المقالات

تأثير القرآن في الأخلاق (مقدمات في الأخلاق)

 
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "القرآن غنى ولا غنى دونه ولا فقر بعده"1.
ضرورة التشريع‏
إنّ‏َ لمن الضروري لكلّ‏ِ أمّة لكي تنهض وتتقدّم أن يكون لها قانون ونظام وتشريع تعتمد عليه في حياتها الفردية والاجتماعية...
فالتشريع ينظِّم لأي أمّة شؤونها الدنيوية حتى لا يصبح هناك فوضى، وحتى لا يكون لكلّ‏ِ إنسان قانونه الخاص، ونهجه المتفرِّد، فيتَّبع كلّ‏ُ إنسان هواه وميله وما يشتهيه، فحينئذ يصبح النظام فوضى، والشريعة شهوات، والقانون أنانيّة ومصالح ضيّقة.
القانون والتشريع متناسقان مع التقدّم والحضارة، فإذا فُقدا (القانون والتشريع) فُقِدت الحضارة، هذه حقيقة يثبتها الوجدان، وتجارب الأمم عبر التاريخ.
فما من أمّة خلت من تشريع أو نظام أو تفلتت منهما ولم تطبقهما إلا وكان مصيرها الفساد والموت والاندحار.
إنّ‏َ الإنسان يختلف عن الحيوان في أن لديه تشريعاً وقانوناً يسير عليه، أو بالأحرى: إنه قابل لأن يسير على النظام والشريعة لو أراد، لأنه يملك العقل والإرادة، بخلاف الحيوان الذي لا يملكهما.
إننا إذا نظرنا إلى التاريخ نجد أنه حتى الإنسان (القديم) البدائي هو أيضاً لديه شريعة على قدر مستواه من الرقي والتمدُّن، فهو يتبع تُراث قبيلته، وما تراث القبيلة إلا مجموعة أنظمة وعادات وشرائع.
يقول "ألفرد رسل ولاس": "لقد عشت مع جماعات الهمج في أمريكا الجنوبية وفي الشرق، ولم أجد بينهم قانوناً ولا محاكم سوى الرأي العام الذي يعبِّر عنه أهل القرية تعبيراً حُرَّاً، فكلّ‏ُ إنسان يحترم حقوق زملائه احتراماً دقيقاً، فالاعتداء على هذه الحقوق يندر وقوعه أو يستحيل، إن الناس جميعاً في مثل هذه الجماعة متساوون تقريباً"2.
فأنت ترى في هذه القبيلة أنه لا يوجد لديها قانون مكتوب ولكن في النتيجة لديهم عرف وعادات متّبعة وهي بمثابة تشريع ولو كان بدائياً.
وتجدر الإشارة إلى الفارق بين التقاليد والأعراف والعادات وبين القانون والتشريع والنظام، فالأولى وإن كانت تعطي شيئاً من الاستقرار والنظام إلا أنها ضرورية لمرحلة من عمر الإنسانية على الأرض، إنها تصلح لمجتمعات ضيِّقة بدائية، وكلّما تطوّر الإنسان واتسعت المجتمعات وتعقّدت علاقاتها كلما احتاج الأمر إلى القانون والتشريع، ولا تكفي التقاليد في السير به نحو الأمام.
وإذا أضيف إلى القانون والتشريع مشرِّع غير إنساني، أي كان إلهياً سماوياً، كان لهما (أي للقانون والتشريع) قوَّة أكبر في التأثير على الإنسان.
فشتَّان بين التشريع الإنساني المحكوم لنقصه وضعفه، لعدم معرفته بكلّ‏ِ ما يصلحه وما يفسده، ولكونه يتبع هواه ومصالحه، وبين التشريع الإلهي الكامل باعتبار أن خالق الإنسان أعرف به وبأمراضه ومشاكله وكيفية علاجها.
خذوا مثالاً: الإنسان الجاهلي عندما كان يُقتل أحدُ أقربائه، فيقول: إنّ الثأر ثأري وسأردّ عن نفسي ما لحق بي، فيقتل دون حسيب أو رقيب، ولا يكتفي بقتل القاتل وإنما لو تُرك وقدرته لقتل عشيرة القاتل بأجمعها!
هذا مثال واحد على ذلك، وإذا أردنا أن نكثر من الأمثلة لطال بنا المقام.
القانون الإنساني الوضعي ينظر إلى الأرض فقط وإلى جسد الإنسان ويغفل طاقاته الأخرى، بينما القانون الإلهي (القرآن الكريم) ينظر إلى الأرض وإلى السماء، إلى الدنيا وإلى الآخرة، إلى الجسم وإلى الروح، ينظر إلى ابن ادم بكلِّه لا لجهة واحدة من جهاته.

القرآن الكريم القانون الإسلامي الدائم‏
القرآن الكريم أنزله اللَّه مهيمناً على الكتب التي سبقته (التوراة والإنجيل) وهو خاتم الكتب كما أن الإسلام خاتم الديانات جاء القرآن ليكمل وليصحِّح الانحرافات والتحريفات التي اعترت التوراة والإنجيل.
قال اللَّه تعالى في كتابه الكريم: ?أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًاً...?(المائدة:48).
وما يشير إلى تحريف كلام اللَّه من أهل الكتاب ?مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ?(النساء:46)، ?يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ?(المائدة:13)، ?َقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ?(البقرة:75).
وهناك بحوث عديدة وكتب كثيرة تبحث في تحريفات التوراة (العهد القديم) والإنجيل (العهد الجديد) ولا نريد أن ندخل في تفاصيل ذلك.
فقط نشير إلى مسألة تاريخية اجتماعية يتبيّن لنا من خلالها فشل (العهد الجديد) والمسيحية الكنسية بالتالي في إصلاح المجتمعات التي تدَّعي اتباعها للمسيح عليه السلام.
من المعروف تاريخياً أن المسيحية دخلت إلى الدولة الرومية في سنة 306م، ولم تستطع المسيحية (بإنجيلها المحرّف) أن تغيِّر من سيرة الروم المنحطَّة وأن تبعث فيهم حياة جديرة، حياة دينية نقية طاهرة... بل إنها فشلت فشلاً ذريعاً... واليوم المجتمع الغربي الذي هو في الحقيقة وارث الدولة اليونانية والرومية نسخة صادقة وصورة طبق الأصل عن اليونان والرومان في انحرافاتها.
فلم تستطع المسيحية وفشلت في إصلاح الغربيين، ومفاسدُهم معروفة ومشهورة.
يقول محمد أسد (الأستاذ الألماني المهتدي) في كتابه "الإسلام على مفترق الطرق": "لا شك أنه لا يزال في الغرب أفراد يعيشون ويفكرون على أسلوب ديني... ولكنّهم شواذ، إن الرجل العادي في أوروبا... إنما يعرف ديناً واحداً، وهو عبادة الرقي المادي والاعتقاد بأنه لا غاية في الحياة غير أن يجعلها الإنسان أسهل... أمّا كنائس هذا الدين فهي المصانع الضخمة ودور السينما... ودور الرقص... وأما كهنتهم فهم رؤساء الصيارف... والممثلات وكواكب السينما وأقطاب التجارة... ونتيجة هذه النهامة للقوّة والشدة للّذة، النتيجة اللازمة ظهور طوائف متنافسة مدجّجة بالسلاح، والاستعدادات الحربية، مستعدة لإبادة بعضها بعضاً إذا تصادمت أهواءها ومصالحها، أما في جانب الحضارة فنتيجتها ظهور طراز للإنسان يعتقد الفضيلة في الفائدة العملية والمثل الكامل عنده والفارق بين الخير والشر هو النجاح المادي لا غير"3.
أما اليهود فإنهم أفسد خلق اللَّه، والمراجع لتوراتهم المحرّفة يرى فيها البلايا والتعاليم العنصرية الشاذة، فاليهود نسخة عن توراتهم المحرّفة، والإناء بالذي فيه ينضح.
أما القرآن الكريم فهل حقّاً هو المهيمن على الكتب التي قبله؟ وهل استطاع تغيير أمّة؟ يقول ول ديورانت: "وقد ظلّ‏َ (القرآن) أربعة عشر قرناً من الزمان محفوظاً في ذاكرتهم (المسلمين)، يستثير خيالهم، ويشكِّل أخلاقهم، ويشحذ قرائح مئات الملايين من الرجال. والقرآن يبعث في النفوس... أسهل العقائد، وأبعدها عن التقيّد بالمراسم والطقوس، وأكثرها تحرراً من الوثنية والكهنوتية. وقد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي والوحدة الاجتماعية، وحضّهم على اتباع القواعد الصحية، وحرّر عقولهم من كثير من الخرافات والأوهام، ومن الظلم والقسوة، وحسن أحوال الأرقاء، وبعث في نفوس الأذلاء الكرامة والعزة، وأوجد بين المسلمين (إذا استثنينا ما كان يقترفه بعض الخلفاء المتأخرين) درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم يسكنها الرجل الأبيض..."4.
هذه شهادة للقرآن الكريم من أحد الغربيين، وهو مؤرخ كبير معروف، أليس في شهادته دلالة على غنى القرآن وعظمته؟
أليس في شهادته دلالة على مدى تأثير القرآن وفاعليته؟

القرآن بين الأمس واليوم‏
لقد كان المسلمون الأوائل يثقون بقرانهم ويلتزمون بتعاليمه بكلّ‏ِ قوّة، لذلك كانوا أقوياء أعزاء، ومثال على قوّة التزامهم بالشريعة القرآنية:
يقول أنس بن مالك: "بينما أنا أدير الكأس على أبي طلحة، وأبي عبيدة بن الجراح وأبي دجانة، ومعاذ بن جبل، وسهيل بن بيضاء، حتى مالت رؤوسهم من الخمر، إذا سمعت منادياً ينادي: ألا إنّ‏َ الخمر قد حرِّمت، قال: فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج حتى أهرقنا الشراب وكسرنا القلال، وتوضأ بعضنا، واغتسل بعضنا، وأصبنا من طيب أم سُليم ثم خرجنا إلى المسجد"5.
وعن أبي بريدة عن أبيه قال: "بينما نحن قعود على تراب لنا ونحن نشرب الخمر، إذا قمت حتى آتي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلِّم عليه، وقد نزل تحريم الخمر، فجئت أصحابي فقرأت الآية عليهم إلى قوله "فهل أنتم منتهون" قال: "وبعض القوم شربته في يده شرب بعضاً وبقي بعض في الإناء، فأراقوا ما في كؤوسهم. ثم صبّوا ما في باطيتهم: وقالوا انتهينا ربّنا"6.
والأمثلة كثيرة على ذلك.
هذا هو المجتمع الإسلامي الأوّل، إنه مفعم بالإيمان بشريعته القرآنية، يلتزم بشدّة وبسرعة وبلا جهد سوى أن أمر اللَّه قد نزل، فلا حاجة للدعاية والنشر والكتب والخطب.
يقال أن حكومة أمريكا منعت الخمر، وطاردتها في بلادها واستعملت جميع الوسائل كالمجلات والجرائد والمحاضرات والصور والسينما لبيان مضارها ومنافعها، ويقدرون ما أنفقته الدولة في الدعاية ضد الخمر بملايين الدولارات، وأن ما نشرته من الكتب والنشرات يشتمل على 10 بلايين صفحة، وما تحمّلته في سبيل تنفيذ قانون التحريم في مدة أربعة عشر عاماً لا يقل عن 250 مليون جنيه وقد أعدم فيها 300 شخص، وسجن 532335 شخص، وبلغت الغرامات 16 مليون جنيه، وصادرت من الأملاك ما يبلغ 400 مليون وأربعة ملايين جنيه، ولكن كل ذلك لم يزد الأمة الأمريكية إلا غراماً بالخمر وعناداً في تعاطيها، حتى اضطرت الحكومة سنة 1933م إلى سحب القانون وإباحة الخمر في مملكتها مطلقا7ً.
قارنوا بين الأمة الإسلامية الأولى والأمة الأمريكية الحديثة، تجدون الفرق الهائل بين الأمتين، أمة سهلة الطاعة، وأخرى مستعصية على الحل، الأولى كفاها قول: ?َهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ?( المائدة:91)، والثانية لم يكفها 10 بلايين صفحة تدعو إلى الانتهاء عن شرب الخمر!
والمؤسف أن مجتمعنا الإسلامي الحديث، غير ملتزم بالشريعة القرآنية الالتزام المطلوب، لذلك انهزم هذا المجتمع وتفرّق وضعف.
فهل أمتنا الإسلامية الحديثة تريد أن تكون كرائدة العصر كما يقولون، أم أنها ستقتدي بالمسلمين الأوائل؟
إن العالم الغربي يتخذ من ضعف المسلمين وفشلهم في الحياة السياسية والاقتصادية وغير ذلك دليلاً على عدم صلاح الشريعة القرآنية لقيادة العالم فضلاً عن قيادة المسلمين.
والحقيقة هي: أن ضعف المسلمين اليوم وفشلهم إنما هو لعدم التزامهم وتسليمهم للشريعة والقانون القرآني، فالضعف والفقر ليس في القرآن، إنما في المسلمين غير المسلّمين للقرآن.
فإذا أراد المسلمون مجتمعاً وأفراداً الغنى فما عليهم إلا أن يسلِّموا ويثقوا بقرآنهم، ولا يهجروه، بذلك فقط، يصبحون أغنياء في فكرهم وروحهم وأخلاقهم وحياتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

القرآن في القرآن (نماذج)
o أوصاف القرآن
?... وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ?(الحجر:87)، ?إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ?(الواقعة:77)، ?تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ?(النمل:1)، ?وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ?(يس:2).

o غاية القرآن
?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ?(يوسف:2)، ?... قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ?(الزمر:28)، ?شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ?(البقرة:185)، ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ?(الإسراء:82).

o كيف نتعامل مع القرآن؟
?أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?(محمد:24)، ?فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ?(المزمل:20)، ?وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?(الأعراف:204)، ?وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا?(الفرقان:30).

القرآن لمن؟
?كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ?(فصلت:3).

التحدِّي بالقرآن
?قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِه?(الإسراء:88).

حفظ القرآن من التحريف
?وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ?(يونس:37)، ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ?(الحجر:9).

القرآن في الحديث (نماذج)
o القرآن في كلّ‏ِ زمان جديد
عن الإمام الرضا عن أبيه عليهما السلام: "إنّ‏َ رجلاً سأل أبا عبد اللَّه عليه السلام ما بال القرآن لا يزداد على النّشر والدّرس إلا غضاضة؟ فقال: لأن اللَّه تبارك تعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غضّ إلى يوم القيامة"8.

o اعملوا بالقرآن
عن الإمام علي عليه السلام: "اللَّه اللَّه في القرآن، لا يسبقكم بالعمل به غيركم"9.

o العمل بالقرآن خروج من الفتنة
عن الحارث الأعور قال: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين إنّا إذا كنّا عندك سمعنا الذي نسدّ به ديننا، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة، لا ندري ما هي؟ قال: أو قد فعلوها؟ قال: قلت: نعم.
قال عليه السلام: "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أتاني جبرائيل فقال: يا محمّد سيكون في أمّتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب اللَّه فيه بيان ما قبلكم من خبر وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم"10.

o شفاء من أكبر الداء
عن الإمام علي عليه السلام: "إنّ‏َ فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق، والغي والضلال"11.

o كيف نتعامل مع القرآن؟
عن الإمام الصادق عليه السلام: "ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلّم القرآن، أو أن يكون في تعلُّمه"12.
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "من علّم رجلاً القرآن فهو مولاه لا يخذله ولا يستأثر عليه"13.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "الحافظ للقرآن، العامل به، مع السَّفرة الكرام البررة"14.
عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أحبّ أحدكم أن يحدِّث ربّه فليقرأ القرآن"15.

o القرآن إمامنا وقائدنا
عن الإمام علي عليه السلام: "عليكم بالقرآن فاتّخذوه إماماً قائداً"16.

خاتمة
لنجعل القرآن إمامنا وقائدنا، فيه هدايتنا، وشفاؤنا، وزيادة عقلنا وعلمنا، ولا نقرؤه للقراءة فحسب، بل للعمل به، حتى يكون لنا ميزان أعمالنا، ونوراً نمشي به في الناس.

*أغنى الناس، إعداد ونشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، شوال 1424هـ ، ص53-64.
الهوامش:
1- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج‏6، ص‏168.
2- قصة الحضارة، ول ديورانت، مج‏201، ج‏1، ص‏48، دار الجيل.
3- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي، ص‏200 199.
4- قصة الحضارة، ول ديورانت، مج‏14 13، ج‏13، ص‏69.
5- تفسير ابن كثير، مج‏3، ص‏284.
6- تفسير ابن كثير، مج‏3، ص‏284.
7- ماذ خسر العالم بانحطاط المسلمين، أبو الحسن الندوي، ص‏91 في الحاشية.
8- ميزان الحكمة، الري شهري، مج‏8، ص‏70، ح‏16135.
9- ن.م، ص‏67، ح‏16121.
10- ن.م، ص‏66، ح‏16110.
11- ن.م، ص‏71، ح‏16137.
12- ن.م، ص‏73، ح‏16151.
13- ن.م، ص‏75، ح‏16165.
14- ن.م، ص‏76، ح‏16175.
15- ن.م، ص‏81، ح‏16197.
16- ن.م، ص‏68، ح‏16125.

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب