الأخبار

خطباء الجمعة في لبنان: تنديد بالتفجير الإرهابي في تونس، وتشديد على الوحدة الوطنية

حفلت منابر الجمعة لهذا الأسبوع بالتنديد بالتفجير الإرهابي الذي ضرب تونس، ووضعه ضمن السياق ذاته في مشروع الصهيونية الأمريكية لتشويه الإسلام وضرب الأمة الإسلامية، ولم يغب عن بال خطباء المنبر التشديد على الحوار الوطني لتحصين الساحة الداخلية، والوقوف خلف المؤسسة العسكرية والمقاومة اللتين تواجهان الإرهاب.
الشيخ عبد الأمير قبلان
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة ان "لبنان بحاجة الى تعاون وانصاف ومحبة وخير، فاعداؤنا في لبنان ليس اسرائيل فحسب فهي مصدر الشر في المنطقة والعالم وانما التكفريون الذين يقتلون على الشبهة  والتهمة ولا بد من مواجهتهم بوحدتنا ودعمنا لجيشنا، لذلك نطالب اللبنانيين بالوقوف خلف جيشهم الوطني في محاربة الارهاب فيشكلوا سدا منيعا بوجه كل دعوة تكفيرية وعمل ارهابي يستهدف لبنان وشعبه، و لا بد من توفير كل مقومات الدعم للجيش اللبناني فنوفر له السلاح اللازم والتجهيزات المطلوبة ليظل سياجا يحمي لبنان واهله ولا بد من تفعيل التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في معركة مواجهة الارهاب الذي يفتك بالشعبين الشقيقين ويهدد مسيرتنا الوطنية في لبنان".
 
الشيخ النابلسي
بدوره، اشار سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء إلى اهمية الحوار بين الكتل السياسية اللبنانية في اشارته الى الحوار الجاري بين حزب الله والمستقبل ، مستنكرا بعض الخطاب التحريضي الذي يزاوله بعض قادة المستقبل لانه سوف يؤثر سلبا على نتائج الحوار .

ولفت إلى ان "حوار حزب الله وتيار المستقبل يُفترض به أن يخفف حدة التوتر ويمتص حالة التشنج والانفعال ولتلافي حدوث مشاكل وأزمات جديدة، وإزالة حالات الاحتقان والتمزق والاحتراب السياسي  لكن هناك من يُصر على التخريب ويرى مصلحة في تنافر تيار المستقبل عن حزب الله ، لذلك يلجأ إلى هذه الاتهامات  المغرضة لإعادة أجواء النزاع التي تكرّس انغلاق كل طرف على ذأبه واهتماته بالتحشيد والتعبئة ضد الآخر".

المفتي احمد قبلان
 كذلك، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال القائه خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين(ع) في برج البراجنة، "الاستمرار في الحث على الحوار والدعوة إليه باعتباره واجباً وطنياً يفترض تعميقه وتعميمه وتحصينه في مواجهة الناعقين والنشّاذين، أهل الخطابات المحرضة والمفشلة لكل مسعى من شأنه تنفيس الاحتقانات وإخراج الأوضاع من عنق الزجاجة، والانطلاق نحو ما يعزز الاستقرار ويمتّن جبهتنا الداخلية التي لا خيار أمامنا سوى أن نكون معاً صفاً واحداً في جبه التحديات والمخاطر التي قد تكون قاسية ومفصلية لجهة مستقبل المنطقة وبخاصة لبنان الذي يمر الآن بمخاضات عسيرة، وسط مرحلة ضبابية يتطلب الخروج منها وعياً تاماً وتكافلاً مطلقاً ووقفاً كاملاً لكل هذه الصراعات والكيديات السياسية التي لا نرى فيها سوى المزيد من الضعف والتشتت".

وشدد على "الحوار وعلى ضرورة اعتماده كثقافة ونهج وطني، لأن ما يجمع اللبنانيين أكثر مما يفرقهم، وما يقربهم من بعضهم بعضاً أكثر بكثير مما يبعدهم، لذا لا نجد عذراً لأي فريق أو جهة في لبنان مسلماً كان أم مسيحياً بأن يتقاعس أو يتردد في تأكيد الحوار وعدم إفشاله مهما كانت الذرائع ومهما كبرت العناوين كي تبدأ مسيرة بناء الدولة، وينتظم عمل سلطاتها ومؤسساتها، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية الذي نريده استحقاقاً وطنياً صرفاً بعيداً عن أي تسويات أو صفقات إقليمية أو دولية".

وطالب قبلان الحكومة "بالقيام بواجباتها، وتحمّل مسؤولياتها لجهة حماية الأمن المجتمعي وملاحقة ومحاكمة كل من يعبث به، كما ندعوها إلى تعزيز الاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي وعدم التهاون أو التراخي حيال كل من تسوّل له نفسه الاخلال بالأمن والتعدي على حياة المواطنين".

السيد علي فضل الله
ودان العلامة السيد علي فضل الله العمل الإجرامي في تونس، معتبرا أنه "يأتي في إطار سلسلة الأعمال الإرهابيَّة التي تهدف إلى ضرب استقرار العالم العربي والإسلامي، وتمنع من نهوضه، وتسيء إلى وحدته وقيمه ومبادئه، وتشوّه تاريخه وصورة إنسانه، وتسيء إلى علاقته بالشَّرق والغرب".

ورأى أنَّ "المسؤوليَّة تقع على عاتق كلّ الحريصين على استقرار هذا العالم وأمنه وتطوّره، وعلى صورة الإسلام، وعلى كلّ القيم الَّتي يمثّلها هذا الدّين، أن يتكاتفوا، وأن تتوحَّد جهودهم ويتعاونوا لإزالة هذا الكابوس عن كاهلهم، والَّذي لا يخفِّف من وقع جريمته أنَّ من يقوم به، يرفع شعار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، بل هذا يزيده جرماً، لأنّه يضع هذا الشّعار المقدّس في غير موقعه"، مشددا على ان "الحاجة ماسة لمواجهة كلّ هذا الواقع، والعمل لسدّ كلّ المنافذ الَّتي تجعله يستقطب شباباً وشابات من كلّ فئات المجتمع، المنافذ الفكريَّة والثقافيَّة والدينيَّة والسياسيَّة والماليَّة والأمنيَّة، ومعالجة أيّ شعور بالظّلم والغبن".

واعتبر ان "مواجهة هذه الظّاهرة لا تتمّ بالبيانات وعقد المؤتمرات واللقاءات، رغم أهميَّة كلّ ذلك، لكنَّ الأمر يحتاج إلى برامج واقعيَّة وعمليَّة على المستويات كافّة، وفي كلّ المواقع".
ولفت إلى اننا "مدعوون إلى أن نخرج من هذا التَّكاذب الذي نعيشه، والَّذي يجعل البعض يفرّق بين إرهابٍ وإرهاب، فالإرهاب واحد، يقوى ببعضه البعض، حتى لو تنوّعت أسماؤه، والموقف لا بدَّ من أن يكون واحداً باتجاهه".

الشيخ احمد القطان
ومن البقاع، رحب رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ أحمد القطان، بـ"الأجواء الإيجابية للحوار"، معتبرا انها "تصب في مصلحة استقرار لبنان وأمنه وتخفف الإحتقان المذهبي والطائفي ناهيك عن التشنج السياسي".
واستنكر القطان "الاصوات التي تصوب عليه"، منوهاً "ببطولات الجيش"، وداعياً الى "دعمه وتقويته ليستمر في مواجهة الإرهابيين التكفيريين".
واعتبر أن "ما قام به التكفيريون في تونس بعيد كل البعد عن وسطية واعتدال الإسلام، لأن الإسلام جاء بالمحبة والسلام والرحمة لكل الناس".

الشيخ علي ياسين 
وفي السياق، أشار رئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين الى "رجال المقاومة الذين عضّوا على نواجذهم وصبروا في مواجهة الكيان الاسرائيلي وصمدوا حتى طردوه من الأراضي اللبنانية ومنعوه من تحقيق أي نصر"، معتبراً ان "ما سُمي "ربيعاً عربياً" هو في حقيقته ربيع عبري وصانعوه الحقيقيون كان همّهم الحفاظ على الكيان الاسرائيلي، واجههُ المقاومون فحوّلوه بصبرهم وجهادهم خريفاً عبرياً سوف تحطم رياحه هذا الكيان اللقيط، ويسقط المشروع "الصهيو أميركي" الذي سارت فيه قوى الاعتلال "الاعتدال" العربي للقضاء على قوى الممانعة في المنطقة ".

وأكد الشيخ ياسين ان "من الصبر إعداد الأمة بما نستطيع، فليس للأمة إلاّ العودة للإسلام المحمدي الأصيل الذي يُحقّق السعادة للبشرية ويحفظ حرمة الإنسان وكرامته ، ويُعطي كلّ ذي حقّ حقّه، وهذا من أساسيات الدين الإسلامي، والتي من ضمنها الرحمة بالإنسان؛ لأن الإسلام دين الرحمة، وهذا ما كان يوصي به الإمام علي (ع) لولاته على الأمصار.

الشيخ صهيب حبلي
دعا الشيخ صهيب حبلي بعض القوى السياسية الى ترجمة مواقفها عملياً على أرض الواقع بدل الإكتفاء بالتصاريح الإعلامية التي تعبر عن رغبتها بالحوار وتجاوز الخلافات.

وفي كلمة له، خلال خطبة الجمعة التي القاها في مسجد سيدنا إبراهيم في صيدا لفت إلى انه "بينما تعقد جلسات الحوار نسمع عن إتهامات توجه للمقاومة من جهة، مع ما يرافقه من رفض وعراقلة من داخل هذا الفريق نفسه لمبدأ الحوار من جهة ثانية، وهو ما يؤكد كلام الرئيس نبيه بري عن وجود دواعش سياسيين يعرقلون التوافق والحوار على الساحة المحلية".

كذلك إعتبر ان صيدا هي نموذج للوحدة الوطنية، وبالتالي لا يمكن لفريق سياسي ان يستأثر او يتحكم بالقرارات المتعلقة بهذه المدينة تنفيذاً لرغباته السياسية، وتمنى الشيخ حبلي ان تمارس دار الفتوى دورها بعيدا عن أجواء الكيدية السياسية وبعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين فهي مرجعية لكل المسلمين وبالتالي يجب ان تكون ميزان للعدالة.
٣٠ جمادي الاولي ١٤٣٦ ۲۲:۲۱

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب