الأخبار

المسجد؛ ركيزة النظام الإسلامي

ان "مسجد الطراز الإسلامي" عبارة حكيمة ودقيقة، تحدث عنها اول مرة سماحة قائد الثورة الإسلامية –مد ظله العالي-في الملتقى الصلاة العام التاسع عشر[1]؛ فلكي يتم استيعاب سمات هذا العنوان الصحيح والصائب، يجب ان نقدم بداية الأمر تعريف مؤسس على المصادر العلمية، يشرح المفردات الواردة في هذه العبارة.

إنما المسجد هو اول قاعدة لتبلور المعتقدات والقيم والمبادئ والأحكام الإسلامية النيرة، وأكثرها شمولا، إذ بواسطة عرضه مختلف الأعمال في مختلف الساحات الثقافية والاجتماعية والسياسية والقانونية والاقتصادية إلى الناس، يتولى بشكل أو بآخر القيام بتمثيل كافة شؤون النظام والمدرسة الإسلامية بشكل كامل، على مستوى ما يحيط به. ان الثورة الإسلامية – إذ قامت بإحداث تغييرا جوهريا في القيم والبنى والسلوكيات في إطار إحياء الإسلام المحمدي الأصيل صلى الله عليه وآله وسلم-وإلى جانب العودة بأسس أركان المجتمع إلى نموذج مجتمع مدينة النبي صلي الله عليه وآله وسلم، بأخذ متطلبات العصر بعين الاعتبار، قامت بتقديم عناصر ووظائف جديدة، للجميع أو لأغلبية البنى ومنها المسجد. ان معرفة تلك الوظائف والعناصر والتوزيع المنطقي لتلك الأدوار، وتنفيذها على الساحة العملية، في إطار أركان المسجد وأجزاءه، سواء كانت عناصر داخلية أو خارجية، تعتبر أهم خطوة إستراتيجية للوصول إلى مسجد المظهر والطراز لنظام الجمهورية الإسلامية المقدس. ان البحث الذي بين أيديكم يتطرق إلى مكانة المسجد في المشروع العام الإسلامي، وينظر في جوانب مؤشرات المسجد المثاليّ والجدير بالنظام الإسلامي، باقتضاب.

 

ان "مسجد الطراز الإسلامي" عبارة حكيمة ودقيقة، تحدث عنها اول مرة سماحة قائد الثورة الإسلامية –مد ظله العالي-في الملتقى الصلاة العام التاسع عشر[1]؛ فلكي يتم استيعاب سمات هذا العنوان الصحيح والصائب، يجب ان نقدم بداية الأمر تعريف مؤسس على المصادر العلمية، يشرح المفردات الواردة في هذه العبارة.

المسجد: ان مفردة المسجد هي اسم مكان من فعل "سجد، يسجد (رضايي ميبدي؛ ١٣٨٢) ويعني في اللغة الفارسية محل ومكان العبادة. (معجم عميد). كتب راغب الأصفهاني عن المفردة قائلا: المَسجِدُ موضِعُ الصّلاةِ اعتباراً بالسّجود" (مفردات الفاظ القرآن الكريم؛١٣٩٢ ه.ق) والسجدة هي أشرف اركان الصلاة ومظهر عبودية العبد أمام الله سبحانه تعالى. ولهذا سمي مسجد. (معجم مسجد؛١٣٨٥).

شرعيا قيل عن المسجد: " والمُرادُ بالمَسجد شرعاً المكانُ المَوقوفُ علي كافة المسلمين للصّلاة" (جواهرالكلام؛١٣٩٢ ه.ق).

الطراز: انها كلمة فارسية معربة – تراز- وردت في العربية بتغيير الحرف الأول. وتطلق على أزياء خاصة يرتديها السلطان ومن هنا أطلق على كل شيء يعد جيدا وممتازا. وأخيرا يقال وفقا لمعيار المستوى، على كل ما كان جيدا في قدر وهيئة مستحسنة.

كتب ابن منظور في لسان العرب: و الطِّرزُ: ما يُنسَجُ مِن الثياب للسّلطان، فارسيٌ أيضا و الطِّرزُ و الطّرازُ: جَيِّدُ كُلِّ شيءٍ و قيل: هو مُعَرّبٌ و اصلُه التقديرُ المُستوي بالفارسية (ابن منظور؛١٤١٣ ه. ق، ج٨،ص١٤٣).

يستنبط من معاجم اللغة الفارسية بان مفردة الطراز أو التراز، تعني القاعدة والقانون والمنهج والرتبة والقسم والنوع وصاحب الشأن المماثل والمستوى الواحد. (عباسي؛ رسول،١٣٩٠).

النظام الإسلامي: ان النظام الإسلامي هو نظام يجعل تنفيذ الشريعة الإسلامية في كافة المجالات محط اهتمامه. ان قيادة هذا النظام تقع على عاتق مجتهد جامع الشرائط، اذ يمتلك قوة قيادة المجتمع الإسلامي وإدارته، هذا فضلا عن التمتع بشروط الإفتاء. ان القيادة في هذا النظام واعتمادا على أصل الشرعية الإلهية والمقبولية والمصداقية الشعبية، تمتلك الصلاحيات الي تجعله بموجبها يتدخل مباشرة أو عبر تعيين أشخاص يمتلكون صلاحية في شؤون المجتمع. (رحيم نوبهار؛ ١٣٨٠)

الوظيفة: تعني هذه المفردة الدور أو الأثر الذي يبقي على كل ظاهرة في سلسلة الظواهر التي تجمعها ببعض.

النماذج الفكرية لمسجد مظهر وطراز النظام الإسلامي.

مع انه لم تتم بحوث جديرة وكما ينبغي، تتطرق إلى تقديم تعريف بمسجد النظام الإسلامي الطراز وسماته، ما عدى عدة دراسات جزئية محدودة وكتيب مستقل –اذ كان نفسه نتيجة رسالة دكتوراه-[2]لكن يمكن عد ثلاثة انطباعات من مفهوم مسجد الطراز الإسلامي، فيما يتعلق بالمسجد وما يتوقع منه في مجال الوظائف، وذلك خلاصة لمجموع الأفكار المنشورة في هذا المجال:

الرؤية التاريخية –التقليدية:

يرى البعض بان مسجد الطراز الإسلامي أو المسجد طراز النظام الإسلامي، هو مسجد ينطبق على سمات ووظائف المسجد كما كان في صدر الإسلام وبالتحديد في فترة الحكم النبوي في مدينة الرسول صلي الله عليه وآله. (شهرية مسجد؛١٣٩١؛ عدد ١٦٢؛ ص١٣)

مع ان هذا الانطباع يمتلك الأهمية والتقدير في جانب التأسيس على المنهج وسيرة النبي الأعظم، وحتى في بعض الأحيان، انه ينطبق على كلام من الإمام الخميني قدس سره الشريف اذ قال: واني آمل-إن شاء الله-أن توفقوا في إعادة مساجدنا إلى الحالة التي كانت عليها في صدر. صحيفه امام؛ ج١٧؛٤١). غير انها ليست بنظرة شاملة وذات حيوية.

بعبارة اجل ان إحياء كافة الوظائف وادوار المسجد في العصر النبوي، يعتبر أمرا ضروريا ومهما، الا انه وكما نستنبط من كلام سماحة الإمام الراحل وما شابهه، هو ان أعلى مستويات أدوار المسجد ووظائفه هي التي برزت وظهرت في صدر الإسلام، ولا يحق لأحد ما بان يقدم وظيفة تفوق هذا التعريف للمساجد، فان هذا الانطباع يعتبر خاطئ وسببا في الركود والتوقف.

يرى راقم السطور بان كلام الإمام رحمه الله الحكيم إذ بالتأكيد لا يمكن الاستناد إليه بمفرده ودون الاهتمام بكافة المبادئ وأفكاره الأخرى، فأنه يدل على القيام  بمقارنة الفترة التي سبقت انتصار الثورة وبداية عهد الثورة مع فترة صدر الإسلام، في الحقيقة ان الإمام يريد التعبير عن عدم رضائه بالوضع السائد على المساجد بداية الثورة والبون الشاسع الذي يفصلها عن مكانتها وأداءها كما ينبغي وان الإمام وبواسطة إرجاع الذهن إلى الأوضاع السائدة على المساجد في صدر الإسلام وعصر الحكومة الإسلامية بزعامة النبي الأكرم صلي الله تعالى عليه وآله وسلم، كان يريد التنويه بهذه الحقيقة والقول بانه على مسئولي النظام الإسلامي، بذل المساعي لكي ترجع المساجد باعتبارها المراكز الرئيسة لتكوين الثورة إلى المظهر اللائق بها.

ثم ان المساجد في عهد الإمام رحمه الله كانت قد تحولت إلى قواعد تقدم الخدمات، ربما لم تشهد مثيلا للأمر طول التاريخ، على سبيل المثال، تمركز التعبئة الاقتصادية في المساجد ومراكز لإقامة الانتخابات ومحل إسكان المسافرين في أيام عطلة رأس السنة...

نظرة الحد الأدنى:

يرى بعض أصحاب الرأي والباحثون بان وظائف وادوار المسجد في العهد النبوي كانت تنقسم إلى اثنين:

أ‌)        الوظائف التي تختص بالمسجد بما هو مسجد، بعيدا عن ان الحكومة والسيادة هما إسلاميتان أم لا وكذلك بغض الطرف عن ان الحاكم على الحكومة الإسلامية، يكون نبيا أم إماما معصوما أو ولي الفقيه غير المعصوم.

ب‌)  الوظائف التي تأتي نتيجة صلاحيات الحاكم المعصوم الحصرية – سواء كان النبي أو الأئمة عليهم الصلاة والسلام-وتختص مباشرة بشؤون وصلاحياته.

ان هذه المجموعة –التي غالبا ما تمتلك مبادئ إسلامية غير فاعلة وقليلة التأثير من الزمان والمكان-وفي ظل هذا التصنيف نصل إلى نتيجة، مفادها ان أهم واجب المساجد، يتبلور في إقامة صلاة الجماعة ومجالس الذكر والدعاء والموعظة وعلى ابعد تقدير –في الجانب الاجتماعي-في تعاون المؤمنين بغية تلبية الحاجات المادية والمالية لمن يعدون بحاجة إلى السكن والتقليل من آلامهم.

مع الأسف يجب القول بان هذه الرؤية –عالمة أو عامدة-تعتبر هامشا من نظرية "العلمانية" التي صنعها العدو وفصل الدين عن السياسة، إذ تظهر بعض الأحيان من خلال منصات المثقفين الدينين بوعي، كما تظهر في بعض الأحيان على لسان وقلم المتدينين التقليدين.

رؤية الفقه ذات الفاعلية (الأكثرية):

نحن نرى اعتمادا على مبدأين جوهريين ورئيسيين في فقه الشيعة، بان وظائف المسجد في عهد النظام الإسلامي، وفضلا عن شمولها على كافة وظائف المسجد في النظام الإسلامي النبوي، يمكنها ويجب ان تتمكن – إلى جانب مراعاة المبادئ والقيم الجوهريين الفكر الإسلامي – ان تشتمل على الوظائف والأدوار الحديثة المتناسبة مع الحاجات والمتطلبات الحديثة. ان الأساسين الجوهريين المذكورين هما كالتالي:

أ‌)       إطلاق وعمومية شؤون وصلاحيات ولي الفقيه باعتباره حاكما إسلاميا:

مما لا شك فيه ان النبي الأكرم في عهده كان يتمتع بصلاحيات تامة ومطلقة وعامة في مجال تدبير وإدارة شؤون الامة الإسلامية. من جهة أخرى فأي جواز اختياري من قبل الله تعالى، يعتمد على الحكمة والمصلحة واقعيتين وان الحكمة والمصلحة المطلقة لولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وتعالى، تتجلى في إزالة كافة العراقيل عن طريق تطور الأمة الإسلامية وتقدمها وشمولية القيم الإسلامية المحمدية الأصيلة صلى الله عليه وآله وسلم.

أما الآن إذ نعيش في عصر الغيبة وفي عصر تكوين الحكومة الإسلامية الوحيدة بقيادة فقيه عادل وجامع للشرائط، يطرح سؤال مفادها، ما مدى صلاحيات وشؤون النبي التي يمتلكها ولي الفقيه في مجال الولاية الشرعية والتشريعية وذلك في ساحة إدارة شؤون الأمة، بعيدا عن الولاية التكوينية –التي لا يمتلكها أحد الا المعصومين عليهم السلام-؟

لو ذهبنا إلى انه تم بلورة جزء منها التي تعتبر مدلولا أو مدلولاتها في عصر حياة النبي، وان النبي (ص) قام بنفسه بالنظر فيها والعمل بها، وان القضايا المستجدة والأحكام الحديثة والمتطلبات الحديثة تخرج من نطاق اختيار الحاكم الإسلامي وأنها تعتبر محظورة! عندئذ تثار شكوك حول أصل حكمة تفويض وجواز الاختيار ومصلحتها إلى الأولياء؛ ذلك لان نفس ذلك الواجب الذي يتوقع من النبي نفسه القيام به في عصره – وهي إدارة كافة شؤون الأمة الإسلامية وتوسيع رقعة الطموحات الإسلامية-فمن المتوقع بان يقوم بها ولي الفقيه، بينما لا تقع أسبابها بحوزته وان هذا فضلا عن انه يعد واجبا لا يطاق وانه قبيح عقلا ويدخل دائرة المستحيل، فانه يعتبر نقض الغرض؟

على هذا لا يبقى سبيلا الا القول بان ولي الفقيه في ساحة إدارة شؤون الأمة الإسلامية، يتمتع بكافة صلاحيات وشؤون النبي والإمام المعصوم عليهم السلام. طابَق النّعلِ بالنَّعل!

الإمام الخميني قدس سره، محيي ولاية الفقيه المطلقة

يقول سماحة الإمام الخميني قدس سره – محيي نظرية ولاية الفقيه المطلقة المتطورة في العصر الحديث-في هذا المجال: نبغي أن أقول: إنّ الحكومة التي تعتبر فرع من الولاية المطلقة لرسول الله (ص) هي إحدى الأحكام الأولية للإسلام، ومقدمة على كافة الأحكام الفرعية حتى‏ الصلاة والصوم والحج.  إنّ ‏بإمكان الحاكم تهديم المسجد أو المنزل الواقع في الطريق ثم يدفع لصاحب المنزل ثمنه، وبوسعه إغلاق أبواب المساجد وإقفالها عند الضرورة، ويستطيع تهديم المسجد الذي يستخدم للإضرار بالإسلام إن تطلب الأمر ذلك؛ وتستطيع الحكومة إلغاء العقود الشرعية التي أبرمتها مع الناس فيما لو خالفت تلك العقود مصالح الدولة والإسلام، وبمقدورها الحد من أي أمر عبادي أو غير عبادي عند معارضته لمصالح الإسلام، وتتمكن الحكومة من منع إقامة الحج مؤقتاً حينما تعتبره مخالفاً لصلاح الدولة الإسلامية، برغم أنّه من أهم الفرائض الإلهية. (صحيفه امام، ج٢٠، صص٤٥١-٤٥٢).

تأثير متطلبات الزمن في تنمية موضوعات الأحكام الفقيهة وتضييق نطاقها:

للبحث حول كيفية انطباقية الدين مع الحاجات الزمنية، تاريخ يمتد إلى تاريخ الأديان. فان أهم تحدي في كل عصر وجيل طوال التاريخ، يتجلى في هذه القضية بانه هل بالإمكان انطباقية دين ما على الحاجات والمتطلبات لكل العصور وكافة الأمكنة ام لا؟ وإذا كانت الإجابة إيجابية، فما السبيل لتحقيق هذا الأمر؟

إذا ما ألقينا نظرة على الإجابات المقدمة على هذا السؤال الجوهري، فنرى ثلاثة رؤى مختلفة عند المثقفين وأصحاب الراي:

الرؤية المتطرفة: التي تتجاهل متطلبات الزمن والمكان، أساسا، وترى بانه قضايا الأحكام كالأحكام الأولية والثابتة للدين، لا يطرأ عليها التغيير والتحول.  قد يكون إطلاق سمة التغيير المغلق أو المتزمت على هذه الرؤية، أمرا خاطئا.

الرؤية التفريطية: التي تقف في النقيض من الرؤية المتطرفة وتعتبر ان التغييرات الزمنية هي الأصل، معتبرة الدين والأحكام بالفرع والتابع لمتطلبات الزمن المحضة. ان أصحاب هذه الرؤية، غالبا ما يكونون المثقفون المتغربون –اذ يقصون الدين عمليا من الساحات الرئيسية للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدولية، ويحصرونه في الإطار الفردي والعبادي.

رؤية الفقه الجواهري: ان العقل والمنطق يحكمان بان يتلاءم الاجتهاد الديني مع المتطلبات الزمنية والمكانية، إذ لا يتم رفض القيم والتعاليم الدينية، ولا يتم تجاهل عنصر الزمان والمكان والظروف التي يجب ان تتبلور فيها الدين. على هذا فان الفقه الإسلامي والى جانب كونه تقليدي والاجتهاد والى جانب اعتباره جوهريا، يصبحان منطبقان مع الظروف الزمنية والمكانية ويحتفظان بحيويتهما.

يتبنى أغلبية الفقهاء هذه الرؤية، مشددين على ضرورة انطباق الفقه مع متطلبات الزمن والمكان.[3] هناك الكثير من النماذج في التاريخ المعاصر، بدءا من فتوى تحريم التبغ على يد الراحل ميرزا الشيرازي وصولا إلى حكم الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه القاضي بتعطيل فريضة الحج مؤقتا، فأنها جميعا تدل على القبول ببسط يد الفقيه الجامع للشرائط في مجال مصالح الأمة الإسلامية.

يقول سماحة الإمام الخميني قدس سره حول دور وتأثير الزمن في تحديد وضع قضية الأحكام الشرعية: ما بالنسبة للدروس والبحوث داخل الحوزات فاني أؤمن بالفقه التقليدي والاجتهاد الجواهري، وارى عدم جواز التخلف عنه. الاجتهاد بهذا النهج صحيح، ولكن لا يعني هذا أن الفقه الإسلامي يفتقر إلى المرونة، بل أن الزمان والمكان عنصران رئيسيان في الاجتهاد، فمن الممكن أن تجد مسألة كان لها في السابق حكماً، وان نفس المسألة تجد لها حكماً جديداً في ظل العلاقات المتغيرة والحاكمة على السياسة والاجتماع والاقتصاد في نظام ما. أي أنه ومن خلال المعرفة الدقيقة للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المحيطة بالموضوع الأول الذي يبدو أنه لا يختلف عن السابق، ولكنه في الحقيقة أصبح موضوعاً آخر يتطلب حكماً جديداً بالضرورة. (صحيفة إمام؛ ج٢١؛ ص ٢٨٩).

على هذا ان "استعمال التبغ والتوتون" مادام كان مجرد "استعمال التبغ والتوتون"، انه مجاز في منظار بعض العلماء، لكن بمجرد انه تحول إلى أرضية لهيمنة الكفار على المسلمين ونهب ثروات المسلمين على يد الأجانب، نتيجة نوع العلاقات الاستعمارية التي بناها الشاه الإيراني مع بريطانيا المهيمنة، فان التحريم يصبح حكمه.

كما انه مادام القيام بفريضة حج بيت الله الحرام، يكون مجرد "أداء فريضة دينية" ولا يحمل عنوانا أخرى، فمن المؤكد بان يكون جائزا بل واجبا وفقا للظروف الواردة في الفقه، لكن بمجرد ان تتحول القضية إلى "ذريعة لتحقير واهانة الشيعة والنظام الإسلامي المقدس" فأنها تتحول إلى قضية محرمة.

الثورة الإسلامية؛ أرضية بلورة ولاية الفقيه

 هذا وان الثورة الإسلامية، والى جانب التغيير الذي أحدثته في كافة العصور، فأنها رسخت ونشرت وبينت مبادئ الإسلام الأصيل في الفقه واستنباط الأحكام الإلهية.

ان هذه القضية وبالتحديد في قضية ولي الفقيه في الحكومة الإسلامية، تتمتع بأهمية كبرى، إذ لا يعتبر الإمام الخميني قدس سره، الاجتهاد مصطلحا حوزويا لإدارة شؤون الأمة الإسلامية فحسب، بل انه يعتبر سمة أخرى ضرورية. "ولكن المهم هو المعرفة الصحيحة للحكومة والمجتمع التي تؤهل النظام الإسلامي للتخطيط والبرمجة في ضوء ذلك بما يصب لصالح المسلمين. لأن وحدة الرؤية والعمل أمر ضروري. وهنا بالذات لم يعد الاجتهاد بمفهومه الاصطلاحي كافياً، بل أن المجتهد وإن كان الأعلم في العلوم الحوزوية المعهودة ولكنه عاجز عن تشخيص مصلحة المجتمع، أو أنه غير قادر على التمييز بين الأشخاص الصالحين والنافعين عن غيرهم، وبشكل عام يفتقر إلى الرؤية الصحيحة والقدرة على اتخاذ القرار في المجال الاجتماعي والسياسي، فان مثل هذا الإنسان لا يعد مجتهداً في المسائل الاجتماعية والحكومية ولا يستطيع أن يتسلم زمام أمور المجتمع." (صحيفه امام؛ ج٢١؛ ج١٧٧).

عناصر الولاية من منظار الإمام الخميني رحمه الله تعالى

ان الإمام الراحل قدس سره الشريف كان يرى بان الولاية لها مراحل وعناصر، تأتي من ضمنها عنصر الاستنباط واما العنصر الآخر فهو "معرفة الموضوع"؛ ففي المرحلة الأولى يتم استنباط حكم القضايا الشاملة من الأدلة وفي المرحلة الثانية يتم تطبيقها على المدلولات الموضوعية. ان الأفكار الفقهية للإمام في المرحلة الأولى كانت "تقليدية" وفي المرحلة الثانية كانت "فاعلة" وأما في المرحلة الثالثة التي تكتسب أهمية أكبر من الاثنين، فأنها تتمثل في مرحلة صياغة الموضوعات وبناء الأحداث الجديدة في مسار نمو قوة الإسلام وخلق الأرضية التربوية الملائمة لنمو كلمة التوحيد وتربية الإسلام الموحد وان هذا الأمر يعتبر رسالة الولي الإلهي الجوهرية.

ان اهم عنصر للقيادة هو قوة تمييز الواجب في أمر إدارة الأحداث الكبيرة وتولي مسئولية خلق الموضوعات والأرضية التربوية الروحية والذهنية والموضوعية في مسار نمو قوة التوحيد واعتلاء بيرق الإسلام وإذ يتحقق فقط بواسطة تكوين مثل هذه الأرضية الاجتماعية وتطور سلطة الإسلام بواسطة إدارة الرغبات والخوف والطمع عند الناس وخلق شرح الصدر للإسلام في سياقه الاجتماعي اذ يتم توفير أرضية تحقيق الإسلام الموضوعي والشامل في كافة الجوانب.[4] وكما قال الإمام الخميني قدس سره: ذلك أن الحكومة تحدد الفلسفة العملية للتعامل مع الشرك والكفر والمعضلات الداخلية والخارجية. (صحيفه امام؛ ج٢١؛ ص١٧٨).

"الحكومة من وجهة نظر المجتهد الحقيقي تمثل الفلسفة العملية للأحكام الفقهية في الحياة الإنسانية .. و الحكومة هي تجسيد الجانب العملي للفقه في تعامله مع المعضلات الاجتماعية والسياسية والعسكرية والثقافية .. الفقه هو النظرية الواقعية المتكاملة لإدارة الإنسان من المهد إلى اللحد". (صحيفه امام؛ ج٢١؛ ص ٢٢٥).

من هو المجتهد في رؤية الإمام الخميني رحمه الله تعالى؟

فبهذا المبدأ فان للمجتهد أساسا تعريفا أكمل وأكثر شمولا من المعنى التقليدي المتداول على السنة اهل العلم، في منظار الإمام "ولهذا ينبغي للمجتهد أن يكن محيطاً بقضايا عصره. فالناس والشباب وحتى العامة، لن يقبلوا من المرجع والمجتهد الاعتذار عن إعطاء رأيه في المسائل السياسية .. إن الإحاطة بسبل مواجهة التزوير والتضليل للثقافة السائدة في العالم، وامتلاك البصيرة والرؤية الاقتصادية، والاطلاع على كيفية التعامل مع الاقتصاد العالمي، ومعرفة السياسات والموازنات وما يروج له الساسة، وإدراك موقع القطبين الرأسمالي والماركسي ونقاط قوتهما وضعفهما، إذ إنهما يحددان في الحقيقة إستراتيجية النظام العالمي؛ ان كل هذا يعتبر من خصائص وسمات المجتهد الجامع .. فلا بد للمجتهد من التحلي بالحنكة والذكاء وفراسة هداية المجتمع الإسلامي الكبير وحتى غير الإسلامي. ويجب أن يكن مديراً ومدبراً حقاً فضلًا عن اتسامه بالخلوص والتقوى والزهد الذي هو من شأن المجتهد “. (صحيفه امام؛ ج٢١؛ ص ٢٨٩).

الحكومات والمسجد

 في النظرة الأولى إذا كانت العبادة حصرية وتنحصر في الصلاة فحسب، فلا حاجة إلى التجمع في مكان خاص أو القيام بعبادة جماعية، بغية القيام بحركات ذات نسق أو أوراد محددة، ولا مبرر واضح وجلي لبناء المساجد.

المسجد؛ مركز لامتزاج الديانة والسياسة

يقول الشيخ طه الوالي نقلا عن كتاب الأزهر: لم تنحصر الأهداف المبدئية في الإسلام في القضايا العبادية فحسب، عند قيامه ببناء المساجد. بل ان الأهداف السياسية والاجتماعية كانت تقع في الأولوية، ان هذه المعابد منذ ظهور الإسلام قد نظمت لتجمع المسلمين كما كان لعلماء التفسير والحديث مكانة خاصة. وبما انه في الإسلام، لم يكن لفصل الدين عن السياسية معنى أو مفهوم، فان اول فلسفة المساجد الوجودية، كانت تتلخص في نقل الأخبار وفي المرحلة الثانية كان المسجد مركزا للتربية والتعليم. (شيخ طه الولي، بيروت، ١٤٠٩ ه. نقلا عن "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان").

جاءت مفردة المسجد ما يقارب 28 مرة في القرآن. ويجمع كافة المؤرخين بان الطوب الأول للمجتمع المدني لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وضع بواسطة بناء المسجد في مدينة يثرب.

عن الصادق عليه السلام: في زمن النبي كان هناك جماعة لا يحضرون المسجد وفي يوم من الأيام قال النبي الأكرم صلي الله عليه وسلم: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام , ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس , ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار.[5]يخرج ابن مسكويه بنتيجة حول درجة اهتمام الإسلام بأمر المسجد مفادها: قد يكون سبب اهتمام شريعة الإسلام إلى الحضور في المسجد والقيام بالصلوات اليومية جماعيا، هو الأنس الطبيعي الذي يضرب بجذوره في كافة أسباب الحب وتنتشر أكثر العوامل جوهرية للحركة الاجتماعية. [6]

أسلوب الحكام في الدول الإسلامية

تنطوي علاقة الحكومات بالمساجد في الأراضي الإسلامية –منذ فترة الحكومة الإسلامية النبوية حتى فترة الجمهورية الإسلامية-على أنواع وأقسام مختلف من العلاقات. فنوعية تعامل كافة الحكومات مع المساجد في المقام الأول، يعد تابعا لمبادئ الرؤية العالمية والأيديولوجية السائدة على فكرة الحكام. بعبارة أكثر وضوحا، فكلما كانت أيديولوجية الحكام المسلمين أكثر اتحادا وأكثر انطباقا مع أيديولوجية الإسلامية وكذلك الرؤية العالمية للإسلام، المحمدي الأصيل صلى الله عليه وآله، فكلما كانت نوعية الاستفادة والتعامل مع المساجد اصح وتسير على طريق الأهداف والطموحات الإسلامية. وفي المقابل فكلما ابتعد الحكام عن الرؤية العالمية والأيديولوجية الأصيلة للإسلام، أو اتخذوا المساجد قاعدة للتزوير وسلطة الباطل على الشارع العام، كما قام به خلفاء بني أمية أو بني العباس أو عندما اعتبروا المسجد كأهم قاعدة عداء مع حكومتهم، فأنهم عندها يستغلون كافة قواهم وإمكاناتهم لتهميش المسجد، كما حدث في فترة حكم البهلوي. بهذا العبارات يمكننا تقسيم تاريخ الإسلام من منظار نوعية تعامل الحكومات مع المساجد إلى عدة مراحل:

أ‌)       سيرة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله السياسية في التعامل مع المساجد

يمكننا ومن مجموع الوثائق التاريخية والروائية الاستنباط بانه في سيرة نبي الإسلام الأكرم، كان المسجد اول واهم ركن في تحقيق التضامن بين الأمة والقيادة ومركزا لاتخاذ القرارات والقيام بالممارسات التي تحتاج الحكومة إلى تواجد الناس والقيام بما ملقاة على عاتقهم، بغية تنفيذها. فان ممارسات من قبيل: تعليم القوات العسكرية والإعلان عن الأخبار والتعبئة العامة لمكافحة مؤامرات المنافقين[7] والتربية والتعليم وحل المشاكل الاقتصادية للمؤمنين وما شابهها فضلا عن هذا فان النبي باعتباره الحاكم الإسلامي كان يرتب كافة الواجبات وشؤون حكمه بمحورية المسجد وفي المسجد؛ انه كان يقيم المحاكم في المسجد وكان يقوم باستشارة الكبار في المسجد وكذلك يقسم بيت المال في المسجد كما كان يقيم اللقاءات السياسية والدبلوماسية في المسجد.

نظرا إلى ما قيل سابقا يمكن تقسيم وظائف المسجد الحكومية في الجوانب التالية:

1.    جانب الإعلان وتوعية الأفكار العامة

2.    جانب الاستشارة واتخاذ القرار للحاكم الإسلامي

3.    جانب التربية والتعليم

4.    الجانب العسكري والتنظيم وإسناد المقاتلين

5.    الجانب الاجتماعي وشؤون الحسبة

6.    جانب مركز الحكومة ومركز إدارة المجتمع

بعد وفاة النبي الأكرم، وفي كل فترة وفقا لأخلاق الحكام والسياسات التي كانوا ينتهجونها، كانت تتعرض وظائف المساجد السياسية إلى التغييرات والتطورات الكثيرة، إذ نشير إليها فيما يلي بإيجاز:

ب‌)أسلوب الخلفاء الثلاثة في الحكم على المسجد

بعد وفاة النبي وتسلم الخلفاء الثلاثة مقاليد الحكم، كان المسجد يعتبر قاعدة للحكم ويحمل وظائف تعليمية وتربوية وسياسية واجتماعية وعسكرية. قد جعل الخلفاء الثلاثة المسجد كدار الخلافة، وبالاستفادة القصوى من إمكانية تجميع المسلمين في الجمعة والجماعات، قد فرضوا سياساتهم وحققوا أهدافهم –بغض الطرف عن كون الأمر حقا أو باطلا-. على هذا وفي جانب الشكل والظاهر، لم يختلف دور المسجد وبالتحديد مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم اختلافا كبيرا مع ما حمله من وظائف في عهد الحكومة النبوية؛ مع انه في كافة البلاد الإسلامية وبواسطة تعيين أشخاص لم يكن لديهم التزام، في اغلب الأحيان، بأهداف الإسلامية الأصيلة وبغاياته –من أمثال مروان ومعاوية- أصبح المسجد مركزا لتبرير الخيانات والظلم الذي كان يمارسه الحكام والولاة وسببا في تفرق شمل المسلمين وبالتحديد النخبة واختلاف رأيهم، شيئا فشيئا، بدلا من ان يكون سببا في علو كعب الإسلام وتحقيق وحدة المسلمين.

ت‌)المسجد في حكم أمير المؤمنين عليه السلام

بعدما تسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، أمور المسلمين ونظرا إلى ان اهم أهدافه ومقاصده كانت تتبلور في إحياء القرآن والسنة النبوية وإصلاح المفاسد والبدع التي وضعها الخلفاء السابقين، فأصبح إحياء وظائف المسجد الرئيسية وإعادة هيبته ومكانته الحقيقية على رأس أجندة أعمال الإمام.

ان الإمام وكما فعل النبي صلى الله وعليه وآله وسلم، والخلفاء الثلاثة السابقين، قد جعل المسجد مركزا للخلافة والحكومة، وكان يقوم بكافة الوظائف والبرامج الحكومية في المسجد وبمحورية المسجد.

مازال في مسجد الكوفة، توجد علامات مختلفة بعنوان "دكة" إذ تبين كل منها على إحدى وظائف المسجد في حكم أمير المؤمنين منها: " دكة القضاء"، " دكّة الطشت"، " دكّة الفتوا" و ...

غير ان التغيير الذي طرأ في هذه الفترة في علاقة الحكومة والمسجد، ظهر في المقام الأول في إحياء الوظيفة المعنوية والتربية الأخلاقية ومنبر الوعظ والخطابة الذي قام الإمام بإحيائه وترسيخه بنفسه.[8]

ث‌)المسجد في عهد خلفاء بني أمية وبني العباس

بعد النبي صلى الله عليه وآله، كانت تعتبر الحكومة الإشراف على المساجد من الواجبات الضرورية للحكومات وكان كافة الحكام حتى لو كانوا ظالمين ولم يهتموا بكافة أحكام الإسلام، لكنهم كانوا بحاجة إلى المسجد وكانوا يعتبرون ازدهار المساجد وعظمة صلاة الجماعة الجمعة جزءا من قوتهم وعظمتهم.

يقول ابن خلدون: لم يكن الحكام في صدر الإسلام، يحولون هذا الواجب –واجب إدارة المساجد-إلى شخص آخر، وعندما كانوا يتحدثون عن المساجد العظيمة، يقول: ان تعيين إمام هذه المساجد للخطبة والصلاة، كان من اختصاص الحاكم، وكانت كافة السياسات الدينية والشرعية، كالصلاة والقضاء والحسبة، الجهاد، جزءا من الإمامة الكبرى وهو الخليفة، وبما ان الصلاة عمود الدين، كان لها مكانة سامية بين العبادات. على هذا فان إمامة الصلاة كان ينبغي ان تحظى بأعلى المراتب وحتى أعلى من الحكم.[9]

قسم أبو الحسن علي ابن محمد بن حبيب الماوردي (متوفى عام 450 للهجرة) في كتاب الأحكام السلطانية والولايات الدينية الباب التاسع "باب الولايات على إمامة الصلوات" المساجد إلى اثنين، عند الحديث عن علاقة الحكومة المسجد وهي المساجد السلطانية والمساجد العامة.

انه يبين سمات للمساجد السلطانية ومنها:

انها حكومية تماما، بمعنى تعيين إمام الجماعة على يد الحاكم،

يجب ان يستلم إمام الجماعة راتبه من بيت المال،

يجب ان يعين إمام الجماعة على يد الحكومة، كولاية الصلاة. هذا ويجب توفير خمسة شروط لهذا المنصب (ولاية الصلاة)،

يجب ان تتدخل الحكومة في كافة شؤون المسجد مباشرة أو بواسطة إمام جماعة منصوب،

غير ان سمات المساجد العامة لا تسمح بتدخل الحكومة تدخلا مباشر، غير ان إمام الجماعة يجب ان يختار على يد الناس.

الجذور التاريخية لتضعيف المساجد

ان تضعيف مكانة المساجد ودورها في المجتمع الإسلامي، يضرب بجذوره في تيار تاريخي ممتد. بعد استشهاد امير المؤمنين عليه السلام، وتسلم بني أمية بزعامة معاوية بن أبي سفيان الحكم، تم استغلال المسجد للتزوير والخدعة واستغلال مكانة تجميع المؤمنين الإستراتيجية وبناء علاقة الحاكم بالرعية في السلطة واختيار الخليفة. انه كان يعتبر نفسه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وبالتالي أكثر الأشخاص جدارة لإقامة الجمعة والجماعة. كان يلقي خطبة من على منبر رسول الله وكان يجعل المعارف الدينية بواسطة المغالطة والسفسطة، ذريعة لممارسة الحكومة الظلم والتعسف والجور.[10]

ان الخلفاء ومن بعدهم السلاطين والملوك في الدول الإسلامية، كانوا يقوون هذا الجانب من وظيفة المسجد. كان شعار الله وأكبر والجهاد، حاضرا في كافة الأراضي التي كانت يفتحها المسلمون، وكانت الصلاة تعد دلالة على المسلم والمسجد في مقابل الكنائس التي تعتبر علامة على مجد المسلمين وعظمتهم واقتدارهم. ان المساجد الكبير التي تعتبر في يومنا هذا المراكز الرئيسية في إسطنبول التركية لاستقطاب السياح، تعتبر من بقايا سلطة حكام العثمانيين وان المساجد الكبيرة التي كانت متوفرة في كافة أنحاء شبه القارة الهندية، تدل على سلطة المسلمين. في يومنا هذا وفي مدينة كإسطنبول التي يحاول حكامها العلمانيين القضاء على الإسلام، منذ ما يقارب قرن من الزمن، يرفع صوت الأذان في خمسة أوقات يوميا ويهز أسس هذه المدينة السياحية، اذ يتجه المصلين بكثافة إلى المساجد وحتى في الدول المتخلفة ظاهريا من أمثال إثيوبيا، تمتلئ المساجد من المصلين وبالتحديد في شهر رمضان بحيث يقف الناس في الطوابير وينتظرون انتهاء صلاة الجماعة الأولى وتتكرر هذه الحالة في بعض الأحيان حتى أربع مرات. ان هذه الأعمال تدل على دعاية الحكام والسلاطين وتوعيتهم للحفاظ على قاعدتهم الشعبية في المساجد.

من جهة أخرى ان فتح البلدان وتعرف الحكام إلى أسلوب الحكم ومنهجه عند غير المسلمين –وبالتحديد حكام الروم وإيران-أوصل النزعة إلى التجمل والإشرافية إلى ذروتها لديهم، وهذه السمة أدت إلى انشاء قصور فخمة وكذلك أفضت إلى حكم الخلفاء في هذه الأبنية المعارضة مع روح الإسلام. لم يبق المسجد شيئا فشيئا مركزا للخلافة والحكومة وحل محله قصر معاوية الأخضر في الشام وكافة القصور في البلاد الإسلامية الأخرى طوال التاريخ. ان هذه القضية مثلت أولى البدايات لتهميش المساجد في المجتمع الإسلامي. غير ان وظائف كالتربية والتعليم كانت قد بقت منحصرة في حوزة المساجد.

يقول ابن بطوطة: قبل ان ينشئ نظام الملك مدارس تعرف بالنظامية، كان الدرس والتعليم قد تركز في المساجد وهكذا كان يعد التعليم والتعلم جزءا من العبادة.[11]

ج‌)  المسجد في عهد الحكم الصفوي حتى البهلوي:

بما ان الدولة الصفوية هيمنت على أمور البلاد بشعار التشيع، فقامت منذ البداية وبإتباع كافة الحكام والسلاطين المسلمين بإنشاء مساجد كبيرة في مختلف المدن، لكن بعد مرور فترة من الزمن، انخفضت وتيرة هذا العمل ذلك لان الناس لم يبلغوا بعد درجة من الوعي الثقافي حتى يستوعبوا ضرورة إنشاء المساجد وتطويرها وكذلك فائدة هذا العمل. كما لم تكن ترى الحكومة الصفوية نفسها بحاجة إلى هذا الأمر. على هذا بدأت مساجد الشيعة فترة الغربة لها، وكلما تقدم الزمن، كلما زادت هذه الغربة، بحيث اعتبر في عهد القاجارية وبالتحديد عهد البهلوي الأول والثاني، المساجد رمزا للتزمت ومانعا للتقدم ومواقع لحياكة المؤامرات وما شابهها من أمور، وعلى هذا أصبحت محاربة المساجد ونشاطاتها على رأس سياسات الحكام لهذه الحكومات.

هذا وفي تلك الفترة، أبدى العلماء وكبار المراجع مقاومة في مواجهة هيمنة الحكومة على المساجد، نتيجة لاستيعابهم خطر تبعية موقع الدين إلى الملوك ووقف العلماء وعلماء الدين في عدة مرات بوجه الحكومات عندما أرادت بسط الهيمنة على المساجد. بلغت تلك المقاومة درجة أفتى بعض المراجع تقديم أي شكل من المساعد. ان الإمام الخميني رحمه الله تحدث عن هذا الأمر في الرسالة العلمية وخصص عدة قضايا في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتحريم تعاون العلماء مع الدول الظالمة وحكم بعدم عدالتها.[12]

ح‌)  المسجد في فترة حكم الجمهورية الإسلامية

يمكن تقسيم وضع المساجد في فترة 34 بعد تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية المقدس إلى ثلاث فترات:

فترة الازدهار والرخاء: بما ان الإمام الخميني رحمه الله تعالى وأصحابه، جعلوا المسجد قاعدة والدين أساسا وشعارات الإسلامية الأصيلة، كركيزة رئيسية للثورة الإسلامية، فجعلوا تلقائيا تلك الأمور المقدسة في ذهن الناس وقلوبهم كأهم القضايا. في فترة النضال وحتى بعد سنوات من انتصار الثورة الإسلامية، أصبحت المساجد أكثر ازدهارا ونشاطا. كانت تبدأ كافة القرارات من المسجد وتنتهي هناك. ان الشؤون الرئيسية للثورة والنظام كانت تتابع في حصن المسجد. وكان يعرف الناس المساجد كشبكة للقيام بتعليمات قيادة الثورة وسيادة النظام الإسلامي. ان هذا الازدهار بلغ ذروته في استقطاب الشباب والناشئين واسع النطاق إلى المساجد والتعليم والتربية وتنظيمهم للتواجد في ساحات الجبهات أو النشاطات الثقافية والعسكرية خلف الجبهات.

ربما لم يصبح المسجد في أي فترة، كما كان في الأربعينات حتى الستينات شبيها إلى المساجد في فترة حكم نبي الأكرم صلى الله عليه وآله. مع انه في هذه الفترة ولأسباب مختلفة، كان هناك فارق كبير في الجانب الكمي والكيفي مع نموذج مسجد النبي ولأسباب مختلفة، لكن عند المقارنة مع الفترات السابقة وحتى الراهنة، كان قريبا جدا من ذلك الطراز والمظهر الإسلامي.

فترة الركود النسبي: بعدما وضعت الحرب أوزارها، حدث التغيير في سياسات دولة الجمهورية الإسلامية، اذ اتجهت نحو التنمية العمرانية والاقتصادية وقلة اهتمام المدراء والمسئولين في المجتمع، بقضية الثقافة وكذلك بداية الغزو الثقافي الغرب الذي استهدف مجتمعنا الحديث، فأول ما الحق به ضررا في البنى والهياكل، تبلور في المساجد. ان رؤية دولة البناء، كانت إعادة بناء البنى التحتية الاقتصادية والتنمية الصناعية للبلاد فحسب، فأصبحت في هذا المجال البنى التي تمتلك قيمة التخطيط والاستثمار، ذات جدوى وخرجت المساجد من دائرة الاهتمام تلقائيا. استمرت نفس الوتيرة في دولة الإصلاحات باتخاذ مقاربة حديثة وتحت عنوان "التنمية السياسية والديمقراطية". في هذه الفترة ظهرت البنى الحديثة والمعارضة للثقافة المحلية للمجتمع الإسلامي في مقابل المساجد وبتكاليف الحكومية الكبيرة، فتم إنشاء دور الثقافة واحد تلو الأخرى بمختلف برامجها ونشاطاتها بغية استقطاب مختلف الطبقات وبالتحديد الشباب والناشئين وكانت جميعها تتشابه مع الأخرى في قضيتين: الأولى النظرة الليبرالية والمتجاوزة للدين للنشاطات الثقافية بحيث كانت تعلم العزف على القيثارة والحركات ذات التنسيق وأنواع الرياضة المحلية وغير المحلية حتى تعليم القرآن والتواشيح. وثانيا القائمة بذاتها، بل تلك التي تأتي للدولة بالفائدة المالية.

فترة إحياء المساجد وتقوية دورها

بعد تسلم الدولة التاسعة مقاليد الحكم، رجعت المساجد بسببين إلى دائرة البنى الاجتماعية المؤثرة، مع ان هذه العملية كانت بطيئة. أما السببان فهما:

الأول) المقاربة الثقافية للدولة والرئيس للجمهورية التاسع الذي مهد الأرضية لإحياء دور المساجد وأهل المسجد في مجال السياسة والثقافة والاجتماع إلى حد ما. هذا وان الدعم الواسع النطاق القانوني والمادي والمعنوي من المساجد، تبلور في نفس تلك النظرة.

الثاني) بسبب تفاقم قضية الغزو والناتو الثقافية الغربية التي أثارت الهواجس في نفوس النخبة وأصبحت على المستوى العام الشعبي مظاهر الفساد والتحلل وما ماثلها عاملا للقلق، اذ مال الناس والمسئولين بغية الحؤول دون نشر موجة هذا الغزو المعارض للثقافة بالتعاون وإبداء رأيهم. فان اول بنية في الثقافة الإسلامية للمجتمع وبإجماع الجميع يمكنها ان تؤدي دور الملجأ والحصن للشباب، كانت المساجد. هذا وان كلامنا هذا لا يعني بلوغ المساجد ذروتها وبلوغها للنقطة المنشودة، بل ان القصد هو إذ كان المسئولون لشؤون المساجد أذكياء ويستغلون الفرص، فان الأرضية المبدئية بغية إعادة العمل ونشر دور المسجد ووظائف المسجد أكثر من أي زمن آخر في السنوات المنصرمة.

مؤشرات مسجد مظهر النظام الإسلامي

نظرا إلى ما أوردناه في السطور السالفة فمن المؤكد يعتبر الإيمان بدور مكانة المسجد الفريدة بنوعها في تحقيق النظام الإسلامي أهدافه وطموحاته السامية، يعتبر اول الشروط في إحياء وظائف المساجد. بغية تحقيق هذا الهدف يجب بداية دراسة ما نتوقعه من المسجد في إطار مؤشرات مسجد مظهر وطراز للنظام الإسلامي، ومن ثم نقوم بواسطة دراسة الحالة الراهنة بغية تحقيق الوضع المنشود، بالتخطيط والعمل.

أسس المسجد:

ان إمام الجماعة وكما قال قائد الثورة الإسلامية الكبير "المدير الطبيعي للمسجد".

يعد المأمومين أهم دلالة لعمران المسجد، بواسطة تواجدهم المنظم والكثيف في المسجد.

مجلس الأمناء: التي تقوم نيابة عن الناس وبتأييد إمام الجماعة بمساعدة إمام الجماعة لإدارة شؤون المسجد.

التنظيمات الناشطة في المسجد، كالقاعدة القوات التعبوية والجمعية الثقافية والفنية للمسجد و... التي تتولي القيام بالشؤون الثقافية والاجتماعية والسياسية في المسجد وتقوم بمساعدة إمام الجماعة وإسناد قوات المقاومة، بحراسة قيم الثورة الإسلامية.

الخادم: الذي يقوم بنظافة المسجد كما ينبغي وفي الوقع المحدد ويرتب الأمور، وبهذا يمهد الأرضية لإقامة الصلاة والقيام بكافة الواجبات في المسجد.

بناء المسجد وإمكاناته

سمات المسجد النموذجي

أ‌-    سمات المسجد النموذجي العبادية

ان المسجد هو أعلى مكان لعبادة العبد أمام المعبود. السُّجودُ مُنتَهَي العِبَادَة مِن بَني آدَمَ.[13]

ان المسجد هو مكان عبادة الله تعالى بإخلاص. وَ اَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً.[14]

المسجد هو مزار الله تعالى. جاء في حديث قدسي عن نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم: اَلا طُوبَي لِعَبْدٍ تَوَضَّأ فِي بِيْتِهِ ثُمَّ زارَني فِي بَيْتي.[15]

ان المسجد بيت الله على الأرض: اِنَّ بُيُوتي في الأرْضِ المَساجِدُ تُضِيءُ لِأهْلِ السَّماء كَمَا تُضِيءُ النُّجُومُ لِاَهْلِ الاَرْضِ.[16]

ب‌-   سمات المسجد النموذجي التربوية

ان المسجد يعتبر أفضل موقع للعبادة وأفضل عامل للتربية النفسية للإنسان وتلبية أهم الحاجات الطبيعية له. ان التربية ليست الا الإجابة الصحيحة وفي الوقت المناسب والمتوازنة للحاجات وتربية المواهب تربية كاملة وشاملة. مع ان العبادة في كافة الأمكنة توفر هذه الحاجة الطبيعية والمعنوية بشكل نسبي؛ الا انه يتم تلبية هذه الحاجة في المسجد ودار العبادة بشكل أفضل وأكمل؛ والسبب في هذا الأمر، هو ان الإنسان كائنا اجتماعيا ويترك الفردية والوحدة والغطرسة والأنانية في ظل العبادة الجماعية وبواسطة انضمامه إلى جموع العابدين والمصلين يمكنه ان يؤدي دوره في إقامة الصلاة وإزالة الفحشاء والمنكر.

ان المسجد هو مأمن المؤمن من الأضرار الأخلاقية. فالمعصومون عليهم السلام وفي أحاديثهم اعتبروا المسجد الملاذ والمأمن للمؤمن.[17] ان الإنسان يبتعد عن الهواجس والقلق والكآبة والحيرة في ظل هذا الملجأ ويصل إلى بر الهدوء ببركة ذكر الله تعالى. جاء في الذكر الحكيم: ألا بذكر اللهِ تطمئنّ القلوب.[18] ربما لهذا السبب أوصى الإمام الصادق عليه السلام، المسلمين باللجوء إلى الصلاة والمسجد عند مواجهة المشاكل والهموم الدنيوية.[19]

ان المسجد هو مكان مقدس وخال من الذنب والرجس. ان تواجد المؤمن في المسجد هو بمثابة ارتداء الحاج الإحرام في الحج. مع ان الذنب مذموم وقبيح في كافة الأمكنة، الا انه يزداد قبحا في المسجد.[20] على هذا فالمؤمن يجب ان يبذل كل ما لديه من جهد وسعي كي لا يتلوث هذا المكان بالذنوب وإلا يتفوه بالكلام الظالم[21] وان لا ينتهك أعراض الآخرين[22] ويترك الغيبة[23] والكلام اللغو[24] وان يبتعد عن الحوارات والأحاديث التي تنشر رائحة الدنيوية وحب الدنيا.[25]

ان المواظبة على الابتعاد عن الذنوب واللغو في المسجد يعد في الواقع نوعا من ممارسة الأعمال الصحيحة والابتعاد عن المساوئ. ان الآثار البناءة والتربوية الناجمة عن الحضور في المسجد، تنتقل إلى أعمال المؤمن الأخرى وكافة الأزمنة والأمكنة في حياته شيئا فشيئا. وان هذا هو أفضل أسلوب للتربية غير المباشرة.

ان المسجد هو مكان للتحلي بالزينة المعنوية ان القرآن يوصي المؤمنين بانه عند الحضور في المساجد، ان يتزينوا، دائما وان هذه الوصايا تنطوي على أنواع الزينة وهي كالتالي:

الزينة الظاهرية كاللباس الجميل والمعطر والعطر والرائحة الجيدة وطهارة الجسم وتصفيف الشعر واللحية و...

الزينة المادية وتشتمل على المال والبنون اذ جاء في الذكر الحكيم عنهما: المالُ و البَنون زينة الحيوة الدّنيا ...[26]

الزينة المعنوية وتعني السمات الحسنة والسجايا الأخلاقية كالصدق والخلوص والحنون و...[27]

ان المسجد هو مركز علاقة الصالحين ببعض. ان خبراء التربية يشددون بالإجماع على الدور الخاص للصديق والرفيق النصوح في تربية الإنسان. ان الإسلام ينشر هذا الأصل التربوي ويدعمه كذلك. كما وردت قضايا كثيرة في القرآن الكريم وكذلك في روايات المعصومين عليهم السلام، حول أهمية وضرورة البحث عن الأصدقاء الطيبين وسبل اختبار الأصدقاء وآداب الصداقة والعشرة وحقوق الأصدقاء والرفقاء والحفاظ على صداقة الصالحين.

ان المسجد وبواسطة توفير أرضية ملائمة لتربية الإنسان الروحية، ان بناء العلاقة الودية مع المحسنين تقوي الجوانب الإيجابية للتربية –أي التشجيع على القيام بالفضائل والترغيب إليها-في الفرد وكذلك ترسخ الجانب السلبي –أي القوة على الابتعاد عن الرذائل.

ان المسجد يعد بمثابة أرضية ملائمة لتربية الأخلاق الاجتماعي. ان العزلة والابتعاد عن الجمع، مرض روحي، بينما الانضمام إلى الجمع والطابع الاجتماعي –في المستوى المعقول له، يدل على سلامة الروح والنفس في الإنسان والتعادل الفكري عنده. ان المسجد وبدعوة المسلمين إلى الجمع بشكل دائم، يقوي أخلاق النزوع إلى الجمع والمرونة والقبول بالنظم في نفوسهم. ويزيل التطرف والتغرب عن الجمع منهم.

ان المسجد يعتبر قاعدة لتقوية التضامن والتعاون والمساعدة في المشاكل. ان المساجد عادة تشكل مكانا للحديث عن المشاكل والمعضلات الاجتماعية. فمن الطبيعي ان يبث الحضور في هذا المكان روح الالتزام والتضامن في نفس الشخص. ان تربية هذه السجية الحسنة في نفوس الأشخاص، يعتبر نوعا من النضال مع روح عدم الالتزام واللا مبالاة. انها ميزة أخلاقية لو توفرت في نفوس أبناء المجتمع وبالتحديد الجيل الشاب منهم، فأنها توجه أضرار جوهرية على جسد هذا الاجتماع.

السمات الثقافية –التعليمية للمسجد النموذجي

ان الدور التعليمي –الثقافي للمسجد يأتي على رأس الجوانب الأخرى، بعد الجوانب العبادية. ففي الأساس ان بناء المسجد في الإسلام، يعد بمثابة بناء أكبر مدرسة إسلامية. فان المسلمين وحتى القرون المنصرمة لم يكونوا يعرفون ظاهرة تسمى المدرسة –بالمعنى الغربي والحديث لها-. فقبل ظهور المدرسة التي لا يتجاوز تاريخها أكثر من قرنين، كان المسجد المركز التربوي والثقافي الوحبد والمهم في الدول الإسلامية. بحيث كانت قضية تطرح في صفوف الفقهاء حتى الفترة الأخيرة وهي هل يجوز إنشاء المدرسة أم لا؟[28]

المؤشرات العامة لمسجد المظهر الإسلامي

1-  توعيه وتثقيف حركة الأمة الإسلامية

2-  إحياء واجبات المساجد وإعادة تعريفها

3-  تقديم الخدمات في الجوانب الدنيوية والمعنوية

4-  تقريب الناس إلى المعتقدات الدينية

5-  الإعلام المرئي والمسموع للناس وبالتحديد الشباب منهم

6-  مركز لتربية الشباب وتعلميهم

7-  مركز للوعظ والتربية وتهذيب نفس الناس

8-  مرجع لمعالجة مشاكل المحرومين

9-  مكان لتربية القوات المستعدة والاستفادة الجيدة منها في مختلف المجالات

10- مكان آمن وسبب الخيرات والبركات للناس

11-  امتلاك الإدارة الجيدة والناشطة

12-  إعطاء الأهمية إلى كيفية البرامج

13-  مركز للدعاية والإعلام في العالم الإسلامي

14-  الملجأ في الشدائد

مؤشرات إمام جماعة المسجد المثاليّ

جاء في وثيقة مساجد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 1404 للهجرة الشمسية حول مؤشرات امام الجماعة المنشود: ان يتمتع بأئمة جماعات علماء ومفكرين ومتقين وعارفين بالقضايا المعاصرة وعارفين بفنون المشاورة والإدارة وان يتمتعوا بإمكانية بناء علاقة واسعة النطاق.

كما قال سماحة قائد الثورة الإسلامية في نداءه لملتقى الصلاة العام التاسع عشر: رجل الدين الورع والمتعقل والخبير والمخلص في المسجد كالطبيب والممرض في المستشفى يبعث في المسجد الروح والحياة.

على هذا يبدو ان اهم مرحلة في رسم صورة مسجد المظهر الإسلامي، وبعد القيام بالدراسة والاستيعاب العميق لدور المسجد الفريد بنوعه في الرقي بثقافة المجتمع الديني وتطوير أهداف الثورة والنظام الإسلامي، تتجلي في إحصاء وتبيين مؤشرات امام الجماعة لمثل هذا المسجد، ذلك انه وبنفس القدر الذي يحتاج أساس إنشاء المسجد في منطقة جغرافية إلى الهداية في توفير العتاد، فان حضور عالم الدين المناسب ومظهر وطراز النظام الإسلامي للإمامة وإدارته يعد ضروريا في جانب البرمجي. وكما قال سماحة القائد: النقطة المهمة الأولى هو بناء المسجد وتواجد رجل الدين المناسب فيه.[29]

قام الدكتور رسول عباسي وفي كتابه المعنون بـ "مسجد طراز إسلامي" بتقسيم سمات امام الجماعة إلى أربعة مكونات شاملة وهي كالتالي:

"امتلاك الهدف"

"الفضائل الأخلاقية"

العلم والمهارات"

"الرغبة"

ثم انه قام بتبيين تلك المكونات تحت المؤشرات الواضحة كالتالي:

المكونات

المؤشرات

امتلاك الهدف

1) دافع هداية الآخرين

2) دافع بناء الذات وتهذيب النفس

الفضائل الأخلاقية

3) الخلق الحسن وحسن المعاشرة

4) سعة الصدر والتساهل

5) صون الأمانة والتقبل بالمسئولية

6) الصدق والوفاء بالعهد

7) العدالة الفقهية والتقوى

8) الإخلاص

9) التواضع

10) النظم ومعرفة الوقت: الحضور المنتظم والنظم في إدارة الأمور

11) انتهاج العدالة في التعامل مع الناس والاهتمام بكافة الأشخاص

12) الحياة البسيطة والابتعاد عن تجمل الدنيا

13) الوقار وثبات الشخصية

14) الشجاعة واستقلال الرأي

15) الالتزام بالولاية

16) الاعتماد على الذات والصرامة

17) حسن الشهرة

18) الأناقة والجاذبية الظاهرية

العلم والمهارة

- التقدم في بناء العلاقات

- معرفة المخاطب

- الاستماع المؤثر

- العلاقات المؤثرة

- فن الخطابة

- الذكاء العاطفي

- التفكر التحليلي وقدرة الاستيعاب وشرح الواجبات وقيم المسجد

- الفكر الخلاق

- الوعي والبصيرة والرؤية السياسية

- العلم الديني (الفقه والأصول والكلام والتفسير و...)

- معرفة الثقافات الجزئية

- قراءة الصلاة قراءة صحيحة وتلاوة القرآن صحيحا

الرغبة

- الاهتمام بحل مشاكل الناس وقضاياهم

- بذل المساعي وامتلاك روح المثابرة في المسجد

 

 فضلا عن السمات أعلاه، هناك مؤشرات وسمات أخرى يتوقع من إمام جماعة المسجد المثاليّ القيام بها[30] وهي كالتالي:

الشعبية الاجتماعية: شدد أئمة الإسلام على شعبية إمام الجماعة ومقبوليته ووجوب ان يحظى بقبول المصلين وينال رضاهم كثيرا. قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ثَمَانِيَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَلَاةً الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّي يَرْجِعَ إِلَي مَوْلَاهُ وَ النَّاشِزُ عَنْ زَوْجِهَا وَ هُوَ عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَ مَانِعُ الزَّكَاةِ وَ إِمَامُ قَوْمٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ...[31]

يرى رحيم نوبهار اعمادا على تلك المؤشرات بانه يجب تسليم اختيار امام جماعة المسجد إلى الناس –سواء كانوا جيران المسجد أو بعيدين عنه-. فان منح اختيار امام جماعة المساجد إلى الناس الذين يعيشون بالقرب من المسجد الذي يؤدي بالناس إلى اختيار الشخص الذي يحبونه كإمام للمسجد. إلى جانب هذا الامر فعادة ما تكون معرفة الناس بسبب قربهم من الأشخاص أكثر واقعية وان مدى الخطأ في اتخاذ هذا القرار يقل كثيرا. ان هذا الامر يجعل كذلك النظام الإسلامي بغنى عن وجود مركز تقع على عاتقه عملية اتخاذ القرار.[32]

الاهتمام بواجبات إمام الجماعة

يجب على إمام الجماعة وفضلا عن إدارة المسجد إدارة صحيحة وإقامة صلاة الجماعة ان يأخذ بعين الاعتبار عدة قضايا وهي:

مراعاة أوقات المصلين وأحوال الضعفاء

يقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا المجال: إِذَا كُنْتَ إِمَاماً أَجْزَاَتْكَ تَكْبِيرَةٌ وَاحِدَةٌ لِأَنَّ مَعَكَ ذَا الْحَاجَةِ وَ الضَّعِيفَ وَ الْكَبِير.[33]

قال امير المؤمنين عليه السلام: آخِرُ مَا فَارَقْتُ عَلَيْهِ حَبِيبَ قَلْبِي اَنْ قَالَ: يَا عَلِيُّ إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ أَضْعَفِ مَنْ خَلْفَكَ[34]

وجاء في رواية أخرى من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: مَنْ أَمَّ قَوْماً فَلَمْ يَقْتَصِدْ بِهِمْ فِي حُضُورِهِ وَ قِرَاءَتِهِ وَ رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ وَ قُعُودِهِ وَ قِيَامِهِ رُدَّتْ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ وَ لَمْ تُجَاوِزْ تَرَاقِيَهُ وَ كَانَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةَ أَمِيرٍ جَائِرٍ مُتَعَدٍّ لَمْ يَصْلُحْ لِرَعِيَّتِهِ وَ لَمْ يَقُمْ فِيهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ.[35]

تحديد أوقات محددة لحل المشاكل

مع ان تنفيذ هذه الخطة، ليست بضرورية في كافة المساجد؛ الا انه يجب ان يحضر امام الجماعة نظرا إلى حاجة المكان في ساعات محددة يوميا أو أسبوعيا في المسجد كي يرد على الأسئلة ويقوم بحل المشاكل الفردية والخلافات الاسرية وان يكون على علاقة بمراكز الحوزة والمتخصصين كي يقدم الجوانب الصحيح للسائلين.

الحفاظ على الهدوء في المسجد

تقديم برامج تزيد من جاذبية المساجد

تأسيس مجلس الأمناء

إزالة العراقيل أمام استقطاب الشباب إلى المساجد

 

 

 

 

 

 

فهرس المصادر:

الكتب:

امام خميني قدس سره الشريف؛ صحيفه امام؛ مؤسسه تنظيم و نشر آثار امام خميني ره؛ تهران؛ ١٣٨٥.

ابن اخوه، ‌معالم القربه فى احكام الحسبه، اصت مكتبه دار الفنون بغداد، مكتبه المثنى بكيمبريج ١٩٣٧.م.

ابن أبي الحديد المعتزلي، انتشارات كتابخانه آية الله مرعشي، قم، ١٤٠٤ ق.

ابن مسكويه، تجارب الأمم؛ ترجمه أبو القاسم إمامي؛ نشر سروش، ١٣٩١.

ابن هشام، سيرة رسول الله، ترجمه رفيع الدين إسحاق بن محمد همداني، شركت افست، چاپ دوم، ١٣٦١.

أسد حيدر، الإمام الصادق و المذاهب الأربعة، المجلد ١-٢ دار الكتاب العربي، بيروت، سال ٠ ١٣٩ ه . ق.

البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، مقدمة محمد منير الدمشقي، بيروت ۱۴۰۶/۱۹۸۶.

بدر الدين، أبي ‏محمد محمّد ابن أحمد العيني؛ عمده القاري في شرح صحيح البخاري،  دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٥ ه.ق.

الحر العاملي، محمد بن حسن؛ وسائل الشيعه، دوره ٢٠ جلدي، اسلاميّه تهران، چاپ ششم، ١٤٠٣ هـ .ق.

الرازي، ابو الفتوح: تفسير، لقيم و حواشي مهدي الهي قمشه اي، انتشارات علمي، تهران ١٣٢٥.

رضايي، علي، جايگاه مساجد در فرهنگ اسلامي، مؤسسه فرهنگي ثقلين، اول، قم، ١٣٨٢.

الصدوق؛ من لا يحضره الفقيه، جامعه مدرسين، قم، ١٤١٣ ه . ق، چاپ سوم.

الطباطبايي، تفسير الميزان، مؤسسه اعلمي، بيروت، چاپ دوم، سال ١٣٩١ه.ق.

طه الولي، المسجد فى الاسلام، دار العلم للملابين، بيروت، ١٤٠٩ ه. ق.

قرائتي؛ تقي؛ آيين امامت مسجد، مؤسسه مسجد، قم، اول، ١٣٨٧.

كاشف الغطاء؛ كشف الغطاء، شيخ جعفر جناحي حلّي؛ دار الطباعة سيّد مرتضي، ١٣١٧ه.ق.

كليني؛ محمد بن يعقوب؛ الكافي، تصحيح: علي اكبر غفّاري، دار الكتب الاسلاميّه، تهران، چاپ سوّم، ١٣٨٨ هـ.ق،.

الكليني؛ محمد بن يعقوب، روضه الكافي؛ دار التعارف، بيروت، ١٤١١ هـ .ق. الماوردي، علي بن محمد بن حبيب، الاحكام السلطانيه، دار الكتب العلميه؛ بيروت، ١٤٠٧.

المجلسي؛ محمد باقر؛ بحار الانوار، بيروت، دار احياء التراث العربي، چاپ سوّم، ١٤٠٣ هـ ١٩٨٣ م

النوري؛ حسين بن محمد تقي؛ مستدرك الوسائل و مسنتبط المسايل، محدث نوري، مؤسسه آل البيت لأحياء التراث، قم، ١٣٨٤ ه.ش.

ابن سعد، محمد بن سعد الطبقات الكبري؛ مركز اطلاعات و مدارك اسلامي ، تهران، ١٣٧٨.

موحد؛ دكتر محمد على موحد، ابن بطوطة، طرح نو، سال ١٣٧٦.

النجفي، شيخ محمد حسن، جواهر الكلام؛ مؤسسه الامام صاحب الزّمان (عج)؛ مشهد مقدّس؛ ١٤١٧ ه.ق.

نوبهار؛ رحيم؛ سيماي مسجد؛ قم، چاپ اوّل، ١٣٧٣ هـ .ق.

الواقدي؛ محمد بن عمر؛ المغازي، ترجمه محمود مهدوى دامغانى‏؛ مركز نشر دانشگاهي

الفرّاء؛ قاضى ابويعلى محمد بن حسين، الاحكام السلطانيه، نقلا عن سيماي مسجد، رحيم نوبهار.

المقالات:

بايدها و نبايدهاى مسجد: محمد جواد فتاحى

رسالة سماحة قائد الثورة إلى مؤتمر الصلاة التاسع عشر؛ مهرماه ١٣٨٩.

رابطه نظام اسلامى و مساجد، رحيم نوبهار ، موسسه فرهنگي تبيان، قم، ١٣٨٧.

رابطه مسجد و حكومت؛ محمد جواد أبو القاسمي؛ معاونت فرهنگي، آموزشى و پژوهشى سازمان برنامه و

گزيده مأخذ شناسي نقش زمان و مكان در فقه؛ محمد نوري؛ آيينه پژوهش، ١٣٧٤، عدد ٣٦.

گزيده مأخذ شناسي نقش زمان و مكان در فقه ؛ محمد نوري  آينه پژوهش؛ بهمن و اسفند ١٣٧٤؛ عدد ٣٦

نقش و عملكرد مسجد در تربيت /عبد الرضا ضرّابى معرفت ١٣٧٩ عدد ٣٣

ويژگي هاي مسجد نمونه ، اسماعيل طهمورثي، صحيفة رسالت، عدد ٥٨٥١، ١١/٢/٨٥.

ويژگي هاي امام جماعت موفّق؛ محمد مهدي قجري؛ مجلّه مبلّغان؛ عدد مرداد ١٣٨.

المواقع والمدونات:

باشگاه انديشه؛ اجتهاد و مقتضيات زمان از ديدگاه امام خميني (ره)؛ بي نام.

١.      http://www.tebyan.net/newindex.aspx?pid=١٩٦٦٧&BookID=٨٧٠٩٧&Language=١

المواقع الالكترونية:

دين و  انديشه سياسي در خاور ميانه؛ مسجد و سياست؛ محمد بشير احمدي.

http://accuracy.mihanblog.com/post/٣٧

نقش مسجد در زمينه سازى ظهور امام زمان (عج)؛ جواد افسر بيگي؛ سايت تبيان

http://www.tebyan.net/newindex.aspx?pid=١٠٢٨٣٤&ParentID=٠&BookID=٨٧٥٩١&MetaDataID=٧٢٣٠&Volume=١&PageIndex=٠&PersonalID=٠&NavigateMode=CommonLibrary&Content

 

 

 

 



[1] . بيت الله وبيت الناس، خلوة الأنس مع الله وتجلي الحشر مع الناس، قطب الذكر والمعراج المعنوي وميدان العلم والجهاد والتدبير الدنيوي، مكان العبادة ومقر السياسة، ثنائيات مترابطة تظهر صورة المسجد الإسلامي و فروقه عن أماكن العبادة الشائعة في الأديان الأخرى. في المسجد الإسلامي يمتزج وجد العبادة الخالصة وبهجتها مع توثب الحياة الطاهرة والعقلانية والسليمة، و يقترب الفرد والمجتمع من الطراز الإسلامي لهذه الحياة.... و لكن ما لم يؤدَّ هذا الواجب بتمامه وكماله يجب أن لا يغفل بل لا يستطيع أن يغفل أيّ منا عن الخطر الذي يهدد المجتمع والشباب والعوائل والأجيال القادمة بسبب قلة المساجد أو ضعفها، أو أن نحرم أنفسنا من البركات العظيمة التي يهديها المسجد بطرازه الإسلامي لبلادنا و نظامنا و شعبنا..( نداء الإمام الخامنئي لملتقى الصلاة العام التاسع عشر).

[2] . مسجد طراز اسلامي؛رسول عباسي؛ستاد عالي هماهنگي و نظارت عالي بر كانون هاي فرهنگي و هنري مساجد؛ ١٣٩٠؛تهران

[3] . هناك الكثير من البحوث التي تمت على يد الباحثين والعلماء المسلمين – من الشيعة و السنة-وفي بعض الأحيان على يد المستشرقين تتمحور حول "تاثير متطلبات الزمان والمكان في قضية الاحكام الفقهية" اذ نشير فيما يلي إلى بعض منها و نقدم إيضاحات جزئية حولها. (نقلا عن مقالة: نوري، محمد، گزيده مأخذ شناسي نقش زمان و مكان در فقه؛ آيينه پژوهش، ١٣٧٤، شماره ٣٦).

1.       ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد. العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة ومذاهبها، مقدمة ابن خلدون، الجلد الثاني، ترجمة: محمّد پروين گنابادى. تهران: ترجمه و نشر كتاب، ١٣٥٩. ص ١١٤٦ - ١١٤٨. لفت ابتعاد الفقهاء عن متطلبات الزمان والمكان اهتمام ابن خلدون وقام بدراسة الامر في فصل من مؤلفه. ان فذلكة البحث الذي قدمه تفيد: ان الاهتمام بالقضايا النظرية والمعايير والاستدلالات الفقهية والابتعاد عن التفاصيل والقضايا الخارجية يؤدي إلى الانقطاع عن الواقع الاجتماعي وإذا ما دخلوا في السياسة كفن واقعي فانهم يرتكبون الخطأ.

2.       البوطى، محمد سعيد رمضان. «مجمل الشبهات التى تثار حول تطبيق الشريعة الاسلامية فى العصر الحديث». العودة الى الاسلام، دمشق: الرسالة، ١٤١٣ ق. ص ٨٩ - ٩٣٨.

3.       تفاحه، احمد زكى. «صلاحية التشريع الاسلامى لتطبيق لكل زمان و مكان» . الاسلام و الحكم. بيروت، دارالتعارف للمطبوعات، بى تا، ص ٢٢٧ - ٢٩٧. ان احكام الإسلام ليست متغيرة مطلقا ولا ثابتة، فبعض منها ثابتة والبعض الاخر متغيرة. ان تغيير الاحكام وتطورها يأتي بسبب تطور الزمان وظهور مختلف الاحداث.

4.       جمال، احمد محمد. «حول تغير الاحكام بتغيير الازمان». البعث الاسلامى، جلد نوزدهم، ش ٥، ص ٦١ - ٦٤.

5.       .         جناتى، محمّد ابراهيم. «نقش زمان و مكان در اجتهاد». ادوار اجتهاد از ديدگاه مذاهب اسلامى. چاپ اول: تهران، كيهان، ١٣٧٢، ص ٤٣٥ – ٤٧٩. خضع حالات ونماذج لتأثير الزمن والمكان في قضية الاجتهاد. ان الكاتب يميل إلى تأثير الزمان والمكان المباشر على معايير وقضايا الاحكام الفقهية وليس في جانب الاحكام نفسها أو في المصادر أو في الأدلة. على هذا فانه يعتبر بان الزمان والمكان لهما التاثير في قضية "الاجتهاد التفريعي والتطبيقي". ان التغيير في القضايا أو التغيير في السمات أو ظروفها، تتطلب احكاما جديدة اذ يقدمها المجتهد اعتمادا على المصادر الفقهية.

6.       حبيب، ه. ا. ر. «مبادى الروح العصرية، الديانة المتجدد، القانون و المجتمع» الاتجاهات الحديثة في الاسلام. ترجمة هاشم الحسيني. بيروت، دار المكتبة الحياة، ١٩٦٦ م، ص ٦٧ – ١٤٣

7.       حسن، حسن عباس. «التطور و التحول»  الصياغة المنطقية للفكر السياسى الاسلامى. بيروت، الدار العالمية، ١٤١٢ ق. ص ٦٩ – ٨٠

8.       حسين، محمد الخضر. الشريعة الاسلاميه صالحة لكل زمان و مكان.  قاهره، ١٣٩١ ق. تم تقديم ملخص هذا الكتاب في مجلة نور الإسلام المجلد الأول رقم 3 (ربيع الأول 1349) ويحمل نفس العنوان.

9.        حنفى، حسن. التراث و التجديد  چاپ اول: القاهره، المركز العربى للبحث و النشر، ١٩٨٠ م.- خان، وحيد الدين. الاسلام و العصر الحديث  ترجمه قطر الاسلام خان. بيروت: دار النفائس، ١٩٨٦ م. ١٥٧ ص.

10.   داويد، رنه. «انطباق حقوق اسلامى با دنياى جديد».». در مجموعه نظام هاى بزرگ حقوقى معاصر. ترجمه حسين صفايى و ديگران. تهران، نشر دانشگاهى، ١٣٦٤، ص ٤٥٥ – ٤٦٢.  ان المؤلف يعد من القانونيين الفرنسيين. انه خصص الفصل الأول من الجزء الرابع من هذا الكتاب إلى القانون الإسلامي وتطرق إلى البحث من خلال ثلاثة عناوين وهي أساس القانون الإسلامي المتغير وانطباق القانون الإسلامي مع العالم الحديث وقانون الدول الإسلامية. يتطرق من خلال العنوان الثاني إلى الية انطباق الفقه الإسلامي مع العالم الحديث. انه يشدد على ان الفقه الإسلامي لا يتعلق بالماضي وانه يحظى بالقبول في الدول الإسلامية في يومنا هذا. ثم يقوم بالتطرق إلى الأساليب والاليات التي تفعل الفقه في مختلف العصور وتحدث عن أربعة أساليب واليات وهي: اللجوء إلى الأعراف والعادات والاستفادة من العقد والحيل القانونية وتدخل الحاكم. ان الشارع قد وقع على الكثير من الأساليب العرفية ان العرف المتطور في إطار المعايير الإسلامي، مقبول. اما الأسلوب الثاني فهو يبين ضيق نطاق الاحكام الضرورية ويمكن للناس بهذا وفي حال غياب القانون، القيام بوضع القوانين والمعاهدات. ان الحيل القانونية (تغيير العنوان) وأخيرا الحاكم الحامل للاختيارات، يمتلك بحوزته الاليات الملائمة لتنشيط الفقه في الساحات الاجتماعية.

11.   الدرينى، محمّد فتحى.  «الجمود الفقهى و التعصب المذهبى» . بحوث مقارنة فى الفقه الاسلامى و اصوله، جلد اول: بيروت، الرسالة، ١٤١٤ ق. ٧١ - ١٠٨ ص. بما ان روح دين الإسلام تعارض الدوغمائية والتزمت والتعصب، فأنها تستطيع ان تفتح شفرة المشاكل في مختلف العصور وتقديم الإجابة على الحاجات في مختلف الأزمنة. يشدد الكاتب على ان الاجتهاد والقرآن والتسامح هي عناصر تجعل الفقه منطبقا مع الأزمنة.

12.   سر استمرارية صلاحية الاسلام دينا و تشريعاً لكل زمان و مكان» دراسات و بحوث فى الفكر الاسلامى المعاصر، الجلد الثاني. دمشق، دار قتيبه، ١٤٠٨ ق. ص ٤٦٥ - ٤٦٨.

13.   .      الدسوقى، محمّد و الجابر، امينه. «عوامل النهضة الفقهية الحديثة». مقدمة فى دراسة الفقه الإسلامي. الدوحة (قطر): دار الثقافة، ١٤١١ ق. ص ٢٨٣ - ٣٠٢. تمت دراسة مسار الفقه الإسلامي السيسيولوجيا ضمن العناوين التالية: تاريخ الفقه الإسلامي والمجتمعات الإسلامية والوضع المتأزم الراهن للفقه وأسباب وعوامل ظهور النهضة الفقهية الحديثة وتجليات هذه النهضة وخلق الأساليب الحديثة لإصلاح الفقه ومستقبل الفقه.

14.   .      الرافعى، مصطفى. الاسلام و مشكلات العصر . بيروت، الشركة العلمية للكتاب، ١٩٨٧ م. ٣٠٩ ص. قام بدراسة مدى إمكانية الإسلام في حلحلة مشاكل عصر التوفيق العملي والنظري وقام بدراسة دور الفقه فضلا عن تلك الدراسة.

15.    الزحيلى، وهبه. «تغير الاحكام بتغير الازمان او تغير الفتوى بتغير الزمان» . اصول الفقه اسلامى، جلد دوم. دمشق، دار الفكر، ١٤٠٦ ق. ١١١٦ - ١١١٨ . ان الاحكام تتغير وفقا لتغيير العرف والمصالح الاجتماعية والناس أو بسبب ظهور ضروريات أو مؤسسات حديثة؛ غير ان هذا الامر لع علاقة بالاحكام الاجتهادية والمعاملات والاحكام العبادية التي لا تتغير.

16.   الزين، سميح عاطف. «الاسلام ثابت لا يتغير و لا يتطور بتغير الزمان و المكان»  الاسلام وثقافة الانسان. بيروت، دار الكتاب اللبنانى، ١٣٩٣ ق. ص ٣١٦ - ٣١٩. يشدد على عدم تغيير الشريعة والاحكام الفقهية وثباتها.

17.   سروش محلاتى، محمّد. «امام و نقش زمان و مكان در اجتهاد». آفتاب تابان (ويژه سومين سالگرد رحلت حضرت امام خمينى (ره)، روزنامه جمهورى اسلامى). خرداد ١٣٧١، ص ٤٣ - ٥١. يتضمن هذا الكتاب دراسة رؤى الامام قدس سره في قضية تأثير الزمان والمكان.

18.   سلام، رفعت. بحث عن التراث العربى، نظرة نقدية منهجية . القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٩٠ م. ٣٤٣ ص. ان الفصول الثلاثة لهذا الكتاب وتحت العناوين التالية: الثابت والمتحول والتراث والتجديد وجدل التراث والواقع، تتطرق إلى علاقات التطورات الزمنية وتغيير متطلبات العصور مع أصول الدين والفقه الثابتة.

19.   شبلى، احمد. موسوعة النظم و الحضارة الاسلامية (٦) المجتمع الاسلامى  چاپ ششم: قاهرة، مكتبة النهضة المصرية، ١٩٨٦ م. ٣٥٣ ص. ان الإسلام هو دين كافة الأزمنة ويلبي متطلبات الناس.

20.   شبلى، محمّد مصطفى. الفقه الاسلامى بين المثالية و الواقعية . بيروت، الدار الجامعية، ١٩٨٢ م. ٢٥٢ ص ان التعبير الاخر لقضية فقه الزمن والمكان هي المثالية والواقعية اذ قام بدراستها المفكرون العرب. المثالية تعني الخيالية والفكر المثالي وأنها تأتي في النقيض من الواقعية والاهتمام بالواقع والحقائق الاجتماعية والإنسانية. ان الكاتب وبهذه النزعة التي يحملها وتفيد بان الفقه الإسلامي مرن وواقعي، يقوم بدراسة تحليل العناصر والاليات التي جعلت الفقه مرنا ومتغيرا. هذا وان هذه التحليلات تعتبر كأمثلة ومدلولات واقعية. ان الكتاب هذا يقوم بتعريف واقعية الفقه. ويرد على الشبهات التي تذهب إلى عدم مرونة الفقه. الكتاب مقسم إلى ثلاثة أجزاء: في الجزء الأول يقوم بإيضاح ثلاثة قضايا: تعامل القيم الأخلاقية المتحولة مع الاحكام الفقهية وتأثير العرف في تغيير الاحكام وتأثير العقل في تغيير الاحكام الفقهية. اما الجزء الثاني فهو تحليلي يخضع المصادر الفقهية إلى البحث نظرا إلى دور المصادر في مرونة الفقه. اما الجزء الثالث فيتطرق إلى فاعلية الفقه والتوفيق النظري والعملي له في العصر الراهن في مختلف ساحات الحياة الإنسانية كالمعاملات الربوية والحدود والتعزيرات.

21.   صادقى، محمد. فقه گويا يا فقه سنتى، فقه پويا يا...؟. قم: انتشارات جامعة علوم القرآن، بى تا، ١٠٠ ص. يرى الكاتب بان مقدرة الفقه وفاعليته في تقديم الإجابة على الحاجات الزمنية وليس بالفقه التقليدي وليس بالفقه الفعال. على هذا انه وبنقد الفقه التقليدي والفقه الفعال، وبسبب عدم اعتمادهما على القرآن كالمصدر الأول والاهتمام بالمصادر الأخرى، يريد تقديم تيار ثالث، في الفقه الشيعي ويسمى الفقه الفعال. ويرى بان المشاكل تحل بواسطة الفقه الفعال.

22.   صافى، لطف اللَّه. الاحكام الشرعية ثابة لا تتغير . قم، دار القرآن الكريم، ١٤١٢ ق. ٤٠ ص.  ان المؤلف يتطرق إلى إيضاح ثبوت الشريعة وخلودها من موقف المعارضة مع تغيير الشريعة وحكام الدين. هذا وجاء ملخص البحث هذا، في العدد الأول من مجلة رسالة الثقلين.

23.   صعب، حسن. الاسلام تجاه التحديات العصرية  چاپ اول: بيروت، ١٩٨٥ م.

24.   طباطبايى، سيد محمد حسين. «اسلام و نيازمنديهاى انسان معاصر». مجموعه مقالات و پرسشها و پاسخها. به كوشش هادى خسرو شاهى، جلد اول. [تهران‏]، دفتر نشر فرهنگ اسلامى، ١٣٧١، ص ٤٧- ٨٦.

25.   العبادى، عبد اللَّه. تقديم طاعة على اخرى او تركها نظراً للزمان و المكان و الأحوال. الدوحة، دار الثقافة، ١٩٩٢ م. ٢٥٠ ص.

26.    عبد الحميد، محسن. منهج التغيير الاجتماعي فى الاسلام. بغداد، مكتبة القدس، [١٤٠٢ ق‏]. 157. انه مكون من 6 فصول وهي: السيسيولوجيا والتطورات الاجتماعية والإسلام وتغيير المجتمع ومشروع وارضية التغيير الاجتماعي في الإسلام واهداف تغيير المجتمع في الإسلام وأسباب عدم التطور الاجتماعي في العالم الإسلامي وأسلوب التطور الاجتماعي في الإسلام.

27.   عبد القادر، محمّد احمد. بين الاصالة والمعاصرة. اسكندرية، دار المعرفة الجامعية، ١٩٩٤ م. ٤٨٠ ص.

28.   العشماوي، محمد سعيد. اصول الشريعة. بيروت - قاهره. المكتبة الثقافية - سينا للنشر، ١٤١٢ ق. تطرق إلى تبيين الأسس والمبادئ بهدف انطباق الشريعة وتطبيقها مع القضايا والمسائل الدولية الحقيقية والجرائم والقضايا الاقتصادية ، كي يتم هذا التطبيق بسهولة بالاعتماد عليها.

29.   العمرى، ناديه شريف. «تغير الفتوى بتغير الازمنة و الامكنة». الاجتهاد فى الاسلام. بيروت، الرسالة، ١٤٠٦ ق. ص ٢٤٦ – ٢٥٤. ان الشريعة الإسلامي، لها المرونة في التطبيق مع كافة الأزمنة والامكنة، ذلك انها تحيل القضايا إلى العرف وبعد الخروج بالراي العرفي تقوم باستنباط الفتوى. على هذا لا يجوز ان يكرر المفتي الفتوى السابقة في العصر الراهن.

30.   فضل الرحمن. الاسلام و ضرورة التحديث  بيروت. دار الساقي، ١٩٩٣ م. ٢٤٣ ص. ضرورة الاهتمام بالقضايا المستجدة وبالتحديد في العصر الراهن على يد المتدينين والفقهاء.

31.   فؤاد، نعمت. الاسلام و انسان العصر  [قاهره‏]، مكتبة غريب، [١٩٩٠ م‏]، ١٣٥ ص.

32.   القرضاوى، يوسف. «الاجتهاد فى الشريعة الاسلاميه (مع نظرات تحليليه فى الاجتها دالمعاصر). الطبعة الثانيه، كويت، دارالقلم للنشر و التوزيع، ١٤١٠ / ١٩٨٩، ٢١٣ ص.

33.   قطب، محمّد. اسلام و تحولات زندگى. ترجمه محمّد على عابدى. چاپ اول: تهران، مؤلف، ١٣٥١. ٦١٢ ص. ان هذا الأثر هو ترجمة كتاب التطور و الثياب فى الحياة البشرية، ان الكاتب وبتقديمه الأدلة التاريخية والقضايا الدينية، يريد دراسة هذه القضية بان: الهيمنة على فكرة التطور في أوروبا جاءت بعدم اعتبار أي شيء كأمر ثابت حتى الدين والمعنويات. بعد دخول هذا الأسلوب من التفكير إلى المجتمعات الإسلامية، تعرضت الأمور الثابتة إلى الخطر اذ تعتبر أسس الحياة البشرية. على هذا يجب الابتعاد عن التطرف أو اللا مبالاة وجعل الإسلام يسير إلى جانب الزمن بشكل معقول.

34.   .      كاتوزيان، ناصر. «قلمرو زمانى و مكانى حقوق». مقدمه علم حقوق و مطالعه در نظام حقوقى ايران. تهران، مدرس، ١٣٦٩. ص ٢٣٧ - ٢٦٢. انه يتطرق بعد الحديث عن قضيتين وهما حدود القانون في المكان وحدود القانون في الزمن إلى دورهما. مع ان رؤية الكاتب قانونية بحتة لكنه يتبنى مقاربات ممتازة للفقه والزمن. ان المبحث الثاني يريد تقديم الإجابة على ثلاثة أسئلة وهي متى يمكن تنفيذ القانون ومتى تنتهي سلطة القانون وهيمنته وهل يشرف القانون على المستقبل وينظر اليه. ان تلك الأسئلة جارية المفعول في باب الاحكام الفقهية.

35.   متولى، عبد الحميد. ازمة الفكر السياسى فى العصر الحديث . قاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ١٩٨٥ م. ٣١٤ ص.  ان الفكر الإسلامي وبالتحديد في الجانب الفقهي في العصر الراهن، يواجه ازمة، فمن تجليات هذه الازمة، عدم فاعلية فقه المتطلبات في هذا العصر. على هذا ان الدول الإسلامية، تستخرج الدستور أو القوانين الاحرى من مصادر غير الفقه الإسلامي. تم تقسيم الكتاب إلى ثلاثة/ دراسة هذه الازمة وتجلياتها ودراسة الأسباب والعلل وأخيرا البحث عن سبل معالجة الازمة. ان هذه الحلول قدمت نظرا إلى الطابع العصري للفقه.

36.   المحمصانى، صبحى «ملائمة الشريعة لحاجات العصر الاجتماعية» . الثقافة الاسلامية و الحياة المعاصرة. اعداد محمد خلف اللَّه. قاهرة. مكتبة المنهضة المصرية، ١٩٦٢ م. ص ١٦١ - ١٨٣.

37.   مدرسى طباطبايى، حسين. «ضرورت احياء فقه اسلامى». در كتاب زمين در فقه اسلامى، جلد اول: تهران، نشر فرهنگ اسلامى، ١٣٦٢، ص٩-٢٠. يتوقف احياء الفقه على تقربه من القانون وتزويده بالأسلوب والمنهج الحديث. يعبر هذا الكتاب في الحقيقة عن الية وكيفية تفعيل الفقه لتلبية الحاجات الزمنية.

38.   مطهرى، مرتضى. اسلام و مقتضيات زمان، دو جلد. تهران، صدرا، ١٣٦٢ - ١٣٧٠. ٢٤٣ - ٢٥٨ ص. ان الكتاب يتضمن محاضرات الكاتب منذ عام 1350 وانه يعتبر أول الكتب التي تطرقت إلى هذا الامر في  ايران. تبدأ المقدمة بهذه الجمل: ان المثقف المسلم في عصرنا يعد بقاء الدين وخلوده يتوقف على السير إلى جانب هذه التطورات وتلبية المتطلبات وانها تشكل اهم قضية اجتماعية. ان الحل الذي يقدمه لفاعلية هذا الدين هو الاجتهاد المستمر للفقهاء في الاحداث الجديدة والطارئة وفقا لعنصر الدين الثابت. ان مفاهيم كالخاتمية والنسخ والنسبية وإطلاق القضايا الدينية والعقل والمصالح والمفاسد والينبغيات واللا ينبغيات، وبهذا استعان بشروط الاحكام كي يقدم نظرية الاجتهاد بفاعلية كبرى. ان الجلد الثاني يتطرق إلى نقد الرؤية الجبرية وبالتحديد الجبرية التاريخية وان جوهره يتبلور في عدم الاعتقاد بالعناصر الثابتة وحقانية التجديد المتطرف. نشرت ترجمة الكتاب بالعربية بعنوان: الاسلام ومتطلبات العصر، على هاشم (مشهد، بنياد پژوهشهاى اسلامى، ١٤١١ ق).

39.   النمر، عبد المنعم. «متى تتغير الاحكام و لماذا؟ ما السياسة الشرعية». عربى. الاجتهاد. قاهرة، الهيئة المصرية، ١٩٨٧ م. ص ١٢٥ - ١٤٥. ان الاحكام تتغير وفقا لتغيير الزمان والمكان والظروف ويمكن تسمية هذا الامر بمراعاة اقتضاء حال المسلمين. الدليل على هذا نزول الشريعة تدريجيا طوال ثلاثة وعشرين عاما. ان واجب القادة الدينين هو وضع الاحكام وفقا لمصالح المسلمين. يسمى هذا الواجب السياسة الشرعية.

40.   يزدى، محمّد. اسلام همگام با زمان.تهران، مؤسسه ملى، ١٣٥٤، ص ٩ - ٥١. ان هذا الكتاب يشتمل على العناوين التالية: مرور الزمن والقوانين والقصد من الزمن، والقوانين الثابتة نفسيا وتاثير الزمن على القوانين الفطرية واساس الفطرة الثابت والإسلام يسير إلى جانب الزمن.

41.   يوسف على، على. الاسلام و مشكلات العصر  بيروت، دار ابن زيدون، ١٩٨٥ م. ١٠٨ ص.

[4] . اجتهاد و مقتضيات زمان از ديدگاه امام خميني (ره)؛ بي نام؛ باشگاه انديشه

[5] . الحر العاملي، وسايل الشيعه، مكتبه الاسلاميه، جلد ٥،‌ص ٣٧٦

[6] . الشيخ طه الولي، المسجد فى الاسلام، دارالعلم للملابين، بيروت، ١٤٠٩ ه. ص ١٥٠ ؛ نقلا عن كتاب (اللؤلؤ و المرجان فيما اتفق عليه الشيخان)

[7] . قد يكون أكثر النماذج اثارة للانتباه هو تدخل النبي الاكرم صلى الل عليه وآله وسلم في شؤون المساجد تلك التي حدثت في تخريب وحرق مسجد، اطلق عليه مسجد ضرار. فعدد من المنافقين وبغية توجيه الضربة للاسلام وتضعيف مكانة مسجد النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، قاموا ببناء المسجد لكن بعد نزول الآية المباركة: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا (التوبة آية 107). فأرسل النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم عدد من أصحابه لكي يدمروا المسجد ويحرقوه ويحولوا المكان إلى مكان للنفايات. (العلامة الطباطبائي، تفسير الميزان، الجلد التاسع، مؤسسة الاعلمي بيروت الطبعة الثانية، 1391 للهجرة ص 392).

[8] . ان الخطب المسهبة والمختصرة التي القاها الامام في منبر هذا المسجد، تم اعداد جزء منها على يد السيد رضي في نهج البلاغة وانها تتضمن التوصية إلى الاخلاق والتقوى والمعنوية اكثر مما سواها.

[9] . . ابن اخوه،‌معالم القربه فى احكام الحسبه، اصت مكتبه دار الفنون بغداد، مكتبه المثنى بكيمبريج ١٩٣٧، ص ٢٤.

[10] .  هذا وشارك في هذه العملية النحسة جماعات من نخبة المجتمع –كما يسمون- لتقديم المساعدة للخلافة، جماعات كمزوري الحديث ورواة الحديثة والشعراء والخطباء وقضاة البلاط.

[11] . دكتر محمد على موحد، ابن بطوطه، طرح نو، سال ١٣٧٦،‌ص ٢٢٤

[12] . اسد حيدر، الامام الصادق و المذاهب الاربعه، المجلد ١-٢ دار الكتاب العربي، بيروت، سال ١٣٩ هجري، الطبعة الثانية، ص ٢١٢.

[13] . بحارالانوار، علاّمه محمد باقر مجلسي، ج ٨٢، ص ١٦٤، مؤسسة الوفاء، بيروت، دوره ١١٠ جلدي، الطبعة الثانية، ١٤٠٣ هـ .ق.

[14] . سورة الجن آية 18.

[15] . وسائل الشيعة، محمّد بن حسن العاملي، ج ١، ص ٢٦٨، باب ١٠ از ابواب وضو، رواية ٥،

[16] . المصدر نفسه.

[17] . مستدرك الوسائل، ميرزا حسين نوري، ج ٣، ص ٣٦١، باب ٣، از ابواب احكام المساجد، رواية ١٤

[18] . الرعد، 28.

[19] . وسائل الشيعه، محمّد بن حسن العاملي، ج ٥، ص ٢٦٣، باب ٣١ از ابواب بقيّه الصلوات المندوبه، رواية ٣

[20] .  راجع: كشف الغطاء، شيخ جعفر جناحي الحلّي، كتاب الصلاة، ص ٢١١، دار الطباعة سيّد مرتضي، ١٣١٧

[21] . بحار الانوار، علاّمه محمّد باقر المجلسي، ج ٨٠، ص ٣٧٧

[22] . روضة الكافي؛ محمّد بن يعقوب الكليني، ص ٣٩، دار التعارف، بيروت، ١٤١١ هـ .ق

[23] . وسائل الشيعة، محمّد بن حسن العاملي، ج ٣، ص ٨٥، باب ٢ از ابواب المواقيت، رواية ٤

[24] . المصدر نفسه، ص ٨٦، رواية ٨

[25] . المصدر نفسه، ج ٣، ص ٤٩٣، باب ١٤ از ابواب احكام المساجد، رواية ٤.

[26] . الكهف، 46.

[27] . وسائل الشيعة، محمّد بن حسن العاملي، ج ٦، ص ١٢، باب ٣ از ابواب ما تحب فيه الزكاة و ما تستحبّ فيه، رواية ٧

[28] . راجع: الكتاب نفسه، ص 217.

[29] . نداءه إلى اجتماع الصلاة العام، مهر 1389.

[30] . نقلا عن مقال: " ويژگي هاي امام جماعت موفّق" ؛ محمد مهدي قجري؛ مجلّه مبلّغان؛ عدد مرداد ١٣٨ص.

[31] . من لا يحضره الفقيه، شيخ صدوق، جامعه مدرسين، قم، ١٤١٣ ه . ق، الطبعة الثالثة ، ج ١، ص ٥٩

[32] . رابطه نظام اسلامى و مساجد نويسنده: رحيم نوبهار؛ موسسه فرهنگي تبيان، قم، ١٣٨٧

[33] . الكافي، ج ٣، ص ٣١٠.

[34] . وسائل الشيعة، ج ٥، ص ٤٤٧.

[35] . المصدر نفسه، ج 8، ص 420.


٢٦ ذوالقعده ١٤٣٥ ۱۰:۴۵

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب