<strong>أ ـ البعد عن الحسد و الحقد</strong><br> <br> <span>قال الإمام (عليه السلام) : ( لا يكون العبد عالماً ، فيما إذا صفت نفسه من الحسد ، الذي هو أعظم الآفات النفسية ، فهو الذي يلقي الناس في البلاء ، و يجر لهم الخطوب ، كما أن العالم لا يكون عالماً ، فيما إذا احتقر من دونه ، فإنه يتم عن عدم انتفاعه بالعلم ، الذي يدعو إلى تكريم الناس ، و مقابلتهم بالأخلاق الرفيعة ، فإن الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، و إذا تجرد العالم من هذه الظاهرة ، فقد شذ عن سنن الرسول و أخلاقه ، و لايكون العبد عالماً، حتى لايكون حاسداً لمن فوقه ، و لامحتقراً لمن دونه) ، (1).</span><br> <br> <strong>ب ـ الزهد في الدنيا</strong><br> <br> <span>قال ( عليه السلام ) : ( إن الفقيه حق الفقه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النبي (صلّى الله عليه و آله ) ) ، (2).</span><br> <br> <strong>ج ـ البعد عن الجاه والسلطان</strong><br> <br> <span>قال ( عليه السلام ) : ( إذا رأيتم القارئ ـ أي العالم ـ يحب الأغنياء ، فهو صاحب دنيا ، و إذا رأيتموه ، يلزم السلطان من غير ضرورة ، فهو لص ) ، (3).</span><br> <span>إن مصاحبة العالم للأغنياء ، هو الطمع في أموالهم ، و ما يستفيده منهم لمنافع خاصة ، و هذا بلا شك يسقط من كرامته ، و يضعف من أخلاقه. فالعلماء الشرفاء يرجون الله في علمهم ، و لايرجون غيره ، و أما ملازمة السلطان من غير حاجة ، و لاضرورة ، فإنه ينم عن بعد ذلك العالم عن الواقعية و عن الكرامة الإنسانية ، و أنه ـ لص ـ على حد تعبير الإمام (عليه السلام).</span><br> <span>أما العلماء الشرفاء ، الذين يبغون وجه الله عز و جل في علمهم ، و يعملون على إصلاح مجتمعهم و إرشاد الناس إلى الخير و الصلاح ، و لايبغون من وراء ذلك لاجزاءً ، و لاشكوراً سوى رضى الله جل و علا ، و سعادة الناس . هؤلاء طلب إلينا الإمام (عليه السلام) مجالستهم.</span><br> <br> <strong>مجالسة العلماء</strong><br> <br> <span>دعا الإمام (عليه السلام) إلى مجالسة العلماء و المتحرجين في الدين و الموثوق بهم في مجتمعهم للاستفادة من هديهم و سلوكهم. قال (عليه السلام) : ( لمجلس أجلسه إلى من أثق به ، أوثق في نفسي من عمل سنة ) ، (4) هؤلاء العلماء المخلصون لدينهم و أمتهم ، لهم فضل كبير عند ربهم و قد أشاد بهم الإمام (عليه السلام).</span><br> <br> <strong>فضل العلماء</strong><br> <br> <span>لقد أشاد الإمام (عليه السلام) بفضل هؤلاء العلماء ، و بين سمو مكانتهم الاجتماعية ، و ما أعد الله من أجر فقال (عليه السلام):</span><br> <span>أ ـ ( عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد ) (5).</span><br> <span>ب ـ ( من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ، و لاينقص أولئك من أجورهم شيئاً ، ومن علم باب ضلالة كان عليه وزر من عمل به و لاينقص أولئك من أوزارهم شيئاً ) (6).</span><br> <span>ج ـ (ما من عبد يغدو في طلب العلم ة، و يروح إلا خاض الرحمة خوضاً ) (7).</span><br> <span>_________________________</span><br> <span>1- تحف العقول ص294.</span><br> <span>2- اصول الكافي ج1 ص70.</span><br> <span>3-الإمام الصادق لأبي زهرة ص24.</span><br> <span>4- أصول الكافي ج1 ص34.</span><br> <span>5- جامع بيان العلم وفضله ج1 ص32 وجامع السعادات ج1 ص104.</span><br> <span>6- أصول الكافي ج1 ص34.</span><br> <span>7- حياة الإمام محمد الباقر لشريف القرشي ج1 ص235.</span>