الأخبار

مراسيم عيد الفطر في مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا و افغانستان

في الأول من شوال من كل عام يحتفل العالم الإسلامي بعيد الفطر, الذي يجسد فرحة المسلم باختتام شهر قضاة في الصيام و القيام, و التقرب إلى الله بشتى أنواع العمل الخيّر, و هو الفرحة التي وعد بها الله كل مسلم جزاءا لصيامه.
الموقع الاعلامي لمركز متابعة شوؤن المساجد،قال الباحث الأثري أحمد عامر إن الاحتفال بعيد الفطر يختلف من دولة إلي آُخرى، حيث تعتبر مصر من الدول التي صدرت احتفالية عيد الفطر إلى الكثير من دول العالم، كما يعتبر "الكعك" من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك فى مصر. 

وأضاف "عامر": «كان المصريون في العصر الفاطمي يبدءون احتفالهم بتوزيع الحلوى على جميع موظفي الدولة، وإقامة الموائد الضخمة التى تحوي كل ما لذ وطاب». 

وأشار إلى أنه في عهد الخليفة العزيز بالله كانت تقام مائدتان بمناسبة حلول عيد الفطر، وأيضًا حرص المصريون في ذلك العصر على عمل "الكعك"و "البسكويت" خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث يحمل الأطفال "الصواني" إلى الأفران، ويتزايد الناس من أجل إنهاء "الكعك" قبل أيام العيد، وعقب انتهاء صلاة العيد نجد الخلفاء يجلسون في دواوينهم، وتُمد إليهم أطباق الكعك، وقد بالغ الخلفاء الفاطميين في الاحتفال بأشكال متنوعة، خاصة وأن عيد الفطر عندهم هو الموسم الكبير، ويعرف بـ"عيد الحلل"، حيث توزع فيه كسوة العيد على الخاصة والعامة، وفي نفس الوقت تكون دار الفطرة أنجزت الكميات اللازمة من "كعك وحلوى وكعب الغزال" ليتم توزيعها، وإعداد "سماط العيد" وهي كميات كبيرة يتم البدء في إعدادها ابتداء من شهر رجب حتى نصف رمضان. 

وتابع عامر "الفاطميون كانوا يعتمدون على الحسابات الفلكية في تحديد بدايات الشهور الهجرية لمهاراتهم في علوم الفلك، الإ أنه في عهد "الحاكم بأمر الله" خرج المصريون، وأجبروه على إعادة استطلاع رؤية الهلال. 

وأوضح الباحث الآثري أن الاحتفال بالعيد كان يبدأ بعد صلاة العشاء الأخيرة في شهر رمضان، فيأتي الوزير ويحضر الإفطار الأخير في شهر رمضان مع الخليفة، ثم يبدأ القراء والمبتهلون التوافد لقصره، ويقومون بعمل ختمة قرآنية وابتهالات وتواشيح، وكانت ترسل سيدات القصر آنية الماء لتوضع أمام القراء لتشملها بركة ختم القرآن، وبعد انتهاء التلاوة والتكبير يقوم الخليفة بنثر الدراهم والدنانير عليهم وتوزع عليهم أطباق القطائف وملابس العيد ومبالغ نقدية ثم تجري بعض العروض العسكرية، واستعراض الخيول والحلوي والآلات الموسيقية.

نيجيريا
 بالرغم من أن نيجيريا دولة علمانية إلا أن عدد المسلمين فيها يعد كبيرا نوعا ما, و يشارك أهلها العالم المسلم الاحتفال بعيد الفطر, و الذي يدعى عندهم “صلاح الصغير”, و يتبادل المسلمون هناك تحية العيد ” بركة دا صلاح” و هي تحية بلغة الهوسا, يتوجه المسلمون إلى بلداتهم الأم من أجل مشاركة الأهل و الأقارب فرحة هذا اليوم, فيقيمون صلاة العيد في مجموعات كبيرة, و ثم يعودون إلى المنازل فتكون النساء قد أعدت الولائم الاحتفالية لهذا اليوم, و الجدير بالذكر أن المسيحين في نيجيريا يشتركون في احتفالاتهم, و بالرغم من أن نيجيريا كما قلنا بلد علماني إلا أن الدولة تعلن عطلة رسمية لمدة يومين لتتيح المجال للمسلمين للاحتفال و تبادل التهاني بهذا العيد.
 
جنوب إفريقيا
 أما جنوب إفريقيا التي يقطنها عدد لا بأس به من المسلمين, فيجتمع المسلمون فيها بالمئات على مسطحات خضراء من أجل تحري هلال العيد, و تحضر كل عائلة كمية من الطعام لتشارك بها المجموعة المتواجدة في مكان التحري لتشكل هذه الأطعمة مائدة الفطور التي سيتناولها الحضور في أخر أيام رمضان, و تقام صلاة المغرب جماعة, ثم يتم إعلان نتيجة التحري برؤية الهلال أو إتمام الشهر, أما يوم العيد فيبدأ باكرا بالتوافد إلى المساجد من أجل أداء صلاة العيد, و يهتم المسلمون بارتداء الأثواب الجديدة ذات الألوان الزاهية, و يتبادل الأهل و الأقارب و الجيران الزيارة و تهاني العيد, و يقدم الكعك و الفطائر للمهنئين, كما تقدم الهدايا العينية و المادية للأطفال, و تجتمع الأسر في مجموعات كبيرة لتناول طعام الغداء في هذا اليوم.
 
أفغانستان
 و في أفغانستان, يبدأ الاستعداد للعيد قبل عشرة أيام أو أكثر, حيث تقوم الأسر بأعمال التنظيف و الترتيب للبيوت, حتى يكونوا مستعدين لاستقبال المهنئين بالعيد, كما يقصدون الأسواق التي تزداد نشاطا في هذه الفترة من أجل شراء الملابس الجديدة, و الحلوى و أنواع الضيافة المختلفة التي ستقدم في العيد, و يبدأ يوم العيد بصلاة العيد, ثم يعود الناس إلى بيوتهم لتبادل التهاني فيما بينهم أولا, و من ثم مع الأهل و الاصدقاء, و توزع الهدايا و النقود على الأطفال أيضا, أما عن تحية التي يتبادلها الأفغان المسلمون في العيد فهي “عيد مبارك” و كذلك يتمنون لبعضهم قبول الصيام, و يدعون أيضا بأداء فريضة الحج, و هم يتخذون من العيد فرصة لألتقاء الأصدقاء و الأقارب الذين قد يكون من الصعب اللقاء بهم في الأيام العادية, و يستمر الاحتفال بالعيد ثلاثة أيام كاملة.
٣٠ رمضان ١٤٣٦ ۱۶:۵۰

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب