الأخبار

شهر رمضان رمز من رموز الوحدة الإسلامية

إنّ الوحدة الإسلامية ظاهرة من مظاهر التكليف الشرعي الواجب على كل مسلم و مسلمة ولا خيار ثان إلا أن نلتزم بها، ويعتبر شهر رمضان محفّز إيجابي في توحيد هذه الأمة .
الموقع الاعلامي لمركز متابعة شوؤن المساجد، يأتي شهر رمضان المبارك في الشهر التاسع من التقيم الهجري حاملاً معه أريج الجنة وعبق التاريخ، ويعتبر الشهر الأكثر تميّزاً بين المسلمين، باختلافه عن باقي شهور السنة، وما يميّز هذا الشهر هو صيام المسلمين فيه من الفجر وحتى غروب الشمس. إنه شهر الرحمة والغفران، فيه تفتح أبواب الجنة و تغلق أبواب النار ، فيه تزكية النفس والتقرب من الله. دائماً ما يكون شهر رمضان شهر العلا و من أجمل الفضائل، منه يبعث للأمة أروع جذور البذل و العطاء، إنه الشهر الأعظم على الأمة الإسلامية في كلّ مجالات الدنيا و الآخرة.

إنّ الوحدة الإسلامية ظاهرة من مظاهر التكليف الشرعي الواجب على كل مسلم و مسلمة ولا خيار ثان إلا أن نلتزم بها، ويعتبر شهر رمضان محفّز إيجابي في توحيد هذه الأمة من خلال حفاظه على قواسم مشتركة ومتكاملة، والإبتعاد عن مسالك التفتيت و التقسيم وتعزيز مناخات الوحدة  التي تؤكد نقاط التلاقي بين المسلمين ونحن نريد ان نجمع في أنفسنا نقاط التلاقي لا نقاط الخلاف خاصة واننا نعاني من جو يسهل عمل العابثين بوحدتنا.

 ومن هنا يجب الإستفادة من شهر رمضان عبر غسل أنفسنا، وان نصوم عن كل كلام يثير الفتنة والاحقاد والضغائن والاتهامات التي لا تستند الى اساس وعن القتل واستباحة الدماء. كما ويجب الحفاظ على الوحدة لمواجهة العدو الاسرائيلي والتغلب عليه، فالوحدة في الصوم هذا العام تُشعر المؤمن انه متوافق مع آدابه الايمانية ومع الاسس التي تربى عليها، ويجب أن تصبح من الثوابت .  

 وأما المسؤولية الكبرى الواقعة على عاتق الجميع هي تعميق الجوانب الروحية والمسلكية الصحيحة في المجتمع لأن شهر رمضان هو الفرصة الأنسب على مستوى الأمّة لمواجهة ما يتهدد الأمة من أخطار خارجية وداخلية. بالإضافة، علينا الاستفادة من هذا الشهر  بأفضل ما يمكن، لحماية وحدتنا الإسلامية والوطنية، وتركيز خطواتنا السياسية، وحماية مجتمعنا من خلال الالتزام بالقيم الرسالية الإنسانية، فشهر رمضان يقدم درسا عمليا و تطبيقيا  لتطبيق الوحدة و الإجتماع و الإتفاق .

تبرز مظاهر الوحدة الإسلامية في شهر رمضان من خلال الصيام الذي يحمل معه رسالة المواساة والتضحية التي تبحث عن الأخلاق الحسنة والتسامح، والتي تعبتر من الخصال التي تقرب أفراد المجتمع بعضهم ببعض الآخر. كما وإنه شهر نصر للمجاهدين  وشهر الفتوحات، والتاريخ الإسلامي شاهد على أن فتوحات إسلامية كبيرة حصلت في هذا الشهر الفضيل.

  إن شهر رمضان رمز عظمة الأمة الإسلامية وعلوها، وفضل و نعمة لصبر المسلمين وعزمهم وتقواهم وقوة إيمانهم، وهو امتحان سنوي لقلوب المؤمنين وألسنتهم وأفكارهم وإيمانهم،  والنجاح فيه شهادة توحيد الإيمان و الأمة الإسلامية.
 
 وفي مقابلة  مع الباحث في الشؤون الإسلامية الشيخ عمر عبد الرحيم بني مصطفى من الأردن أكّد أنّنا نحتاج الى الانسانية على منهاج النبوة واخلاق النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم للقيام على مبدأ التوحيد دون اكراه مع فارق الاختلافات دون حواجز او عوائق من مبدأ اننا نعيش على الارض ولنا الحق في الحياة من اجل نشر السلام وحماية الانسان.

ومن هنا أكّد أن توقف ملياري مسلم عن الاكل والشرب من شروق الشمس لغروبها من اجل كتاب قبل ١٤٠٠ سنة معجزة من المعجزات التي تدل على وحدة المسلمين، أمة تتوحد في افطارها وامساكها وصيامها اليست من اكبر الاشارات والدلالات والواجبات على ان الامة ان وجب عليها ان تتوحد في مشاعرها وافكارها واشواقها وآمالها وفي حل مشاكلها وبناء مستقبلها واصلاح.

وأضاف قائلاً:" قبل ان نعالج احوال الامة، علينا ان نشخص المرض الذي وقعت به الامة ما هي الاسباب،الامة تعاني من  الاصطفافات الطائفية وتراكم الثقافة المأزومة ومجموعة من الانسدادات والحواجز التي عطلت طاقة الامة وسمحت للخارج بأن يستفيد من الداخل، وكل هذه الامور اودت الى قتل الامة،فاذا لم يتفق العقلاء على ايقافها ستزداد الامة بلاء واذا بقيت الامة تتعامل بمنطق كلمة دخلت أمة لعنت اختها لن نصل الى بناء  لان الهدم لا يورث الا الفناء، لذلك وجب علينا ترتيب البيت الداخلي لانه بدون فعل ذلك لن نحصل على السلام الداخلي، واذا لم نحصل على السلام الداخلي لن نستطيع نشر السلام او ان ندعو للسلام ، ويجب ايضا المحافظة على الخريطة التي ما زالت سليمة حتى لا تصلها نيران تجزئة المجزاء وتقسيم المقسم ".

وشدد على أن مسؤولية المرجعيات الدينية كبيرة في هذه الفترة بالذات وإن التكلفة البشرية والإنسانية لا يمكن أن تترك أي شخص متفرجا بل يجب علينا أنْ نكون إطفائيين؛ والإطفائي لا يسأل عمن بدأ وإنما يحاول أن يطفئ الحريق، ومن الواجب شرعا أن يقوم العلماء والحكماء ببذل الجهد لإطفاء نار الفتن، وللاصلاح امتثالا للأمر الإلهي العظيم.  

وختم قائلاً :"الحل ان نطبق نظرية تقليل الضوضاء ، عندنا اصوات متداخلة غير مفهومة ، كل جهة وكل فرقة وحزب تحاول جهدها ان تقصي الاخرين واخراجهم عن دائرة الاسلام ،وتثبت ذاتها وانها على الحق ،هذا ما جعل الامة صوتها ضعيف  لا يسمعه احد ، فلذلك وجب على العقلاء من جميع الطوائف والفرق ان تجلس على مائدة الحوار ويكون الهدف الاساسي من هذا الحوار هو الوصول الى الحق والاصلاح الداخلي للبيت الاسلامي ، ويكون هذا الحوار مصبوغ بصبغة التزكية والتنقية للنفوس، ثم بعدها نتفق على التسامي فوق طائفيتنا ونتفق على السلم الداخلي ، حتى نستطيع اسماع الاخرين صوت الاسلام ، ونؤكد أن شهر رمضان هو رمز من رموز الوحدة الإسلامية ."
١٨ رمضان ١٤٣٦ ۱۸:۲۲

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب