Articles

تأثیر القرآن فی الأخلاق (مقدمات فی الأخلاق)

 5/1/2015
عن رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم قال: "القرآن غنى ولا غنى دونه ولا فقر بعده"1.
ضرورة التشریع‏
إنّ‏َ لمن الضروری لکلّ‏ِ أمّة لکی تنهض وتتقدّم أن یکون لها قانون ونظام وتشریع تعتمد علیه فی حیاتها الفردیة والاجتماعیة...
فالتشریع ینظِّم لأی أمّة شؤونها الدنیویة حتى لا یصبح هناک فوضى، وحتى لا یکون لکلّ‏ِ إنسان قانونه الخاص، ونهجه المتفرِّد، فیتَّبع کلّ‏ُ إنسان هواه ومیله وما یشتهیه، فحینئذ یصبح النظام فوضى، والشریعة شهوات، والقانون أنانیّة ومصالح ضیّقة.
القانون والتشریع متناسقان مع التقدّم والحضارة، فإذا فُقدا (القانون والتشریع) فُقِدت الحضارة، هذه حقیقة یثبتها الوجدان، وتجارب الأمم عبر التاریخ.
فما من أمّة خلت من تشریع أو نظام أو تفلتت منهما ولم تطبقهما إلا وکان مصیرها الفساد والموت والاندحار.
إنّ‏َ الإنسان یختلف عن الحیوان فی أن لدیه تشریعاً وقانوناً یسیر علیه، أو بالأحرى: إنه قابل لأن یسیر على النظام والشریعة لو أراد، لأنه یملک العقل والإرادة، بخلاف الحیوان الذی لا یملکهما.
إننا إذا نظرنا إلى التاریخ نجد أنه حتى الإنسان (القدیم) البدائی هو أیضاً لدیه شریعة على قدر مستواه من الرقی والتمدُّن، فهو یتبع تُراث قبیلته، وما تراث القبیلة إلا مجموعة أنظمة وعادات وشرائع.
یقول "ألفرد رسل ولاس": "لقد عشت مع جماعات الهمج فی أمریکا الجنوبیة وفی الشرق، ولم أجد بینهم قانوناً ولا محاکم سوى الرأی العام الذی یعبِّر عنه أهل القریة تعبیراً حُرَّاً، فکلّ‏ُ إنسان یحترم حقوق زملائه احتراماً دقیقاً، فالاعتداء على هذه الحقوق یندر وقوعه أو یستحیل، إن الناس جمیعاً فی مثل هذه الجماعة متساوون تقریباً"2.
فأنت ترى فی هذه القبیلة أنه لا یوجد لدیها قانون مکتوب ولکن فی النتیجة لدیهم عرف وعادات متّبعة وهی بمثابة تشریع ولو کان بدائیاً.
وتجدر الإشارة إلى الفارق بین التقالید والأعراف والعادات وبین القانون والتشریع والنظام، فالأولى وإن کانت تعطی شیئاً من الاستقرار والنظام إلا أنها ضروریة لمرحلة من عمر الإنسانیة على الأرض، إنها تصلح لمجتمعات ضیِّقة بدائیة، وکلّما تطوّر الإنسان واتسعت المجتمعات وتعقّدت علاقاتها کلما احتاج الأمر إلى القانون والتشریع، ولا تکفی التقالید فی السیر به نحو الأمام.
وإذا أضیف إلى القانون والتشریع مشرِّع غیر إنسانی، أی کان إلهیاً سماویاً، کان لهما (أی للقانون والتشریع) قوَّة أکبر فی التأثیر على الإنسان.
فشتَّان بین التشریع الإنسانی المحکوم لنقصه وضعفه، لعدم معرفته بکلّ‏ِ ما یصلحه وما یفسده، ولکونه یتبع هواه ومصالحه، وبین التشریع الإلهی الکامل باعتبار أن خالق الإنسان أعرف به وبأمراضه ومشاکله وکیفیة علاجها.
خذوا مثالاً: الإنسان الجاهلی عندما کان یُقتل أحدُ أقربائه، فیقول: إنّ الثأر ثأری وسأردّ عن نفسی ما لحق بی، فیقتل دون حسیب أو رقیب، ولا یکتفی بقتل القاتل وإنما لو تُرک وقدرته لقتل عشیرة القاتل بأجمعها!
هذا مثال واحد على ذلک، وإذا أردنا أن نکثر من الأمثلة لطال بنا المقام.
القانون الإنسانی الوضعی ینظر إلى الأرض فقط وإلى جسد الإنسان ویغفل طاقاته الأخرى، بینما القانون الإلهی (القرآن الکریم) ینظر إلى الأرض وإلى السماء، إلى الدنیا وإلى الآخرة، إلى الجسم وإلى الروح، ینظر إلى ابن ادم بکلِّه لا لجهة واحدة من جهاته.

القرآن الکریم القانون الإسلامی الدائم‏
القرآن الکریم أنزله اللَّه مهیمناً على الکتب التی سبقته (التوراة والإنجیل) وهو خاتم الکتب کما أن الإسلام خاتم الدیانات جاء القرآن لیکمل ولیصحِّح الانحرافات والتحریفات التی اعترت التوراة والإنجیل.
قال اللَّه تعالى فی کتابه الکریم: ?أَنزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ الْکِتَابِ وَمُهَیْمِنًا عَلَیْهِ فَاحْکُم بَیْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءکَ مِنَ الْحَقِّ لِکُلٍّ جَعَلْنَا مِنکُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًاً...?(المائدة:48).
وما یشیر إلى تحریف کلام اللَّه من أهل الکتاب ?مِّنَ الَّذِینَ هَادُواْ یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ?(النساء:46)، ?یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُکِّرُواْ بِهِ?(المائدة:13)، ?َقَدْ کَانَ فَرِیقٌ مِّنْهُمْ یَسْمَعُونَ کَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ یُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ?(البقرة:75).
وهناک بحوث عدیدة وکتب کثیرة تبحث فی تحریفات التوراة (العهد القدیم) والإنجیل (العهد الجدید) ولا نرید أن ندخل فی تفاصیل ذلک.
فقط نشیر إلى مسألة تاریخیة اجتماعیة یتبیّن لنا من خلالها فشل (العهد الجدید) والمسیحیة الکنسیة بالتالی فی إصلاح المجتمعات التی تدَّعی اتباعها للمسیح علیه السلام.
من المعروف تاریخیاً أن المسیحیة دخلت إلى الدولة الرومیة فی سنة 306م، ولم تستطع المسیحیة (بإنجیلها المحرّف) أن تغیِّر من سیرة الروم المنحطَّة وأن تبعث فیهم حیاة جدیرة، حیاة دینیة نقیة طاهرة... بل إنها فشلت فشلاً ذریعاً... والیوم المجتمع الغربی الذی هو فی الحقیقة وارث الدولة الیونانیة والرومیة نسخة صادقة وصورة طبق الأصل عن الیونان والرومان فی انحرافاتها.
فلم تستطع المسیحیة وفشلت فی إصلاح الغربیین، ومفاسدُهم معروفة ومشهورة.
یقول محمد أسد (الأستاذ الألمانی المهتدی) فی کتابه "الإسلام على مفترق الطرق": "لا شک أنه لا یزال فی الغرب أفراد یعیشون ویفکرون على أسلوب دینی... ولکنّهم شواذ، إن الرجل العادی فی أوروبا... إنما یعرف دیناً واحداً، وهو عبادة الرقی المادی والاعتقاد بأنه لا غایة فی الحیاة غیر أن یجعلها الإنسان أسهل... أمّا کنائس هذا الدین فهی المصانع الضخمة ودور السینما... ودور الرقص... وأما کهنتهم فهم رؤساء الصیارف... والممثلات وکواکب السینما وأقطاب التجارة... ونتیجة هذه النهامة للقوّة والشدة للّذة، النتیجة اللازمة ظهور طوائف متنافسة مدجّجة بالسلاح، والاستعدادات الحربیة، مستعدة لإبادة بعضها بعضاً إذا تصادمت أهواءها ومصالحها، أما فی جانب الحضارة فنتیجتها ظهور طراز للإنسان یعتقد الفضیلة فی الفائدة العملیة والمثل الکامل عنده والفارق بین الخیر والشر هو النجاح المادی لا غیر"3.
أما الیهود فإنهم أفسد خلق اللَّه، والمراجع لتوراتهم المحرّفة یرى فیها البلایا والتعالیم العنصریة الشاذة، فالیهود نسخة عن توراتهم المحرّفة، والإناء بالذی فیه ینضح.
أما القرآن الکریم فهل حقّاً هو المهیمن على الکتب التی قبله؟ وهل استطاع تغییر أمّة؟ یقول ول دیورانت: "وقد ظلّ‏َ (القرآن) أربعة عشر قرناً من الزمان محفوظاً فی ذاکرتهم (المسلمین)، یستثیر خیالهم، ویشکِّل أخلاقهم، ویشحذ قرائح مئات الملایین من الرجال. والقرآن یبعث فی النفوس... أسهل العقائد، وأبعدها عن التقیّد بالمراسم والطقوس، وأکثرها تحرراً من الوثنیة والکهنوتیة. وقد کان له أکبر الفضل فی رفع مستوى المسلمین الأخلاقی والثقافی، وهو الذی أقام فیهم قواعد النظام الاجتماعی والوحدة الاجتماعیة، وحضّهم على اتباع القواعد الصحیة، وحرّر عقولهم من کثیر من الخرافات والأوهام، ومن الظلم والقسوة، وحسن أحوال الأرقاء، وبعث فی نفوس الأذلاء الکرامة والعزة، وأوجد بین المسلمین (إذا استثنینا ما کان یقترفه بعض الخلفاء المتأخرین) درجة من الاعتدال والبعد عن الشهوات لم یوجد لها نظیر فی أیة بقعة من بقاع العالم یسکنها الرجل الأبیض..."4.
هذه شهادة للقرآن الکریم من أحد الغربیین، وهو مؤرخ کبیر معروف، ألیس فی شهادته دلالة على غنى القرآن وعظمته؟
ألیس فی شهادته دلالة على مدى تأثیر القرآن وفاعلیته؟

القرآن بین الأمس والیوم‏
لقد کان المسلمون الأوائل یثقون بقرانهم ویلتزمون بتعالیمه بکلّ‏ِ قوّة، لذلک کانوا أقویاء أعزاء، ومثال على قوّة التزامهم بالشریعة القرآنیة:
یقول أنس بن مالک: "بینما أنا أدیر الکأس على أبی طلحة، وأبی عبیدة بن الجراح وأبی دجانة، ومعاذ بن جبل، وسهیل بن بیضاء، حتى مالت رؤوسهم من الخمر، إذا سمعت منادیاً ینادی: ألا إنّ‏َ الخمر قد حرِّمت، قال: فما دخل علینا داخل ولا خرج منا خارج حتى أهرقنا الشراب وکسرنا القلال، وتوضأ بعضنا، واغتسل بعضنا، وأصبنا من طیب أم سُلیم ثم خرجنا إلى المسجد"5.
وعن أبی بریدة عن أبیه قال: "بینما نحن قعود على تراب لنا ونحن نشرب الخمر، إذا قمت حتى آتی رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم، فأسلِّم علیه، وقد نزل تحریم الخمر، فجئت أصحابی فقرأت الآیة علیهم إلى قوله "فهل أنتم منتهون" قال: "وبعض القوم شربته فی یده شرب بعضاً وبقی بعض فی الإناء، فأراقوا ما فی کؤوسهم. ثم صبّوا ما فی باطیتهم: وقالوا انتهینا ربّنا"6.
والأمثلة کثیرة على ذلک.
هذا هو المجتمع الإسلامی الأوّل، إنه مفعم بالإیمان بشریعته القرآنیة، یلتزم بشدّة وبسرعة وبلا جهد سوى أن أمر اللَّه قد نزل، فلا حاجة للدعایة والنشر والکتب والخطب.
یقال أن حکومة أمریکا منعت الخمر، وطاردتها فی بلادها واستعملت جمیع الوسائل کالمجلات والجرائد والمحاضرات والصور والسینما لبیان مضارها ومنافعها، ویقدرون ما أنفقته الدولة فی الدعایة ضد الخمر بملایین الدولارات، وأن ما نشرته من الکتب والنشرات یشتمل على 10 بلایین صفحة، وما تحمّلته فی سبیل تنفیذ قانون التحریم فی مدة أربعة عشر عاماً لا یقل عن 250 ملیون جنیه وقد أعدم فیها 300 شخص، وسجن 532335 شخص، وبلغت الغرامات 16 ملیون جنیه، وصادرت من الأملاک ما یبلغ 400 ملیون وأربعة ملایین جنیه، ولکن کل ذلک لم یزد الأمة الأمریکیة إلا غراماً بالخمر وعناداً فی تعاطیها، حتى اضطرت الحکومة سنة 1933م إلى سحب القانون وإباحة الخمر فی مملکتها مطلقا7ً.
قارنوا بین الأمة الإسلامیة الأولى والأمة الأمریکیة الحدیثة، تجدون الفرق الهائل بین الأمتین، أمة سهلة الطاعة، وأخرى مستعصیة على الحل، الأولى کفاها قول: ?َهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ?( المائدة:91)، والثانیة لم یکفها 10 بلایین صفحة تدعو إلى الانتهاء عن شرب الخمر!
والمؤسف أن مجتمعنا الإسلامی الحدیث، غیر ملتزم بالشریعة القرآنیة الالتزام المطلوب، لذلک انهزم هذا المجتمع وتفرّق وضعف.
فهل أمتنا الإسلامیة الحدیثة ترید أن تکون کرائدة العصر کما یقولون، أم أنها ستقتدی بالمسلمین الأوائل؟
إن العالم الغربی یتخذ من ضعف المسلمین وفشلهم فی الحیاة السیاسیة والاقتصادیة وغیر ذلک دلیلاً على عدم صلاح الشریعة القرآنیة لقیادة العالم فضلاً عن قیادة المسلمین.
والحقیقة هی: أن ضعف المسلمین الیوم وفشلهم إنما هو لعدم التزامهم وتسلیمهم للشریعة والقانون القرآنی، فالضعف والفقر لیس فی القرآن، إنما فی المسلمین غیر المسلّمین للقرآن.
فإذا أراد المسلمون مجتمعاً وأفراداً الغنى فما علیهم إلا أن یسلِّموا ویثقوا بقرآنهم، ولا یهجروه، بذلک فقط، یصبحون أغنیاء فی فکرهم وروحهم وأخلاقهم وحیاتهم الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة.

القرآن فی القرآن (نماذج)
o أوصاف القرآن
?... وَالْقُرْآنَ الْعَظِیمَ?(الحجر:87)، ?إِنَّهُ لَقُرْآنٌ کَرِیمٌ?(الواقعة:77)، ?تِلْکَ آیَاتُ الْقُرْآنِ وَکِتَابٍ مُّبِینٍ?(النمل:1)، ?وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ?(یس:2).

o غایة القرآن
?إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِیًّا لَّعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ?(یوسف:2)، ?... قُرآنًا عَرَبِیًّا غَیْرَ ذِی عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ یَتَّقُونَ?(الزمر:28)، ?شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِیَ أُنزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ?(البقرة:185)، ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِینَ?(الإسراء:82).

o کیف نتعامل مع القرآن؟
?أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?(محمد:24)، ?فَاقْرَؤُوا مَا تَیَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ?(المزمل:20)، ?وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ?(الأعراف:204)، ?وَقَالَ الرَّسُولُ یَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا?(الفرقان:30).

القرآن لمن؟
?کِتَابٌ فُصِّلَتْ آیَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِیًّا لِّقَوْمٍ یَعْلَمُونَ?(فصلت:3).

التحدِّی بالقرآن
?قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن یَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ یَأْتُونَ بِمِثْلِه?(الإسراء:88).

حفظ القرآن من التحریف
?وَمَا کَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن یُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ?(یونس:37)، ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ?(الحجر:9).

القرآن فی الحدیث (نماذج)
o القرآن فی کلّ‏ِ زمان جدید
عن الإمام الرضا عن أبیه علیهما السلام: "إنّ‏َ رجلاً سأل أبا عبد اللَّه علیه السلام ما بال القرآن لا یزداد على النّشر والدّرس إلا غضاضة؟ فقال: لأن اللَّه تبارک تعالى لم یجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو فی کل زمان جدید، وعند کل قوم غضّ إلى یوم القیامة"8.

o اعملوا بالقرآن
عن الإمام علی علیه السلام: "اللَّه اللَّه فی القرآن، لا یسبقکم بالعمل به غیرکم"9.

o العمل بالقرآن خروج من الفتنة
عن الحارث الأعور قال: دخلت على أمیر المؤمنین علیه السلام فقلت: یا أمیر المؤمنین إنّا إذا کنّا عندک سمعنا الذی نسدّ به دیننا، وإذا خرجنا من عندک سمعنا أشیاء مختلفة مغموسة، لا ندری ما هی؟ قال: أو قد فعلوها؟ قال: قلت: نعم.
قال علیه السلام: "سمعت رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم یقول: أتانی جبرائیل فقال: یا محمّد سیکون فی أمّتک فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: کتاب اللَّه فیه بیان ما قبلکم من خبر وخبر ما بعدکم، وحکم ما بینکم"10.

o شفاء من أکبر الداء
عن الإمام علی علیه السلام: "إنّ‏َ فیه شفاء من أکبر الداء، وهو الکفر والنفاق، والغی والضلال"11.

o کیف نتعامل مع القرآن؟
عن الإمام الصادق علیه السلام: "ینبغی للمؤمن أن لا یموت حتى یتعلّم القرآن، أو أن یکون فی تعلُّمه"12.
عن رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم: "من علّم رجلاً القرآن فهو مولاه لا یخذله ولا یستأثر علیه"13.
عن الإمام الصادق علیه السلام: "الحافظ للقرآن، العامل به، مع السَّفرة الکرام البررة"14.
عن الرسول صلى الله علیه وآله وسلم: "إذا أحبّ أحدکم أن یحدِّث ربّه فلیقرأ القرآن"15.

o القرآن إمامنا وقائدنا
عن الإمام علی علیه السلام: "علیکم بالقرآن فاتّخذوه إماماً قائداً"16.

خاتمة
لنجعل القرآن إمامنا وقائدنا، فیه هدایتنا، وشفاؤنا، وزیادة عقلنا وعلمنا، ولا نقرؤه للقراءة فحسب، بل للعمل به، حتى یکون لنا میزان أعمالنا، ونوراً نمشی به فی الناس.

*أغنى الناس، إعداد ونشر جمعیة المعارف الإسلامیة الثقافیة، ط1، شوال 1424هـ ، ص53-64.
الهوامش:
1- وسائل الشیعة، الحر العاملی، ج‏6، ص‏168.
2- قصة الحضارة، ول دیورانت، مج‏201، ج‏1، ص‏48، دار الجیل.
3- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمین، أبو الحسن الندوی، ص‏200 199.
4- قصة الحضارة، ول دیورانت، مج‏14 13، ج‏13، ص‏69.
5- تفسیر ابن کثیر، مج‏3، ص‏284.
6- تفسیر ابن کثیر، مج‏3، ص‏284.
7- ماذ خسر العالم بانحطاط المسلمین، أبو الحسن الندوی، ص‏91 فی الحاشیة.
8- میزان الحکمة، الری شهری، مج‏8، ص‏70، ح‏16135.
9- ن.م، ص‏67، ح‏16121.
10- ن.م، ص‏66، ح‏16110.
11- ن.م، ص‏71، ح‏16137.
12- ن.م، ص‏73، ح‏16151.
13- ن.م، ص‏75، ح‏16165.
14- ن.م، ص‏76، ح‏16175.
15- ن.م، ص‏81، ح‏16197.
16- ن.م، ص‏68، ح‏16125.
If you want to submit a comment, you should login to the system first. To login please click the login button.