الأخبار

نهضة سفير الإمام الحسين ( عليه السلام ) مسلم بن عقيل

أما إنّك أحقّ من أن تحدث في الإِسلام ما لم يكن، وإنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لأحد من الناس أحقّ بها منك

كان لنهضة مسلم موعد مضروب بينه وبين الناس ولم يزل هو ومن بايعه يتأهّبون لذلك الأجل من تعبئة الرجال وتهيئة العتاد ورسم خطط الحرب والأخذ بالتدابير اللازمة غير أن الأمر باغته بالقبض على هاني وهو آخذ بعضده وموئل رأيه وفي داره قاعدة ولايته ومركز سلطته فاضطرّت الحالة (مسلماً) أن يتعجّل الخروج قبل الأجل مخافة أن يؤخذ غيلة ولعلّه ينقذ صاحبه من مخلب الظالم وقد أسلمته عشيرته.
وكان رسوله إلى القصر عبد الله بن حازم الكبرى من الأزد من بني كبير (1)ليأتيه بخبر هاني فعرفه حبسه وإن نسوة مراد مجتمعات ينادين وآثكلاه وآعثرتاه فعندها أمره أن ينادي في أصحابه (يا منصور أمت) (2)وقد ملأ بهم الدور حوله وتنادي أهل الكوفة بذلك الشعار فاجتمع إليه أربعة آلاف فعقد راية لعبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة وأمّره على الخيل وراية لمسلم بن عوسجة الأسدي على بيع مذحج وأسد وأمّره على الرّجالة وراية لأبي ثمامة الصائدي على ربع تميم وهمدان وراية للعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة.
ثم أقبل مسلم (عليه السلام) بهؤلاء الجمع إلى القصر وكان ابن زياد في الجامع الأعظم يخطب الناس فجخلت النظارة المسجد من باب التمارين يهتفون بمجيء ابن عقيل فراع ذلك ابن زياد وأسرع إلى القصر وأغلق أبوابه.
واجتمع الناس حتى امتلأ المسجد والسوق منهم وأحاطوا بالقصر وطاق بابن زياد ذرعه إذ لم يكن معه إلا ثلاثون رجلاً من الشرطة وعشرون رجلاً من أشراف الناس وأهل بيته ومواليه ).( 3))
فكان أسهل شيء على أُولئك الدارعين الإجهاز على ابن مرجانة ومن معه لأوّل وهلة في طليعة الزحف وفي القوم مساعير للحرب ولعلّ منهم من لا يروعه التقحّم على أُولئك النفر المعدودين بالأنامل ولم يكن لابن زياد في ذلك الوقت غير قعقعة الإِرهاب وما أدري كيف انطلت هذه البهرجة على ذوي البصائر بشؤون المصر الواقفين على ما في أرجائه من قلاقل وفي أجوائه من محن وإحن.
ولكن لا عجب من أذناب الكوفيين إذا مالوا مع عُصبة الشيطان بمجرّد أن سمعوا ابن الأشعث وحجار بن أبجر وشمر بن ذي الجوشن يمنونهم العطاء مع الطاعة ويهددونهم بجند الشام الموهوم وأشرف عليهم كثير بن شهاب حين كادت الشمس أن تغرب وقال: أيّها الناس ألحقوا بأهاليكم ولا تعجلوا الشرّ ولا تعرضوا أنفسكم للقتل فإن هذه جنود أمير المؤمنين يزيد قد أقبلت وقد أعطى الله الأمير عهداً لئن أتممتم على حربكم ولم تنصرفوا عن عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتلتكم في مغازي الشام على غير طمع وأن يأخذ البريء بالسقيم والغائب بالشاهد حتى لا يبقى فيكم بقية من أهل المعصية إلا ذاق وبال ما جرت يده) .( 4))
فطفق الأخ يخذل أخاه تتعلّق بزوجها حتى يرجع والآباء يفصلون أبناءهم عن الجهاد ويحبّون لهم العافية شأن أذناب الناس الدقاق حسباً الضعفاء حلوماً.
فتفرّق أُولئك الجمع عن مسلم (عليه السلام) حتى لم يبق معه إلاّ ثلاثمائة رجل وصلّى العشاء بالمسجد ومعه ثلاثون رجلاً وانصرف نحو كندة (5)ومعه ثلاثة ولم يمض إلاّ قليلاً وإذا لم يشاهد أحداً يدلّه على الطريق فنزل عن فرسه ومشى متلدداً في أزّقة الكوفة لا يدري إلى أين يتوجّه .( 6)

خطبة ابن زياد

لمّا تفرّق الناس عن مسلم (عليه السلام) وسكن لغطهم ولم يسمع ابن زياد أصوات الرجال أمر من معه في القصر أن يشرفوا على ظلال المسجد لينظروا هل كمنوا فيها فكانوا يدلون القناديل ويشعلون النار في القصب ويدلونها بالحبال إلى أن تصل إلى صحن الجامع وفعلوا ذلك بالظلة التي فيها المنبر فلم يروا لأصحاب ابن عقيل أثراً فاعلموا ابن مرجانة فأمر مناديه أن ينادي في الناس ليجتمعوا في المسجد ولما امتلأ المسجد بهم رقي المنبر وقال أن ابن عقيل قد أتى ما في داره ومن جاء به فله ديّته اتّقوا الله عباد الله وألزموا طاعتكم وبيعتكم ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلاً.

إلى السجن

ثم أمر ابن زياد صاحب شرطته الحصين بن تميم أن يفتّش الدور والسكك وحذّره بالفتك الذريع إذا أفلت مسلم وخرج من الكوفة) .( 7))
فقام الحصين بهذه المهمة فبثّ العيون ووضع الحرس على أفواه السكك وتتبّع الأشراف الناهضين مع مسلم فقبض على عبد الأعلى بن يزيد الكلبي وعمارة بن صلخب الأزدي فحبسهما ثم قتلهما.
وحبس جماعة من الوجوه استيحاشاً منهم وكان فيهم المختار الثقفي وعبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (8)وقد خرجا لنصرة ابن عقيل وكان المختار عند خروج مسلم في قرية له تدعى (لقفا) فجاء بمواليه يحمل راية خضراء ويحمل عبد الله بن الحارث راية حمراء وانتهيا إلى باب الفيل ووضح لهما قتل مسلم وهاني وأشير عليهما بالدخول تحت راية عمرو بن حريث ففعلا وشهد لهما ابن حريس باجتنابهما مسلماً (عليه السلام) فأمر ابن زياد بحبسهما بعد أن شتم المختار واستعرض وجهه بالقضيب فشتر عينه وبقيا في السجن إلى أن استشهد الامام الحسين (عليه السلام).( 9))
ولمّا احضر سبي آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في مجلسه أخرج المختار من الحبس شامتاً منه وفرحاً بما يحسبه من الظفر وإذ رأى المختار هيئة منكرة زفر زفرة كادت روحه أن تخرج فيها ولم يثن هذا من عزمه ولا أوهن من عقيدته فأغلظ لابن زياد في كلام جرى بينهما وعرفه بالعقيدة التي يحملها من مصدر وثيق بأن أيّامه عدد ومُلكه بدد وسيلقى خزياً وبواراً يكون ذلك على يده.( 10))
فأضحك ابن زياد هذا النبأ من أسير تحت قبضته وليس له مساعد له يحذر سطوته خصوصاً يرى أعناق الأشراف ذللاً نحوه وقد ملأ السجن بمن يتحفّز لنخوته فأرجعه إلى السجن ولم يطلق سراحه إلا بشفاعة عبد الله بن عمر بن الخطاب عند يزيد لاقترانه من (صفيّة) ابنة أبي عبيد الثقفي أخت المختار.
ولمّا خطب ابن زياد بعد قتل ابن عفيف الأزدي ونال من أمير المؤمنين بحضرة أُولئك الأجلاف من الكوفيين ولم يلق منهم رداًّ عليه غير المختار فقد ثار في وجهه شاتماً له ومعرفاً بأن اللصيق لم يستحقّ من الإِمارة موطأ قدم وإن أهلها العاملون بالحقّ السالكون بالأمّة طريق الجدد المهذّبون المرشدون كابن عقيل ومن حذا حذوه من أهل هذا البيت الطاهر..
فأمر ابن مرجانة بقتله غير أن عمر بن سعد تشفّع فيه لأنّه كان صهره على أخته أولدت له حفصاً فأرجعه إلى السجن ثم تشفّع فيه ثانياً عبد الله بن عمر عند يزيد فكتب إلى ابن زياد يأمره بإطلاقه فأخرجه من السجن على أن لا يساكنه في البلد .( 11))

في بيت طوعة

لقد كان في الكوفة ممن تحلّى بسمات الرجال المهذّبين الذين لم تلمّ بساحتهم أي لائمة ولا توجّهت إليهم مغبّة وإنّه ذلك الإنسان الواحد الحاوي للشرف المعلّى والذكر الخالد والثناء الجميل وحضى بالرضوان مع حبيب الله وخاتم رسله ألا وهي طوعة)).
ولو كنّ النساء كمن ذكرنا***لفضلت النساء على الرجال
فلا التأنيث باسم الشمس عيب***ولا التذكير فخر للهلال
أصحيح أن امرأة تفوق الرجال في الفضائل والفواضل نعم إن ذلك لما أجنته في أضالعها من طهارة النفس وشرف المنبت والولاء الصحيح لأهل هذا البيت فقامت بما يرضي الله ورسوله ويحبّذه الشرف والإنسانية ويدعو إليه الخطر والناس يتمايزون بالنفسيات الكريمة والغرائز الطيّبة والعمل الصالح.
قال المؤرّخون لما بقى مسلم وحده يتلدّد في أزّقة الكوفة لا يدري إلى أين يتوجّه انتهى به السير إلى باب امرأة يقال لها طوعة أم ولد كانت للأشعث بن قيس أعتقها وتزوّجها أُسيد الحضرمي فولدت له بلالاً كان مع الناس وكانت هذه المرأة على الباب تنتظره فلمّا رآها مسلم (عليه السلام) استقساها فسقته فجلس على الباب لا تطاوعه نفسه أن يبتدئها بطلب الإذن في الدخول للدار ولا يعرف موضعاً يؤويه من عادية الطاغي ولا من يأخذ به إلى الخلّص من صحبه والشوارع فيها الحرث وقد فرّق الخوف جُلّ الناهضين معه .
فالتفتت إليه قائلة: ألم تشرب؟ فأجابها بصوت منكسر وزفرات متصاعدة: نعم قد شربت، قالت: إذاً لماذا لم تذهب إلى أهلك؟ فسكت عنها إذ لم يكن له أهل ولا يعرف من يأويه ولكنها لم تقتنع بذلك لأنّها امرأة مصونة تأنف من وقوف الأجنبي على بيتها فقالت له: إنّي لا أحلّ لك الجلوس هنا ولا يصلح لك.
فعندها رقّ وتلاين وقال: يا أمة الله ما لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة فهل لك إلى أجر ومعروف ولعلّي مكافئك به بعد هذا اليوم.
فاستفزّتها هذه الكلمة الغالية لأنّ الأجر من أعمال الصالحين والمعروف لا يكافئ عليه إلاّ أهله فقالت مستفهمة: وما ذاك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل كذّبني هؤلاء القوم وغرّوني.
فلمّا سمعت باسمه شعرت بزلفى الأبد وسعادة لا يتوفق لها إلا من أودع الله تعالى فيه نور الإِيمان فأعادت عليه السؤال عن اسمه متأكّدة في الحصول على الغاية الثمينة وقالت له: أنت مسلم؟ قال نعم، فرحّبت به وامتلأ قلبها سروراً بالحضوة بضيافة مثل داعية ابن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأدخلته بيتاً غير الذي يأوي إليها ابنها وعرضت عليه الطعام فأبى.
ولمّا وافى ابنها المنزل ورآها تكثر الدخول لذلك البيت استراب منه فاستفهمها عنه فأعرضت وألحّ عليها فلم تخبره إلا بعد أن أخذت عليه العهود أن لا يُعلِم أحداً بمن في البيت فبات الغلام فرحاً بجائزة ابن زياد ).( 12))

مسلم في اليوم الثاني

كانت هذه الليلة أطول ليلة مرّت على مسلم (عليه السلام) يرقب آناءها ويعدّد دقائقها وثوانيها ينظر بعين البصيرة إلى زوايا البيت وهو يعلم أنّه مأتيّ لا محالة ولكن كيف يؤتى ومن أين يتوقّع الهجوم عليه وكيف يدافع ولا يبصر إلا ناحية واحدة شدّ إليها الرحال منذ خرج من المدينة بأمر السبط الشهيد ألا وهي إظهار الدعوة إلى حُكم الكتاب المجيد وسنّة الرسول وإنقاذ الأمّة من مخالب الضلال وتعريفها سبيل الرُّشد من الغيّ ومما زاد في طمأنينته رؤياه عمّه أمير المؤمنين في المنام يقول له: أنت معي غداً فالعجل العجل) .( 13))
فعرفت نفسه المطمئنّة الملهمة أن في صباح هذه الليلة اللقاء والفناء الذي فيه البقاء الأبدي فلم تبعثه الحالة إلاّ إلى النشاط والبسلة والوثوق بأزوف الموعد فلمّا انفلق عمود الفجر وانفتل من صلاته ودعائه ونوافله تأهّب لمجاهدة من مَرَقَ عن الدين وأعرض عن وصايا النبيّ في أهله وذويه وقال لطوعة قد أدّيتِ ما عليكِ من البرّ والإِحسان وأخذتِ نصيبكِ من شفاعة رسول الله وقصَّ عليها الرؤيا ).( 14))
أمّا ابن العجوز فذهب إلى القصر واعلم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بمكان مسلم (عليه السلام) في بيتهم فأخبر عبد الرحمن أباه ووضح الأمر لابن زياد فدعا الغلام وطوّقه بطوق من ذهب وأمر ابن الأشعث أن يذهب إليه في سبعين من قيس ليأتيه به.( 15))
فلمّا سمع مسلم (عليه السلام) وقع حوافز الخيل ولغط الرجال علم أن هذا طليعة الشر فخرج إليهم بجأش طامن وجنان راسخ بهضم يهزأ الرواسي وحشو الردى منه فروسية وشجاعة وملء إهابة بشر ومسرّة فاستقبلهم كمي آل أبي طالب في جحفل مجر من عزمه أو حشد لهام من بأسه والقوم سبعون دارعاً وهو واحد في ذلك المأزق الحرج من نواحي البيت فلم يفتأوا يرجفوا عليه الدار وهو يكردهم غير مكترث بعددهم ولا بعدّتهم).( 16))
ولم يشعروا أهو مسلم ينساب عليهم بصارمه أو عمّه أمير المؤمنين يشقّ الصفوف ويطرد الألوف أو أن زوبعة الحمام أخذتهم من نواحيهم فقتل من السبعين أربعين وهو يرتجز :
هو الموت فاصنع ويك ما أنت صانع***فأنت بكأس الموت لا شكّ جارع
فصبراً لأمر الله جلّ جلاله***فحكم قضاء الله في الخلق ذايع)( 17))
وكان من قوّته يأخذ الرجل من محزمه ويرمي به فوق البيت (18)والمرأة الطاهرة (طوعة) تحرضه على القتال (19)فاضطرهم البؤس واليأس من الظفر إلى الاستمداد فأنفذ ابن الأشعث إلى ابن مرجانة يستمده الرجال فبعث إليه: إنا أرسلناك إلى رجل واحد لتأتينا به فثلم في أصحابك هذه الثلمة فكيف لو أرسلناك إلى غيره ).( 20))
فأرسل إليه ابن الأشعث: أيّها الأمير أتظنّ أنّك أرسلتني إلى بقّال من بقالي الكوفة أو جرمقان من جرامقة الحيرة وإنّما وجّهتني إلى سيف من أسياف محمد بن عبد الله، فأمدّه بخمسمائة فارس ).( 21))
إنّ ابن مرجانة يعجب من هذه البسالة الطالبية وما لهم من القسط الأوفر منها ولا تزال أنباء مواقفهم في الحروب ترنّ في مسامعه كما أن صداها لم ينقطع عن أذن الدهر ومسامع الأجيال والأندية تلهج بحديث النبيّ (لو ولد الناس كلهم أبو طالب لكانا شجعاناً) (22) فتجمهروا عليه من كل الجهات وصريخة آل أبي طالب لا يكترث بجمعهم ولم ترعه كثرتهم فأوقع فيهم الموت الزؤام واختلف هو وبكير بن حمران الأحمري بضربتين ضرب بكير فم مسلم (عليه السلام) فقطع شفته العليا وأسرع السيف إلى السفلى ونصلت لها ثنيتان وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة وأخرى على حبل العاتق كادت ان تطلع إلى جوفه فمات منها).( 23))
وأخذ يقاتلهم وحده في ذلك المجال الضيّق حتى أكثر القتلى والناس من أعلى السطوح يرمونه بالحجارة ويقلبون عليه القصب المضرم بالنار وهو يرتجز في حملاته.( 24)
أقسمت لا أقتل إلاّ حرّاً***وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
كل امرء يوماً ملاق شراً***ويخلط البارد سخناً مُرّا
ردّ شعاع النفس فاستقرا***أخاف أن أكذب أو أغرّا
ولمّا أثخنته الجراح وأعياه نزف الدم استند إلى جنب تلك الدار فتحاملوا عليه يرمونه بالسهام والحجارة فقال: ما لكم ترموني بالحجارة كما ترمى الكفار وأنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار ألا ترعون حقّ رسول الله في عترته ).( 25))
وحيث أعوزتهم الحيل والتدابير الحربية لإِلقاء القبض عليه او التوصل إلى قتله أو تحرّي منجاة من سيفه الرهيف قابلوه بالأمان عساه يكف عن القتال فيتسنّى لهم بعض ما يرمونه فقال له ابن الأشعث أنت آمن إلا عبيد الله بن العباس السلمي فإنه تنحّى وقال لا ناقة لي في هذا ولا جمل .( 26)
أمّا ابن عقيل (عليه السلام) فلم تفته خيانتهم ونقضهم العهود وإنّهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة فلم يعبء بأمانهم فقال لا والله لا أؤسر وبي طاقة لا يكون ذلك أبداً وحمل على ابن الأشعث فهرب منه ثم تكاثروا عليه وقد اشتّد به العطش فطعنه رجل من خلفه فسقط إلى الأرض وأُسر .( 27)
وقيل أنّهم عملوا حفيرة وستروها بالتراب وانكشفوا بين يديه حتى إذا وقع فيها أسروه) .( 28))
ولمّا أركبوه البغلة وانتزعوه سيفه دمعت عينه فقال له عمرو بن عبيد بن العباس السلمي إن الذي يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل ما نزل بك لم يبكِ فقال (عليه السلام) ما على نفسي أبكي ولكن أبكي لأهلي المقبلين إليكم أبكي للحسين وآل الحسين) .( 29))
ان الذي أبكاه أمام ذلك الجمع المحارب أمر ديني وطاعة للمولى نظير الغاية التي أوقفته هذا الموقف وهو ما سيجري على حجّة الوقت الواجب على العباد الانقياد له والخضوع لأمره وإن سيّد شباب أهل الجنّة سيرد هذا المورد متى حلّ بين ظهراني أهل الكوفة الطغاة وهو لا يريد أن تشوك سيّده شوكة ولا يستهين أن يصيبه أي أذىً وإنّما وقف هذا الموقف للحصول على مرضاة إمامه والدعوة إليه والذبّ عنه ولم يبرح هذه نواياه حتى نسي نفسه ولم ينس أبي الضيم (عليه السلام) فطفق يبكي لما يصيبه وهو مرتثّ بالجراح وفي آخر رمق من الحياة فحيّاه الله من شهم سيط الإِيمان بلحمه ودمه وعاد مزيج نفسه الكريمة.
وفي نصّ سبط ابن الجوزي أن ابن الأشعث سلب مسلم بن عقيل درعه وسيفه فقال بعض الشعراء يؤنّبه على فعلته هذه وتركه نصرة هاني .( 30)
وتركت عمّك لم تقاتل دونه***فشلاً ولولا أنت كان منيعا
وقتلت وافد آل حزب محمد***وسلبت أسيافاً له ودروعا
ولما جيء به إلى القصر تساند إلى الحائط وقد أخذه الضعف لنزف الدم وشدّة الظمأ فرأى قلّة مبردة فطلب منها ما يبلّ غلته فقال له مسلم بن عمرو الباهلي: أتراها أبردها لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم في نار جهنّم!.
فبكرت هذه الكلمة على ابن عقيل أن تصدر من رجل يدّعي الإسلام ويتشهّد الشهادتين ثم لا تسمح نفسه ببذل الماء الذي هو مباح لعامّة الحيوانات ولا يمنع منه حتى الكافر والشريعة تنادي بأعلى صوتها: الناس شرع سواء في الماء والنار والكلاء، ثم أي رجل يحمل أقل شيء من العاطفة يشاهد إنساناً بتلك الحالة المشجية ثم يضنّ عليه بشربة من ماء أنّه لخارج عن الحدود البشرية ومستوى الإنسانية.
ومن هنا تعجّب مسلم (عليه السلام) واستفهم عن حسبه فقال له من أنت؟ قال أنا ابن من عرف الحقّ إذا أنكرته ونصح لإمامه إذ غششته وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفته أنا مسلم بن عمرو الباهلي!.
فقال ابن عقيل لأمّك الثكل ما أجفاك وأقظك وأقسى قلبك وأغلظه أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنّم.
وعلى هذا الحوار بعث عمرو بن حريث غلاماً له يدعى سليماً فأتاه بالماء (31)وفي نصّ آخر أرسل عمارة بن عقبة بن أبي معيط غلامه قيساً وأتاه بالماء (32)وهل شرب ابن عقيل من الماء فيخفف من اللغوب ويطفئ أوار الظمأ؟ لا! فإنّه كلما أدنا القدح منه امتلأ دماً للضربة التي على شفتيه وفي الثالثة امتلأ دماً وسقط في القدح ثناياه فتركه وقال: لو كان من الرزق المقسوم لشربته) .( 33))

في قصر الإِمارة

لقد جرى من الكفور الملحد***نغل زياد الظلوم المعتدي
ما قد جرى من فاحش الخطاب***ومن قبيح الرد والجواب
وغير ضائر عواء الكلب***إذا عوى على النجوم الشهب
وكيف يرجى من عدوّ الله في***وليّه شيء من التعسّف
أُدخل ابن عقيل (عليه السلام) على ابن زياد وهو على سرير الطغيان والجور ومسلم أسير مكتوف لا يجد أحداً ينجده ولا من يقف دونه فلم يتظاهر بالخضوع لابن مرجانة ولا استلان له واستعطفه بالسلام عليه ولما اعترضه الشرطي بقوله: ألا تسلّم على الأمير؟ قال: إنّه ليس لي بأمير .( 34))
أراد بهذه الكلمة تعريف الحضور بأنّه مقاوم للسلطة الغاشمة ومناوئ لهذا الجائر حتى عند تضاؤل قواه وانفلات الأمر من يده وعند منصرم العمر ولعلّ بذلك يتجدّد المقت من الأمة على ابن مرجانة وتحتدم القلوب عليه وعلى من ولاّه أمر البلاد فيستطيع حينئذٍ أن يقول القائل إن داعية الصلاح رافض لحكومة الضلال حتى في أحرج المواقف ولا يهون عليه شيء من أمرها فلا يفوت أهل الكوفة العلم بمشروعية هذه الولاية وإن الأخوة التي شرفه بها سيّد الشهداء أخوة شرف وإيمان والثقة التي فاز بها كما في صكّ الولاية لا يدرك مداها.
ولم يقتنع مسلم (عليه السلام) بكل ذلك حتى أخذ يعرف الناس في ذلك المجلس نفسية عبيد الله وأبيه ومن أجلسه هذا المجلس لتتمّ الحجّة فلا يعتذر أحد بالغفلة والجهل وإن لقوة الجور مفعولاً آخر.
فإنّه لما قال له ابن زياد: أيّها يا ابن عقيل أتيت الناس وأمرهم واحد فشتّت أمرهم وفرقت كلمتهم وحملت بعضهم على بعض! قال: كلاّ لست أتيت لذلك، ولكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دماءهم وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعو إلى حكم الكتاب.
قال ابن زياد: إن نفسك تمنيك ما حال الله دونه ولم يرك أهله.
فقال مسلم: فمن أهله؟.
فقال ابن زياد: أمير المؤمنين يزيد.
فقال مسلم: الحمد لله على كل حال رضينا بالله حكماً بيننا وبينكم.
فقال ابن زياد: كأنّك تظنّ أن لكم في الأمر شيئاً.
فقال مسلم: والله ما هو الظنّ لكنّه اليقين.
فقال ابن زياد: قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإِسلام!
فقال مسلم: أما إنّك أحقّ من أن تحدث في الإِسلام ما لم يكن، وإنّك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لأحد من الناس أحقّ بها منك.
فشتمه ابن زياد وشتم حسيناً وعليّاً وعقيلاً!.
لقد نضجت آنية ابن مرجانة بما فيها من فحش وخناء وأسمع مسلماً ما لا تحمله الجبال الرواسي فما استهان ولا استلان ولا تكعكع عن إبداء الحقيقة للناس وإيقافهم على مخازيه ومخاريق أبيه وبوائق من استعملها حتى أحرج الموقف وسدّ المذاهب عليه فلم ير الدعي وسيلة لمقابلة ابن عقيل إلا بسبّ أمير المؤمنين ذلك الذي يقول فيه رسول الله: يا عليّ ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا يا علّي من سبّك فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله.( 35))
هاهنا لم يطق مسلم صبراً وإن صبر قبل ذلك على مثل حزّ المدى فقال لابن مرجانة فاقضِ ما أنت قاضٍ يا عدوّ الله.

كتم السرّ

كتم السرّ من لوازم المروءة فإن في إفشائه أما فضيحة على من أذيع عنه إن كان ذلك المذاع من الرذائل على غير متجاهر بها والله سبحانه يحبّ الستر على المؤمنين إبقاء لحيثياتهم في الجامعة وكلاءة لعضويتهم فيها فإن الحطّ من الكرامة يوجب سقوط محلّه بين الناس ويعود منبوذاً بينهم فلا يصغى لقوله ولا يحترم مقامه فيختلّ التكاتف والتعاون على حفظ النظام ويكون ذلك مبدءاً لتجري الغير كما هو مقتضى الجبلة البشرية، ومثالاً لنفرة أُناس ممّن يترفّعون عن أمثالها فتسود المنابذة وتحتدم البغضاء وإذا كان المولى سبحانه وهو القابض على أزّمة الخلق القادر على كشف ما انطوت عليه ضمائرهم يستر عليهم ويفيض ألطافه مع الناهي في الطغيان وينادي كتابه العزيز: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم))).
ولمّا سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ربّه جلّ شأنه أن لا يحاسب أمتّه بحضرة الملائكة والأنبياء فيطّلعوا على عيوبهم قال تعالى يا حبيبي أنا أرأف بعبادي منك وإذا كرهت كشف عيوبهم عند غيرك فأنا أكره أن أكشفها عند فأحسبهم وحدي بحيث لا يطلع على عثراتهم غيري .( 36)
فإفشاء السرّ وإذاعته ممنوع منه سواء كان فيه العيب والنقص على الشخص بخروجه عن قانون الشريعة أو لم يكن فيه العيب لأن في إذاعة السرّ إيذاء له وهتكاً لحرمته وخيانة لما استودع له فإن الحديث بين الناس أمانة إذاً فهو محرم بجميع أقسامه سواء كان بالغيبة أو النميمة أو بالإفضاء لمن لا يرضى صاحب السرّ عليه غيره لكونه إيذاء له فلا يوصف به مؤمن فاضل ولا إنسان كامل إلا من ضربت الخسّة في عنصره ومدت الدناءة فيه عروقها.( 37))
ومن هذا تعرف كيف بلغ اللؤم ورداءة المنبت بعمر بن سعد حين أفضى بالسرّ الذي أودعه عنده مسلم بن عقيل وذلك أن ابن عقيل طلب من ابن زياد أن يوصي إلى بعض قومه فأذن له فنظر إلى الجلساء فرأى فيهم ابن سعد فقال له أن بيني وبينك قرابة ولي إليك حاجة ويجب عليك نجح حاجتي وهي سرّ فأبى أن يمكنه من ذكرها فقال ابن زياد لا تمتنع من النظر في حاجة ابن عمّك فقام معه بحيث يراهما ابن زياد فأوصاه مسلم (عليه السلام) أن يقضي من ثمن سيفه ودرعه ديناً استدانه منذ دخل الكوفة يبلغ ستمائة درهم وأن يستوهب جثته من ابن زياد ويدفنها وأن يكتب إلى الحسين بخبره.( 38))
فأفشى ابن سعد جميع ذلك إلى ابن زياد فقال ابن زياد لا يخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن) .( 39))
لم يفت مسلماً ما عليه ابن سعد من لؤم العنصر وأنه سيفشي بسرّه بين الملأ لكنّه أراد تعريف الكوفيين بأن هذا الذي يعدّونه من كبرائهم ويتبجّج بأن أباه فاتح البلاد هذا حدّه من المروءة وموقفه من الحفاظ فلا يغترّ به أحد إذا تحيّز إلى فئة أو جنح إلى جانب فإنه لا يهوى إلا مثله وهناك دقيقة أخرى لاحظها مسلم في هذه الوصية وهي الإرشاد إلى أنّه ومن يعقبه من الرهط الهاشمي لم يقصد هذا المصر لاستنزاف أموالهم وإنّما جاؤوا منقذين وملبّين لدعوتهم ونشر الإِصلاح فيهم وأول شاهد على ذلك أنّه أيّام إقامته بالكوفة لم يمدّ يده إلى بيت المال على أنّه جاء والياً يتصرّف كيف شاء وتحت يده ما يجمع من المال إلاّ أنّه قضى أيّامه البالغة أربع وستّين يوماً بالاستدانة وهكذا ينبغي أن يسير أولياء الأمور فلا يتّخذون مال الفقراء مغنماً وأين من يفقه هذه الأسرار.

الشهادة

لما أكثر مسلم (عليه السلام) من الطعن على ابن زياد في حسبه ونسبه أمر رجلاً شامياً أن يصعده إلى أعلى القصر ويشرف به على موضع الجزارين (40)ويضرب عنقه ويرمي بجسده ورأسه إلى الأرض فأصعده الشامي ومسلم يسبّح الله ويكبّره ويستغفره ويقول: اللهمّ احكم بيننا وبين قوم كذّبونا وغرّونا وخذلونا وقتلونا ثم صلّى ركعتين (41)وتوجّه نحو المدينة وسلّم على الحسين (42) فضرب الرجل عنقه ورمى بجسده إلى الأرض كما أمره ابن زياد (43) ونزل مذعوراً فسأله ابن زياد عمّا دهاه قال رأيت ساعة قتله رجلاً أسود سيّئ الوجه حذائي عاضاً على إصبعه فقال له: لعلّك دهشت! (44) قصداً لتعمية الأمر على الجالسين حوله لئلا يفشوا الخبر فتزداد عقيدة الناس بداعية الامام الحسين (عليه السلام) ولعلّ الأمر ينتكث عليه لأنّ النفوس متكهربة بولائهم ولهم العقيدة الراسخة بفضلهم الكثار.
وهنا نقلٌ آخر في قتله أنه دفعه إلى الأرض على أمّ رأسه فتكسّر وكانت فيها شهادته ولانفراد ناقله ونصّ المؤرخين على الأول مما يبعده.( 45)
ثم أمر ابن زياد بهاني بن عروة فأخرج مكتوفاً إلى مكان من السوق يباع فيه الغنم فنادى: وامذحجاه ولا مذحج لي اليوم، فلما رأى أن أحداً لا ينصره انتزع يده من الكتاف ونادى: ألا عصا أو سكين أو عظم أو حجر يذبّ به رجل عن نفسه، فوثبوا عليه وأوثقوه كتافاً فقيل له مدّ عنقك قال ما أنا بسخيّ بها ولا معينكم على نفسي فضربه رشيد مولىً لابن تركي فلم تعمل فيه فقال هاني إلى الله المعاد اللهم إلى رحمتك ورضوانك ثم ضربه أخرى فقتله.
وهذا العبد رآه عبد الرحمن بن حصين المرادي مع ابن زياد في وقعة (الخازر) فثأر بهاني وحمل عليه بالرمح فقتله) .( 46))

بعد الشهادة

لم يذكر أحد من المؤرخين إن النبي في مغازيه مثّل بالمشركين ولما تمكّن أمير المؤمنين (عليه السلام) من عمرو بن عبد ودّ لم يمثّل به كما لم يسلبه مع ما عليه من الكفر والإلحاد وفي وصيته للحسن (عليه السلام) لما ضربه ابن ملجم: ولئن قتلت فضربة مكان ضربة ولئن عفوت فأنت وليّ الدم ولا تمثلن بالرجل فإنّي سمعت رسول الله يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور (47)هذه وصايا الشريعة المطهّرة باحترام الميت ولكن هل من مسلم يفقه هذه الدرر الثمينة والعجب ممن يتسنّم منبر الدعوة الإلهية ثم يمشي متردداً في حنادس الظلم ما شاء له الهوى ولا عجب من الأمويين وعمّالهم إذا خالفوا قوانين الإسلام فإنّهم متى أسلموا ليهتدوا وإنّما استسلموا فرقاً من البوار أو تحكّماً في الأموال والنفوس.
وليس بالغريب إذا أمر ابن زياد بسحب مسلم وهاني من أرجلهما في الأسواق (48)ثم صلبهما في الكناسة منكوسين وأنفذ الرأسين إلى يزيد بن معاوية مع هاني بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأرواح التميمي).( 49))

المرقد الأخير

لقد عرف الناس مسلم بن عقيل (عليه السلام) في بيته وحسبه ومروءته وفضائله منذ عهد الصبا إلى أن بلغ مبالغ الرجال المحنّكين وقد وعوا كلمة الحسين (عليه السلام) في صكّ ولايته لكن ابن مرجانة من جراء ما تردّى به من لؤم العنصر وخبث المنبت ودعارة الطبع حسب أنه سوف يحطّ شيئاً من كرامته الصورية عساه يتوصّل به إلى تحطيم مبدئه وإخماد ذكره فأمر مسلم وهاني بعد القتل أن يُسحبا من أرجلهما في الأسواق والجواد قضية لؤم الغلبة ودناءة المحتدّ وبعد أن بلغ الغاية فيما حسب.
أمر بدفنهما بالقرب من (دار الإمارة) لتستمرّ رقابة الشرطة عليهما فلا يقصدهما أحد بالزيارة ولا يحضر هناك مؤبّن لهما ولا تلم بهما النوادب لأنّه يعلم أن الكوفة بطبعها الأولي علوية الرأي على العكس من البصرة والشام فإن الأولى عثمانية والثانية أُموية.
وهذا الذي ذكرناه في دفن مسلم وهاني حول القصر اعتبار لم يبعد عن الحقيقة ولسنا نعتمد عليه فقط في إتيان هذا المشهد المطهر وإنّما المستند الوحيد هو سيرة العلماء والصلحاء والشيعة عامة المتصلة بزمان المعصومين في المثول بهذا الموضع المقدس الذي لم تزل الكرامات تصدر ممن ثوى فيه فلم يؤمه مريض إلا عُوفي ولا طالب حاجة إلا قُضيت ولا تجرّأ عليه متمرّد باليمين الكاذبة إلاّ عاد بالخيبة والخسران وهذه السيرة دليل قطعي في كل مشهد ولولاها فأيّ مشهد يمكننا تعيينه من دون نقاش ..

المصادر:
1- الطبري ج6 ص208
2- منصور رئيس الملائكة الذين نزلوا لنصرة النبي يوم بدر وكان شعار المسلمين يا منصور أمت
3- ابن الأثير ج4 ص12
4- الطبري ج6 ص208
5- الأخبار الطوال ص240
6- اللهوف لابن طاووس ص22
7- الطبري ج6 ص209
8- المصدر السابق ص208 وص214 وص215
9- أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص215
10- رياض الأحزان ص52 عن روضة الشهداء
11- رياض الحزان ص58. عن روضة الصفا.
12- مقاتل الطالبيين ص41 طبعة إيران
13- نفس المهموم ص56 عن كامل البهائي
14- نفس المهموم ص56
15- رياض المصائف ص265
16- مقاتل الطالبيين ص41
17- مناقب ابن شهراشوب ج2 ص212
18- نفس المهموم ص57
19- رياض المصائب ص265
20- مقتل محمد بن أبي طالب
21- رياض المصائب ص266
22- غرر الخصائص للوطواط ص17 في باب حفظ الجوار
23- الطبري ج6 ص210
24- ابن الأثير ج4 ص13
25- مناقب ابن شهراشوب ج2 ص212
26- ابن الأثير ج4 ص13
27- ابن شهراشوب في المناقب ج2 ص212
28- المنتخب للطريحي
29- تاريخ الطبري ج6 ص211
30- تذكرة الخواص ص139
31- الإرشاد للشيخ المفيد ص215
32- الطبري ج6 ص211
33- المصدر السابق ج6 ص212
34- اللهوف لابن طاووس ص30
35- دار السلام للنوري ج2 ص338
36- جامع السعادات ص339 طبع إيران
37- المصدر السابق ص340
38- في الأخبار الطوال ص241 يبلغ ألف درهم وفي تاريخ الطبري ج6 ص212 يبلغ سبعمائة درهم
39- الإِرشاد
40- في إرشاد الشيخ المفيد موضع الحذائين
41- رياض المصائب ص68
42- أسرار الشهادة ص259
43- ابن الأثير ج4 ص15
44- اللهوف لابن طاووس ص31
45- تظلّم الزهراء ص268
46- الطبري ج6 ص214
47- كتاب سليم الهلالي
48- المنتخب للطريحي
49- مناقب ابن شهراشوب ج2 ص212.

١ محرم ١٤٣٦ ۱۱:۳۶

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب