الأخبار

العتبة العلوية المقدسة تصدر كتيب "شذرات من حياة الامام الكاظم (ع)"

أصدرت العتبة العلوية المقدسة كتيباً من ضمن سلسلة شذرات من حياة الائمة (عليهم السلام) تحت عنوان " شذرات من حياة الامام الكاظم(ع)" بمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (ع).
الموقع الاعلامي لمركز متابعة شوؤن المساجد (محراب)،  أصدرت شعبة التبليغ الديني التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة كتيباً من ضمن سلسلة شذرات من حياة الائمة (عليهم السلام) وتحت عنوان "شذرات من حياة الامام الكاظم(عليه السلام)" بمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (عليه السلام)، والتي تصادف في مثل هذا اليوم الخميس الخامس والعشرون من شهر رجب الأصب للعام الهجري ۱۴۳۶.
وفي تصريح للشيخ رافد الفتال، مسؤول شعبة التبليغ متحدثاً عن الكتيب: "لقد اصدرنا هذا الكتيب من ضمن سلسلة الشذرات من حياة الائمة (عليهم السلام) حيث تضمن الكتيب ملخصاً عن حياة الامام الكاظم (عليه السلام) وكذلك مناظراته ورسالته وفي ختام الكتيب تضمن زيارته الشريفة (عليه السلام).
ويذكر ان هذه السلسلة اصدرت ثمانية كتيبات الى الان تختص بالأئمة عليهم السلام.
اقتباسات من كتيب شذرات من حياة الامام الكاظم (ع):
ليس في دنيا الأنساب نسب أسمى، ولا أرفع من نسب الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام) فهو من صميم الأسرة النبوية التي هي أشرف أسرة عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها، تلك الأسرة التي أمدّت العالم بعناصر الفضيلة والكمال، وأضاءت جوانب الحياة بالعلم والإيمان.
اسمه ونسبه(عليه السلام):
هو الإمام موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
والده: إمام الهدى أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام).
والدته: حميدة البربرية التي ربما كانت من الأندلس أو من المغرب، وكانت تلقب بـ"حميدة المصفاة"، وقد كانت حميدة من فضليات النساء حيث اضطلعت بمهمة نشر الرسالة، وقد روت بعض الأحاديث عن زوجها، َعنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّه (عليه السلام) قَالَ حَمِيدَةُ مُصَفَّاةٌ مِنَ الأَدْنَاسِ كَسَبِيكَةِ الذَّهَبِ مَا زَالَتِ الأَمْلَاكُ تَحْرُسُهَا حَتَّى أُدِّيَتْ إِلَيَّ كَرَامَةً مِنَ اللَّه لِي والْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِي)
كنيته(عليه السلام):
كان (عليه السلام) له عدة كنى، منها: أبو الحسن، أبو إبراهيم، أبو علي، أبو إسماعيل... والأُولى أشهرُها، وتنصرف إليه عند الإطلاق، وكان يُميَّز عن غيره من الأئمة الذين كانت كنيتهم (أبو الحسن) أيضا كالإمام الرضا والإمام الهادي (عليهما السلام)، بأبي الحسن الأول، وبعد استشهاده (عليه السلام) بأبي الحسن الماضي، في حين كان الإمام الرضا (عليه السلام) يوصف بأبي الحسن الثاني، والإمام الهادي (عليه السلام) بأبي الحسن الثالث.
ألقابه(عليه السلام):
تكشف ألقابه عن الصفات الرسالية التي تجلّت فيه فهو:
الكاظم، العبد الصالح، الصابر، العالم، الأمين، والنفس الزكيّة، وزين المجتهدين، والوفي، والصابر، والأمين، والزاهد، وأشهرها الكاظم. وفعلاً كانت حياته حافلة بتجليات هذه الصفات الفضيلة، والتي سيتضح قسم منها من خلال استعراض حياته الشريفة فيما سيأتي من صفحات.
تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها:
ولد (عليه السلام) في 7 صفر عام 128ﻫ، في منطقة يقال لها الأبواء قرب المدينة المنوّرة، فعن أبي بصير قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسى، فلما نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبد الله عليه السلام الغداء ولأصحابه وأكثره واطابه، فبينا نحن نتغدى إذ اتاه رسول حميدة أن الطلق قد ضربني وقد أمرتني أن لا أسبقك بابنك هذا، فقام أبو عبد الله عليه السلام فرحا مسرورا فلم يلبث أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سِنُّه، فقلنا: أضحك الله سنك وأقر عينيك ما صنعت حميدة؟ فقال: وهب الله لي غلاما وهو خير من براء الله..).
صباه(عليه السلام):
وظهرت على الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام) آيات الإمامة منذ صباه، وقد نقل لنا التأريخ حواراً مدهشاً بين فقيه مدرسة القياس أبي حنيفة وبين الإمام الكاظم(عليه السلام)، وهو مازال غلاماً لم يبلغ الحلم في مسألة كانت محور الصراع العقائدي بين تيارات فكرية مختلفة آنذاك، وهذا الحوار يكشف عن جانب مهم من خصائص الأئمة (عليه السلام) التي يعتقد بها شيعتهم، وهي: أنهم زُقّوا العلم زقا، وهم أفضل الناس صغارا وكبارا، وأن علمهم لا بتعلم واكتساب كما في غيرهم، بل هو تعليم إلهي خاص، وإليك نصّ الحوار:
قال أبو حنيفة: حججت في أيام أبي عبد الله الصادق(عليه السلام)، فلمّا أتيت المدينة دخلت داره وجلستُ في الدهليز أنتظر، إذ خرج صبيّ، فقلت: أين يُحدث الغريب إذا أراد ذلك؟ فنظر إليَّ ثم قال(عليه السلام): (يتوارى خلف الجدار، ويتوقّى أعين الجار، وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، وأفنية الدور، والطرق النافذة، والمساجد، ولا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها، ويرفع ثوبه ويضع بعد ذلك حيث شاء).
قال أبو حنيفة: فلمّا سمعتُ منه ذلك نَبُل في عيني وعَظُم في قلبي، فقلت له: جعلت فداك ممّن المعصية؟ فنظر إليّ وقال(عليه السلام): (اجلس حتى اُخبرك)، فجلستُ مصغياً إليه، فقال(عليه السلام): (إنّ المعصية لابدّ أن تكون إمّا من العبد أو من ربّه أو منهما جميعاً، فإن كانت من الله فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله، وإمّا أن تكون منه ومن العبد وهو أقوى الشريكين، والقويّ أولى بإنصاف عبده الضعيف والعفو عنه، وإن كانت من العبد وحدَه، وهو كذلك، فعليه وقع الأمر وإليه توجّه النهي، فإن عفا عنه فبكرمه وجوده، وإن عاقبه فبذنبه وجريرته).
وقال أبو حنيفة: فاستغنيت بما سمعت من الغلام وانصرفت بدون أن ألقى أبا عبد الله الصادق وقلت: "ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
وكانت حياة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) متميّزة منذ الصبا، وكان في ذلك أمارة مقامه العظيم، فقد جاء في حديث مأثور عن صفوان الجمّال - وهو من خواصّ الشيعة - قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر، فقال(عليه السلام): (صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب، وأقبل أبو الحسن وهو صغير ومعه بهمة عناق مكية ويقول لها: اسجدي لربك، فأخذه أبو عبد الله وضمّه إليه، وقال: بأبي أنت وأمي من لا يلهو ولا يلعب).
شهادته (عليه السلام):
واستشهد صلوات الله وسلامه عليه آخر ليلة الجمعة 24 رجب الأصب للعام 183 للهجرة النبوية الشريفة ، حيث سمه هارون العباسي.
وقضى(عليه السلام) فترة من حياته في ظلمات السجون يُنقل من سجن إلى سجن ، فقد سجنه محمد المهدي العباسي، ثم أطلقه وسجنه هارون الرشيد في البصرة عند عيسى بن جعفر ، ثم نقله إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد ، ثم نقله إلى سجن آخر عند الفضل بن يحيى ، وآخر سجن نقل إليه في بغداد وهو سجن السندي بن شاهل ( لعنة الله عليهم أجمعين) وكان أشد السجون عذاباً وظلمة ، وكان لا يُعرف الليل من النهار فيه.
ولقد تحمل هذا الإمام الغريب المظلوم المعصوم (عليه السلام) من ملوك زمانه ومن الساعين إليهم في حقه (عليه السلام) ومن الحساد والفساق، أذى كثيراً ومصائب عظيمة، وبخاصة منهم اللعين محمد المهدي الذي عزم على قتل الإمام (عليه السلام) ولكن الله خذله حتى قتله، وبعده ابنه هارون الرشيد الذي أشخص الإمام (عليه السلام) من المدينة وسجنه مرتين.
وكان السندي بن شاهك شديد النصب والعداوة لآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن امره الرشيد بسم الإمام (عليه السلام)، فقدم إليه عشر حباتٍ من الرطب المسموم، أجبره على اكلِها، فتناولها الإمام (عليه السلام) وتمرض من ذلك ثلاثة أيام ، استشهد بعدها مظلوماً في السجن المظلم تحت القيود والأغلال يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين بعد المائة من الهجرة الشريفة.
وقد أخرجوا جنازته المقدسة، ووضعوها على جسر الرصافة ببغداد، حيث بقيت ثلاثة أيام، أسوة بجده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وجده الحسين (عليه السلام) والمنادي ينادي هذا إمام الرافضة، إلى ان علم بذلك سليمان عم هارون، فأمر بحملها مكرمة معظمة، وغير النداء بقوله: الا فمن أراد يحضر جنازة الطيب ابن الطيب والطاهر بن الطاهر فليحضر جنازة موسى بن جعفر (عليه السلام) ثم غسل وكفن بأحسن كفن ثمين، وامر بتشييع الجنازة، ودفن (عليه السلام) في الجانب الغربي من بغداد، في المقبرة المعروفة بمقابر قريش جانب الكرخ من الكاظمية، من باب التين، وهو الموضع الذي يقوم فيه اليوم ضريحه ومزاره، وله مقام ومزار عظيم لا يقل عن مزار جديه علي والحسين (عليه السلام).
٢٥ رجب ١٤٣٦ ۲۰:۰۶

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب