الأخبار

شهر رمضان المبارك مناسبة للفرح في ماليزيا

مهما اختلفت العادات والتقاليد يبقى شهر الصيام له طعم يختلف عن بقية أشهر السنة بالنسبة إلى العرب والمسلمين، وتحتفل البلدان والمدن كل وفق طريقته بالأجواء الرمضانية، ولعل أهم ما يميز شعوب شرق آسيا من المسلمين هو تفننها في قضاء شهر رمضان، واستغلال هذه المناسبة للقيام بمختلف الأنشطة التجارية والتسويق وأيضا الأعمال الخيرية.
الموقع الاعلامي لمركز متابعة شوؤن المساجد (محراب)،شهر رمضان فرصة للمسلمين من غير الماليزيين للذهاب في رحلة يكتشفون خلالها الأجواء الماليزية في رمضان، حيث الحيوية تملأ المكان، والأسواق تعج بالمشترين وتعبق بروائح التوابل والأطعمة وما لذ وطاب منها. 

و تشهد مساجد ماليزيا حيوية ونشاطا في شهر رمضان، ففي مسجد السلطان صلاح الدين عبدالعزيز شاه يستطيع الزائر أن يجد راحته الرمضانية على أكمل وجه، حيث بإمكانه إقامة صلاة التراويح في المسجد المعروف بالمسجد الأزرق نظرا إلى قبته الزرقاء المميزة، وهو من أكبر المساجد في ماليزيا وشرق آسيا، ويقع في مدينة “شاه علم” التي تُعد بحد ذاتها نقطة جذب سياحية مهمة في ماليزيا. 

إلى جانب عمارته الفريدة والتي تعكس الفن الإسلامي مع التطور الماليزي الحديث، والأناقة في التصميم والهدوء والسكينة التي تعم الأجواء الداخلية للمسجد، فإنه من أفضل المساجد في رمضان لتأدية صلاة التراويح، إذ تتنافس الأصوات الشجية في تلاوة القرآن على إمامة المصلين، وقد يتسنى للسائح فرصة سماع تلاوات قرآنية يخشع القلب والعقل لها، فالمعروف عن المسلمين في ماليزيا حرصهم الشديد على تعلّم التلاوة الصحيحة وتأدية فروض العبادة على أكمل وجه. 

والترويح عن النفس في مدينة “شاه علم” لا يقتصر على الصلاة فحسب، بل يشمل خيارات واسعة من التنزه والترفيه، وبجولة صغيرة حول المسجد ليكتشف روعة المكان، كما يمكنه الإبحار بأحد القوارب في البحيرة الرائعة القريبة منه، والتي تحوي منتزها للألعاب المائية، وهناك يمكن مشاهدة أنواع كثيرة وعديدة من الطيور الغريبة والجميلة، كما تعرض هذه الحديقة منتوجات ومصنوعات يدوية جميلة صنعها الطلاب أو الهواة، وهي مناسبة جدا للأطفال، إذ تحوي ألعابا مسلية وحدائق وملاعب واسعة، وتقيم معرضا دوليا لليخوت، وإن المأكولات البحرية لإفطار يتواجد في المطعم العائم على البحيرة الذي يقدم أشهى أطباق الأسماك.
 
ويمكن للزائر زيارة مجمع “الفنون الإسلامية في سيلانغور”، حيث يضم هذا المتحف تسعة معارض إسلامية ومركزا خاصا للأطفال، وأين يمكن مشاهدة أول نسخة من القرآن الكريم محفوظة في هذا المكان، بالإضافة إلى مصاحف مزخرفة ومذهبة غاية في الروعة، ومجموعة من لوحات الخط العربي والرسومات والمنحوتات.
 
ولفوانيس رمضان شكل آخر في ماليزيا وتدقيقا في شاه علم التي تسمى “مدينة الأضواء”، هذه المدينة الغريبة والجميلة، التي تمت إضاءة أشجار حدائقها بملايين الأضواء ضمن تقنيات حديثة، كما تحوي تماثيل وأشكالا لحيوانات تضاء هي أيضا عاكسة منظرا غاية في الروعة والبهاء حتى ليشعر الزائر وكأنه في إحدى الروايات العجيبة أو الأفلام الخيالية، وتعتبر مدينة الأضواء مناسبة للرحلات العائلية وترفيه الأطفال.أكثر ما يميز ماليزيا أنها تستغل فرصة قدوم شهر الصوم كي تبدأ نشاطها التجاري، لتتحول الشوارع في سنغافورة وكوالالمبور إلى أجواء احتفالية تعج بالمارة والمتسوقين، ويتم افتتاح العديد من البازارات منذ بداية شهر الصيام ليلا، هذه الأسواق الشعبية تبدأ نشاطها بدءا من الساعة الرابعة عصرا، لتعرض مختلف المنتوجات والأطعمة، كما تقوم بتحضير وجبات الإفطار للصائمين. 

ويعتبر تومان تون إسماعيل من أكبر البازارات في كوالالمبور، يفتح من الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء في الشهر الفضيل، ويقدم هذا السوق مختلف المأكولات الشعبية الماليزية والبهارات والأطعمة التي يختص بها شهر رمضان، ويشهد هذا المكان ازدحاما وإقبالا شديدا من الزوار والمقيمين في ماليزيا. 

ويعتقد بأن كامبونغ بارو أكبر البازارات الرمضانية في ماليزيا على الإطلاق، ويقع في منطقة “كامبونغ بارو”، ورغم أن هذه المنطقة لا تبعد سوى أمتار عن البرجين التوأم الشهيرين إلا أنها عالم مختلف تماما، فمجرد دخولك إلى هذا الحي الشعبي التقليدي ستشعر بالاختلاف الكبير والتناقض بين الأحياء السابقة، هذا المكان لم تدخله الحضارة الماليزية المتقدمة، ولكنه يوفر بيئة مريحة للتجول والعيش في أجواء الشوارع الشعبية البسيطة، حيث تجد مجموعة ممتدة من الأكشاك الصغيرة التي تعرض مختلف المنتوجات المحلية والأطعمة والمشروبات والتوابل والحلويات والأسماك وغيرها، ويصبح هذا المكان مزدحما جدا خلال الشهر، إذ يتهافت الماليزيون على شراء حوائجهم وأطعمتهم من هذا المكان. 

ولا يقل بازا بوكيت بينتانغ قيمة عن بقية البازارات في كوالالمبور، ويقع في منطقة “بوكيت بينتانغ” مقابل مطعم “ماكدونالدر”، ويبدأ هذا البازار نشاطه بدءا من الساعة الثالثة عصرا في رمضان، ليقدم مختلف الأطباق الماليزية التقليدية من مقبلات وأكلات رئيسية، كما يحضر المشروبات الباردة اللذيذة المنعشة للإفطار،وأن الطعام يُباع بمعظمه بعد الساعة الرابعة والنصف، وسريعا ينتهي ولا يبقى منه شيء نظرا إلى الازدحام الشديد الذي يشهده المكان.
 
٨ رمضان ١٤٣٦ ۱۸:۴۶

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب