من أحفاد نوح -عليه السلام-، وأن هذا الرجل أسس هذه البلدة فسميت باسمه. ويُرجَّح أن يثرب كانت موجودة قبل أكثر من (1500) سنة من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها. وقد شهدت يثرب ولفترة طويلة حروب ومعارك بين الأوس والخزرج بدأت بحرب سمير وانتهت بموقعة الفجار الثانية. وعرفت يثرب عددًا من العقائد والديانات قبل الإسلام، منها: الوثنية، واليهودية، والحنيفية.

المدينة المنورة في العهد النبوي:

بعد البيعة الكبرى التي تمت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المسلمين اليثربيين في شعاب الجبال بين مكة المكرمة ومنى في أشهر الحج بدأت يثرب رحلة جديدة من عمرها، مرحلة استقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أواخر شهر صفر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصحبه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ودليل لهما، ووصل ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء في الثاني عشر من ربيع الأول بعد أن اشتدت الظهيرة، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء من ظهر الاثنين 12 ربيع الأول إلى صباح الجمعة 16 ربيع الأول وخلال إقامته أسَّسَ المسجد الذي ما زال حتى الآن يعرف بـ"مسجد قباء". وفي صباح الجمعة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه طائفة من المسلمين متوجهًا إلى قلب يثرب، وغير بعيد عن قباء حل وقت صلاة الجمعة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار بين سالم بن عوف في بطن الوادي ومعه من حضر من المسلمين وأسس في ذلك الموقع مسجدًا سمي فيما بعد "مسجد الجمعة". كان الموقع الذي بركت فيه الناقة أرضًا خالية، فيها بقايا نخل وقبور قديمة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسوية الأرض وتنظيفها، وخط لهم فيها المسجد الذي أصبح اسمه: "المسجد النبوي"، وانتدب الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلون للعمل في بنائه. وقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون للعمل في المدينة بالبناء العقدي للمجتمع الجديد، ويستقبل أعدادًا جديدة من سكان المدينة الذين لم يسلموا بعد وأنشأ الدولة الإسلامية الحديثة وهكذا حتى توفي في السنة الحادية عشر للهجرة.

المدينة المنورة في عهد الخلفاء الراشدين:

- بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تمت مبايعة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وكان من أهم إنجازاته: محاربته المرتدين في الحروب التي سميت "حروب الردة". ولم تمضِ أشهر قليلة من السنة الثالثة عشرة للهجرة حتى كانت المدينة عاصمة  لمنطقة تشمل الجزيرة  العربية كلها والأردن وطرفًا من فلسطين وجنوب بلاد الشام وشرق العراق، وكان  أهلها إما مسلمين وإما معاهدين يدفعون الجزية.

- وقد شهدت خلافة عمر تزايد حركة الفتوح التي بدأت في عهد أبي بكر وشهد المسجد النبوي أول توسعة له، وجاء الفرج بعد عام الرمادة، كما تم إجلاء غير المسلمين.

- وتمت مبايعة عثمان بن عفان وبدأت معالم التنفيذ فقد زاد عطاء الناس كما كان عليه في عهد عمر وكان الجهاد مستمرًا خارج المدينة ففتح للمسلمين مدنًا في أرض الروم وأرمينيا ويصل إلى كابل. وتم توسعة وتجديد المسجد النبوي.

- وبدأت خلافة علي في ظروف صعبة أعقبت الفتنة؛ لذلك جعل همه الأول توفير الأمن في المدينة ذاتها، وحماية  أهلها من الأعراب والسبئيين. ومع عام (36) بدأت مرحلة جديدة من حياة المدينة المنورة، مرحلة خرجت منها الخلافة إلى خارج الحجا.

السكان:

- قبائل الأنصار: وهم الأوس والخزرج السكان الأصليين للمدينة المنورة بقي منهم بعض العوائل.

- قبيلة الأشراف: وهم أمراء المدينة المنورة سابقًا وجلهم إلى الآن فيها ومعظم من بني الحسين.

- قبائل أخرى نزحت إلى المدينة بعد زوال الأسوار المحيطة بالمدينة المنورة ومن أشهرها حرب وجهينة.

 

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب