الأخبار

مفكروباحث لبناني: إعدام الشيخ النمر هي أكثر من جريمة بشعة ضد الإنسانية وجريمة حرب

ندد المفكر القومي العربي والباحث اللبناني معن بشور بجريمة آل سعود الجديدة المتمثلة بإعدام آية الله العلامة الشيخ نمر باقر النمر، وشبهها بقرار الحرب علي اليمن، معتبرًا أن هناك قوي عديدة في الرياض وغير الرياض تريد أن تدفع الأمور إلي التفجير الشامل.
الموقع التخصصي للمسجد، وفي حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) قال المنسق العام لـ«تجمع اللجان والروابط الشعبية» في لبنان: 'إن إعدام الشيخ المجاهد نمر النمر هي أكثر من جريمة بشعة ضد الإنسانية وجريمة حرب بكل ما في الكلمة من معني.. إنه أيضا قرار خطير بتفجير الوحدة الوطنية في الجزيرة العربية وعلي مستوي الأمة كلها وبالتالي فإن الذي اتخذ هذا القرار يخدم عن وعي أو غير وعي مخططات الصهيونية والاستعمار بتقسيم بلادنا بلدًا بلدًا ومنطقتنا منطقة منطقة.

وأضاف بشور: 'كنت أعتقد وقد ناشدت يوم صدور حكم الإعدام، أصحاب القرار في الرياض أن لا يقدموا علي تنفيذ هذا الحكم الجائر الذي استهدف مرجعاً ورمزاً له مكانته لدي الكثير من أبناء بلده وأبناء أمته، وكنت أراهن كما الكثيرين علي أن ينتصر العقل علي الحقد في هذه القضايا ولكن علي ما يبدو هناك قوي عديدة في الرياض وغير الرياض تريد أن تدفع الأمور إلي التفجير الشامل وهذا ما ينبغي دراسته بدقة".

وأكد بشور 'أن هذا القرار مثله مثل قرار الحرب علي اليمن، ومثله مثل قرار الإصرار علي اعتبار إيران عدوًا للأمة العربية فيما ننسي الصهاينة الذين يرتكبون ما يرتكبونه بحق القدس والمقدسات وبحق الحرم القدسي الشريف والحرم الإبراهيمي.. إن هذا القرار يأتي في سياق الاستسلام لهذه المخططات المشبوهة'.

ورأي معن بشور إن إعدام الرموز كالشيخ النمر ومن مثله علي مستوي الأمة 'لا يمكن أن يوقف حركة التاريخ ولا يمكن أن يمنع الشعوب من حريتها ومن العدالة ومن الكرامة'، معتبرًا أن 'كل من يسير بهذا الطريق يدفع الثمن في النهاية سواء وعي ذلك أم لم يعي هذا القرار في حده الأدني تعبير عن ضيق أفق وفي حده الأقصي الله أعلم أين يبدأ وأين ينتهي بدون تأكيد أنا لست من طائفة الشيخ المجاهد الشهيد ولست من بلده وربما لست من عقيدته ولكنني بالتأكيد واحد من أبناء هذه الأمة الذين أحسوا اليوم بألم شديد كما يحسون في كل يوم يتم إعدام رمز من رموز هذا الشعب وهذه الأمة'.

وأشار بشور إلي خطاب الرئيس الدكتور حسن روحاني في مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي عقد مؤخرًا في طهران، وأكد فيه أن العنف والارهاب الجسدي الذي تشهده المنطقة يستند علي قواعد فكرية وعقائدية.

وقال: 'نحن من الذين دعونا من البداية في التيار القومي العربي إلي مواجهة فكرية ثقافية إعلامية اجتماعية اقتصادية لهذه الظاهرة التي بالتأكيد لابد من مواجهتها عسكرياً وأمنياً، ولكن هذه المواجهة وحدها شرط ضرورة ولكنها ليست شرط كفاية وبالتالي فإن المواجهة الفكرية والسياسية مسألة أسياسية، وكذلك نبذ مفهوم الشيطنة في علاقاتنا مع بعضنا البعض مسألة ضرورية لأننا حين نشيطن من هو في المقلب الآخر سياسياً او عقائدياً أو مذهبياً نسمح لهذا الآخر أن يشيطننا وان يشيطن أفكارنا وعقائدنا'، معتبرًا أن الإرهاب التكفيري 'يبدأ بالتطرف وينتهي بالغلو ثم بالتوحش ثم بالقتل وبالتالي فإن كل غلو في أي مكان ومهما كان غلافه يصب في مصلحة هذا الخط الفكري الخطير الذي يدمر مجتمعاتنا والذي يسعي لتمزيق وحدتنا'.

وقال: 'ماذا يطمح العدو الصهيوني الذي يواجه اليوم أصعب مراحل وجوده الذي يقوم به الفلسطينيون من عمليات في قلب مدنه الأساسية ويقوم المنتفضون بتحركات في قلب «عاصمته المفترضة» وأقصد تل أبيب وقبلها القدس، هذا العدو الذي يعيش أسوأ لحظاته لماذا نقدم له هذا الهدايا كل يوم، بأن نقتل بعضنا البعض - مالك بن نبي كتب يوماً في كتابه «نهضة الشعوب» عن القابلية للاستعمار- ويبدو أن لدينا في أمتنا قابلية لاحتراب وللقتل، علينا أن نواجه هذه القابلية لكي نستطيع أن نواجه كل مظاهر هذا الغرام في الاحتراب والاقتتال والفتن الذي نراه من حولنا والذي تمثله اليوم جماعات التشدد والتطرف والتوحش والتدمير'.

أضاف معن بشور: 'يجب أن تكون مواجهة الإرهاب التكفيري مواجهة شاملة، هناك جانب أمني عسكري يقوم به المعنيون ولكن هناك جوانب فقهية واجتماعية واقتصادية وسياسية وإعلامية ينبغي أن تقوم بها كل مكونات الأمة، وأنا من الذين يعتقدون أن علينا أن نواجه أعداءنا وان نراجع أخطاءنا في آن معاً لأنه بمقدار ما نراجع الأخطاء بمقدار ما نغلق ثغرات ينفذ منها هؤلاء من أجل تدمير مجتمعاتنا'.

وتابع يقول: 'لذا نحن مطلوب منا أن نراجع أنفسنا أن نتذكر أين أخطأنا وأين سمحنا لهؤلاء أن يتسللوا ويدخلوا إلي مجتمعاتنا، هناك أخطاء يجب أن نفهمها وهناك التحريض المذهبي والطائفي. نحن حين نحرض في بيئة معينة علينا أن ننتبه أن هذا التحريض في هذه البيئة يولد تحريضاً في البيئة الأخري وبالتالي فإن كل تحريض ذو طابع مذهبي أو طائفي أو عنصري هو في خدمة هذه المجموعات وفي خدمة إستراتيجيتها وفيي خدمة الصهيونية والاستعمار'.
٢٢ ربيع الاول ١٤٣٧ ۱۲:۲۹

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب