الأخبار

سادن العتبة الرضويّة المقدسة في ذمة الخلود

توفي سادن العتبة الرضوية المقدسة بمدينة "مشهد" شمال شرق ايران، "آية الله عباس واعظ طبسي"، صباح اليوم الجمعة 4 مارس / أذار الجاري، عن عمر يناهز الـ80 عاماً.
الموقع التخصصي للمسجد، كان آية الله واعظ طبسي قد أدخل قبل اسبوع الى المستشفى بعد ظهور مشاكل في الجهاز التنفسي.

وقد بدأ آية الله واعظ طبسي دراسته الحوزورية حينما كان في السادسة عشرة من عمره وتتلمذ على يد أساتذة كبار كما كان متابعاً للقضايا السياسية حيث القى عدة خطب ضد النظام الحاكم انذاك انتهت بسجنه لمرات عديدة الى ان انتصرت الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني (رض) فوقف جنباً الى جنب الامام الراحل خلال جميع الفترات مما أسهم في ارساء اسس النظام والمجتمع الاسلامي.

وقد تم تعيينه لسدانة الروضة الرضوية من قبل الامام الراحل وقد واصل عمله في هذا المنصب بعد رحيل الامام وبتاييد سماحة القائد آية الله السيد علي الخامنئي.

واضافة الى سدانة الروضة الرضوية كان آية الله واعظ طبسي عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام وفي مجلس خبراء القيادة في ايران كما تولى رئاسة الحوزة العلمية في خراسان.

من جانبه، أصدر المهندس مهدي عزيزيان، وكيل توليّة العتبة الرضوية المقدسة، بياناً نعى فيه سماحة آية الله واعظ الطبسي، وقدّم العزاء بهذه المناسبة لحضرة مولانا الإمام المهدي(ع)، ولسماحة السيد قائد الثورة، ولعموم أبناء الشعب الإيراني.

وفي ما يلي النص الكامل للبيان، كما نقله المركز الإعلامي في العتبة الرضوية المقدسة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(أَمَّا الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى‏ نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُون)‏ (السجدة، 19)

والعلماء ورثة الرسالة، والمجاهدون حفظة كنوز الأمان. فارقنا اليوم واحد من زمرة العلماء والمجاهدين المخلصين، رحل إلى عالم الآخرة؛ وهو الذي أمضى عمره في ظلّ الحرم الرضوي المقدس، وعمل بجد واجتهاد كخادم وفي لابن الموسويين والنبويين؛ لتصبح مدينة مشهد المقدسة العاصمة المعنويّة لإيران، ولتصير بستاناً نضراً للزائرين وللعطاشى للمعارف الإلهية القادمين من أرجاء العالم.

وقبل ساعات ودعت العتبة الرضوية المقدسة متوليها المجاهد والمجتهد، وغادرت الروح السماويّة لسماحة آية الله الحاج عباس واعظ طبسي جسم هذا العالم العاشق، المثقل بالمرض والعناء، وتركته بين أحبائه وأصحابه مع مشاعر الحزن والألم.

وفاة الخادم الكبير للعتبة المقدسة لثامن الأئمة ونور البقاء الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) والذي جاء امتداداً لأيام العزاء الفاطميّة أدخل الحزن في خراسان الطيبين وفي حرم عالم آل رسول الله الشريف، وألبسهما السواد.

وهو تلميذ قديم في مدرسة الزهد والتقوى، هو واعظ الخطب البليغة والثورية والخالدة، ومريد روح الله الخميني(ره) ونصيره، هو رفيق السلاح الذي لايعرف التعب للشهيد هاشمي نجاد ولسماحة السيد قائد الثورة(حفظه الله)، هو الذي جرّب الجروح والعذابات في سجون الاستبداد والظلم، هو متولي العتبة السماوية وحرم مولانا علي بن موسى الرضا.

وفاته سماحته المنيّة في الساعة 2:10 من سحر يوم الجمعة الثالث من آذار/مارس 2016 الموافق لـ 24 جمادى الأولى 1437هـ.ق تاركاً تاريخاً طويلاً من الخدمة الصابرة، ومن الالتزام الثابت بخط الولاية؛ فصنع بذلك قدوة في الإدارة الإسلاميّة الناجحة للمجتمع الإيراني الملتزم بالدين والعقيدة.

وارتبط اسم هذا العالم الربّاني بتوسعة الحرم الرضوي، وتقديم الخدمات المشرّفة لزائري قبلة "حج الفقراء". وبالإضافة إلى تولية هذه العتبة المقدسة كان سماحته ممثلاً للإمام الخميني الراحل(ره)، ولسماحة السيد قائد الثورة في محافظات خراسان، ومديراً للحوزة العلميّة في خراسان الكبرى، وعضواً في مجلس خبراء القيادة، وفي مجمع تشخيص مصلحة النظام. لقد ترك سماحته سجلاً باهراً ـ يضرب به المثل ـ في إحياء شعائر الإسلام، وفي ترسيخ أسس الدين في المجتمع، وهذا الأمر إنّما نشأ عن ارتشافه من المعارف القرآنية السامية، ومن معارف أهل بيت النبوة(عليهم السلام) الأصيلة، وهو ينمّ عن النضوج والتكامل الذي امتلكه في الإدارة الدينية الممنهجة والهادفة.

واعتبر هذا العالم الفريد الدفاع عن ولاية الفقيه والإلتزام بخطها هي المسؤولية الأهم، وأن لباس خدمة الحرم الرضوي الطاهر هو اللباس الأكثر نورانية، وأنّه لباس العزّة والكرامة، لا شك أنّ وفاة مثل هذا العالم ستكون ثلمة في جسد الحوازات الدينية في جميع أرجاء إيران، وخسارة كبيرة للعتبة الرضوية المقدسة لايمكن تعويضها.

وإننا نقدّم عزائنا الخالص بهذه الخسارة الكبيرة لحضرة إمام السرّ والعلن مولانا صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن أرواحنا فداه، ونعزي قائد الثورة الإسلامية حفظه الله، ونعلن عن حداد عام لجميع خدام حرم ثامن أنوار العصمة والولاية العلويّة، وحدادا عاما في محافظات خراسان الرضويّة، وخراسان الشماليّة، وخراسان الجنوبيّة بمناسبة رحيل هذا العالم المجاهد، والنصير المخلص والوفي للثورة ولإيران، ونعزي أبناء الشعب الإيراني الأعزاء، وجميع الزائرين الذين ارتشفوا يوماً من ماء الحرم الشريف.

وندعو الباري تعالى أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته، وأن يكون أجر خدمته المخلصة لرضا آل المرتضى أن يمنّ سبحانه على عائلته الكريمة بالصبر والسلوان، وأن تكون تلك الخدمات سببا في رقي درجاته عند ربّ العالمين.

٢٥ جمادي الاولي ١٤٣٧ ۱۴:۲۹

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب