Articles

الأزهر الشریف.. کتاب یوثق تاریخ جهاد مسجد

 4/21/2015
صدر مؤخرا کتاب (الجامع الأزهر الشریف)، وهو باکورة إنتاج مرکز دراسات الحضارة الإسلامیة والفکر الإسلامی المعاصر بمکتبة الإسکندریة والذی یوثق بالصور تاریخ وعمارة وفنون أعرق مسجد فی مصر فی ألف عام تحول خلالها من مسجد للصلاة إلى أحد أبرز وأشهر الجامعات الإسلامیة فی العالم.

ویذکر الکتاب أن أعمدة الجامع "جلبت من مبان سابقة على الإسلام امتازت بتیجانها المزخرفة" وأن بناءه تأثر "إلى حد کبیر" بتخطیط مسجد عقبة بن نافع بمدینة القیروان التونسیة ومسجد الزیتونة بالعاصمة التونسیة ولکن الجامع الأزهر شید بأیدی بنائین مصریین ومواد وتقنیات مصریة.
والکتاب الذی یقع فی 786 صفحة کبیرة القطع هو ثمرة مشروع بحثی قامت به مکتبة الإسکندریة بالتعاون مع مشیخة الأزهر وأعد مادته محمد السید حمدی وشیماء السایح بإشراف خالد عزب وراجعه محمد کمال الدین إمام. أما التصمیم الداخلی للکتاب فلکل من هبة الله حجازی وجیهان أبو النجا.
وقال شیخ الأزهر أحمد الطیب فی تصدیر الکتاب إن الأزهر عبر تاریخه ظل منارة تعلیمیة وثقافیة أسهمت فی "تنویر الأمة... واستعصائها على الذوبان والتلاشی أمام تقلبات التاریخ واضطراب الحضارات" .

وتنفیذا لأمر المعز لدین الله الفاطمی بدأ القائد جوهر الصقلی تشیید الجامع الأزهر عام 970 میلادیة فی العام التالی لوضع حجر الأساس لمدینة القاهرة. واستغرق بناء المسجد نحو 28 شهرا.
ویقول الکتاب إن المسجد فی البدایة لم یحمل اسم "الجامع الأزهر" وإنما "جامع القاهرة" وإنه ینسب إلى بنت النبی محمد وأم الإمام الحسین السیدة فاطمة الزهراء التی ینتسب إلیها الفاطمیون. کما قیل إنه حمل هذا الاسم "تفاؤلا بما سیکون له من الشأن والمکانة بازدهار العلوم فیه."

ولکن الجامع الذی تبلغ مساحته حالیا 11500 متر مربع ویعد الآن رمزا للإسلام السنی فی العالم شاهد على تقلبات سیاسیة کان لها تأثیر کبیر فی تغیر المذهب الدینی الرسمی فی مصر.
ویسجل الکتاب أن مؤسس الدولة الأیوبیة صلاح الدین الأیوبی الذی حکم بین عامی 1169 و1193 میلادیة أبطل "کل مظاهر الدولة الفاطمیة التی کانت تعتنق المذهب الشیعی الإسماعیلی المخالف للمذهب السنی مذهب الدولة الأیوبیة" حتى إنه أبطل صلاة الجمعة سنة 1169 بالجامع الأزهر وأقر صلاة الجمعة فی جامع الحاکم بأمر الله.
ورغم عدم إقامة صلاة الجمعة فی الجامع الأزهر فإنه احتفظ بدوره التعلیمی وظل مدرسة لتدریس العلوم الدینیة والعقلیة واللغویة فضلا عن إقامة الصلوات الخمس یومیا.

ویقول الکتاب إن الظاهر بیبرس البندقداری الذی حکم مصر بین عامی 1260 و1277 میلادیة أعاد صلاة الجمعة إلى الجامع الأزهر بدایة من یوم الجمعة 18 ربیع الأول 665 هجریة الموافق 17 دیسمبر 1266 میلادیة "بعد انقطاعها مدة تقارب مئة سنة" وقام بالتجدید فی عمارة الجامع.
ویذکر الکتاب جانبا من الدور السیاسی الوطنی للأزهر.
ویسجل أن ثورة القاهرة الأولى التی اندلعت یوم 21 أکتوبر 1798 ضد الاحتلال الفرنسی لمصر (1798-1801) وقتل فی ذلک الیوم الجنرال دیبوی فاتخذ الثوار من الجامع مقرا لهم فأطلق الجیش الفرنسی فی الیوم التالی القنابل على الجامع والمنطقة المجاورة "فانفجرت فی الجامع... حتى کاد أن یتداعى. وتغلبت قوة النار على قوة الثوار" فاقتحمه جیش الاحتلال.

ووصف المؤرخ المصری المعاصر للحملة الفرنسیة عبد الرحمن الجبرتی ذلک بقوله "ثم دخلوا إلى الجامع الأزهر وهم راکبون الخیل... وربطوا خیلهم بقبلته وعاثوا بالأروقة وکسروا القنادیل... ونهبوا ما وجدوه من المتاع... ودشتوا الکتب والمصاحف وعلى الأرض طرحوها وبأرجلهم ونعالهم داسوها."
ویقول الکتاب إنه فی ثورة 1919 کان الجامع الأزهر مرکزا للتحریض على قوات الاحتلال البریطانی "ولم یتورع جنود الاحتلال البریطانی من انتهاک حرمة الجامع الأزهر کما فعل الفرنسیون" حیث قام جنود الاحتلال یوم 11 دیسمبر 1919 بمطاردة المتظاهرین المحتمین بالجامع واقتحموه "بنعالهم" واحتج علماء الأزهر بشدة على هذا السلوک فاضطر الجنرال اللنبی المندوب السامی البریطانی إلى "تقدیم اعتذار رسمی لشیخ الجامع الأزهر."

 

 

If you want to submit a comment, you should login to the system first. To login please click the login button.