الأحد / ١ جمادي الثانيه ١٤٣٩ / ١٧:٠٧
Service :
معرف الأخبار : 31027
Reporter : 316
مساجد العالم/

الجامع الأموي في دمشق، أول مسجد ظهر فيه المحراب​

يتميز الجامع الأموي أيضًا بكونه أول مسجد ظهر فيه المحراب والحنية، نتيجة طراز البناء الذي كان يشكل كنيسة يوحنا المعمدان سابقاً.

الموقع التخصصي للمسجد، جامع بني أمية الكبير، ويعرف اختصارًابالجامع الأموي، هو المسجدالذي أمرالوليد بن عبد الملكبتشييده في دمشق، ويُعد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمي مكة والمدينة والمسجد الأقصي،كما يُعد واحدًا من أفخم المساجد الإسلامية، وأحد عجائب الإسلام السبعة في العالم.بدأ بناء الجامع الأموي في عام 705 على يد الوليد بن عبدالملك، وقد حشد له صناعًا من الفرس والهنود، وأوفد إمبراطور بيزنطة مئة فنان يوناني للمشاركة في التزيين، ونال قسطًا وافرًا من المدح والوصف لا سيّما من الرحالة والمؤرخين والأدباء الذين مرّوا بدمشق عبر العصور، وأطروا بشكل خاص على زينة سقف المسجد وجدرانه الفسيفسائيةالملونة، والرخامالمستعمل في البناء، إلا أن أغلبها طمس بناءً على فتاوى بعدم جوزاها حتى أعيد اكتشافها وترميمها عام 1928، وقد وصفها المؤرخ فيليب حتيبأنها "تمثل الصناعة الأهلية السورية وليس الفن اليوناني أو البيزنطي".

يتميز الجامع الأموي أيضًا بكونه أول مسجد ظهر فيه المحرابوالحنية، نتيجة طراز البناء الذي كان يشكل كنيسة يوحنا المعمدان سابقاً،أما مئذنته الشمالية، وهي أقدم مآذنه الثلاث فتعود لعهد الوليد بن عبد الملك، واستخدمت أيضًا منارةلمدينة دمشق، كما كانت ستعمل خلال القرون الوسطيللمنقطين للتأمل والصلاة، ومنه انتشر نموذج المئذنة المربعة إلى سائر أنحاء سوريا وشمال إفريقيا والأندلس. يحوي الجامع على مدفن جسد يوحنا المعمدان – النبي يحيي – نسيب المسيح، ولم يبق من آثاره المسيحية سوى جرن العماد ونقش باليونانيةفي مدح المسيح على أحد الجدران،كما يحوي المسجد أيضًا على الفتحة التي وضع فيها رأس الحسين بن عليحين حمل إلى دمشق، وألحق بالمسجد مقبرة تضم رفات صلاح الدين الأيوني. احترقت أجزاء من الجامع ثلاث مرات، الأولى عام 1069، والثانية على يد تيمورلنكعام 1400، والثالثة عام 1893، وفي العصر الحديث كانت آخر عمليات الترميم عام 1994.

الجامع الأموي 2

قبل الاسلام

يعود تاريخ المسجد الأموي في سورية إلى 1200 سنة قبل الميلاد، حيث كانت دمشق عاصمة لدولة آرام دمشقخلال العصر الحديدي، وقد كان آراميوغرب سوريا يعبدون  " حداد الأراني"، إله الخصب والرعد والمطر حسب معتقدهم، لذلك أقاموا معبد مخصص له في موقع "المسجد الأموي" المعاصر. ولا يعرف بالضبط كيف بدأ المعبد، ولكن يعتقد أنها اتبعت النموذج المعماري الكنعاني الساميالتقليدي، يشبه معبد القدس، ويتألف من فناء مسور وغرفة صغيرة للعبادة، وقد بقي حجر واحد من المعبد الآرامي يعود لحكم الملكحازائيل،وهو حاليا يعرض في متحف دمشق الوطني.

وقد واصل معبد حدد الأرانيالقيام بدوره المركزي في المدينة، وعندما غزا الرومان دمشقفي عام 64 م، أقاموا فيه معبداللإلهجوبيتر،حيث قاموا بإعادة تكوين وتوسيع المعبد تحت إشراف مهندس معماري ولد في دمشق يدعى أبولودوروس، الذي صمم ونفذ التصميم الجديد.وأعجب السكان المحليين بتماثل وأبعاد "معبد جوبيتر اليوناني الروماني". باستثناء زيادة حجم المبنى، لكن الرومانيين حافظوا على معظم تصميمه الأصلي؛ وترك الفناء المسور سليم إلى حد كبير. وفي وسط الفناء أقيمت غرفة داخلية.وهناك كان برج واحد في كل من الزوايا الأربع للفناء. واستخدمت الأبراج للطقوس تمشيا مع التقاليد الدينية السامية القديمة حيث قدمت تضحيات في الأماكن المرتفعة.

وأصبح المعبد الروماني الجديد السلطة التشريعية الدينية في مدينة بسبب حجمه الكبير،[16]وكان الغرض من تشييد المعبد الروماني الذي أصبح فيما بعد المركز الرئيسي لعبادة في الامبراطورية الرومانية، أن يكون منافسا للمعبد العبري في القدس. وقد أضيف لـمعبد جوبيترالمزيد من الإضافات خلال الفترة الأولى من الحكم الروماني للمدينة، وأصبح أغلب كهنة المعبد أثرياء، بسبب التبرعات التي كانوا يجمعونها من المواطنين الأثرياء في دمشق. وقد تم توسيع البوابة الشرقية لفناء المعبد في عهد سيبتيموس سيفيروس(حكم 193-211 م)

بحلول القرن 4م، أصبح المعبد مشهورا بسبب حجمه وجماه. وتم فصله عن المدينة بمجموعتين من الجدران. وكان أول جدار الذي يعتبر الأكبر يمتد على مساحة واسعة شملت السوق، أما الجدار الثاني فهو يحيط بحرم معبد جوبيتر الأصلي . وكان هذا المعبد الأكبر في سوريا الرومانية.وفي نهاية القرن 4 ميلادي، تحديداً في 391، تم تحويلمعبد جوبيترإلى كاتدرائية القديس يوحنا بأمر من الامبراطور ثيودوسيوس الأول(حكم 379-395). لكن هذه الكاتدرائية المسيحية لم تكن مكرسة مباشرة ليوحنا المعمدان – النبي يحيي -، وقد تم تكريسها في وقت لاحق من القرن 6 ميلادي. حيث تشير الأسطورة المحلية أن رأس يوحنا المعمدان – النبي يحيي - دفن هناك. وكانت بمثابة مقر أسقف دمشق، الذين يحتلون المرتبة الثانية ضمن بطريركية أنطاكيةبعد البطريرك نفسه.

ولا تزال أطلال المعبد باقية من منطقة سوق الحريم وحتى منطقة القيمرية.

الجامع الأموي 3

الفتح الاسلامي و قيام المسجد

في عام 634، تمت محاصرة دمشقمن طرف الجيوش الاسلاميةبقيادة خالد بن الوليد، ونجح خالد بضمها للأراضي الإسلامية صلحا.بعد عقود من فتح دمشق، أصبحتالخلافة السلاميةتحت حكم السلالة الأموية، الذين اختاروا دمشقلتكون العاصمة الإدارية للعالم الاسلامي. وقد كلف الخليفةالأموي السادس، الوليد بن عبدالملك ( 705–715م) الصناع والمهندسين، ببناء المسجدفي موقع الكاتدرائية البيزنطية في عام 706م.  قبل هذا، كانت الكاتدرائية لا تزال قيد الاستخدام من طرف المسيحيين المحليين، ولكن قد تم تشييد غرفة صلاة (المصلي) للمسلمينفي الجزء الجنوبي الشرقي من المبنى. الوليد، الذي أشرف شخصيا على المشروع، أمر بهدم معظم الكاتدرائية، بما في ذلك المصلى، وتم تغيير تخطيط المبنى تماما، ليستخدم كمسجد كبير لصلاة الجماعة لمواطني دمشقومعلما دينيا لمدينة دمشق.احتج المسيحيون على هذه الخطوة،وردا على هذا احتجاج أمر الوليدبإسترجاع جميع الكنائس المصادرة الأخرى في المدينة إلى المسيحيين كتعويض. واكتمل بناء المسجد في عام 715 م، بعد وقت قصير من وفاة الوليد، وخلفه سليمان بن عبدالملك ( 715–717م) في الحكم.

ووفقا لمؤرخ القرن العاشر ابن الفقيه، تم إنفاق ما بين 600 ألف و 1,000,000 دينار على المشروع، وقد اشتغل به حرفيون أقباط، فضلا عن عمال فارسيين وهنديين ويونايين ومغاربةالذين يشكلون الجزء الأكبر من القوة العاملة التي تتألف من 12 ألف شخص.ويذكر ابن الفقيه أيضا أن العمال وجدوا مغارة تعود للكنيسة البيزنطية أثناء بناء المسجد، وكانت هذه المغارة تحتوي على صندوق يوجد به رأس القديس يوحنا المعمدانحسب المعتقد المسيحي، أو النبي يحيي بن زكريافي الإسلام. فأمر الوليد بتركه على حاله، وجعل عمودا قائما على المغارة كعلامة مميزة ثم وضع فوقه تابوت عليه اسم النبي يحيي.

القبة التي بنيت في عام 780

في أعقاب الانتفاضة التي أنهت حكم الأمويينعام750على يد العباسيين، وأصبحت الخلافة الاسلاميةتحت حكم السلالة العباسيةالذين قاموا نقل عاصمة الخلافة من دمشقإلى بغداد. وبصرف النظر عن موقع دمشقالإستراتيجي والتجاري، لم يكن للعباسيون مصالح في دمشق. وبالتالي، فإن المسجد الأموي قد عانى في بداية حكمهم، مع القليل من نشاط البناء المسجل بين القرنين 8 و 10 . ومع ذلك، فإن العباسيين نظروا للمسجد ليكون رمزا رئيسيا لانتصار الإسلام، وبالتالي نجا المسجد من منهجية القضاء على تركة الأمويين في مدينة دمشق. وقامالفضل بن صالح بن عليالحاكم العباسي في دمشق، ببناء قبة في القسم الشرقي من المسجد في780 م. وبعد تسع سنوات، بدأ بتشييدقبة الخزينةبغرض إدخار أموال المسجدو جاء في مذكرات الجغرافي المقدسي، أن العباسيين قاموا ببناء المئذنةالشمالية ( "مئذنة العروس " ) من المسجد في عام 831 في عهد الخليفة المأمون (813-833) . وقد أمر المأمون بإزالة و استبدال النقوش الأموية في المسجد. بحلول القرن 10م، تم تركيب ساعة ضخمة عند المدخل في الجزء الغربي من الجدار الجنوبي للمسجد ( باب زيادة ) ويبدو أن هذه الساعة قد توقفت عن عملها بحلول منتصف القرن 12م.

الجامع الأموي

قبة الخزنة، بنيت عام 789م

أصبح الحكم العباسيعلى بلاد الشاممتداعيا خلال القرن 10، وفي العقود التي تلت ذلك، أصبحت بلاد الشامخاضعة لحكم الأمراء المحليين، وكانت تابعة للخلافة العباسيةاسميا فقط. وفي عام970 م، قام الفاطميون من مصر، بغزوا دمشق، وأجرى الفاطميون بعض التحسينات المسجلة للمسجد. وسمح لسكان دمشق بممارسة مذهبهم السني داخل الجامع الأموي في سكان، وتمكينهم من الحفاظ على الاستقلال النسبي من السلطة الدينية الفاطمية الشيعية. وفي 1069، تم تدمير أجزاء كبيرة من المسجد، خاصة الجدار الشمالي، في حريق نتيجة لانتفاضة سكان مدينة دمشق ضد الجيش الفاطمي بسبب الإعتداءات من طرف الثكنات الفاطمية في حق سكان دمشق.

العمارة

أرضية المسجد الأموي هي مستطيلة الشكل وهي بقياس 97 متر عرض و 156 متر طول. ويحتل الفناءالجزء الأكبر من المسجد وهو يغطي الجزء الشمالي من المسجد، في حين يغطيحرم الجامعالجزء الجنوبي من المسجد. ويحيط فناءالمسجد أربعة جدران خارجية. أما الأرصفة الحجرية للفناء فقد أصبحت متفاوتة بمرور الزمن بسبب الإصلاحات التي مر بها المسجد على مدار التاريخ، وقد تم تسويتها مؤخرا. أما الأروقةالمحيطة بالفناءتم دعمها بأعمدة حجرية وأرصفة بشكل متناوب. ويوجد رصيف واحد بين كل عمودين. نظراً لأن الجزء الشمالي من الفناءقد دمر في زلزال وقع في عام 1759، كما أن الممرات ليست متسقة؛ ويرجع ذلك لعدم وجود الأعمدة التي كانت تدعم ذلك، عندما أعيد بناء الجدار الشمالي.

 

واجهة المسجد الأموي

تم تزيين الفناء والحرم الشريف للجامع الأموي بواجهة فخمة تزيد المسجد فخامة ووقاراً معروفةبواجهة الحرم، وتقع في الجهة الجنوبية من المسجد، وتطل على الفناءوالذي يضم 25 باباً خشبياً تنفتح مباشرة على الحرم.

ويعتقد المؤرخون أن واجهة الحرم كانت مماثلة للأسلوب والنمط المعماري لبقية الأروقة من حيث تناوب العضائد والأعمدة،وتم إعادة بناء الواجهة دون أعمدة بعد حريق وقع عام 1067،وحلَّ محل هذه الأعمدة عضائد يرتفع في منتصفها كتلة فخمة مازالت على وضعها الأموي الأصلي،وتتألف هذه الكتلة من ثلاثة أبواب بقناطر نصف دائرية ترتكز على عضادتين يتوسطهما عمودان،وفوق هذه الأبواب الثلاثة قوس كبير يحتوي ثلاثة نوافذ.

وقد تم وضع على جانبي هذه الكتلة برجان صغيران تعلوهما قبتان صغيرتان من الرصاص فوقهما ثلاث تفاحات وهلال من النحاس.

وفي عهد الوليدكانت هذه الواجهة بما فيها مكسوة بـالفسيفساء، سقط معظمها إثر الحرائق والزلازل التي أصابت المسجد على مدار التاريخ، وبقيت على حالها حتى الستينات من القرن الماضي حيث تمت عملية ترميم واستصناع الفسيفساء بإشراف وزارة الأوقاف والمديرية العامة للمتاحف[، وتم إكساء هذه الواجهة برسوم فسيفسائية مستوحاة من الأسلوب الأموي الأصيل.

موقع القبة في المسجد الأموي

هي إحدى إنجازات الوليد بن عبدالملكوأكبر قبة في المسجد الأموي،وقد جددت هذه القبة في عهد نظام الملك وزير ملك شاهالسلجوقي في عام 1075م ،وقام صلاح الدين الأيوبيبتجديد ركنين منها في عام 1179،وتم استبدال القبة الخشبية الأصلية وتم بناؤها من الحجر في أعقاب الحريق الذي وقع عام1893.

وتقع القبة فوق مركز قاعة الصلاة، بارتفاع 45 متر و قطرها 16 مترا،وترتكز القبة على طبقة تحتية مثمنة مع اثنين من النوافذ المقوسة على جانبيها. وتم دعمها بأعمدة الممرات الداخلية المركزية.

https://www.masjed.ir/u/fpm

انشر تعليق

البريد الالكتروني مطلوب
شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب

أخبار أخرى