Articles

المسجد؛ رکیزة النظام الإسلامی

 9/22/2014

إنما المسجد هو اول قاعدة لتبلور المعتقدات والقیم والمبادئ والأحکام الإسلامیة النیرة، وأکثرها شمولا، إذ بواسطة عرضه مختلف الأعمال فی مختلف الساحات الثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة والقانونیة والاقتصادیة إلى الناس، یتولى بشکل أو بآخر القیام بتمثیل کافة شؤون النظام والمدرسة الإسلامیة بشکل کامل، على مستوى ما یحیط به. ان الثورة الإسلامیة – إذ قامت بإحداث تغییرا جوهریا فی القیم والبنى والسلوکیات فی إطار إحیاء الإسلام المحمدی الأصیل صلى الله علیه وآله وسلم-وإلى جانب العودة بأسس أرکان المجتمع إلى نموذج مجتمع مدینة النبی صلی الله علیه وآله وسلم، بأخذ متطلبات العصر بعین الاعتبار، قامت بتقدیم عناصر ووظائف جدیدة، للجمیع أو لأغلبیة البنى ومنها المسجد. ان معرفة تلک الوظائف والعناصر والتوزیع المنطقی لتلک الأدوار، وتنفیذها على الساحة العملیة، فی إطار أرکان المسجد وأجزاءه، سواء کانت عناصر داخلیة أو خارجیة، تعتبر أهم خطوة إستراتیجیة للوصول إلى مسجد المظهر والطراز لنظام الجمهوریة الإسلامیة المقدس. ان البحث الذی بین أیدیکم یتطرق إلى مکانة المسجد فی المشروع العام الإسلامی، وینظر فی جوانب مؤشرات المسجد المثالیّ والجدیر بالنظام الإسلامی، باقتضاب.

 

ان "مسجد الطراز الإسلامی" عبارة حکیمة ودقیقة، تحدث عنها اول مرة سماحة قائد الثورة الإسلامیة –مد ظله العالی-فی الملتقى الصلاة العام التاسع عشر[1]؛ فلکی یتم استیعاب سمات هذا العنوان الصحیح والصائب، یجب ان نقدم بدایة الأمر تعریف مؤسس على المصادر العلمیة، یشرح المفردات الواردة فی هذه العبارة.

المسجد: ان مفردة المسجد هی اسم مکان من فعل "سجد، یسجد (رضایی میبدی؛ ١٣٨٢) ویعنی فی اللغة الفارسیة محل ومکان العبادة. (معجم عمید). کتب راغب الأصفهانی عن المفردة قائلا: المَسجِدُ موضِعُ الصّلاةِ اعتباراً بالسّجود" (مفردات الفاظ القرآن الکریم؛١٣٩٢ ه.ق) والسجدة هی أشرف ارکان الصلاة ومظهر عبودیة العبد أمام الله سبحانه تعالى. ولهذا سمی مسجد. (معجم مسجد؛١٣٨٥).

شرعیا قیل عن المسجد: " والمُرادُ بالمَسجد شرعاً المکانُ المَوقوفُ علی کافة المسلمین للصّلاة" (جواهرالکلام؛١٣٩٢ ه.ق).

الطراز: انها کلمة فارسیة معربة – تراز- وردت فی العربیة بتغییر الحرف الأول. وتطلق على أزیاء خاصة یرتدیها السلطان ومن هنا أطلق على کل شیء یعد جیدا وممتازا. وأخیرا یقال وفقا لمعیار المستوى، على کل ما کان جیدا فی قدر وهیئة مستحسنة.

کتب ابن منظور فی لسان العرب: و الطِّرزُ: ما یُنسَجُ مِن الثیاب للسّلطان، فارسیٌ أیضا و الطِّرزُ و الطّرازُ: جَیِّدُ کُلِّ شیءٍ و قیل: هو مُعَرّبٌ و اصلُه التقدیرُ المُستوی بالفارسیة (ابن منظور؛١٤١٣ ه. ق، ج٨،ص١٤٣).

یستنبط من معاجم اللغة الفارسیة بان مفردة الطراز أو التراز، تعنی القاعدة والقانون والمنهج والرتبة والقسم والنوع وصاحب الشأن المماثل والمستوى الواحد. (عباسی؛ رسول،١٣٩٠).

النظام الإسلامی: ان النظام الإسلامی هو نظام یجعل تنفیذ الشریعة الإسلامیة فی کافة المجالات محط اهتمامه. ان قیادة هذا النظام تقع على عاتق مجتهد جامع الشرائط، اذ یمتلک قوة قیادة المجتمع الإسلامی وإدارته، هذا فضلا عن التمتع بشروط الإفتاء. ان القیادة فی هذا النظام واعتمادا على أصل الشرعیة الإلهیة والمقبولیة والمصداقیة الشعبیة، تمتلک الصلاحیات الی تجعله بموجبها یتدخل مباشرة أو عبر تعیین أشخاص یمتلکون صلاحیة فی شؤون المجتمع. (رحیم نوبهار؛ ١٣٨٠)

الوظیفة: تعنی هذه المفردة الدور أو الأثر الذی یبقی على کل ظاهرة فی سلسلة الظواهر التی تجمعها ببعض.

النماذج الفکریة لمسجد مظهر وطراز النظام الإسلامی.

مع انه لم تتم بحوث جدیرة وکما ینبغی، تتطرق إلى تقدیم تعریف بمسجد النظام الإسلامی الطراز وسماته، ما عدى عدة دراسات جزئیة محدودة وکتیب مستقل –اذ کان نفسه نتیجة رسالة دکتوراه-[2]لکن یمکن عد ثلاثة انطباعات من مفهوم مسجد الطراز الإسلامی، فیما یتعلق بالمسجد وما یتوقع منه فی مجال الوظائف، وذلک خلاصة لمجموع الأفکار المنشورة فی هذا المجال:

الرؤیة التاریخیة –التقلیدیة:

یرى البعض بان مسجد الطراز الإسلامی أو المسجد طراز النظام الإسلامی، هو مسجد ینطبق على سمات ووظائف المسجد کما کان فی صدر الإسلام وبالتحدید فی فترة الحکم النبوی فی مدینة الرسول صلی الله علیه وآله. (شهریة مسجد؛١٣٩١؛ عدد ١٦٢؛ ص١٣)

مع ان هذا الانطباع یمتلک الأهمیة والتقدیر فی جانب التأسیس على المنهج وسیرة النبی الأعظم، وحتى فی بعض الأحیان، انه ینطبق على کلام من الإمام الخمینی قدس سره الشریف اذ قال: وانی آمل-إن شاء الله-أن توفقوا فی إعادة مساجدنا إلى الحالة التی کانت علیها فی صدر. صحیفه امام؛ ج١٧؛٤١). غیر انها لیست بنظرة شاملة وذات حیویة.

بعبارة اجل ان إحیاء کافة الوظائف وادوار المسجد فی العصر النبوی، یعتبر أمرا ضروریا ومهما، الا انه وکما نستنبط من کلام سماحة الإمام الراحل وما شابهه، هو ان أعلى مستویات أدوار المسجد ووظائفه هی التی برزت وظهرت فی صدر الإسلام، ولا یحق لأحد ما بان یقدم وظیفة تفوق هذا التعریف للمساجد، فان هذا الانطباع یعتبر خاطئ وسببا فی الرکود والتوقف.

یرى راقم السطور بان کلام الإمام رحمه الله الحکیم إذ بالتأکید لا یمکن الاستناد إلیه بمفرده ودون الاهتمام بکافة المبادئ وأفکاره الأخرى، فأنه یدل على القیام  بمقارنة الفترة التی سبقت انتصار الثورة وبدایة عهد الثورة مع فترة صدر الإسلام، فی الحقیقة ان الإمام یرید التعبیر عن عدم رضائه بالوضع السائد على المساجد بدایة الثورة والبون الشاسع الذی یفصلها عن مکانتها وأداءها کما ینبغی وان الإمام وبواسطة إرجاع الذهن إلى الأوضاع السائدة على المساجد فی صدر الإسلام وعصر الحکومة الإسلامیة بزعامة النبی الأکرم صلی الله تعالى علیه وآله وسلم، کان یرید التنویه بهذه الحقیقة والقول بانه على مسئولی النظام الإسلامی، بذل المساعی لکی ترجع المساجد باعتبارها المراکز الرئیسة لتکوین الثورة إلى المظهر اللائق بها.

ثم ان المساجد فی عهد الإمام رحمه الله کانت قد تحولت إلى قواعد تقدم الخدمات، ربما لم تشهد مثیلا للأمر طول التاریخ، على سبیل المثال، تمرکز التعبئة الاقتصادیة فی المساجد ومراکز لإقامة الانتخابات ومحل إسکان المسافرین فی أیام عطلة رأس السنة...

نظرة الحد الأدنى:

یرى بعض أصحاب الرأی والباحثون بان وظائف وادوار المسجد فی العهد النبوی کانت تنقسم إلى اثنین:

أ‌)        الوظائف التی تختص بالمسجد بما هو مسجد، بعیدا عن ان الحکومة والسیادة هما إسلامیتان أم لا وکذلک بغض الطرف عن ان الحاکم على الحکومة الإسلامیة، یکون نبیا أم إماما معصوما أو ولی الفقیه غیر المعصوم.

ب‌)  الوظائف التی تأتی نتیجة صلاحیات الحاکم المعصوم الحصریة – سواء کان النبی أو الأئمة علیهم الصلاة والسلام-وتختص مباشرة بشؤون وصلاحیاته.

ان هذه المجموعة –التی غالبا ما تمتلک مبادئ إسلامیة غیر فاعلة وقلیلة التأثیر من الزمان والمکان-وفی ظل هذا التصنیف نصل إلى نتیجة، مفادها ان أهم واجب المساجد، یتبلور فی إقامة صلاة الجماعة ومجالس الذکر والدعاء والموعظة وعلى ابعد تقدیر –فی الجانب الاجتماعی-فی تعاون المؤمنین بغیة تلبیة الحاجات المادیة والمالیة لمن یعدون بحاجة إلى السکن والتقلیل من آلامهم.

مع الأسف یجب القول بان هذه الرؤیة –عالمة أو عامدة-تعتبر هامشا من نظریة "العلمانیة" التی صنعها العدو وفصل الدین عن السیاسة، إذ تظهر بعض الأحیان من خلال منصات المثقفین الدینین بوعی، کما تظهر فی بعض الأحیان على لسان وقلم المتدینین التقلیدین.

رؤیة الفقه ذات الفاعلیة (الأکثریة):

نحن نرى اعتمادا على مبدأین جوهریین ورئیسیین فی فقه الشیعة، بان وظائف المسجد فی عهد النظام الإسلامی، وفضلا عن شمولها على کافة وظائف المسجد فی النظام الإسلامی النبوی، یمکنها ویجب ان تتمکن – إلى جانب مراعاة المبادئ والقیم الجوهریین الفکر الإسلامی – ان تشتمل على الوظائف والأدوار الحدیثة المتناسبة مع الحاجات والمتطلبات الحدیثة. ان الأساسین الجوهریین المذکورین هما کالتالی:

أ‌)       إطلاق وعمومیة شؤون وصلاحیات ولی الفقیه باعتباره حاکما إسلامیا:

مما لا شک فیه ان النبی الأکرم فی عهده کان یتمتع بصلاحیات تامة ومطلقة وعامة فی مجال تدبیر وإدارة شؤون الامة الإسلامیة. من جهة أخرى فأی جواز اختیاری من قبل الله تعالى، یعتمد على الحکمة والمصلحة واقعیتین وان الحکمة والمصلحة المطلقة لولایة رسول الله صلى الله علیه وآله وتعالى، تتجلى فی إزالة کافة العراقیل عن طریق تطور الأمة الإسلامیة وتقدمها وشمولیة القیم الإسلامیة المحمدیة الأصیلة صلى الله علیه وآله وسلم.

أما الآن إذ نعیش فی عصر الغیبة وفی عصر تکوین الحکومة الإسلامیة الوحیدة بقیادة فقیه عادل وجامع للشرائط، یطرح سؤال مفادها، ما مدى صلاحیات وشؤون النبی التی یمتلکها ولی الفقیه فی مجال الولایة الشرعیة والتشریعیة وذلک فی ساحة إدارة شؤون الأمة، بعیدا عن الولایة التکوینیة –التی لا یمتلکها أحد الا المعصومین علیهم السلام-؟

لو ذهبنا إلى انه تم بلورة جزء منها التی تعتبر مدلولا أو مدلولاتها فی عصر حیاة النبی، وان النبی (ص) قام بنفسه بالنظر فیها والعمل بها، وان القضایا المستجدة والأحکام الحدیثة والمتطلبات الحدیثة تخرج من نطاق اختیار الحاکم الإسلامی وأنها تعتبر محظورة! عندئذ تثار شکوک حول أصل حکمة تفویض وجواز الاختیار ومصلحتها إلى الأولیاء؛ ذلک لان نفس ذلک الواجب الذی یتوقع من النبی نفسه القیام به فی عصره – وهی إدارة کافة شؤون الأمة الإسلامیة وتوسیع رقعة الطموحات الإسلامیة-فمن المتوقع بان یقوم بها ولی الفقیه، بینما لا تقع أسبابها بحوزته وان هذا فضلا عن انه یعد واجبا لا یطاق وانه قبیح عقلا ویدخل دائرة المستحیل، فانه یعتبر نقض الغرض؟

على هذا لا یبقى سبیلا الا القول بان ولی الفقیه فی ساحة إدارة شؤون الأمة الإسلامیة، یتمتع بکافة صلاحیات وشؤون النبی والإمام المعصوم علیهم السلام. طابَق النّعلِ بالنَّعل!

الإمام الخمینی قدس سره، محیی ولایة الفقیه المطلقة

یقول سماحة الإمام الخمینی قدس سره – محیی نظریة ولایة الفقیه المطلقة المتطورة فی العصر الحدیث-فی هذا المجال: نبغی أن أقول: إنّ الحکومة التی تعتبر فرع من الولایة المطلقة لرسول الله (ص) هی إحدى الأحکام الأولیة للإسلام، ومقدمة على کافة الأحکام الفرعیة حتى‏ الصلاة والصوم والحج.  إنّ ‏بإمکان الحاکم تهدیم المسجد أو المنزل الواقع فی الطریق ثم یدفع لصاحب المنزل ثمنه، وبوسعه إغلاق أبواب المساجد وإقفالها عند الضرورة، ویستطیع تهدیم المسجد الذی یستخدم للإضرار بالإسلام إن تطلب الأمر ذلک؛ وتستطیع الحکومة إلغاء العقود الشرعیة التی أبرمتها مع الناس فیما لو خالفت تلک العقود مصالح الدولة والإسلام، وبمقدورها الحد من أی أمر عبادی أو غیر عبادی عند معارضته لمصالح الإسلام، وتتمکن الحکومة من منع إقامة الحج مؤقتاً حینما تعتبره مخالفاً لصلاح الدولة الإسلامیة، برغم أنّه من أهم الفرائض الإلهیة. (صحیفه امام، ج٢٠، صص٤٥١-٤٥٢).

تأثیر متطلبات الزمن فی تنمیة موضوعات الأحکام الفقیهة وتضییق نطاقها:

للبحث حول کیفیة انطباقیة الدین مع الحاجات الزمنیة، تاریخ یمتد إلى تاریخ الأدیان. فان أهم تحدی فی کل عصر وجیل طوال التاریخ، یتجلى فی هذه القضیة بانه هل بالإمکان انطباقیة دین ما على الحاجات والمتطلبات لکل العصور وکافة الأمکنة ام لا؟ وإذا کانت الإجابة إیجابیة، فما السبیل لتحقیق هذا الأمر؟

إذا ما ألقینا نظرة على الإجابات المقدمة على هذا السؤال الجوهری، فنرى ثلاثة رؤى مختلفة عند المثقفین وأصحاب الرای:

الرؤیة المتطرفة: التی تتجاهل متطلبات الزمن والمکان، أساسا، وترى بانه قضایا الأحکام کالأحکام الأولیة والثابتة للدین، لا یطرأ علیها التغییر والتحول.  قد یکون إطلاق سمة التغییر المغلق أو المتزمت على هذه الرؤیة، أمرا خاطئا.

الرؤیة التفریطیة: التی تقف فی النقیض من الرؤیة المتطرفة وتعتبر ان التغییرات الزمنیة هی الأصل، معتبرة الدین والأحکام بالفرع والتابع لمتطلبات الزمن المحضة. ان أصحاب هذه الرؤیة، غالبا ما یکونون المثقفون المتغربون –اذ یقصون الدین عملیا من الساحات الرئیسیة للحیاة الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة والدولیة، ویحصرونه فی الإطار الفردی والعبادی.

رؤیة الفقه الجواهری: ان العقل والمنطق یحکمان بان یتلاءم الاجتهاد الدینی مع المتطلبات الزمنیة والمکانیة، إذ لا یتم رفض القیم والتعالیم الدینیة، ولا یتم تجاهل عنصر الزمان والمکان والظروف التی یجب ان تتبلور فیها الدین. على هذا فان الفقه الإسلامی والى جانب کونه تقلیدی والاجتهاد والى جانب اعتباره جوهریا، یصبحان منطبقان مع الظروف الزمنیة والمکانیة ویحتفظان بحیویتهما.

یتبنى أغلبیة الفقهاء هذه الرؤیة، مشددین على ضرورة انطباق الفقه مع متطلبات الزمن والمکان.[3] هناک الکثیر من النماذج فی التاریخ المعاصر، بدءا من فتوى تحریم التبغ على ید الراحل میرزا الشیرازی وصولا إلى حکم الإمام الخمینی رضوان الله تعالى علیه القاضی بتعطیل فریضة الحج مؤقتا، فأنها جمیعا تدل على القبول ببسط ید الفقیه الجامع للشرائط فی مجال مصالح الأمة الإسلامیة.

یقول سماحة الإمام الخمینی قدس سره حول دور وتأثیر الزمن فی تحدید وضع قضیة الأحکام الشرعیة: ما بالنسبة للدروس والبحوث داخل الحوزات فانی أؤمن بالفقه التقلیدی والاجتهاد الجواهری، وارى عدم جواز التخلف عنه. الاجتهاد بهذا النهج صحیح، ولکن لا یعنی هذا أن الفقه الإسلامی یفتقر إلى المرونة، بل أن الزمان والمکان عنصران رئیسیان فی الاجتهاد، فمن الممکن أن تجد مسألة کان لها فی السابق حکماً، وان نفس المسألة تجد لها حکماً جدیداً فی ظل العلاقات المتغیرة والحاکمة على السیاسة والاجتماع والاقتصاد فی نظام ما. أی أنه ومن خلال المعرفة الدقیقة للعلاقات الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة المحیطة بالموضوع الأول الذی یبدو أنه لا یختلف عن السابق، ولکنه فی الحقیقة أصبح موضوعاً آخر یتطلب حکماً جدیداً بالضرورة. (صحیفة إمام؛ ج٢١؛ ص ٢٨٩).

على هذا ان "استعمال التبغ والتوتون" مادام کان مجرد "استعمال التبغ والتوتون"، انه مجاز فی منظار بعض العلماء، لکن بمجرد انه تحول إلى أرضیة لهیمنة الکفار على المسلمین ونهب ثروات المسلمین على ید الأجانب، نتیجة نوع العلاقات الاستعماریة التی بناها الشاه الإیرانی مع بریطانیا المهیمنة، فان التحریم یصبح حکمه.

کما انه مادام القیام بفریضة حج بیت الله الحرام، یکون مجرد "أداء فریضة دینیة" ولا یحمل عنوانا أخرى، فمن المؤکد بان یکون جائزا بل واجبا وفقا للظروف الواردة فی الفقه، لکن بمجرد ان تتحول القضیة إلى "ذریعة لتحقیر واهانة الشیعة والنظام الإسلامی المقدس" فأنها تتحول إلى قضیة محرمة.

الثورة الإسلامیة؛ أرضیة بلورة ولایة الفقیه

 هذا وان الثورة الإسلامیة، والى جانب التغییر الذی أحدثته فی کافة العصور، فأنها رسخت ونشرت وبینت مبادئ الإسلام الأصیل فی الفقه واستنباط الأحکام الإلهیة.

ان هذه القضیة وبالتحدید فی قضیة ولی الفقیه فی الحکومة الإسلامیة، تتمتع بأهمیة کبرى، إذ لا یعتبر الإمام الخمینی قدس سره، الاجتهاد مصطلحا حوزویا لإدارة شؤون الأمة الإسلامیة فحسب، بل انه یعتبر سمة أخرى ضروریة. "ولکن المهم هو المعرفة الصحیحة للحکومة والمجتمع التی تؤهل النظام الإسلامی للتخطیط والبرمجة فی ضوء ذلک بما یصب لصالح المسلمین. لأن وحدة الرؤیة والعمل أمر ضروری. وهنا بالذات لم یعد الاجتهاد بمفهومه الاصطلاحی کافیاً، بل أن المجتهد وإن کان الأعلم فی العلوم الحوزویة المعهودة ولکنه عاجز عن تشخیص مصلحة المجتمع، أو أنه غیر قادر على التمییز بین الأشخاص الصالحین والنافعین عن غیرهم، وبشکل عام یفتقر إلى الرؤیة الصحیحة والقدرة على اتخاذ القرار فی المجال الاجتماعی والسیاسی، فان مثل هذا الإنسان لا یعد مجتهداً فی المسائل الاجتماعیة والحکومیة ولا یستطیع أن یتسلم زمام أمور المجتمع." (صحیفه امام؛ ج٢١؛ ج١٧٧).

عناصر الولایة من منظار الإمام الخمینی رحمه الله تعالى

ان الإمام الراحل قدس سره الشریف کان یرى بان الولایة لها مراحل وعناصر، تأتی من ضمنها عنصر الاستنباط واما العنصر الآخر فهو "معرفة الموضوع"؛ ففی المرحلة الأولى یتم استنباط حکم القضایا الشاملة من الأدلة وفی المرحلة الثانیة یتم تطبیقها على المدلولات الموضوعیة. ان الأفکار الفقهیة للإمام فی المرحلة الأولى کانت "تقلیدیة" وفی المرحلة الثانیة کانت "فاعلة" وأما فی المرحلة الثالثة التی تکتسب أهمیة أکبر من الاثنین، فأنها تتمثل فی مرحلة صیاغة الموضوعات وبناء الأحداث الجدیدة فی مسار نمو قوة الإسلام وخلق الأرضیة التربویة الملائمة لنمو کلمة التوحید وتربیة الإسلام الموحد وان هذا الأمر یعتبر رسالة الولی الإلهی الجوهریة.

ان اهم عنصر للقیادة هو قوة تمییز الواجب فی أمر إدارة الأحداث الکبیرة وتولی مسئولیة خلق الموضوعات والأرضیة التربویة الروحیة والذهنیة والموضوعیة فی مسار نمو قوة التوحید واعتلاء بیرق الإسلام وإذ یتحقق فقط بواسطة تکوین مثل هذه الأرضیة الاجتماعیة وتطور سلطة الإسلام بواسطة إدارة الرغبات والخوف والطمع عند الناس وخلق شرح الصدر للإسلام فی سیاقه الاجتماعی اذ یتم توفیر أرضیة تحقیق الإسلام الموضوعی والشامل فی کافة الجوانب.[4] وکما قال الإمام الخمینی قدس سره: ذلک أن الحکومة تحدد الفلسفة العملیة للتعامل مع الشرک والکفر والمعضلات الداخلیة والخارجیة. (صحیفه امام؛ ج٢١؛ ص١٧٨).

"الحکومة من وجهة نظر المجتهد الحقیقی تمثل الفلسفة العملیة للأحکام الفقهیة فی الحیاة الإنسانیة .. و الحکومة هی تجسید الجانب العملی للفقه فی تعامله مع المعضلات الاجتماعیة والسیاسیة والعسکریة والثقافیة .. الفقه هو النظریة الواقعیة المتکاملة لإدارة الإنسان من المهد إلى اللحد". (صحیفه امام؛ ج٢١؛ ص ٢٢٥).

من هو المجتهد فی رؤیة الإمام الخمینی رحمه الله تعالى؟

فبهذا المبدأ فان للمجتهد أساسا تعریفا أکمل وأکثر شمولا من المعنى التقلیدی المتداول على السنة اهل العلم، فی منظار الإمام "ولهذا ینبغی للمجتهد أن یکن محیطاً بقضایا عصره. فالناس والشباب وحتى العامة، لن یقبلوا من المرجع والمجتهد الاعتذار عن إعطاء رأیه فی المسائل السیاسیة .. إن الإحاطة بسبل مواجهة التزویر والتضلیل للثقافة السائدة فی العالم، وامتلاک البصیرة والرؤیة الاقتصادیة، والاطلاع على کیفیة التعامل مع الاقتصاد العالمی، ومعرفة السیاسات والموازنات وما یروج له الساسة، وإدراک موقع القطبین الرأسمالی والمارکسی ونقاط قوتهما وضعفهما، إذ إنهما یحددان فی الحقیقة إستراتیجیة النظام العالمی؛ ان کل هذا یعتبر من خصائص وسمات المجتهد الجامع .. فلا بد للمجتهد من التحلی بالحنکة والذکاء وفراسة هدایة المجتمع الإسلامی الکبیر وحتى غیر الإسلامی. ویجب أن یکن مدیراً ومدبراً حقاً فضلًا عن اتسامه بالخلوص والتقوى والزهد الذی هو من شأن المجتهد “. (صحیفه امام؛ ج٢١؛ ص ٢٨٩).

الحکومات والمسجد

 فی النظرة الأولى إذا کانت العبادة حصریة وتنحصر فی الصلاة فحسب، فلا حاجة إلى التجمع فی مکان خاص أو القیام بعبادة جماعیة، بغیة القیام بحرکات ذات نسق أو أوراد محددة، ولا مبرر واضح وجلی لبناء المساجد.

المسجد؛ مرکز لامتزاج الدیانة والسیاسة

یقول الشیخ طه الوالی نقلا عن کتاب الأزهر: لم تنحصر الأهداف المبدئیة فی الإسلام فی القضایا العبادیة فحسب، عند قیامه ببناء المساجد. بل ان الأهداف السیاسیة والاجتماعیة کانت تقع فی الأولویة، ان هذه المعابد منذ ظهور الإسلام قد نظمت لتجمع المسلمین کما کان لعلماء التفسیر والحدیث مکانة خاصة. وبما انه فی الإسلام، لم یکن لفصل الدین عن السیاسیة معنى أو مفهوم، فان اول فلسفة المساجد الوجودیة، کانت تتلخص فی نقل الأخبار وفی المرحلة الثانیة کان المسجد مرکزا للتربیة والتعلیم. (شیخ طه الولی، بیروت، ١٤٠٩ ه. نقلا عن "اللؤلؤ والمرجان فیما اتفق علیه الشیخان").

جاءت مفردة المسجد ما یقارب 28 مرة فی القرآن. ویجمع کافة المؤرخین بان الطوب الأول للمجتمع المدنی لرسول الله صلى الله علیه وآله وسلم، وضع بواسطة بناء المسجد فی مدینة یثرب.

عن الصادق علیه السلام: فی زمن النبی کان هناک جماعة لا یحضرون المسجد وفی یوم من الأیام قال النبی الأکرم صلی الله علیه وسلم: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام , ثم آمر رجلاً فیصلی بالناس , ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا یشهدون الصلاة فأحرق علیهم بیوتهم بالنار.[5]یخرج ابن مسکویه بنتیجة حول درجة اهتمام الإسلام بأمر المسجد مفادها: قد یکون سبب اهتمام شریعة الإسلام إلى الحضور فی المسجد والقیام بالصلوات الیومیة جماعیا، هو الأنس الطبیعی الذی یضرب بجذوره فی کافة أسباب الحب وتنتشر أکثر العوامل جوهریة للحرکة الاجتماعیة. [6]

أسلوب الحکام فی الدول الإسلامیة

تنطوی علاقة الحکومات بالمساجد فی الأراضی الإسلامیة –منذ فترة الحکومة الإسلامیة النبویة حتى فترة الجمهوریة الإسلامیة-على أنواع وأقسام مختلف من العلاقات. فنوعیة تعامل کافة الحکومات مع المساجد فی المقام الأول، یعد تابعا لمبادئ الرؤیة العالمیة والأیدیولوجیة السائدة على فکرة الحکام. بعبارة أکثر وضوحا، فکلما کانت أیدیولوجیة الحکام المسلمین أکثر اتحادا وأکثر انطباقا مع أیدیولوجیة الإسلامیة وکذلک الرؤیة العالمیة للإسلام، المحمدی الأصیل صلى الله علیه وآله، فکلما کانت نوعیة الاستفادة والتعامل مع المساجد اصح وتسیر على طریق الأهداف والطموحات الإسلامیة. وفی المقابل فکلما ابتعد الحکام عن الرؤیة العالمیة والأیدیولوجیة الأصیلة للإسلام، أو اتخذوا المساجد قاعدة للتزویر وسلطة الباطل على الشارع العام، کما قام به خلفاء بنی أمیة أو بنی العباس أو عندما اعتبروا المسجد کأهم قاعدة عداء مع حکومتهم، فأنهم عندها یستغلون کافة قواهم وإمکاناتهم لتهمیش المسجد، کما حدث فی فترة حکم البهلوی. بهذا العبارات یمکننا تقسیم تاریخ الإسلام من منظار نوعیة تعامل الحکومات مع المساجد إلى عدة مراحل:

أ‌)       سیرة نبی الإسلام صلى الله علیه وآله السیاسیة فی التعامل مع المساجد

یمکننا ومن مجموع الوثائق التاریخیة والروائیة الاستنباط بانه فی سیرة نبی الإسلام الأکرم، کان المسجد اول واهم رکن فی تحقیق التضامن بین الأمة والقیادة ومرکزا لاتخاذ القرارات والقیام بالممارسات التی تحتاج الحکومة إلى تواجد الناس والقیام بما ملقاة على عاتقهم، بغیة تنفیذها. فان ممارسات من قبیل: تعلیم القوات العسکریة والإعلان عن الأخبار والتعبئة العامة لمکافحة مؤامرات المنافقین[7] والتربیة والتعلیم وحل المشاکل الاقتصادیة للمؤمنین وما شابهها فضلا عن هذا فان النبی باعتباره الحاکم الإسلامی کان یرتب کافة الواجبات وشؤون حکمه بمحوریة المسجد وفی المسجد؛ انه کان یقیم المحاکم فی المسجد وکان یقوم باستشارة الکبار فی المسجد وکذلک یقسم بیت المال فی المسجد کما کان یقیم اللقاءات السیاسیة والدبلوماسیة فی المسجد.

نظرا إلى ما قیل سابقا یمکن تقسیم وظائف المسجد الحکومیة فی الجوانب التالیة:

1.    جانب الإعلان وتوعیة الأفکار العامة

2.    جانب الاستشارة واتخاذ القرار للحاکم الإسلامی

3.    جانب التربیة والتعلیم

4.    الجانب العسکری والتنظیم وإسناد المقاتلین

5.    الجانب الاجتماعی وشؤون الحسبة

6.    جانب مرکز الحکومة ومرکز إدارة المجتمع

بعد وفاة النبی الأکرم، وفی کل فترة وفقا لأخلاق الحکام والسیاسات التی کانوا ینتهجونها، کانت تتعرض وظائف المساجد السیاسیة إلى التغییرات والتطورات الکثیرة، إذ نشیر إلیها فیما یلی بإیجاز:

ب‌)أسلوب الخلفاء الثلاثة فی الحکم على المسجد

بعد وفاة النبی وتسلم الخلفاء الثلاثة مقالید الحکم، کان المسجد یعتبر قاعدة للحکم ویحمل وظائف تعلیمیة وتربویة وسیاسیة واجتماعیة وعسکریة. قد جعل الخلفاء الثلاثة المسجد کدار الخلافة، وبالاستفادة القصوى من إمکانیة تجمیع المسلمین فی الجمعة والجماعات، قد فرضوا سیاساتهم وحققوا أهدافهم –بغض الطرف عن کون الأمر حقا أو باطلا-. على هذا وفی جانب الشکل والظاهر، لم یختلف دور المسجد وبالتحدید مسجد النبی صلى الله علیه وآله وسلم اختلافا کبیرا مع ما حمله من وظائف فی عهد الحکومة النبویة؛ مع انه فی کافة البلاد الإسلامیة وبواسطة تعیین أشخاص لم یکن لدیهم التزام، فی اغلب الأحیان، بأهداف الإسلامیة الأصیلة وبغایاته –من أمثال مروان ومعاویة- أصبح المسجد مرکزا لتبریر الخیانات والظلم الذی کان یمارسه الحکام والولاة وسببا فی تفرق شمل المسلمین وبالتحدید النخبة واختلاف رأیهم، شیئا فشیئا، بدلا من ان یکون سببا فی علو کعب الإسلام وتحقیق وحدة المسلمین.

ت‌)المسجد فی حکم أمیر المؤمنین علیه السلام

بعدما تسلم أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام، أمور المسلمین ونظرا إلى ان اهم أهدافه ومقاصده کانت تتبلور فی إحیاء القرآن والسنة النبویة وإصلاح المفاسد والبدع التی وضعها الخلفاء السابقین، فأصبح إحیاء وظائف المسجد الرئیسیة وإعادة هیبته ومکانته الحقیقیة على رأس أجندة أعمال الإمام.

ان الإمام وکما فعل النبی صلى الله وعلیه وآله وسلم، والخلفاء الثلاثة السابقین، قد جعل المسجد مرکزا للخلافة والحکومة، وکان یقوم بکافة الوظائف والبرامج الحکومیة فی المسجد وبمحوریة المسجد.

مازال فی مسجد الکوفة، توجد علامات مختلفة بعنوان "دکة" إذ تبین کل منها على إحدى وظائف المسجد فی حکم أمیر المؤمنین منها: " دکة القضاء"، " دکّة الطشت"، " دکّة الفتوا" و ...

غیر ان التغییر الذی طرأ فی هذه الفترة فی علاقة الحکومة والمسجد، ظهر فی المقام الأول فی إحیاء الوظیفة المعنویة والتربیة الأخلاقیة ومنبر الوعظ والخطابة الذی قام الإمام بإحیائه وترسیخه بنفسه.[8]

ث‌)المسجد فی عهد خلفاء بنی أمیة وبنی العباس

بعد النبی صلى الله علیه وآله، کانت تعتبر الحکومة الإشراف على المساجد من الواجبات الضروریة للحکومات وکان کافة الحکام حتى لو کانوا ظالمین ولم یهتموا بکافة أحکام الإسلام، لکنهم کانوا بحاجة إلى المسجد وکانوا یعتبرون ازدهار المساجد وعظمة صلاة الجماعة الجمعة جزءا من قوتهم وعظمتهم.

یقول ابن خلدون: لم یکن الحکام فی صدر الإسلام، یحولون هذا الواجب –واجب إدارة المساجد-إلى شخص آخر، وعندما کانوا یتحدثون عن المساجد العظیمة، یقول: ان تعیین إمام هذه المساجد للخطبة والصلاة، کان من اختصاص الحاکم، وکانت کافة السیاسات الدینیة والشرعیة، کالصلاة والقضاء والحسبة، الجهاد، جزءا من الإمامة الکبرى وهو الخلیفة، وبما ان الصلاة عمود الدین، کان لها مکانة سامیة بین العبادات. على هذا فان إمامة الصلاة کان ینبغی ان تحظى بأعلى المراتب وحتى أعلى من الحکم.[9]

قسم أبو الحسن علی ابن محمد بن حبیب الماوردی (متوفى عام 450 للهجرة) فی کتاب الأحکام السلطانیة والولایات الدینیة الباب التاسع "باب الولایات على إمامة الصلوات" المساجد إلى اثنین، عند الحدیث عن علاقة الحکومة المسجد وهی المساجد السلطانیة والمساجد العامة.

انه یبین سمات للمساجد السلطانیة ومنها:

انها حکومیة تماما، بمعنى تعیین إمام الجماعة على ید الحاکم،

یجب ان یستلم إمام الجماعة راتبه من بیت المال،

یجب ان یعین إمام الجماعة على ید الحکومة، کولایة الصلاة. هذا ویجب توفیر خمسة شروط لهذا المنصب (ولایة الصلاة)،

یجب ان تتدخل الحکومة فی کافة شؤون المسجد مباشرة أو بواسطة إمام جماعة منصوب،

غیر ان سمات المساجد العامة لا تسمح بتدخل الحکومة تدخلا مباشر، غیر ان إمام الجماعة یجب ان یختار على ید الناس.

الجذور التاریخیة لتضعیف المساجد

ان تضعیف مکانة المساجد ودورها فی المجتمع الإسلامی، یضرب بجذوره فی تیار تاریخی ممتد. بعد استشهاد امیر المؤمنین علیه السلام، وتسلم بنی أمیة بزعامة معاویة بن أبی سفیان الحکم، تم استغلال المسجد للتزویر والخدعة واستغلال مکانة تجمیع المؤمنین الإستراتیجیة وبناء علاقة الحاکم بالرعیة فی السلطة واختیار الخلیفة. انه کان یعتبر نفسه خلیفة رسول الله صلى الله علیه وآله وبالتالی أکثر الأشخاص جدارة لإقامة الجمعة والجماعة. کان یلقی خطبة من على منبر رسول الله وکان یجعل المعارف الدینیة بواسطة المغالطة والسفسطة، ذریعة لممارسة الحکومة الظلم والتعسف والجور.[10]

ان الخلفاء ومن بعدهم السلاطین والملوک فی الدول الإسلامیة، کانوا یقوون هذا الجانب من وظیفة المسجد. کان شعار الله وأکبر والجهاد، حاضرا فی کافة الأراضی التی کانت یفتحها المسلمون، وکانت الصلاة تعد دلالة على المسلم والمسجد فی مقابل الکنائس التی تعتبر علامة على مجد المسلمین وعظمتهم واقتدارهم. ان المساجد الکبیر التی تعتبر فی یومنا هذا المراکز الرئیسیة فی إسطنبول الترکیة لاستقطاب السیاح، تعتبر من بقایا سلطة حکام العثمانیین وان المساجد الکبیرة التی کانت متوفرة فی کافة أنحاء شبه القارة الهندیة، تدل على سلطة المسلمین. فی یومنا هذا وفی مدینة کإسطنبول التی یحاول حکامها العلمانیین القضاء على الإسلام، منذ ما یقارب قرن من الزمن، یرفع صوت الأذان فی خمسة أوقات یومیا ویهز أسس هذه المدینة السیاحیة، اذ یتجه المصلین بکثافة إلى المساجد وحتى فی الدول المتخلفة ظاهریا من أمثال إثیوبیا، تمتلئ المساجد من المصلین وبالتحدید فی شهر رمضان بحیث یقف الناس فی الطوابیر وینتظرون انتهاء صلاة الجماعة الأولى وتتکرر هذه الحالة فی بعض الأحیان حتى أربع مرات. ان هذه الأعمال تدل على دعایة الحکام والسلاطین وتوعیتهم للحفاظ على قاعدتهم الشعبیة فی المساجد.

من جهة أخرى ان فتح البلدان وتعرف الحکام إلى أسلوب الحکم ومنهجه عند غیر المسلمین –وبالتحدید حکام الروم وإیران-أوصل النزعة إلى التجمل والإشرافیة إلى ذروتها لدیهم، وهذه السمة أدت إلى انشاء قصور فخمة وکذلک أفضت إلى حکم الخلفاء فی هذه الأبنیة المعارضة مع روح الإسلام. لم یبق المسجد شیئا فشیئا مرکزا للخلافة والحکومة وحل محله قصر معاویة الأخضر فی الشام وکافة القصور فی البلاد الإسلامیة الأخرى طوال التاریخ. ان هذه القضیة مثلت أولى البدایات لتهمیش المساجد فی المجتمع الإسلامی. غیر ان وظائف کالتربیة والتعلیم کانت قد بقت منحصرة فی حوزة المساجد.

یقول ابن بطوطة: قبل ان ینشئ نظام الملک مدارس تعرف بالنظامیة، کان الدرس والتعلیم قد ترکز فی المساجد وهکذا کان یعد التعلیم والتعلم جزءا من العبادة.[11]

ج‌)  المسجد فی عهد الحکم الصفوی حتى البهلوی:

بما ان الدولة الصفویة هیمنت على أمور البلاد بشعار التشیع، فقامت منذ البدایة وبإتباع کافة الحکام والسلاطین المسلمین بإنشاء مساجد کبیرة فی مختلف المدن، لکن بعد مرور فترة من الزمن، انخفضت وتیرة هذا العمل ذلک لان الناس لم یبلغوا بعد درجة من الوعی الثقافی حتى یستوعبوا ضرورة إنشاء المساجد وتطویرها وکذلک فائدة هذا العمل. کما لم تکن ترى الحکومة الصفویة نفسها بحاجة إلى هذا الأمر. على هذا بدأت مساجد الشیعة فترة الغربة لها، وکلما تقدم الزمن، کلما زادت هذه الغربة، بحیث اعتبر فی عهد القاجاریة وبالتحدید عهد البهلوی الأول والثانی، المساجد رمزا للتزمت ومانعا للتقدم ومواقع لحیاکة المؤامرات وما شابهها من أمور، وعلى هذا أصبحت محاربة المساجد ونشاطاتها على رأس سیاسات الحکام لهذه الحکومات.

هذا وفی تلک الفترة، أبدى العلماء وکبار المراجع مقاومة فی مواجهة هیمنة الحکومة على المساجد، نتیجة لاستیعابهم خطر تبعیة موقع الدین إلى الملوک ووقف العلماء وعلماء الدین فی عدة مرات بوجه الحکومات عندما أرادت بسط الهیمنة على المساجد. بلغت تلک المقاومة درجة أفتى بعض المراجع تقدیم أی شکل من المساعد. ان الإمام الخمینی رحمه الله تحدث عن هذا الأمر فی الرسالة العلمیة وخصص عدة قضایا فی مجال الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، لتحریم تعاون العلماء مع الدول الظالمة وحکم بعدم عدالتها.[12]

ح‌)  المسجد فی فترة حکم الجمهوریة الإسلامیة

یمکن تقسیم وضع المساجد فی فترة 34 بعد تأسیس نظام الجمهوریة الإسلامیة المقدس إلى ثلاث فترات:

فترة الازدهار والرخاء: بما ان الإمام الخمینی رحمه الله تعالى وأصحابه، جعلوا المسجد قاعدة والدین أساسا وشعارات الإسلامیة الأصیلة، کرکیزة رئیسیة للثورة الإسلامیة، فجعلوا تلقائیا تلک الأمور المقدسة فی ذهن الناس وقلوبهم کأهم القضایا. فی فترة النضال وحتى بعد سنوات من انتصار الثورة الإسلامیة، أصبحت المساجد أکثر ازدهارا ونشاطا. کانت تبدأ کافة القرارات من المسجد وتنتهی هناک. ان الشؤون الرئیسیة للثورة والنظام کانت تتابع فی حصن المسجد. وکان یعرف الناس المساجد کشبکة للقیام بتعلیمات قیادة الثورة وسیادة النظام الإسلامی. ان هذا الازدهار بلغ ذروته فی استقطاب الشباب والناشئین واسع النطاق إلى المساجد والتعلیم والتربیة وتنظیمهم للتواجد فی ساحات الجبهات أو النشاطات الثقافیة والعسکریة خلف الجبهات.

ربما لم یصبح المسجد فی أی فترة، کما کان فی الأربعینات حتى الستینات شبیها إلى المساجد فی فترة حکم نبی الأکرم صلى الله علیه وآله. مع انه فی هذه الفترة ولأسباب مختلفة، کان هناک فارق کبیر فی الجانب الکمی والکیفی مع نموذج مسجد النبی ولأسباب مختلفة، لکن عند المقارنة مع الفترات السابقة وحتى الراهنة، کان قریبا جدا من ذلک الطراز والمظهر الإسلامی.

فترة الرکود النسبی: بعدما وضعت الحرب أوزارها، حدث التغییر فی سیاسات دولة الجمهوریة الإسلامیة، اذ اتجهت نحو التنمیة العمرانیة والاقتصادیة وقلة اهتمام المدراء والمسئولین فی المجتمع، بقضیة الثقافة وکذلک بدایة الغزو الثقافی الغرب الذی استهدف مجتمعنا الحدیث، فأول ما الحق به ضررا فی البنى والهیاکل، تبلور فی المساجد. ان رؤیة دولة البناء، کانت إعادة بناء البنى التحتیة الاقتصادیة والتنمیة الصناعیة للبلاد فحسب، فأصبحت فی هذا المجال البنى التی تمتلک قیمة التخطیط والاستثمار، ذات جدوى وخرجت المساجد من دائرة الاهتمام تلقائیا. استمرت نفس الوتیرة فی دولة الإصلاحات باتخاذ مقاربة حدیثة وتحت عنوان "التنمیة السیاسیة والدیمقراطیة". فی هذه الفترة ظهرت البنى الحدیثة والمعارضة للثقافة المحلیة للمجتمع الإسلامی فی مقابل المساجد وبتکالیف الحکومیة الکبیرة، فتم إنشاء دور الثقافة واحد تلو الأخرى بمختلف برامجها ونشاطاتها بغیة استقطاب مختلف الطبقات وبالتحدید الشباب والناشئین وکانت جمیعها تتشابه مع الأخرى فی قضیتین: الأولى النظرة اللیبرالیة والمتجاوزة للدین للنشاطات الثقافیة بحیث کانت تعلم العزف على القیثارة والحرکات ذات التنسیق وأنواع الریاضة المحلیة وغیر المحلیة حتى تعلیم القرآن والتواشیح. وثانیا القائمة بذاتها، بل تلک التی تأتی للدولة بالفائدة المالیة.

فترة إحیاء المساجد وتقویة دورها

بعد تسلم الدولة التاسعة مقالید الحکم، رجعت المساجد بسببین إلى دائرة البنى الاجتماعیة المؤثرة، مع ان هذه العملیة کانت بطیئة. أما السببان فهما:

الأول) المقاربة الثقافیة للدولة والرئیس للجمهوریة التاسع الذی مهد الأرضیة لإحیاء دور المساجد وأهل المسجد فی مجال السیاسة والثقافة والاجتماع إلى حد ما. هذا وان الدعم الواسع النطاق القانونی والمادی والمعنوی من المساجد، تبلور فی نفس تلک النظرة.

الثانی) بسبب تفاقم قضیة الغزو والناتو الثقافیة الغربیة التی أثارت الهواجس فی نفوس النخبة وأصبحت على المستوى العام الشعبی مظاهر الفساد والتحلل وما ماثلها عاملا للقلق، اذ مال الناس والمسئولین بغیة الحؤول دون نشر موجة هذا الغزو المعارض للثقافة بالتعاون وإبداء رأیهم. فان اول بنیة فی الثقافة الإسلامیة للمجتمع وبإجماع الجمیع یمکنها ان تؤدی دور الملجأ والحصن للشباب، کانت المساجد. هذا وان کلامنا هذا لا یعنی بلوغ المساجد ذروتها وبلوغها للنقطة المنشودة، بل ان القصد هو إذ کان المسئولون لشؤون المساجد أذکیاء ویستغلون الفرص، فان الأرضیة المبدئیة بغیة إعادة العمل ونشر دور المسجد ووظائف المسجد أکثر من أی زمن آخر فی السنوات المنصرمة.

مؤشرات مسجد مظهر النظام الإسلامی

نظرا إلى ما أوردناه فی السطور السالفة فمن المؤکد یعتبر الإیمان بدور مکانة المسجد الفریدة بنوعها فی تحقیق النظام الإسلامی أهدافه وطموحاته السامیة، یعتبر اول الشروط فی إحیاء وظائف المساجد. بغیة تحقیق هذا الهدف یجب بدایة دراسة ما نتوقعه من المسجد فی إطار مؤشرات مسجد مظهر وطراز للنظام الإسلامی، ومن ثم نقوم بواسطة دراسة الحالة الراهنة بغیة تحقیق الوضع المنشود، بالتخطیط والعمل.

أسس المسجد:

ان إمام الجماعة وکما قال قائد الثورة الإسلامیة الکبیر "المدیر الطبیعی للمسجد".

یعد المأمومین أهم دلالة لعمران المسجد، بواسطة تواجدهم المنظم والکثیف فی المسجد.

مجلس الأمناء: التی تقوم نیابة عن الناس وبتأیید إمام الجماعة بمساعدة إمام الجماعة لإدارة شؤون المسجد.

التنظیمات الناشطة فی المسجد، کالقاعدة القوات التعبویة والجمعیة الثقافیة والفنیة للمسجد و... التی تتولی القیام بالشؤون الثقافیة والاجتماعیة والسیاسیة فی المسجد وتقوم بمساعدة إمام الجماعة وإسناد قوات المقاومة، بحراسة قیم الثورة الإسلامیة.

الخادم: الذی یقوم بنظافة المسجد کما ینبغی وفی الوقع المحدد ویرتب الأمور، وبهذا یمهد الأرضیة لإقامة الصلاة والقیام بکافة الواجبات فی المسجد.

بناء المسجد وإمکاناته

سمات المسجد النموذجی

أ‌-    سمات المسجد النموذجی العبادیة

ان المسجد هو أعلى مکان لعبادة العبد أمام المعبود. السُّجودُ مُنتَهَی العِبَادَة مِن بَنی آدَمَ.[13]

ان المسجد هو مکان عبادة الله تعالى بإخلاص. وَ اَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً.[14]

المسجد هو مزار الله تعالى. جاء فی حدیث قدسی عن نبی الإسلام صلى الله علیه وآله وسلم: اَلا طُوبَی لِعَبْدٍ تَوَضَّأ فِی بِیْتِهِ ثُمَّ زارَنی فِی بَیْتی.[15]

ان المسجد بیت الله على الأرض: اِنَّ بُیُوتی فی الأرْضِ المَساجِدُ تُضِیءُ لِأهْلِ السَّماء کَمَا تُضِیءُ النُّجُومُ لِاَهْلِ الاَرْضِ.[16]

ب‌-   سمات المسجد النموذجی التربویة

ان المسجد یعتبر أفضل موقع للعبادة وأفضل عامل للتربیة النفسیة للإنسان وتلبیة أهم الحاجات الطبیعیة له. ان التربیة لیست الا الإجابة الصحیحة وفی الوقت المناسب والمتوازنة للحاجات وتربیة المواهب تربیة کاملة وشاملة. مع ان العبادة فی کافة الأمکنة توفر هذه الحاجة الطبیعیة والمعنویة بشکل نسبی؛ الا انه یتم تلبیة هذه الحاجة فی المسجد ودار العبادة بشکل أفضل وأکمل؛ والسبب فی هذا الأمر، هو ان الإنسان کائنا اجتماعیا ویترک الفردیة والوحدة والغطرسة والأنانیة فی ظل العبادة الجماعیة وبواسطة انضمامه إلى جموع العابدین والمصلین یمکنه ان یؤدی دوره فی إقامة الصلاة وإزالة الفحشاء والمنکر.

ان المسجد هو مأمن المؤمن من الأضرار الأخلاقیة. فالمعصومون علیهم السلام وفی أحادیثهم اعتبروا المسجد الملاذ والمأمن للمؤمن.[17] ان الإنسان یبتعد عن الهواجس والقلق والکآبة والحیرة فی ظل هذا الملجأ ویصل إلى بر الهدوء ببرکة ذکر الله تعالى. جاء فی الذکر الحکیم: ألا بذکر اللهِ تطمئنّ القلوب.[18] ربما لهذا السبب أوصى الإمام الصادق علیه السلام، المسلمین باللجوء إلى الصلاة والمسجد عند مواجهة المشاکل والهموم الدنیویة.[19]

ان المسجد هو مکان مقدس وخال من الذنب والرجس. ان تواجد المؤمن فی المسجد هو بمثابة ارتداء الحاج الإحرام فی الحج. مع ان الذنب مذموم وقبیح فی کافة الأمکنة، الا انه یزداد قبحا فی المسجد.[20] على هذا فالمؤمن یجب ان یبذل کل ما لدیه من جهد وسعی کی لا یتلوث هذا المکان بالذنوب وإلا یتفوه بالکلام الظالم[21] وان لا ینتهک أعراض الآخرین[22] ویترک الغیبة[23] والکلام اللغو[24] وان یبتعد عن الحوارات والأحادیث التی تنشر رائحة الدنیویة وحب الدنیا.[25]

ان المواظبة على الابتعاد عن الذنوب واللغو فی المسجد یعد فی الواقع نوعا من ممارسة الأعمال الصحیحة والابتعاد عن المساوئ. ان الآثار البناءة والتربویة الناجمة عن الحضور فی المسجد، تنتقل إلى أعمال المؤمن الأخرى وکافة الأزمنة والأمکنة فی حیاته شیئا فشیئا. وان هذا هو أفضل أسلوب للتربیة غیر المباشرة.

ان المسجد هو مکان للتحلی بالزینة المعنویة ان القرآن یوصی المؤمنین بانه عند الحضور فی المساجد، ان یتزینوا، دائما وان هذه الوصایا تنطوی على أنواع الزینة وهی کالتالی:

الزینة الظاهریة کاللباس الجمیل والمعطر والعطر والرائحة الجیدة وطهارة الجسم وتصفیف الشعر واللحیة و...

الزینة المادیة وتشتمل على المال والبنون اذ جاء فی الذکر الحکیم عنهما: المالُ و البَنون زینة الحیوة الدّنیا ...[26]

الزینة المعنویة وتعنی السمات الحسنة والسجایا الأخلاقیة کالصدق والخلوص والحنون و...[27]

ان المسجد هو مرکز علاقة الصالحین ببعض. ان خبراء التربیة یشددون بالإجماع على الدور الخاص للصدیق والرفیق النصوح فی تربیة الإنسان. ان الإسلام ینشر هذا الأصل التربوی ویدعمه کذلک. کما وردت قضایا کثیرة فی القرآن الکریم وکذلک فی روایات المعصومین علیهم السلام، حول أهمیة وضرورة البحث عن الأصدقاء الطیبین وسبل اختبار الأصدقاء وآداب الصداقة والعشرة وحقوق الأصدقاء والرفقاء والحفاظ على صداقة الصالحین.

ان المسجد وبواسطة توفیر أرضیة ملائمة لتربیة الإنسان الروحیة، ان بناء العلاقة الودیة مع المحسنین تقوی الجوانب الإیجابیة للتربیة –أی التشجیع على القیام بالفضائل والترغیب إلیها-فی الفرد وکذلک ترسخ الجانب السلبی –أی القوة على الابتعاد عن الرذائل.

ان المسجد یعد بمثابة أرضیة ملائمة لتربیة الأخلاق الاجتماعی. ان العزلة والابتعاد عن الجمع، مرض روحی، بینما الانضمام إلى الجمع والطابع الاجتماعی –فی المستوى المعقول له، یدل على سلامة الروح والنفس فی الإنسان والتعادل الفکری عنده. ان المسجد وبدعوة المسلمین إلى الجمع بشکل دائم، یقوی أخلاق النزوع إلى الجمع والمرونة والقبول بالنظم فی نفوسهم. ویزیل التطرف والتغرب عن الجمع منهم.

ان المسجد یعتبر قاعدة لتقویة التضامن والتعاون والمساعدة فی المشاکل. ان المساجد عادة تشکل مکانا للحدیث عن المشاکل والمعضلات الاجتماعیة. فمن الطبیعی ان یبث الحضور فی هذا المکان روح الالتزام والتضامن فی نفس الشخص. ان تربیة هذه السجیة الحسنة فی نفوس الأشخاص، یعتبر نوعا من النضال مع روح عدم الالتزام واللا مبالاة. انها میزة أخلاقیة لو توفرت فی نفوس أبناء المجتمع وبالتحدید الجیل الشاب منهم، فأنها توجه أضرار جوهریة على جسد هذا الاجتماع.

السمات الثقافیة –التعلیمیة للمسجد النموذجی

ان الدور التعلیمی –الثقافی للمسجد یأتی على رأس الجوانب الأخرى، بعد الجوانب العبادیة. ففی الأساس ان بناء المسجد فی الإسلام، یعد بمثابة بناء أکبر مدرسة إسلامیة. فان المسلمین وحتى القرون المنصرمة لم یکونوا یعرفون ظاهرة تسمى المدرسة –بالمعنى الغربی والحدیث لها-. فقبل ظهور المدرسة التی لا یتجاوز تاریخها أکثر من قرنین، کان المسجد المرکز التربوی والثقافی الوحبد والمهم فی الدول الإسلامیة. بحیث کانت قضیة تطرح فی صفوف الفقهاء حتى الفترة الأخیرة وهی هل یجوز إنشاء المدرسة أم لا؟[28]

المؤشرات العامة لمسجد المظهر الإسلامی

1-  توعیه وتثقیف حرکة الأمة الإسلامیة

2-  إحیاء واجبات المساجد وإعادة تعریفها

3-  تقدیم الخدمات فی الجوانب الدنیویة والمعنویة

4-  تقریب الناس إلى المعتقدات الدینیة

5-  الإعلام المرئی والمسموع للناس وبالتحدید الشباب منهم

6-  مرکز لتربیة الشباب وتعلمیهم

7-  مرکز للوعظ والتربیة وتهذیب نفس الناس

8-  مرجع لمعالجة مشاکل المحرومین

9-  مکان لتربیة القوات المستعدة والاستفادة الجیدة منها فی مختلف المجالات

10- مکان آمن وسبب الخیرات والبرکات للناس

11-  امتلاک الإدارة الجیدة والناشطة

12-  إعطاء الأهمیة إلى کیفیة البرامج

13-  مرکز للدعایة والإعلام فی العالم الإسلامی

14-  الملجأ فی الشدائد

مؤشرات إمام جماعة المسجد المثالیّ

جاء فی وثیقة مساجد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی عام 1404 للهجرة الشمسیة حول مؤشرات امام الجماعة المنشود: ان یتمتع بأئمة جماعات علماء ومفکرین ومتقین وعارفین بالقضایا المعاصرة وعارفین بفنون المشاورة والإدارة وان یتمتعوا بإمکانیة بناء علاقة واسعة النطاق.

کما قال سماحة قائد الثورة الإسلامیة فی نداءه لملتقى الصلاة العام التاسع عشر: رجل الدین الورع والمتعقل والخبیر والمخلص فی المسجد کالطبیب والممرض فی المستشفى یبعث فی المسجد الروح والحیاة.

على هذا یبدو ان اهم مرحلة فی رسم صورة مسجد المظهر الإسلامی، وبعد القیام بالدراسة والاستیعاب العمیق لدور المسجد الفرید بنوعه فی الرقی بثقافة المجتمع الدینی وتطویر أهداف الثورة والنظام الإسلامی، تتجلی فی إحصاء وتبیین مؤشرات امام الجماعة لمثل هذا المسجد، ذلک انه وبنفس القدر الذی یحتاج أساس إنشاء المسجد فی منطقة جغرافیة إلى الهدایة فی توفیر العتاد، فان حضور عالم الدین المناسب ومظهر وطراز النظام الإسلامی للإمامة وإدارته یعد ضروریا فی جانب البرمجی. وکما قال سماحة القائد: النقطة المهمة الأولى هو بناء المسجد وتواجد رجل الدین المناسب فیه.[29]

قام الدکتور رسول عباسی وفی کتابه المعنون بـ "مسجد طراز إسلامی" بتقسیم سمات امام الجماعة إلى أربعة مکونات شاملة وهی کالتالی:

"امتلاک الهدف"

"الفضائل الأخلاقیة"

العلم والمهارات"

"الرغبة"

ثم انه قام بتبیین تلک المکونات تحت المؤشرات الواضحة کالتالی:

المکونات

المؤشرات

امتلاک الهدف

1) دافع هدایة الآخرین

2) دافع بناء الذات وتهذیب النفس

الفضائل الأخلاقیة

3) الخلق الحسن وحسن المعاشرة

4) سعة الصدر والتساهل

5) صون الأمانة والتقبل بالمسئولیة

6) الصدق والوفاء بالعهد

7) العدالة الفقهیة والتقوى

8) الإخلاص

9) التواضع

10) النظم ومعرفة الوقت: الحضور المنتظم والنظم فی إدارة الأمور

11) انتهاج العدالة فی التعامل مع الناس والاهتمام بکافة الأشخاص

12) الحیاة البسیطة والابتعاد عن تجمل الدنیا

13) الوقار وثبات الشخصیة

14) الشجاعة واستقلال الرأی

15) الالتزام بالولایة

16) الاعتماد على الذات والصرامة

17) حسن الشهرة

18) الأناقة والجاذبیة الظاهریة

العلم والمهارة

- التقدم فی بناء العلاقات

- معرفة المخاطب

- الاستماع المؤثر

- العلاقات المؤثرة

- فن الخطابة

- الذکاء العاطفی

- التفکر التحلیلی وقدرة الاستیعاب وشرح الواجبات وقیم المسجد

- الفکر الخلاق

- الوعی والبصیرة والرؤیة السیاسیة

- العلم الدینی (الفقه والأصول والکلام والتفسیر و...)

- معرفة الثقافات الجزئیة

- قراءة الصلاة قراءة صحیحة وتلاوة القرآن صحیحا

الرغبة

- الاهتمام بحل مشاکل الناس وقضایاهم

- بذل المساعی وامتلاک روح المثابرة فی المسجد

 

 فضلا عن السمات أعلاه، هناک مؤشرات وسمات أخرى یتوقع من إمام جماعة المسجد المثالیّ القیام بها[30] وهی کالتالی:

الشعبیة الاجتماعیة: شدد أئمة الإسلام على شعبیة إمام الجماعة ومقبولیته ووجوب ان یحظى بقبول المصلین وینال رضاهم کثیرا. قال النبی الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم: ثَمَانِیَةٌ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَلَاةً الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی مَوْلَاهُ وَ النَّاشِزُ عَنْ زَوْجِهَا وَ هُوَ عَلَیْهَا سَاخِطٌ وَ مَانِعُ الزَّکَاةِ وَ إِمَامُ قَوْمٍ یُصَلِّی بِهِمْ وَ هُمْ لَهُ کَارِهُونَ...[31]

یرى رحیم نوبهار اعمادا على تلک المؤشرات بانه یجب تسلیم اختیار امام جماعة المسجد إلى الناس –سواء کانوا جیران المسجد أو بعیدین عنه-. فان منح اختیار امام جماعة المساجد إلى الناس الذین یعیشون بالقرب من المسجد الذی یؤدی بالناس إلى اختیار الشخص الذی یحبونه کإمام للمسجد. إلى جانب هذا الامر فعادة ما تکون معرفة الناس بسبب قربهم من الأشخاص أکثر واقعیة وان مدى الخطأ فی اتخاذ هذا القرار یقل کثیرا. ان هذا الامر یجعل کذلک النظام الإسلامی بغنى عن وجود مرکز تقع على عاتقه عملیة اتخاذ القرار.[32]

الاهتمام بواجبات إمام الجماعة

یجب على إمام الجماعة وفضلا عن إدارة المسجد إدارة صحیحة وإقامة صلاة الجماعة ان یأخذ بعین الاعتبار عدة قضایا وهی:

مراعاة أوقات المصلین وأحوال الضعفاء

یقول الإمام الصادق علیه السلام فی هذا المجال: إِذَا کُنْتَ إِمَاماً أَجْزَاَتْکَ تَکْبِیرَةٌ وَاحِدَةٌ لِأَنَّ مَعَکَ ذَا الْحَاجَةِ وَ الضَّعِیفَ وَ الْکَبِیر.[33]

قال امیر المؤمنین علیه السلام: آخِرُ مَا فَارَقْتُ عَلَیْهِ حَبِیبَ قَلْبِی اَنْ قَالَ: یَا عَلِیُّ إِذَا صَلَّیْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ أَضْعَفِ مَنْ خَلْفَکَ[34]

وجاء فی روایة أخرى من النبی الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم: مَنْ أَمَّ قَوْماً فَلَمْ یَقْتَصِدْ بِهِمْ فِی حُضُورِهِ وَ قِرَاءَتِهِ وَ رُکُوعِهِ وَ سُجُودِهِ وَ قُعُودِهِ وَ قِیَامِهِ رُدَّتْ عَلَیْهِ صَلَاتُهُ وَ لَمْ تُجَاوِزْ تَرَاقِیَهُ وَ کَانَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةَ أَمِیرٍ جَائِرٍ مُتَعَدٍّ لَمْ یَصْلُحْ لِرَعِیَّتِهِ وَ لَمْ یَقُمْ فِیهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ.[35]

تحدید أوقات محددة لحل المشاکل

مع ان تنفیذ هذه الخطة، لیست بضروریة فی کافة المساجد؛ الا انه یجب ان یحضر امام الجماعة نظرا إلى حاجة المکان فی ساعات محددة یومیا أو أسبوعیا فی المسجد کی یرد على الأسئلة ویقوم بحل المشاکل الفردیة والخلافات الاسریة وان یکون على علاقة بمراکز الحوزة والمتخصصین کی یقدم الجوانب الصحیح للسائلین.

الحفاظ على الهدوء فی المسجد

تقدیم برامج تزید من جاذبیة المساجد

تأسیس مجلس الأمناء

إزالة العراقیل أمام استقطاب الشباب إلى المساجد

 

 

 

 

 

 

فهرس المصادر:

الکتب:

امام خمینی قدس سره الشریف؛ صحیفه امام؛ مؤسسه تنظیم و نشر آثار امام خمینی ره؛ تهران؛ ١٣٨٥.

ابن اخوه، ‌معالم القربه فى احکام الحسبه، اصت مکتبه دار الفنون بغداد، مکتبه المثنى بکیمبریج ١٩٣٧.م.

ابن أبی الحدید المعتزلی، انتشارات کتابخانه آیة الله مرعشی، قم، ١٤٠٤ ق.

ابن مسکویه، تجارب الأمم؛ ترجمه أبو القاسم إمامی؛ نشر سروش، ١٣٩١.

ابن هشام، سیرة رسول الله، ترجمه رفیع الدین إسحاق بن محمد همدانی، شرکت افست، چاپ دوم، ١٣٦١.

أسد حیدر، الإمام الصادق و المذاهب الأربعة، المجلد ١-٢ دار الکتاب العربی، بیروت، سال ٠ ١٣٩ ه . ق.

البخاری، محمد بن إسماعیل، صحیح البخاری، مقدمة محمد منیر الدمشقی، بیروت ۱۴۰۶/۱۹۸۶.

بدر الدین، أبی ‏محمد محمّد ابن أحمد العینی؛ عمده القاری فی شرح صحیح البخاری،  دار الکتب العلمیة، بیروت، ١٤٠٥ ه.ق.

الحر العاملی، محمد بن حسن؛ وسائل الشیعه، دوره ٢٠ جلدی، اسلامیّه تهران، چاپ ششم، ١٤٠٣ هـ .ق.

الرازی، ابو الفتوح: تفسیر، لقیم و حواشی مهدی الهی قمشه ای، انتشارات علمی، تهران ١٣٢٥.

رضایی، علی، جایگاه مساجد در فرهنگ اسلامی، مؤسسه فرهنگی ثقلین، اول، قم، ١٣٨٢.

الصدوق؛ من لا یحضره الفقیه، جامعه مدرسین، قم، ١٤١٣ ه . ق، چاپ سوم.

الطباطبایی، تفسیر المیزان، مؤسسه اعلمی، بیروت، چاپ دوم، سال ١٣٩١ه.ق.

طه الولی، المسجد فى الاسلام، دار العلم للملابین، بیروت، ١٤٠٩ ه. ق.

قرائتی؛ تقی؛ آیین امامت مسجد، مؤسسه مسجد، قم، اول، ١٣٨٧.

کاشف الغطاء؛ کشف الغطاء، شیخ جعفر جناحی حلّی؛ دار الطباعة سیّد مرتضی، ١٣١٧ه.ق.

کلینی؛ محمد بن یعقوب؛ الکافی، تصحیح: علی اکبر غفّاری، دار الکتب الاسلامیّه، تهران، چاپ سوّم، ١٣٨٨ هـ.ق،.

الکلینی؛ محمد بن یعقوب، روضه الکافی؛ دار التعارف، بیروت، ١٤١١ هـ .ق. الماوردی، علی بن محمد بن حبیب، الاحکام السلطانیه، دار الکتب العلمیه؛ بیروت، ١٤٠٧.

المجلسی؛ محمد باقر؛ بحار الانوار، بیروت، دار احیاء التراث العربی، چاپ سوّم، ١٤٠٣ هـ ١٩٨٣ م

النوری؛ حسین بن محمد تقی؛ مستدرک الوسائل و مسنتبط المسایل، محدث نوری، مؤسسه آل البیت لأحیاء التراث، قم، ١٣٨٤ ه.ش.

ابن سعد، محمد بن سعد الطبقات الکبری؛ مرکز اطلاعات و مدارک اسلامی ، تهران، ١٣٧٨.

موحد؛ دکتر محمد على موحد، ابن بطوطة، طرح نو، سال ١٣٧٦.

النجفی، شیخ محمد حسن، جواهر الکلام؛ مؤسسه الامام صاحب الزّمان (عج)؛ مشهد مقدّس؛ ١٤١٧ ه.ق.

نوبهار؛ رحیم؛ سیمای مسجد؛ قم، چاپ اوّل، ١٣٧٣ هـ .ق.

الواقدی؛ محمد بن عمر؛ المغازی، ترجمه محمود مهدوى دامغانى‏؛ مرکز نشر دانشگاهی

الفرّاء؛ قاضى ابویعلى محمد بن حسین، الاحکام السلطانیه، نقلا عن سیمای مسجد، رحیم نوبهار.

المقالات:

بایدها و نبایدهاى مسجد: محمد جواد فتاحى

رسالة سماحة قائد الثورة إلى مؤتمر الصلاة التاسع عشر؛ مهرماه ١٣٨٩.

رابطه نظام اسلامى و مساجد، رحیم نوبهار ، موسسه فرهنگی تبیان، قم، ١٣٨٧.

رابطه مسجد و حکومت؛ محمد جواد أبو القاسمی؛ معاونت فرهنگی، آموزشى و پژوهشى سازمان برنامه و

گزیده مأخذ شناسی نقش زمان و مکان در فقه؛ محمد نوری؛ آیینه پژوهش، ١٣٧٤، عدد ٣٦.

گزیده مأخذ شناسی نقش زمان و مکان در فقه ؛ محمد نوری  آینه پژوهش؛ بهمن و اسفند ١٣٧٤؛ عدد ٣٦

نقش و عملکرد مسجد در تربیت /عبد الرضا ضرّابى معرفت ١٣٧٩ عدد ٣٣

ویژگی های مسجد نمونه ، اسماعیل طهمورثی، صحیفة رسالت، عدد ٥٨٥١، ١١/٢/٨٥.

ویژگی های امام جماعت موفّق؛ محمد مهدی قجری؛ مجلّه مبلّغان؛ عدد مرداد ١٣٨.

المواقع والمدونات:

باشگاه اندیشه؛ اجتهاد و مقتضیات زمان از دیدگاه امام خمینی (ره)؛ بی نام.

١.      http://www.tebyan.net/newindex.aspx?pid=١٩٦٦٧&BookID=٨٧٠٩٧&Language=١

المواقع الالکترونیة:

دین و  اندیشه سیاسی در خاور میانه؛ مسجد و سیاست؛ محمد بشیر احمدی.

http://accuracy.mihanblog.com/post/٣٧

نقش مسجد در زمینه سازى ظهور امام زمان (عج)؛ جواد افسر بیگی؛ سایت تبیان

http://www.tebyan.net/newindex.aspx?pid=١٠٢٨٣٤&ParentID=٠&BookID=٨٧٥٩١&MetaDataID=٧٢٣٠&Volume=١&PageIndex=٠&PersonalID=٠&NavigateMode=CommonLibrary&Content

 

 

 

 



[1] . بیت الله وبیت الناس، خلوة الأنس مع الله وتجلی الحشر مع الناس، قطب الذکر والمعراج المعنوی ومیدان العلم والجهاد والتدبیر الدنیوی، مکان العبادة ومقر السیاسة، ثنائیات مترابطة تظهر صورة المسجد الإسلامی و فروقه عن أماکن العبادة الشائعة فی الأدیان الأخرى. فی المسجد الإسلامی یمتزج وجد العبادة الخالصة وبهجتها مع توثب الحیاة الطاهرة والعقلانیة والسلیمة، و یقترب الفرد والمجتمع من الطراز الإسلامی لهذه الحیاة.... و لکن ما لم یؤدَّ هذا الواجب بتمامه وکماله یجب أن لا یغفل بل لا یستطیع أن یغفل أیّ منا عن الخطر الذی یهدد المجتمع والشباب والعوائل والأجیال القادمة بسبب قلة المساجد أو ضعفها، أو أن نحرم أنفسنا من البرکات العظیمة التی یهدیها المسجد بطرازه الإسلامی لبلادنا و نظامنا و شعبنا..( نداء الإمام الخامنئی لملتقى الصلاة العام التاسع عشر).

[2] . مسجد طراز اسلامی؛رسول عباسی؛ستاد عالی هماهنگی و نظارت عالی بر کانون های فرهنگی و هنری مساجد؛ ١٣٩٠؛تهران

[3] . هناک الکثیر من البحوث التی تمت على ید الباحثین والعلماء المسلمین – من الشیعة و السنة-وفی بعض الأحیان على ید المستشرقین تتمحور حول "تاثیر متطلبات الزمان والمکان فی قضیة الاحکام الفقهیة" اذ نشیر فیما یلی إلى بعض منها و نقدم إیضاحات جزئیة حولها. (نقلا عن مقالة: نوری، محمد، گزیده مأخذ شناسی نقش زمان و مکان در فقه؛ آیینه پژوهش، ١٣٧٤، شماره ٣٦).

1.       ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد. العلماء من بین البشر أبعد عن السیاسة ومذاهبها، مقدمة ابن خلدون، الجلد الثانی، ترجمة: محمّد پروین گنابادى. تهران: ترجمه و نشر کتاب، ١٣٥٩. ص ١١٤٦ - ١١٤٨. لفت ابتعاد الفقهاء عن متطلبات الزمان والمکان اهتمام ابن خلدون وقام بدراسة الامر فی فصل من مؤلفه. ان فذلکة البحث الذی قدمه تفید: ان الاهتمام بالقضایا النظریة والمعاییر والاستدلالات الفقهیة والابتعاد عن التفاصیل والقضایا الخارجیة یؤدی إلى الانقطاع عن الواقع الاجتماعی وإذا ما دخلوا فی السیاسة کفن واقعی فانهم یرتکبون الخطأ.

2.       البوطى، محمد سعید رمضان. «مجمل الشبهات التى تثار حول تطبیق الشریعة الاسلامیة فى العصر الحدیث». العودة الى الاسلام، دمشق: الرسالة، ١٤١٣ ق. ص ٨٩ - ٩٣٨.

3.       تفاحه، احمد زکى. «صلاحیة التشریع الاسلامى لتطبیق لکل زمان و مکان» . الاسلام و الحکم. بیروت، دارالتعارف للمطبوعات، بى تا، ص ٢٢٧ - ٢٩٧. ان احکام الإسلام لیست متغیرة مطلقا ولا ثابتة، فبعض منها ثابتة والبعض الاخر متغیرة. ان تغییر الاحکام وتطورها یأتی بسبب تطور الزمان وظهور مختلف الاحداث.

4.       جمال، احمد محمد. «حول تغیر الاحکام بتغییر الازمان». البعث الاسلامى، جلد نوزدهم، ش ٥، ص ٦١ - ٦٤.

5.       .         جناتى، محمّد ابراهیم. «نقش زمان و مکان در اجتهاد». ادوار اجتهاد از دیدگاه مذاهب اسلامى. چاپ اول: تهران، کیهان، ١٣٧٢، ص ٤٣٥ – ٤٧٩. خضع حالات ونماذج لتأثیر الزمن والمکان فی قضیة الاجتهاد. ان الکاتب یمیل إلى تأثیر الزمان والمکان المباشر على معاییر وقضایا الاحکام الفقهیة ولیس فی جانب الاحکام نفسها أو فی المصادر أو فی الأدلة. على هذا فانه یعتبر بان الزمان والمکان لهما التاثیر فی قضیة "الاجتهاد التفریعی والتطبیقی". ان التغییر فی القضایا أو التغییر فی السمات أو ظروفها، تتطلب احکاما جدیدة اذ یقدمها المجتهد اعتمادا على المصادر الفقهیة.

6.       حبیب، ه. ا. ر. «مبادى الروح العصریة، الدیانة المتجدد، القانون و المجتمع» الاتجاهات الحدیثة فی الاسلام. ترجمة هاشم الحسینی. بیروت، دار المکتبة الحیاة، ١٩٦٦ م، ص ٦٧ – ١٤٣

7.       حسن، حسن عباس. «التطور و التحول»  الصیاغة المنطقیة للفکر السیاسى الاسلامى. بیروت، الدار العالمیة، ١٤١٢ ق. ص ٦٩ – ٨٠

8.       حسین، محمد الخضر. الشریعة الاسلامیه صالحة لکل زمان و مکان.  قاهره، ١٣٩١ ق. تم تقدیم ملخص هذا الکتاب فی مجلة نور الإسلام المجلد الأول رقم 3 (ربیع الأول 1349) ویحمل نفس العنوان.

9.        حنفى، حسن. التراث و التجدید  چاپ اول: القاهره، المرکز العربى للبحث و النشر، ١٩٨٠ م.- خان، وحید الدین. الاسلام و العصر الحدیث  ترجمه قطر الاسلام خان. بیروت: دار النفائس، ١٩٨٦ م. ١٥٧ ص.

10.   داوید، رنه. «انطباق حقوق اسلامى با دنیاى جدید».». در مجموعه نظام هاى بزرگ حقوقى معاصر. ترجمه حسین صفایى و دیگران. تهران، نشر دانشگاهى، ١٣٦٤، ص ٤٥٥ – ٤٦٢.  ان المؤلف یعد من القانونیین الفرنسیین. انه خصص الفصل الأول من الجزء الرابع من هذا الکتاب إلى القانون الإسلامی وتطرق إلى البحث من خلال ثلاثة عناوین وهی أساس القانون الإسلامی المتغیر وانطباق القانون الإسلامی مع العالم الحدیث وقانون الدول الإسلامیة. یتطرق من خلال العنوان الثانی إلى الیة انطباق الفقه الإسلامی مع العالم الحدیث. انه یشدد على ان الفقه الإسلامی لا یتعلق بالماضی وانه یحظى بالقبول فی الدول الإسلامیة فی یومنا هذا. ثم یقوم بالتطرق إلى الأسالیب والالیات التی تفعل الفقه فی مختلف العصور وتحدث عن أربعة أسالیب والیات وهی: اللجوء إلى الأعراف والعادات والاستفادة من العقد والحیل القانونیة وتدخل الحاکم. ان الشارع قد وقع على الکثیر من الأسالیب العرفیة ان العرف المتطور فی إطار المعاییر الإسلامی، مقبول. اما الأسلوب الثانی فهو یبین ضیق نطاق الاحکام الضروریة ویمکن للناس بهذا وفی حال غیاب القانون، القیام بوضع القوانین والمعاهدات. ان الحیل القانونیة (تغییر العنوان) وأخیرا الحاکم الحامل للاختیارات، یمتلک بحوزته الالیات الملائمة لتنشیط الفقه فی الساحات الاجتماعیة.

11.   الدرینى، محمّد فتحى.  «الجمود الفقهى و التعصب المذهبى» . بحوث مقارنة فى الفقه الاسلامى و اصوله، جلد اول: بیروت، الرسالة، ١٤١٤ ق. ٧١ - ١٠٨ ص. بما ان روح دین الإسلام تعارض الدوغمائیة والتزمت والتعصب، فأنها تستطیع ان تفتح شفرة المشاکل فی مختلف العصور وتقدیم الإجابة على الحاجات فی مختلف الأزمنة. یشدد الکاتب على ان الاجتهاد والقرآن والتسامح هی عناصر تجعل الفقه منطبقا مع الأزمنة.

12.   سر استمراریة صلاحیة الاسلام دینا و تشریعاً لکل زمان و مکان» دراسات و بحوث فى الفکر الاسلامى المعاصر، الجلد الثانی. دمشق، دار قتیبه، ١٤٠٨ ق. ص ٤٦٥ - ٤٦٨.

13.   .      الدسوقى، محمّد و الجابر، امینه. «عوامل النهضة الفقهیة الحدیثة». مقدمة فى دراسة الفقه الإسلامی. الدوحة (قطر): دار الثقافة، ١٤١١ ق. ص ٢٨٣ - ٣٠٢. تمت دراسة مسار الفقه الإسلامی السیسیولوجیا ضمن العناوین التالیة: تاریخ الفقه الإسلامی والمجتمعات الإسلامیة والوضع المتأزم الراهن للفقه وأسباب وعوامل ظهور النهضة الفقهیة الحدیثة وتجلیات هذه النهضة وخلق الأسالیب الحدیثة لإصلاح الفقه ومستقبل الفقه.

14.   .      الرافعى، مصطفى. الاسلام و مشکلات العصر . بیروت، الشرکة العلمیة للکتاب، ١٩٨٧ م. ٣٠٩ ص. قام بدراسة مدى إمکانیة الإسلام فی حلحلة مشاکل عصر التوفیق العملی والنظری وقام بدراسة دور الفقه فضلا عن تلک الدراسة.

15.    الزحیلى، وهبه. «تغیر الاحکام بتغیر الازمان او تغیر الفتوى بتغیر الزمان» . اصول الفقه اسلامى، جلد دوم. دمشق، دار الفکر، ١٤٠٦ ق. ١١١٦ - ١١١٨ . ان الاحکام تتغیر وفقا لتغییر العرف والمصالح الاجتماعیة والناس أو بسبب ظهور ضروریات أو مؤسسات حدیثة؛ غیر ان هذا الامر لع علاقة بالاحکام الاجتهادیة والمعاملات والاحکام العبادیة التی لا تتغیر.

16.   الزین، سمیح عاطف. «الاسلام ثابت لا یتغیر و لا یتطور بتغیر الزمان و المکان»  الاسلام وثقافة الانسان. بیروت، دار الکتاب اللبنانى، ١٣٩٣ ق. ص ٣١٦ - ٣١٩. یشدد على عدم تغییر الشریعة والاحکام الفقهیة وثباتها.

17.   سروش محلاتى، محمّد. «امام و نقش زمان و مکان در اجتهاد». آفتاب تابان (ویژه سومین سالگرد رحلت حضرت امام خمینى (ره)، روزنامه جمهورى اسلامى). خرداد ١٣٧١، ص ٤٣ - ٥١. یتضمن هذا الکتاب دراسة رؤى الامام قدس سره فی قضیة تأثیر الزمان والمکان.

18.   سلام، رفعت. بحث عن التراث العربى، نظرة نقدیة منهجیة . القاهرة: الهیئة المصریة العامة للکتاب، ١٩٩٠ م. ٣٤٣ ص. ان الفصول الثلاثة لهذا الکتاب وتحت العناوین التالیة: الثابت والمتحول والتراث والتجدید وجدل التراث والواقع، تتطرق إلى علاقات التطورات الزمنیة وتغییر متطلبات العصور مع أصول الدین والفقه الثابتة.

19.   شبلى، احمد. موسوعة النظم و الحضارة الاسلامیة (٦) المجتمع الاسلامى  چاپ ششم: قاهرة، مکتبة النهضة المصریة، ١٩٨٦ م. ٣٥٣ ص. ان الإسلام هو دین کافة الأزمنة ویلبی متطلبات الناس.

20.   شبلى، محمّد مصطفى. الفقه الاسلامى بین المثالیة و الواقعیة . بیروت، الدار الجامعیة، ١٩٨٢ م. ٢٥٢ ص ان التعبیر الاخر لقضیة فقه الزمن والمکان هی المثالیة والواقعیة اذ قام بدراستها المفکرون العرب. المثالیة تعنی الخیالیة والفکر المثالی وأنها تأتی فی النقیض من الواقعیة والاهتمام بالواقع والحقائق الاجتماعیة والإنسانیة. ان الکاتب وبهذه النزعة التی یحملها وتفید بان الفقه الإسلامی مرن وواقعی، یقوم بدراسة تحلیل العناصر والالیات التی جعلت الفقه مرنا ومتغیرا. هذا وان هذه التحلیلات تعتبر کأمثلة ومدلولات واقعیة. ان الکتاب هذا یقوم بتعریف واقعیة الفقه. ویرد على الشبهات التی تذهب إلى عدم مرونة الفقه. الکتاب مقسم إلى ثلاثة أجزاء: فی الجزء الأول یقوم بإیضاح ثلاثة قضایا: تعامل القیم الأخلاقیة المتحولة مع الاحکام الفقهیة وتأثیر العرف فی تغییر الاحکام وتأثیر العقل فی تغییر الاحکام الفقهیة. اما الجزء الثانی فهو تحلیلی یخضع المصادر الفقهیة إلى البحث نظرا إلى دور المصادر فی مرونة الفقه. اما الجزء الثالث فیتطرق إلى فاعلیة الفقه والتوفیق النظری والعملی له فی العصر الراهن فی مختلف ساحات الحیاة الإنسانیة کالمعاملات الربویة والحدود والتعزیرات.

21.   صادقى، محمد. فقه گویا یا فقه سنتى، فقه پویا یا...؟. قم: انتشارات جامعة علوم القرآن، بى تا، ١٠٠ ص. یرى الکاتب بان مقدرة الفقه وفاعلیته فی تقدیم الإجابة على الحاجات الزمنیة ولیس بالفقه التقلیدی ولیس بالفقه الفعال. على هذا انه وبنقد الفقه التقلیدی والفقه الفعال، وبسبب عدم اعتمادهما على القرآن کالمصدر الأول والاهتمام بالمصادر الأخرى، یرید تقدیم تیار ثالث، فی الفقه الشیعی ویسمى الفقه الفعال. ویرى بان المشاکل تحل بواسطة الفقه الفعال.

22.   صافى، لطف اللَّه. الاحکام الشرعیة ثابة لا تتغیر . قم، دار القرآن الکریم، ١٤١٢ ق. ٤٠ ص.  ان المؤلف یتطرق إلى إیضاح ثبوت الشریعة وخلودها من موقف المعارضة مع تغییر الشریعة وحکام الدین. هذا وجاء ملخص البحث هذا، فی العدد الأول من مجلة رسالة الثقلین.

23.   صعب، حسن. الاسلام تجاه التحدیات العصریة  چاپ اول: بیروت، ١٩٨٥ م.

24.   طباطبایى، سید محمد حسین. «اسلام و نیازمندیهاى انسان معاصر». مجموعه مقالات و پرسشها و پاسخها. به کوشش هادى خسرو شاهى، جلد اول. [تهران‏]، دفتر نشر فرهنگ اسلامى، ١٣٧١، ص ٤٧- ٨٦.

25.   العبادى، عبد اللَّه. تقدیم طاعة على اخرى او ترکها نظراً للزمان و المکان و الأحوال. الدوحة، دار الثقافة، ١٩٩٢ م. ٢٥٠ ص.

26.    عبد الحمید، محسن. منهج التغییر الاجتماعی فى الاسلام. بغداد، مکتبة القدس، [١٤٠٢ ق‏]. 157. انه مکون من 6 فصول وهی: السیسیولوجیا والتطورات الاجتماعیة والإسلام وتغییر المجتمع ومشروع وارضیة التغییر الاجتماعی فی الإسلام واهداف تغییر المجتمع فی الإسلام وأسباب عدم التطور الاجتماعی فی العالم الإسلامی وأسلوب التطور الاجتماعی فی الإسلام.

27.   عبد القادر، محمّد احمد. بین الاصالة والمعاصرة. اسکندریة، دار المعرفة الجامعیة، ١٩٩٤ م. ٤٨٠ ص.

28.   العشماوی، محمد سعید. اصول الشریعة. بیروت - قاهره. المکتبة الثقافیة - سینا للنشر، ١٤١٢ ق. تطرق إلى تبیین الأسس والمبادئ بهدف انطباق الشریعة وتطبیقها مع القضایا والمسائل الدولیة الحقیقیة والجرائم والقضایا الاقتصادیة ، کی یتم هذا التطبیق بسهولة بالاعتماد علیها.

29.   العمرى، نادیه شریف. «تغیر الفتوى بتغیر الازمنة و الامکنة». الاجتهاد فى الاسلام. بیروت، الرسالة، ١٤٠٦ ق. ص ٢٤٦ – ٢٥٤. ان الشریعة الإسلامی، لها المرونة فی التطبیق مع کافة الأزمنة والامکنة، ذلک انها تحیل القضایا إلى العرف وبعد الخروج بالرای العرفی تقوم باستنباط الفتوى. على هذا لا یجوز ان یکرر المفتی الفتوى السابقة فی العصر الراهن.

30.   فضل الرحمن. الاسلام و ضرورة التحدیث  بیروت. دار الساقی، ١٩٩٣ م. ٢٤٣ ص. ضرورة الاهتمام بالقضایا المستجدة وبالتحدید فی العصر الراهن على ید المتدینین والفقهاء.

31.   فؤاد، نعمت. الاسلام و انسان العصر  [قاهره‏]، مکتبة غریب، [١٩٩٠ م‏]، ١٣٥ ص.

32.   القرضاوى، یوسف. «الاجتهاد فى الشریعة الاسلامیه (مع نظرات تحلیلیه فى الاجتها دالمعاصر). الطبعة الثانیه، کویت، دارالقلم للنشر و التوزیع، ١٤١٠ / ١٩٨٩، ٢١٣ ص.

33.   قطب، محمّد. اسلام و تحولات زندگى. ترجمه محمّد على عابدى. چاپ اول: تهران، مؤلف، ١٣٥١. ٦١٢ ص. ان هذا الأثر هو ترجمة کتاب التطور و الثیاب فى الحیاة البشریة، ان الکاتب وبتقدیمه الأدلة التاریخیة والقضایا الدینیة، یرید دراسة هذه القضیة بان: الهیمنة على فکرة التطور فی أوروبا جاءت بعدم اعتبار أی شیء کأمر ثابت حتى الدین والمعنویات. بعد دخول هذا الأسلوب من التفکیر إلى المجتمعات الإسلامیة، تعرضت الأمور الثابتة إلى الخطر اذ تعتبر أسس الحیاة البشریة. على هذا یجب الابتعاد عن التطرف أو اللا مبالاة وجعل الإسلام یسیر إلى جانب الزمن بشکل معقول.

34.   .      کاتوزیان، ناصر. «قلمرو زمانى و مکانى حقوق». مقدمه علم حقوق و مطالعه در نظام حقوقى ایران. تهران، مدرس، ١٣٦٩. ص ٢٣٧ - ٢٦٢. انه یتطرق بعد الحدیث عن قضیتین وهما حدود القانون فی المکان وحدود القانون فی الزمن إلى دورهما. مع ان رؤیة الکاتب قانونیة بحتة لکنه یتبنى مقاربات ممتازة للفقه والزمن. ان المبحث الثانی یرید تقدیم الإجابة على ثلاثة أسئلة وهی متى یمکن تنفیذ القانون ومتى تنتهی سلطة القانون وهیمنته وهل یشرف القانون على المستقبل وینظر الیه. ان تلک الأسئلة جاریة المفعول فی باب الاحکام الفقهیة.

35.   متولى، عبد الحمید. ازمة الفکر السیاسى فى العصر الحدیث . قاهرة، الهیئة المصریة العامة للکتاب، ١٩٨٥ م. ٣١٤ ص.  ان الفکر الإسلامی وبالتحدید فی الجانب الفقهی فی العصر الراهن، یواجه ازمة، فمن تجلیات هذه الازمة، عدم فاعلیة فقه المتطلبات فی هذا العصر. على هذا ان الدول الإسلامیة، تستخرج الدستور أو القوانین الاحرى من مصادر غیر الفقه الإسلامی. تم تقسیم الکتاب إلى ثلاثة/ دراسة هذه الازمة وتجلیاتها ودراسة الأسباب والعلل وأخیرا البحث عن سبل معالجة الازمة. ان هذه الحلول قدمت نظرا إلى الطابع العصری للفقه.

36.   المحمصانى، صبحى «ملائمة الشریعة لحاجات العصر الاجتماعیة» . الثقافة الاسلامیة و الحیاة المعاصرة. اعداد محمد خلف اللَّه. قاهرة. مکتبة المنهضة المصریة، ١٩٦٢ م. ص ١٦١ - ١٨٣.

37.   مدرسى طباطبایى، حسین. «ضرورت احیاء فقه اسلامى». در کتاب زمین در فقه اسلامى، جلد اول: تهران، نشر فرهنگ اسلامى، ١٣٦٢، ص٩-٢٠. یتوقف احیاء الفقه على تقربه من القانون وتزویده بالأسلوب والمنهج الحدیث. یعبر هذا الکتاب فی الحقیقة عن الیة وکیفیة تفعیل الفقه لتلبیة الحاجات الزمنیة.

38.   مطهرى، مرتضى. اسلام و مقتضیات زمان، دو جلد. تهران، صدرا، ١٣٦٢ - ١٣٧٠. ٢٤٣ - ٢٥٨ ص. ان الکتاب یتضمن محاضرات الکاتب منذ عام 1350 وانه یعتبر أول الکتب التی تطرقت إلى هذا الامر فی  ایران. تبدأ المقدمة بهذه الجمل: ان المثقف المسلم فی عصرنا یعد بقاء الدین وخلوده یتوقف على السیر إلى جانب هذه التطورات وتلبیة المتطلبات وانها تشکل اهم قضیة اجتماعیة. ان الحل الذی یقدمه لفاعلیة هذا الدین هو الاجتهاد المستمر للفقهاء فی الاحداث الجدیدة والطارئة وفقا لعنصر الدین الثابت. ان مفاهیم کالخاتمیة والنسخ والنسبیة وإطلاق القضایا الدینیة والعقل والمصالح والمفاسد والینبغیات واللا ینبغیات، وبهذا استعان بشروط الاحکام کی یقدم نظریة الاجتهاد بفاعلیة کبرى. ان الجلد الثانی یتطرق إلى نقد الرؤیة الجبریة وبالتحدید الجبریة التاریخیة وان جوهره یتبلور فی عدم الاعتقاد بالعناصر الثابتة وحقانیة التجدید المتطرف. نشرت ترجمة الکتاب بالعربیة بعنوان: الاسلام ومتطلبات العصر، على هاشم (مشهد، بنیاد پژوهشهاى اسلامى، ١٤١١ ق).

39.   النمر، عبد المنعم. «متى تتغیر الاحکام و لماذا؟ ما السیاسة الشرعیة». عربى. الاجتهاد. قاهرة، الهیئة المصریة، ١٩٨٧ م. ص ١٢٥ - ١٤٥. ان الاحکام تتغیر وفقا لتغییر الزمان والمکان والظروف ویمکن تسمیة هذا الامر بمراعاة اقتضاء حال المسلمین. الدلیل على هذا نزول الشریعة تدریجیا طوال ثلاثة وعشرین عاما. ان واجب القادة الدینین هو وضع الاحکام وفقا لمصالح المسلمین. یسمى هذا الواجب السیاسة الشرعیة.

40.   یزدى، محمّد. اسلام همگام با زمان.تهران، مؤسسه ملى، ١٣٥٤، ص ٩ - ٥١. ان هذا الکتاب یشتمل على العناوین التالیة: مرور الزمن والقوانین والقصد من الزمن، والقوانین الثابتة نفسیا وتاثیر الزمن على القوانین الفطریة واساس الفطرة الثابت والإسلام یسیر إلى جانب الزمن.

41.   یوسف على، على. الاسلام و مشکلات العصر  بیروت، دار ابن زیدون، ١٩٨٥ م. ١٠٨ ص.

[4] . اجتهاد و مقتضیات زمان از دیدگاه امام خمینی (ره)؛ بی نام؛ باشگاه اندیشه

[5] . الحر العاملی، وسایل الشیعه، مکتبه الاسلامیه، جلد ٥،‌ص ٣٧٦

[6] . الشیخ طه الولی، المسجد فى الاسلام، دارالعلم للملابین، بیروت، ١٤٠٩ ه. ص ١٥٠ ؛ نقلا عن کتاب (اللؤلؤ و المرجان فیما اتفق علیه الشیخان)

[7] . قد یکون أکثر النماذج اثارة للانتباه هو تدخل النبی الاکرم صلى الل علیه وآله وسلم فی شؤون المساجد تلک التی حدثت فی تخریب وحرق مسجد، اطلق علیه مسجد ضرار. فعدد من المنافقین وبغیة توجیه الضربة للاسلام وتضعیف مکانة مسجد النبی الاکرم صلى الله علیه وآله وسلم، قاموا ببناء المسجد لکن بعد نزول الآیة المبارکة: وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا (التوبة آیة 107). فأرسل النبی الاکرم صلى الله علیه وآله وسلم عدد من أصحابه لکی یدمروا المسجد ویحرقوه ویحولوا المکان إلى مکان للنفایات. (العلامة الطباطبائی، تفسیر المیزان، الجلد التاسع، مؤسسة الاعلمی بیروت الطبعة الثانیة، 1391 للهجرة ص 392).

[8] . ان الخطب المسهبة والمختصرة التی القاها الامام فی منبر هذا المسجد، تم اعداد جزء منها على ید السید رضی فی نهج البلاغة وانها تتضمن التوصیة إلى الاخلاق والتقوى والمعنویة اکثر مما سواها.

[9] . . ابن اخوه،‌معالم القربه فى احکام الحسبه، اصت مکتبه دار الفنون بغداد، مکتبه المثنى بکیمبریج ١٩٣٧، ص ٢٤.

[10] .  هذا وشارک فی هذه العملیة النحسة جماعات من نخبة المجتمع –کما یسمون- لتقدیم المساعدة للخلافة، جماعات کمزوری الحدیث ورواة الحدیثة والشعراء والخطباء وقضاة البلاط.

[11] . دکتر محمد على موحد، ابن بطوطه، طرح نو، سال ١٣٧٦،‌ص ٢٢٤

[12] . اسد حیدر، الامام الصادق و المذاهب الاربعه، المجلد ١-٢ دار الکتاب العربی، بیروت، سال ١٣٩ هجری، الطبعة الثانیة، ص ٢١٢.

[13] . بحارالانوار، علاّمه محمد باقر مجلسی، ج ٨٢، ص ١٦٤، مؤسسة الوفاء، بیروت، دوره ١١٠ جلدی، الطبعة الثانیة، ١٤٠٣ هـ .ق.

[14] . سورة الجن آیة 18.

[15] . وسائل الشیعة، محمّد بن حسن العاملی، ج ١، ص ٢٦٨، باب ١٠ از ابواب وضو، روایة ٥،

[16] . المصدر نفسه.

[17] . مستدرک الوسائل، میرزا حسین نوری، ج ٣، ص ٣٦١، باب ٣، از ابواب احکام المساجد، روایة ١٤

[18] . الرعد، 28.

[19] . وسائل الشیعه، محمّد بن حسن العاملی، ج ٥، ص ٢٦٣، باب ٣١ از ابواب بقیّه الصلوات المندوبه، روایة ٣

[20] .  راجع: کشف الغطاء، شیخ جعفر جناحی الحلّی، کتاب الصلاة، ص ٢١١، دار الطباعة سیّد مرتضی، ١٣١٧

[21] . بحار الانوار، علاّمه محمّد باقر المجلسی، ج ٨٠، ص ٣٧٧

[22] . روضة الکافی؛ محمّد بن یعقوب الکلینی، ص ٣٩، دار التعارف، بیروت، ١٤١١ هـ .ق

[23] . وسائل الشیعة، محمّد بن حسن العاملی، ج ٣، ص ٨٥، باب ٢ از ابواب المواقیت، روایة ٤

[24] . المصدر نفسه، ص ٨٦، روایة ٨

[25] . المصدر نفسه، ج ٣، ص ٤٩٣، باب ١٤ از ابواب احکام المساجد، روایة ٤.

[26] . الکهف، 46.

[27] . وسائل الشیعة، محمّد بن حسن العاملی، ج ٦، ص ١٢، باب ٣ از ابواب ما تحب فیه الزکاة و ما تستحبّ فیه، روایة ٧

[28] . راجع: الکتاب نفسه، ص 217.

[29] . نداءه إلى اجتماع الصلاة العام، مهر 1389.

[30] . نقلا عن مقال: " ویژگی های امام جماعت موفّق" ؛ محمد مهدی قجری؛ مجلّه مبلّغان؛ عدد مرداد ١٣٨ص.

[31] . من لا یحضره الفقیه، شیخ صدوق، جامعه مدرسین، قم، ١٤١٣ ه . ق، الطبعة الثالثة ، ج ١، ص ٥٩

[32] . رابطه نظام اسلامى و مساجد نویسنده: رحیم نوبهار؛ موسسه فرهنگی تبیان، قم، ١٣٨٧

[33] . الکافی، ج ٣، ص ٣١٠.

[34] . وسائل الشیعة، ج ٥، ص ٤٤٧.

[35] . المصدر نفسه، ج 8، ص 420.

If you want to submit a comment, you should login to the system first. To login please click the login button.