الأخبار

دراسة: الأقصى هدف "إسرائيل" والعرب صامتون على التقسيم

أربكت مواجهات اليوم والأمس في المسجد الأقصى حسابات الاحتلال التي ظنت أن التقسيم الزماني للمسجد الأقصى سيمر، فلسطينيا وعربيا بهدوء.

الموقع التخصصي للمسجد، توقيت المواجهات فاجئ "إسرائيل"، التي عملت على فرض التقسيم دون جلبة ولا ضجيج، بعد يقينها أن الخطوة ستواجه بصمت من دول عربية مثل (مصر، الأردن) الأمر الذي اضطر السلطة الفلسطينية على قبول هذه المواقف.

مواجهات القدس، سيكون لها ما بعدها في حال استغلالها، لكنها في ذات الوقت تنذر بمخطط يستهدف الحركة الإسلامية، المتهمة بالوقوف وراء التحشيد على المواجهة مع الشرطة الإسرائيلية، في ساحات المسجد الأقصى.

في الرصد الأمني الذي أجراه مركز القدس، للأيام الثمانية الماضية جاءت النتائج على النحو الآتي:

الاعتداءات الإسرائيلية

أولا: عدد الشهداء: استشهاد ريهام دوابشة متأثرة بجراحها التي سببها إشعال مستوطنين النار في منزلها، في بلدة دوما قرب نابلس، حيث سبقها في الشهادة زوجها، وطفلهما الرضيع خلال الشهرين الماضيين.

في قراءة المركز لحادثة شهادة الدوابشة، كان هناك توجسا إسرائيليا من اندلاع أحداث كبيرة في الضفة الغربية، لذلك عمدت إسرائيل إلى إدارة الأخبار التي تناولت الوضع الصحي للعائلة عبر تقسيط النتائج لسهولة الاستيعاب، الأمر الذي أوقع التغطية الصحفية الفلسطينية في إرباك كبير، أثر على مخرجات التفاعل الشعبي.

لكن يرى مركز القدس، أن التقدير الأمني الإسرائيلي، مازال يتوجس من هجمات أمنية متزايدة غير التي نفذت ضد أهداف إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين، والتي زادت عن 92 حادث، بين طعن، زجاجات حارقة، إطلاق نار. 

ثانيا: الاعتقالات في الأراضي الفلسطينية: استمرت الاعتقالات خلال الايام الماضية وطالت 93 فلسطينيا، 73 في الضفة الغربية، وفي القدس 28 فلسطينيا، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، 2 فلسطينيا، على خلفيات أمنية ومواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي.

في تحليل أجراه المركز للاعتقالات، حظي مدينة القدس، تبين أن توجه الأمن الإسرائيلي، استهدف نشطاء المقاومة الشعبية، حيث تركزت عمليات الاعتقال على لمن شمل نشاطهم المسجد الأقصى، لتمرير التقسيم الزماني على الأرض.

ثالثاً: اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين: بلغ عدد المقتحمين للأقصى من الجمعة حتى يوم الأحد 1380 حالة اقتحام بما فيهم ما يطلق عليهم "بسياح " يوم أمس الأحد.

وتزامنت عمليات الاقتحام مع حلول عيد السنة العبرية، حيث أرادت في ذلك إسرائيل، اختبار إمكانية تمرير التقسيم الزماني للمسجد للأقصى.

لكن الجديد الذي رصده المركز، انتقال المؤسسة الإسرائيلية من حالة الاقتحام العشوائي إلى تبني صلوات اليهود في ساحات المسجد الأقصى.

وقال علاء الريماوي مدير مركز القدس " إن الذي جرى يوم أمس الأحد، سيكون بمثابة اختبار لتطبيق، حالة اقتحام يومي مع طقوس تلمودية، تمهيدا، لتعيين مناطق للصلاة في ساحات المسجد الأقصى.

رابعا: الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى: شهد المسجد الأقصى، هجمات واسعة من قبل الشرطة الإسرائيلية، حيث أدت الهجمات إلى إصابة 142 شخص، من بين الإصابات نحو 18 امرأة، وتحطيم واسع في نوافذ المسجد ومعالم تاريخية، بالإضافة إلى حريق طال سجاده.

وتأتي الهجمات الإسرائيلية، بهدف إنهاء حالة الرباط في المسجد الأقصى، وفي ظل محاولات يمينية، فرض التقسيم على الأرض.

هجمات المقاومة الفلسطينية

أولا: عمليات طعن: اتهمت الشرطة الإسرائيلية شابين، بالقرب من مدينة رام الله، التخطيط لعملية طعن بعد العثور بحوزتهم على سكاكين، كما ادعت الشرطة إفشال عملية أخرى جنوب الضفة الغربية.

ثانيا: إطلاق نار: سجل خلال الايام الماضية 3 عمليات إطلاق نار باتجاه مستوطنين، شمال الضفة الغربية، وآخر بالقرب من قرى غرب رام الله، حيث أصيب في الهجمات مستوطنة إسرائيلية بجروح.

ثالثا: هجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة: سجلت الحوادث الأمنية حضورا واضحا في الأراضي الفلسطينية، حيث سجل في الضفة الغربية، منذ يوم الجمعة 98 حادثة، وفي مدينة القدس 114 حادثة، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 3 حوادث.

رابعا: القاء عبوات صغيرة رصد المركز إلقاء 16 معظمها تركزت في مدينة القدس، وجنوب الضفة خاصة في منطقة بيت لحم.

خامسا: إطلاق صواريخ: أطلقت من قطاع غزة 4 صواريخ، باتجاه البحر.

الخسائر الإسرائيلية

أولا: إصابات في صفوف الأمن الإسرائيلية والمستوطنين: أصيب خلال الهجمات الفلسطينية منذ الجمعة الماضي 13 إسرائيليا، 3 منهم في الضفة الغربية من الجنود والمستوطنين، 10 في مدينة القدس.

ثانيا خسائر في المركبات الإسرائيلية: أصيب القطار الخفيف في القدس 8 مرات، كما تم إيقاع أضرار في 16 مركبة وحافلتين في القدس، والضفة الغربية 5 سيارات.

الأوضاع الأمنية

أولا: الحدود الجنوبية مع قطاع غزة: ترقب "إسرائيل" الحدود الجنوبية عن كثب، في ظل توتر الأوضاع في قطاع غزة.

وقال مدير مركز القدس علاء الريماوي في تعليقه على السلوك الإسرائيلي تجاه غزة، هناك مماطلة إسرائيلية واضحة، تجاه القطاع ومشكلاته، لتعزيز حالة من الضغط على حماس، لإجبارها على اتفاق بشروط إسرائيلية.

وأضاف الريماوي "في ذات الوقت تخشى "إسرائيل" من تحويل الأزمة باتجاه المستوطنات الحدودية، والأراضي المصرية".

وأوضح الريماوي "ما يحرك إسرائيل، تجاه الملفات، الشعور بأن الحالة الشعبية، قد تأخذ زمام المبادرة، عبر تعبير عنيف على شاكلة التوترات الأمنية".

الحدود الشمالية: لم تتغير القراءة الأمنية للحدود الشمالية عن الأسبوع الماضي، ليظل المشهد مرشحا، لأحداث أمنية في كل وقت، مع التأكيد على أن الأطراف على هذه الجبهة، معنية بالتهدئة على حساب التصعيد.

القراءة الأمنية العامة

من الواضح أن هناك أرباكا، في التعاطي مع الأحداث، من قبل الفصائل الفلسطينية، جميعها في الضفة وغزة.

فتح لا زالت تعتمد الردود السياسية، المحدودة، على الجرائم الإسرائيلية، مما أورث، تحييدا لفئة شعبية كبيرة من الصراع، كما تسبب بضعف المواجهة في الضفة الغربية.

على صعيد آخر، تشير الأوضاع التقييمية لواقع غزة، إلى أن الحالة السياسية في غزة مرهقة، بعد ما أحدثته الحرب الأخيرة على غزة، لذلك تميل الفصائل الفلسطينية هناك، إلى نقل المواجهة إلى الضفة والقدس، الأمر الذي، يظل محكوما بسقف، رفض السلطة، وملاحقة أمنها.

هذا الواقع أفضى إلى صعود نجم الحالة الشعبية المقاومة، خاصة في القدس على حساب الضفة أحيانا.

الواقع الأمني في الضفة، تزداد فيه بواعث الانفجار، خاصة في ظل الأوضاع بالقدس، لكن هذا الواقع يرتبط بسلوك السلطة الأمني.

خلاصة التقييم 

خلص المركز في قراءته الأمنية، لجملة من التصورات خلال المرحلة القادمة.

أولا: ارتفاع موجات التصعيد على المسجد الأقصى، عبر زيادة وتيرة الاقتحامات، وهذا يرتبط بالحالة السياسية الرافضة للخطوات الإسرائيلية.

ثانيا: اضطرار بعد الدول العربية للتحرك الشكلي ضد، التقسيم الزماني، والذي سيستمر خلال الأيام القادمة  إلا في حال استمرار المواجهات على هذه الخلفية.

ثالثا: ضعف تأثير الحالة الفصائلية، مما سيزيد من دائرة الاستهداف للحركة الإسلامية في القدس، والمناطق المحتلة عام 1948.

رابعا: يتوقع المركز موجات اعتقال واسعة في حال تحرك نشاط الضفة الغربية، خاصة في صفوف قيادات حركة حماس.

خامسا: يظل مستوى التصعيد الأمني في الضفة الغربية، على ذات المستوى والأشكال المعتادة، مع توقع بزيادة المظاهر التنظيمية كما حدث في حوادث إطلاق النار مؤخرا في شمال الضفة.

٣٠ ذوالقعده ١٤٣٦ ۱۸:۳۳

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب