الأخبار

مكانة المسجد ووظائفه في حوار مع الدكتور عماد افروغ

يذهب افروغ إلى ان: من يأتي إلى المسجد يتوقع ان يسمع رسالة الوحدة والعشق والإنسانية ذلك ان المسجد ملاذ يربط الطبقات وركن يخلق الوحدة في المجتمع الإسلامي.

وأفاد موقع محراب نقلا عن شبستان بأنه نظرا إلى إننا نعيش عشرة تكريم المساجد وإزالة الغبار عنها، تحدثنا حول الأحياء وزيادة وظائف المساجد في المجتمع في يومنا هذا إلى الدكتور عماد افروغ، فيما يلي نص الحوار:

  • كان سابقا تقوم المساجد بالكثير من النشاطات الاجتماعية، فسؤالي الأول يقول ما رأيكم في زيادة حجم وظائف المساجد؟

    على كل حال ان المسجد يتمتع بمكانة سامية. لا أريد القول بأنه ليس المكان الذي يتم الاهتمام بالجل الأكبر من الحاجات ولو السياسية والاقتصادية. لكن كان دائما وحتى في تلك الفترات التي كان فيها المسجد محلا للاهتمام بالحاجات الاقتصادية والسياسية، كان هذا الأمر إجابة لطابع متعالي وديني وأخلاقي بمعنى ان المسجد يتمتع بقاعدة تفوق الحاجات السياسية والاقتصادية وكان ينظر في المساجد بنظرة خاصة إلى الوظيفة السياسية والاقتصادية.

    بعيدا عن هذا الأمر كان الطابع المتعالي الموجهة للسياسة والاقتصاد يكتسب موضوعية في الأساس وكانت المساجد تحمل وظيفة خاصة ويجب ان تكون على هذا الأمر على هذا لا يجب ان تقع تحت تأثير الوظائف غير المتعالية والأخلاقية والثقافية.

  • على هذا يجب ان تنطوي تلك الوظائف في المقام الأول على النظرة الأخلاقية المتعالية؟

    نعم ان القضية هنا هي ان المساجد بوجه عام تهدف إلى ربط الإنسان بالله. فتتضح وظيفة المسجد من اسمه انه يعني مكان السجود ومكان العبادة، أما إذا أصبح هذا المكان يؤدي وظائف أخرى وفقا لأسباب ومتطلبات أخرى، فعلينا ان نعرف بان هذه الوظائف تأتي في مسار المسجد الرئيس وطبيعته.

    فالمسجد هنا له الموضوعية أي ليس من المقرر بان الأعمال السياسية والاقتصادية تتم في المسجد فالمسجد هو مكان العبادة ويجب ان تكون العبادة في المسجد في الأولوية. قد يقال بان العبادة والمناجاة منفصلة عن السياسة والاقتصاد فأقول لا ليست منفصلة لكن يجب ان نرى التقدم والتأخر في الأمر وأي من الاثنين يوجه الثاني وأي من الاثنين يأخذ توجيهاته من الثاني. على هذا إننا والى جانب التأكيد على الوظيفة العبادية والأخلاقية والمتعالية للمسجد، نقول بان الوظيفة السياسية والاقتصادية تأتي ضمن تعريف المسجد وفي نفس الوقت أرى بأنه يجب ان يوجه واحد من الاثنين الثاني ويتقدم عليه.

  • أشرتم إلى موضوعية المسجد، هل يمكن ان توضحون الموضوعية؟

    ان ما يعرف المسجد هو الذي اسميه أنا الموضوعية انه يشبه القول بان ما فائدة الحكومة الإسلامية ان الحكومة الإسلامية هي حكومة، يتوفر فيها الأخلاق والمعرفة الإلهية. ويقدم فيها الحاجات المتعالية. ان هذه النظرة اجعلها معيارا بالنسبة للمسجد، فان المسجد ليس مكانا لتوفير الحاجات السياسية والاقتصادية لكن لو أدى في فترة ما ولأسباب ما هذه الوظيفة، فانه يحمل اتجاها خاصا.

  • هل هذا يعني بان الوظائف الأخرى كانت تحمل طابعا معنويا منها الوظائف السياسية والاقتصادية؟

    نعم إننا نقول بان على المسئولين ان يعرفوا مكانة المسجد الخاصة، انه مكان لبناء علاقة الإنسان بالله ان المسجد هو مكان العبادة. نظرا إلى ان الإسلام هو دين شامل وغير علماني، على هذا فان مثل هذا المسجد يؤدي الوظائف السياسية والاقتصادية عندما تتطلب الضرورة، لكن حتى عندما يؤدي الوظائف السياسية والاقتصادية، فلا يجب ان يبتعد عن روحه وجوهرة هدفه الرئيس أي ان السياسية التي يتبعها المسجد هي سياسة أخلاقية وان الاقتصاد الذي يتم في المسجد هو الاقتصاد الذي يحمل توجهات إلهية. وانه لا يشبه التعامل الذي يتم في الأسواق الرأسمالية أو على غرار العمل السياسي في النظام الميكافيلي. فلابد ان تخرج العبادة والأخلاق من السياسة والاقتصاد التي تتم في المسجد.

    أما النقطة الثانية فهي وجوب تعريف المسجد تبعا إلى وظيفة خلق الوئام في المجتمع وليست كوظيفة افتراقية إذ تجعل المجتمع متمايزا. يجب ان نفكر في المسجد بوحدة الفكر. يجب ان نفكر في التضامن وليست في التفرقة والانفكاك هذا وليس هناك من يعارض مكانة الانفكاك والتمايز في المجتمع لكن المسجد ليس مكانة للتمايز والتفرقة وعملية التفكيك؛ فهنا لا يحمل التفكيك والتفرقة معنا واحدا.

    نرى بأنه في المجتمع يجب الإيمان بالتقسيمات الاجتماعية وعملية الوئام ونقصد بالوئام والانسجام ما يربط الطبقات والأفراد إلى البعض وفي المجتمع الإسلامي يمثل المسجد هذا العنصر الرابط.

    على هذا لا يجب ان نتوقع بأنه في المجتمع الإسلامي يوجد مسجد يختص بتيار خاص بمعنى امتلاك الأحزاب السياسية المختلفة مساجد خاصة بها هذا ليس هو المنشود مع انه قد يظهر عمليا هذا التوجه. ان هذا التوجه للمسجد ليس صحيحا وبما ان المسجد يعد مكانا للانسجام والتضامن والوحدة، على هذا لا يجب إضفاء طابع الأحزاب على المسجد.

  • مع هذا ففي أي إطار يتم تعريف الوظائف السياسية والاقتصادية في المسجد؟

    من يأتي إلى المسجد يتوقع ان يسمع رسالة الوحدة والعشق والإنسانية ذلك ان المسجد ملاذ يربط الطبقات وركن يخلق الوحدة في المجتمع الإسلامي وهذا هو المطلوب والمثالي. على هذا ان المسجد المثالي هو المسجد الذي يشعر فيه المسلم بالهدوء إذا ما دخله وان لا يشعر بأنه دخل اجتماع سياسي أو حزبي. وان لا يشعر بأنه دخل مكانا للتفرق والتشرذم على هذا وكما يظهر من اسم المسجد يجب ان يكون مكانا للعبادة ومكانا يظهر في كافة زواياه العبادة والتضامن والوحدة.

    لا ننسى بأننا نريد ان نتعلم أي شيء في المسجد. نريد ان نتعلم العبادة والبحث عن الذات ولا يتحقق البحث عن الذات دون معرفة الذات، نريد ان نخوض تجربة الارتباط مع الله تعالى وان هذا التماثل مع الله يأتي عبر العشق والمحبة وليس عبر التيارات السياسية. يجب ان نحذر بأنه لا يجب ان تصبح الوظيفة السياسية والاقتصادية على رأس الأولويات بذريعة إنهما ينجزان في المسجد. لكن إذ تمت تلك الأمور فليس هناك إشكالية شريطة ان لا ننسى روح المسجد ولا يجب ان نضحي بجوهر المسجد والذات التي توجهه وتشكل موضوعية المسجد، لصالح أهداف ووظائف أخرى.

    فلو قمنا بدراسات ميدانية، قد يبرز معها بان السبب الكامن وراء عدم ذهاب الناس إلى المسجد هو عدم حصولهم على الهدوء هناك ويحدث هذا الأمر عندما يتم تهميش مكانة الوظيفة الرئيسية للمسجد. على هذا يمكن تقديم الوظائف السياسية والاقتصادية للمساجد شريطة ان لا تؤدي تلك الوظائف إلى التضحية بالوظيفة العبادية التي تشكل الوظيفة الرئيسية للمسجد.

     

٣٠ رمضان ١٤٣٥ ۱۴:۳۸

قائمة مراجعة وتحرير

شخصيات تركت: 500
التعليق مطلوب