الأخبار

أصبحت القضايا المستحدثة تحظى بالأولوية عند إمام الجماعة وأصبح المسجد في المراتب التالية

أفاد الموقع الإعلامي لمركز متابعة شؤون المساجد (محراب) بأنه حضر في اليوم السابع من عشرة تكريم المساجد، رئيس المركز حجة الإسلام محمد جواد حاج علي اكبري في مركز وكالة تسنيم وتفقد قسم تحرير الأخبار ومختلف أقسامها.

كما تحدث حجة الإسلام حاج علي اكبري في هذه الزيارة مع مراسلي القسم الثقافي والاجتماعي حول قضايا ومواضيع مختلفة ذات صلة بالمساجد والمشاكل التي تواجهها المشاكل كما تحدث عن استراتيجيات المركز ومهامه في سبيل الرقي بإمكانيات أئمة الجماعات وتطوير أهداف المسجد باعتبارها مكانا للديانة والسياسة والموصل بين الدنيا والآخرة كما تحدث الطرفان عن خارطة طريق ووثيقة المركز الإعلامي لمتابعة شؤون المساجد في مجال إحياء مكانة المساجد ومهامها وكذلك جرى الحديث بين الجانبين حول قضايا أخرى.

إليكم نص الحوار الذي أجراه مراسل القسم الثقافي لوكالة تسنيم مع رئيس المركز الإعلامي لمتابعة شؤون المساجد، حجة الإسلام والمسلمين حاج علي اكبري:

  • لنركز الاهتمام في السؤال الأول على مكانة المساجد والوظائف التي تؤديها. نظرا إلى كثرة الأحاديث حول المسجد وتأثير هذا المكان المقدس منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا ولا يخفي على أحد دور هذا الحصن الديني في التثقيف وتوجيه الثقافة في المجتمع. ما هو دور وتأثير المساجد في توطين الثقافة وجعلها شعبية وما هي مكانتها، في العام الذي سمي باسم الثقافة؟

    إنني أرى بأنه يمكن ان ننظر إلى هذا الأمر من عدة زوايا؛ في المقام الأول تقدم الحضارة الإسلامي بواسطة "المسجد" وتكونت في أحضان المسجد وتوسع إطارها ودائرتها. فهذه العبارة شهيرة مع أنها قد تحمل عنوانا فلسفيا لكن يستعان بها في القضايا الاجتماعية إلا وهي: العلة المحدثة هي العلة المقدسة. ان المساجد هي التي أصبحت في صدر الإسلام محورا بعنوانها وإمكاناتها. قدم المسجد في المجتمع الإسلامي وعرف وهذا التعريف له ديمومة. يمكن ملاحظة نموذج للأمر في الثورة الإسلامية، بمعنى لو نظرنا إلى تجربة حياة الإسلام وإحياء القيم الإسلامية والمجتمع الإسلامي في عصرنا ثانية، لرأينا بان المسجد هو الذي يتمتع بالفاعلية وبرهن على فاعليته منذ الثورة إلى يومنا هذا.

    تعرف الثورة الإسلامية الإيرانية بواسطة المساجد على المستوى العالمي. بمعنى إننا بدأنا الثورة من المسجد وتطورنا بواسطة المسجد وصان المسجد هذا التطور. تعرف هذه الثورة بهذا العنوان. على هذا فلو رجعنا إلى الثقافة الإسلامية لرأينا بان مكانة المسجد ليس مكانة عادية ومألوفة، بل للمسجد إمكانيات كثيرة بينما نضع أحيانا وفي نظرة شاملة المسجد إلى جانب المعابد الأخرى وهذا يعد خطأ فادحا. ان ما يميز المسجد من كافة المعابد الأخرى في كافة الأديان يتجلى في هذا الجانب، ان المسجد يعد مؤسسة فاعلة بشكل خارق للعادة وتعود كافة الأجزاء الدينية إلى المسجد بشكل أو بآخر. هذا الأمر يصدق على الوظائف التي يؤديها المسجد في المجتمع، ان بناء المجتمع وتصميم المجتمع وبناء الحضارة في القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية، أقول كافة تلك القضايا تعود إلى المسجد.

    ان تجربتنا في الثورة الإسلامية حول وظيفة المساجد تعد تجربة حديثة وحيوية مقارنة بالمعابد في الأديان الأخرى.

    إننا نمتلك تجربة في الثورة الإسلامية، إذ أرى بأنها تجعلنا بغنى عن البحث في ثنايا تاريخ تجارب السابقين حول الأديان، ذلك لان تجربتنا تجربة جديدة ومفعمة بالنشاط وقريبة من عهدنا. إذا ما قمنا بدراسة هذه الفترة التي نعيش فيها، نرى بان المساجد تمثل القاعدة الرئيسية للتوحيد والرأسمال الاجتماعي والأمني والقاعدة الرئيسة لتنشئة القوات الإنسانية الوفية والمخلصة. إذ ان الإنسان الذي يتربى في أحضان المسجد، متوفز كي يضحي بروحه في سبيل أهدافه. على هذا فان ما يقارب 97 بالمائة من شهدائنا هم من المساجد هذا يكفي ولا نريد شيئا آخرا ولا نحس بحاجة إلى البحث في جوانب التنظير. ان الشاهد هو إمام أعيننا في فترة الدفاع المقدس، خضنا هذه التجارب بأنفسنا، وعشنا تجربة المسجد بأفضل الأشكال في خلق التضامن الاجتماعي والإخوة الإيمانية. يمكن مشاهدة أعلى وأجمل مستويات العلاقات الإنسانية وفقا للقواعد الإسلامية في المسجد. نحن شاهدنا خلق التضامن في جانب الإيمان والإسلام في صفوف المؤمنين بواسطة التواجد في المسجد وهذا ما يظهر أمام أعيننا، يمكن ضرب مثالا آخرا في هذا المجال.

    ان المساجد هي التيار الذي قضى على الفتنة / جوبه المسجد بنوع من الإعراض ما يقارب عقدين من الزمن

    في خضم الأحداث المريرة التي ظهرت على السطح، منها على سبيل المثال الحرب المفروضة، لعبت المساجد دورها كحصن أو كما قال الإمام "المؤسس". في أحداث أخرى كالفتنة في ذلك العام وما شابهها من أحداث نرى بان المساجد هي التي قضت على الفتنة وكانت إمكانات المسجد هي التي قدمت العون إلى المجتمع ويجب ان نقدر هذا الأمر. لدي ادعاء يبتني على كافة تلك المبادئ وان ادعائي هو إذا ما تم إحياء المساجد وفقا لما يطمح إليه الإسلام، فبهذا يتم إضفاء طابع إلهي على كافة جوانب الحياة الفرعية منها والجماعية. هذا هو عمل المسجد إذا ما أحييت المساجد وهذا ما نشاهده من ثورة ثقافية حديثة في بلدنا وكلي أمل بان يرى هذا العمل النور ويجب الاهتمام بالمساجد ومكانتها ووظيفتها اهتماما حديثا في الثقافة والاقتصاد والإرادة الوطنية والإدارة الجهادية. جوبه المسجد بنوع من الإعراض ما يقارب عقدين من الزمن ونحن نعاني في يومنا هذا من هذا الأمر.

  • نحن نرى بان المساجد كانت الحصن والساتر في الحرب وانتصرت ثورتنا من هذه المساجد. ففي يومنا هذا في ساحة الحرب الناعمة وهي ساحة مهمة وصعبة المراس، إلى أي مدى استطعنا الاستفادة من دور المساجد. لو أردنا ان نتحدث نظر إلى الحقائق المتوفرة في مجتمعنا، فيطل سؤال برأسه وهو ما مدى انس شبابنا مع المساجد وهل يحضرون في المساجد للصلاة وكم من الوقت الذي يقضونها في المساجد؟ وما هو السبب الكامن وراء الابتعاد عن المسجد كما تفضلتم وما هي الطرق التي تقترحونها لخروج المسجد من هذه الغربة والإعراض؟ وهل يمكن ان نتصور بان المسجد يمكنه ان يؤدي دور الحصن؟

    ما قدمته من تحليل هو تحليل صحيح ووارد ان واجب المساجد في يومنا هذا في حصن جبهة الحرب الناعمة يعد مهما وأكثر حساسية من الحرب الصلبة. مع الأسف ان أطفال الثورة قد نسوا أمهم ويشعرون بأنهم لو توجهوا إلى الساحات الأخرى فأنهم يحققوا النجاح بدءا من عالم الدين وصولا إلى الآخرين. فأنهم جعلوا الحصون خالية ومهجورة إلى حد ما على أمل فتح الحصون الأخرى فحرمنا أنفسنا من هذه الإمكانات الكبيرة والعظمية إلى حد ما. مع انه في هذه السنوات كانت المجموعات التي تقوم بأعمال مختلفة ورئيسية وجوهرية من دون إثارة الضجيج قد خرجت من المساجد. وبالذات تلك المساجد التي كانت تتمتع بإمام جماعة ذكي ومثقف ينظر في نهاية الأمور ويعد مدربا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ان المساجد التي تتمتع بهذه الإمكانات وكذلك عمال مثقفين، لعبت دورها في تلك السنوات. لكن نشعر في النظرة الشاملة بأنه لا يتم الاستفادة من إمكانيات المسجد كما ينبغي. ذلك لان المسجد يعد حلقة ترابط معنوي إذ تجعل هذا الجزء من الأرض بعيدا عن القضايا الاجتماعية والثقافية وفي مستوى مختلف. بمعنى خلق إمكانية معنوية خاصة وعلاقة باطنية بين هذا الجزء من التراب وما وراء الأفلاك وتربطه بملكوت العالم وتمنحه التأثير الخارق للعادة. ان تراب المسجد يمتلك مثل هذا التأثير" المسجد أسس على التقوى من أول يوم" وعلى هذا ووفقا لنص القرآن الكريم، يترك دافع المؤسسين في بناء المسجد في القيام بالواجب ووظائفه التأثير الكبير.

    على هذا أرى بان هذا الجزء تعرض للإغفال ونحن ظننا بان كافة الأنظمة الاجتماعية والمستحدثة يمكنها ان تتولى أمر بناء الثقافة المتعالية والمتوائمة مع طموحات الثورة الإسلامية. أنها تجربة مريرة ولقد انتهت واتضح معها بأنها لا يمكنها القيام بهذه المهام. إذا ما أرادوا تحقيق النجاح فيجب ان يضفوا على أنفسهم طابع المسجد ويجب ان تتحدد العلاقة مع المسجد ولكي يحدث هذا الأمر فيجب ان يكون المسجد مسجدا. بنفس الإمكانات والجماليات والتأثير. أما في الوقت الراهن اشعر بان هناك موجة العودة إلى المسجد ظهرت على الأرض ويجب ان نقدر هذا الأمر.

  • هناك قضايا تثار في هذا المجال وهي قضية مختلف المؤسسات التي تتولى شؤون المساجد ويعتبر كل شخص نفسه مسئولا بشكل أو بآخر وفي نفس الوقت هناك أعمال تظهر بالتوازي مع الأخرى. ما هو تقييمكم لهذه المشاكل وما هو مقترحكم لتوحيد الأمور وتآزرها؟ هناك في يومنا هذا شتى المؤسسات من ترى نفسها مسئولة شؤون المسجد وقد لا تهتم بالأمور ولا تعتبر نفسها مسئولة ما هو رأيكم في هذا الأمر

     إنني أرى ان هذا انطباع دقيق لكن يجب ان نعرف بان المسجد لا يريد متوليا إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ. بادي ذي بدء تم تقديمه ومن ثم تأتي البقية تبعا للبيت الأول. على هذا فانه بيت الله وبين الناس والمسجد يتعلق بكافة الناس. انه بيتهم ونفترض بان كافة الناس المؤمنين يعشقون المسجد ونفترض بان أي مؤمن يحاول ان يقدم ما عليه خدمة للمسجد. هذا لا يتمتع الجميع بهذا التوفيق لان جاء في الذكر الحكيم: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ. على هذا فان الأمر بسيط بان عمران المساجد لا يصبح من نصيب كافة الناس لكن على جميع كافة الناس ان يحاولوا بان يشاركوا في المسجد. ان المسجد يمتلك هذه السمة أي انه متدفق من جوف شعور الناس. ومن جوف فطرة المؤمنين وإيمان الناس المؤمنين. ان عمران المسجد يتوقف على هذا الأمر ويجب ان ننظر إلى هذا الأمر كمبدأ. ان المؤسسات التي تخرج من جوف هذا الاستيعاب للإيمان، فعليها وفقا لآحاد المؤمنين ان تشعر بالمسئولية تجاه المسجد. إلى جانب هذا يجب ان نرى ما هي حصتهم في كافة أجزاء المسجد؟ على هذا وبهذا الافتراض نرى بأنه إذا ما قيل بان مختلف الجماعات تشعر بواجبها تجاه المسجد، فان هذا هو ما يشكل الأمر المبتغى؟ ان الأنظمة التعليمية والتربوية والثقافية والإعلام وحتى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية تشعر كل منها بان على عاتقها واجب تجاه المسجد وهذا نابع من الاستيعاب النابع من الإيمان وهذا هو المنشود، تبقى قضية أخرى وهي هل يمكن ان يتحول الشعور بالمسئولية إلى نوع من التدخل وخارج إطار الخارطة والقاعدة وإذا ما حدث هذا، فما هي الأحداث التي تظهر تبعا له.

    أنها هي القضية التي يجب الاهتمام بها أي ان الدافع لخدمة المسجد أمر جيد، لكن ان يبدأ كل فرد بنفسه العمل ويريد التدخل في الأمور مستقلا عن الآخرين، فهذا ما لا يعد أمرا جيدا، والسبب يعود إلى تضرر المسجد من هذا الأمر. يجب ان يكون هناك الشعور بالمسئولية وان يتكون الشعور بواسطة قاعدة برنامج وخارطة مناسبة ودون التدخل في إدارة المسجد وان يؤدي دور الداعم والحامي والممهد للأرضية وان يكون مفتاحا للطريق إذا ما بقت دائرة نشاطات المؤسسات  عند هذا الحد فانه أمر جيد وفي غير هذا وبناءا على الفكرة السائدة بان المسجد مؤسسة مقدسة وان بناء العلاقة معها يؤدي إلى نزول الخير والبركة والكل يريد ان يدخل هذه الساحة بذرائع مختلفة، فهذا التدخل يؤدي أحيانا إلى التدخل في شؤون الإدارة وانه ليس بالعمل الجيد ويفضي إلى إلحاق الضرر بالمسجد وإنها نقطة وضعتم الأصابع عليها.

    نبذل مساعينا لكيلا تخرج المساجد من شعبيتها ولا تصبح حكومية.

    في هذا المجال من الضروري ان تسير المجموعات بالتنسيق معا. على هذا تأتي إستراتيجية التنسيق من الاستراتيجيات التي قمنا بتقديمها في مركز متابعة شؤون المساجد. قدمنا لأنفسنا إستراتيجية 6 زائد واحد. في هذه الإستراتيجية، يختص الواحد بـ تحضير وتقوية مركز المسجد، وأما الستة فتختص بالاستراتيجيات السداسية والتنسيق بين الأجهزة والمؤسسات على مستوى المحافظات. نحمد الله بأننا حققنا النجاح وتطور الكبيرين وقمنا بعمل يعادل العمل الذي يتم طوال 3 عقود وكانت النتيجة جيدة. نحن قمنا حاليا بإنشاء مركز تنظيم شؤون المساجد في محافظة طهران وتصبح المؤسسات ذات الصلة بالمسجد إلى جانب البعض في هذا المركز ويتم التنسيق بين نشاطاتها وفقا للخطة الإستراتيجية المقدمة سلفا. هذا وان الأعمال التي تنجز في المركز بأخذ خارطة التنسيق بعين الاعتبار تعتبر من الأعمال الصعبة التي تستغرق وقتا طويلا، لكن يجب الصمود ومتابعة الأمور كما احمل تجارب كثيرة من الماضي في هذه المجالات، فقمنا بهذه الأعمال كي تقوم المدن في المحافظات الأخرى بنفس العمل. بمعنى إننا كونا مركز التنظيم في مختلف المدن وتقوم بأعمال جيدة بمحورية إمام الجمعة والمسئولين ذي الصلة وبدأنا بتكوين محاور لبناء العلاقات ووصلنا إلى عمل مشترك مع المجموعات وننوي الوصول إلى صيغة تفاهم ونتعاون وفقا لتلك الصيغة تبعا للخطة الإستراتيجية، حتى يتم الاحتفاظ بالدوافع لدى المؤسسات لخدمة المسجد وكذلك نقدم مدى حجم العمل وفقا للأدوار، كي لا نتضرر من هذا الجانب. ان ما نركز عليه هو عبارة عن عدم خروج المساجد من الطابع الشعبي لها ولا تصبح حكومية بعبارة أخرى.

  • كما تفضلتم يجب اخذ دور المساجد في الجانب التاريخي وان ننتبه بان المسجد ليست قاعدة قمنا بإنشائها للتو. فالمسجد مكان كان قد ظهر منذ بداية ظهور الدين وعندما ننظر في التاريخ إلى المسجد نرى بان الظروف التي خلقها المسجد في الجانب الثقافي ولا سيما في الفترة التي سبقت انتصار الثورة أو السنوات الأولى بعد انتصار الثورة، كان تمثل ظروفا خاصة لكن نرى في الجانب الثاني بان المسجد في الجانب الثقافي والسياسي والاجتماعي، أصبح في هامش وسائل الإعلام لدينا. قال سماحة قائد الثورة بان المنبر هو الوسيلة الإعلامية الوحيدة الخاصة بالشيعة ولا يمتلك الغرب هذه الوسيلة الإعلامية ويمكننا الاستفادة منها جيدا لكن في يومنا هذا لا نشاهد ذلك الاهتمام الكبير بهذه الوسيلة الإعلامية المهمة والفريدة بنوعها. لم يبق الدور الثوري للمسجد بشكل عام وبقي الدور الديني في الأغلب ودور أداء صلاة الجماعة وعدد من الأحكام فحسب ومن يذهبون إلى المسجد بشكل عام هم كبار السن والشيوخ وقلما نجد الشباب يرحبون بالأمر على هذا أصبح المسجد في الهامش. بينما كان الدور الذي يؤديه المسجد في صدر الإسلام، يتمثل في الدور الثوري. في الحقيقة نريد القول بان الوظيفة الثقافية للمسجد هي عبارة عن تمكن المسجد في التغلغل في ثقافتنا وخلق الإرادة الوطنية في مجال الثقافة كما تفضل سماحة قائد الثورة وأشار إلى هذه القضية، لكن تم تجاهل هذا الدور، فما برأيكم السبب الكامن وراء هذا الأمر؟

    أشرت إلى السبب في السطور السالفة أي لقد نسوا المسجد اقصد أولئك الذين لا يجب ان ينسوا المسجد. لأنهم رأوا بان هناك مؤسسات أخرى يمكنها ان تحل محل المسجد فتوجهوا نحوا. إنني اضرب علماء الدين من أمثالي كمثال حيث لهم واجبات محددة على سبيل المثال هناك تعريف مستحدث لإمام الجماعة شاع في صفوف علماء الدين شيئا فشيئا وأصبح في الأولوية. أي دخلت في هيكلة نظرة عالم الدين قضايا أخرى فأصبح المسجد في المراتب الأخرى من حيث الأهمية. بينما لو رجعنا إلى الأساس لرأينا بان القائد ودور الإمام الفكري والعقائدي والإيماني يبرز نفسه أكثر مما سواه في صفوف علماء الدين. على هذا كان هناك من مراجع التقليد والكبار من كانوا أئمة جماعة. هناك الأمثلة كثيرة فلو ذهبنا لرأينا بان الكبار هم أئمة جماعة وتكونت صفوف الدرس والبحث والمنبر والخدمات الاجتماعية وتوجيه الناس وتنشئة الناس وتهذيب الناس بمحورية المسجد والتعريف الذي تم تقديمه لتلك المفاهيم كان يتمحور حول المسجد. على هذا، كان ذلك التمييز يشكل الأساس إذ أصبح المسجد القلب النابض للحي والمدينة والدولة الإسلامية وتتكون كافة الأمور بمحورية المسجد هذه البؤرة الرئيسية.

    ظهر اليوم استيعاب مشترك فيجب ان نعود إلى المساجد كي تتحسن أوضاع المسجد

    ان التغافل والجفاء ظهر في مجموعات ما منها مؤسسات علماء الدين والمؤسسات الثورية. اذهبوا الآن إلى المؤسسات الثورية وتساءلوا ما هي الأعمال التي تتم في المسجد؟ لكن لا تكتفوا بإحصائيات شكلية، تمعنوا في الدور الذي تؤديه؟ باعتبارها مؤسسة ثورية نابعة من المسجد وأصبحت لهم هوية بواسطة المسجد؛ فما العمل الذي يقومون به للمسجد؟ أينما اتجهتم ترون بان هناك تجاهل في تلك الأجزاء أما الآن لقد حان الوقت كي ينتهي وقت التجاهل. في الواقع يجب ان يعود الجميع إلى هذا الأساس وكما أشرت إنني أحس بان أينما تحدثنا عن هذا الأمر واجهنا الاتفاق أي فهم مشترك للأمر مغزاه يجب ان نرجع إلى المسجد وان تتحسن ظروف المسجد كي يتحسن وضعنا. هنا يجب متابعة الأمر لكن يجب ان أصحح جزءا من سؤالكم هذا وانه مكون من عبارات صحيحة لكن بما إنني أتردد على المساجد، فأرى والله شاهد على كلامي بان هناك أعمال جيدة تتم في المساجد. أما في هامش تلك القاعدة التي نشعر بان المسجد الكبير فقد فاعليته كما السابق، لكن تفضلوا لترون بان في طهران توجد مساجد مليئة بالحيوية والنشاط كما يوجد فيها شباب كثر وان المسجد يؤدي دوره. في يوم من الأيام كنا نقول بأنه يجب البحث عن هذه المساجد بواسطة الكاميرا وما شابهها كي نرى الشباب في المساجد، لكن الوضع يختلف في يومنا هذا. هناك مساجد كثيرة تعتبر كمكان مؤثر وناشط وتؤدي دورها في المنطقة كما هو المطلوب نرى هذا في طهران وباقي المدن في المحافظات أي تلك التي تربطها بها علاقات وهناك مساجد في كافة مناطق البلاد كما تصلنا الأخبار وأملنا يتوقف على تلك المراكز الإلهية ويمكننا ان نسير بسرعة وهذه هي البشارة.

    تشكل إستراتيجية خلق النماذج إحدى الاستراتيجيات الستة المذكورة أعلاه. نحن نفترض بان هذه المساجد التي تشبه المسجد المثالي أي تقوم بالممارسات العلمية والثقافية والاجتماعية إلى جانب البعض فعلينا ان نعرفها ونقوم بتقويتها وان تتم الأعمال الثلاثة إلى جانب البعض. علينا القبول بأنه لم يتم التعرف العام على المساجد. نحن نقوم بكشف تلك المساجد من خلال هذه الإستراتيجية واحدة تلو الأخرى. فان المساجد التي نكسب حيوية ونشاط عندما نحضر فيها ويعد مسجدا طيبا عندما ننظر إليه. ذلك لان بعض المساجد تركز أعمالها في جانب واحد وبعض منها في جانب آخر فيجب ان نقوي كافة الإمكانات ثم نقدم المرحلتين. ان الأعمال الثلاثة التي قدمت تبعا لإستراتيجية صنع النماذج وبعون الله تعالى يصبح العام الحالي بداية للأعمال الرئيسة التي نقوم بها فيما يتعلق بإستراتيجية بناء النماذج وإنني أرى إننا نحصد نتائج جيدة.

    من المهم القيام بالعمل الإعلامي في هذا المجال فبإمكان هذا العمل تقديم العون الكبير لنا كي نتمكن من رفع سقف التوقع الاجتماعي من المسجد في ثقافتنا العامة والنتيجة تظهر في عدم قبول الناس بأي مسجد وبأي إمام جماعة أي يصبح الناس يطالبون بمسجد نظيف وتفوح منه الرائحة الطبية وان يكون جميلا كي يستقطب الشباب ويقوم ببرامج تربوية واستشارة الأسرة وتقديم الخدمات الاجتماعية وبناء علاقة التضامن المحلي وان يكون رائدا في تلك المجالات، يصبح الناس يطالبون بهذه الأعمال وإذا ما رأوا بان المسجد في حيهم لا يتمتع بهذه السمات، يرفعون من سقف توقعهم ويؤدي هذا الأمر إلى أحداث تغيير في المسجد لما ان المسجد هو للناس وبعون الله تعالى نرى هذا التغيير في المستقبل.

  • المسجد النموذج الإسلامي كان عبارة عن بحث تحدث عنه سماحة قائد الثورة ومن دون شك يجب توفير الآليات والوسائل الضرورية لبلوغ هذه النقطة فان إحدى الحاجات تتجلى في وجود إمام الجماعة الناشط وتوفير المساجد في الإحياء والأزقة. السؤال الذي يطرح نفسه هنا كم هو عدد المساجد على مستوى البلد هناك إحصائيات مختلفة. كم هو عدد أئمة الجماعة وما هي نسبة الشباب في صفوف أئمة الجماعة وما هي الأعمال التي رأت النور في سبيل تقويتهم؟

    ليست لدينا تلك الإحصائيات على مستوى البلاد وان ما يقدم ليس دقيقا. نحن بدأنا العمل في السنوات المنصرمة من محافظة طهران. ان الإحصائيات المتوفرة لدينا كان تقول شيئا وأما الآن فتغيرت الأمور على سبيل كان هناك من يقول بان عدد مساجد طهران يبلغ ألف و800 مسجدا وأما الآن فأنها تجاوزت 2200 مسجدا. شاهدوا تلك الفروق، انه نتيجة التجاهل الذي قلت انه يوجد في الأجزاء الأخرى. نحن بدأنا بالإحصائيات لنرى عدد المساجد. حاليا ان الإحصائيات لدينا أصبحت أفضل. أي بدأنا بتصميم بنك معلومات وهذه هي البشرى التي انقلها للناس. بعون الله تعالى وبتجميع فحوى بنك المعلومات التي وضعت فيه ما يقارب 900 مكونا ومؤشرا للمعلومات، تدخل المساجد معلوماتها وتسجل مراكز وميزاتها وتغطي برامج المساجد الراهنة منذ سابق الزمن حتى يومنا هذا. يصل هذا البنك للمعلومات المرحلة النهائية قريبا وسيحمل نتائج جيدة.

    أنجز لحد الآن ما يقارب 80 بالمائة من الأعمال وهذا يمثل حدثا ميمونا على مستوى محافظة طهران ويمكن ان يكون لدينا على هذا الأساس برامج وتكوين خارطة للمساجد وهذه فرصة ثمينة. أما فيما يتعلق بالنقطة التي أثيرت حول المعلومات والإحصائيات فيجب القول بأنه ليس لدينا الآن صورة دقيقة حول عدد المساجد. يقال بان هناك 65 أو 75 ألف مسجد وان الفوارق كبيرة لا يمكن التأكد من صحة هذه المعلومة أو تلك. أما فيما يتعلق بعدد المساجد التي نحتاجها فأنها تشكل قضية يجب القيام بعمل علمي وصحيح فيما يتعلق بمدينة طهران. أي يجب اخذ مؤشرات السكان والأرض وما شابهها إلى جانب البعض وبالتالي نقوم بتقييم الأمر كي يتضح عدد المساجد التي يجب بنائها في مدينة طهران، هذا ويختلف الجامع مع مسجد الحي.

  • هل لديكم إحصائيات حول العدد التي تحتاجه المساجد من علماء دين؟

    نحن في طهران لا نعاني من خطب في هذا المجال بفضل الله تعالى. أي ان طهران تعتبر من المدن الجيدة ولكن المشكلة في إمام الجماعة فان نسبة إمام الجماعة في المساجد يبلغ 86 بالمائة هذا وان النسبة المتبقية وهي 14 بالمائة هي عبارة عن مساجد قد لا تمتلك إمكانات للقبول بإمام الجماعة على سبيل المثال المسجد الواقع في حي صغير أو مصلى في حي أطلق عليه المسجد وورد في الإحصائيات كمسجد لكنه يفتقد إلى إمام الجماعة أو في حي خاص ليست الإمكانية متوفرة لحضور الإمام هناك. يبدو انه بالإمكان خفض نسبة الـ 14 بالمائة إلى 10 أي ما يقارب 4 أو 5 بالمائة التي يمكن ان يحضر فيها إمام الجماعة بدعم من المركز

  • أخيرا وفي ختام الحوار أود ان اسأل عن برامجكم لتقوية أئمة الجماعات وهل هناك برنامج معد ويحظى بتأييد الخبراء؟

    ان إستراتيجية التقوية لها مركز ثقل وهو في الحقيقة البنية الفكرية والعلمية لائمة الجماعات. ان هذا المحور ينظر إلى فهرس من الأعمال. لكن قد تأتي الأعمال التعليمية على رأس تلك الأعمال التي تمر بمرحلة الإنجاز ووضعنا برامج لتعليم أئمة الجماعات وأنها تعتبر ضرورية وحديثة. لا يمكن ان نتوقع قيام أئمة الجماعات في بعض المساجد من أصبحوا شيوخا وكبار السن، ببعض البرامج فان مشروعنا هو جعل مساعد شاب إلى جانب إمام الجماعة. لان من واجبنا ان نستفيد من أئمة الجماعات من كبار السن في جانب المعنوية والخبرة التي يمتلكونها وان لا نفقدهم بسهولة. لكن عندما يدخل إمام الجماعة الشاب كمساعد في أجواء المسجد يمكن ان نتوقع منه القيام بإدارة المساجد وتحسين الأوضاع. ان هذا الأمر يشكل جزءا من مشاريعنا الهادفة إلى التقوية هذا وهناك قائمة من البرامج في هذا المجال تمر بمرحلة الإنجاز.

     

     

     

     


٣٠ رمضان ١٤٣٥ ۱۴:۳۳

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب